أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - فشل المبتغى السياسوي الضيق لحزب العدالة والتنمية















المزيد.....

فشل المبتغى السياسوي الضيق لحزب العدالة والتنمية


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش المشهد السياسي المغربي هذه الفترة على إيقاع محاولة اقتناص حزب العدالة والتنمية للفرصة، ورغبته في ملء الفراغ الحاصل في الساحة السياسية، وتعبيره القوي عن الإصرار المحموم على الوصول إلى موقع التدبير الحكومي من خلال الانتخابات التشريعية المرتقبة.
البروز المثير للاهتمام لهذا الحزب الديني في الآونة الأخيرة، يتم في ظل تراجعات كبيرة وترددات خطيرة تعرفها باقي الأحزاب المغربية، تخوفا من هشاشة بنياتها التنظيمية، ومن تراجع إشعاعها في أوساط قاعدتها الجماهيرية، ومن الحراك الاجتماعي الحالي الدافع في اتجاه تغيير غير محدد المعالم والغايات، وكذا من الضعف على مستوى نسج تنسيقات وتحالفات مساعدة على إقامة تقاطبات واضحة، وهو للأسف ما يزيد المشهد السياسي تعقيدا من حيث اتضاح الرؤى والبرامج السياسية العملية.
ويأتي تهافت هذا الحزب الديني كذلك، في ظل خريطة سياسية وانتخابية يحتل فيها حزب الأصالة والمعاصرة الرتبة الأولى حسب نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة، التي مكنته من الحصول على قاعدة واسعة من الهيئة الناخبة وفئات عريضة من المستشارين الجماعيين وأعضاء الغرف المهنية، إضافة إلى العدد الكبير من النواب والمستشارين البرلمانيين، وجعلته في موقع الحزب المتمكن ميدانيا من التأثير الإيجابي على الكتلة الناخبة لصالحه فيما نستقبله من استحقاقات، كما جعلته في موقع الحزب المحتمل حصوله على رتبة مشرفة في الانتخابات التشريعية المقبلة، بما يخوله المشاركة في أول حكومة بعد التغيير الدستوري العميق.
حزب العدالة والتنمية ـ وهو حزب ديني يدعي الاستناد إلى المرجعية الإسلامية من منطلق المساهمة "الذكية والمعتدلة" في تقوية مناحي الغلو الديني، عبر الشحن والتوجيه المنغلق، الهادف إلى توظيف الدين الإسلامي سياسيا ومصلحيا بما يتماشى مع أهدافه الانتخابية ـ لم يعد يرقه هذا الوضع السياسي الراهن الذي يعد لغير صالحه، فامتطى صهوة دغدغة عواطف الرأي العام والتهجم على كافة القوى السياسية المتواجدة، ليضيف هذه السلوكات المشحونة بالحقد والكراهية المتنافية مع أخلاقيات التنافس الديمقراطي إلى رصيده على مستوى التوظيف السياسي للدين، ودفاعه المستميت على المتورطين في العمليات الإرهابية، وتغطيته السياسية التي يوفرها لكل التيارات السلفية المتطرفة، بهدف الرهان عليها في كل الاستحقاقات السياسية ببلادنا.
في السنوات الأخيرة، لم يتمكن الحزب من الحفاظ على "توازنه" السياسي والانتخابي بعد تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، فعمد إلى"مبدأ التقية" في القيام بعمليات التوفيق بين دفاعه البليد عن الهوية الدينية للأمة، وبين دفاعه المنافق عن الديمقراطية بمفهومها الكوني، وهو ما جعله في مأزق سياسي حقيقي، لم ينفع معه سوى تحركه في غضون الإصلاح الدستوري الأخير ليلعب أحد أدواره القذرة، المتمثل في تصعيد لهجته تحت ذريعة "المساس" بالهوية، خاصة في الشق المرتبط بإسلامية الدولة، وهو تحرك لم يكن سوى بإيعاز من التيار المحافظ داخل أجهزة الدولة، فرضي لنفسه أن يُستَخدَم أداة للالتفاف على مطلب القوى الديمقراطية تضمين الدستور الجديد مقتضيات حداثية جريئة؛ من قبيل حرية المعتقد.
وفي مقابل هذا الدور، وبهدف الحصول على مرتبة متقدمة في الانتخابات المقبلة، وبغاية المشاركة في التدبير الحكومي الآتي، لجأ الحزب إلى الاحتماء بالتيار المحافظ داخل أجهزة الدولة للضغط من أجل تمكينه من ذلك، عبر القيام بمحاولات تحجيم قوة حزب الأصالة والمعاصرة وافتعال قضايا زائفة، تلك التي ـ للأسف ـ انجرت إليها بعض المكونات السياسية، علما بأن هذا الحزب غير معني تماما بتطبيق الآليات الديمقراطية في الحصول على موقع سياسي وانتخابي متقدم، وأن كل ما في الأمر هو التوجه نحو الضغط على السلطات من أجل دعمه في الاستحقاقات المقبلة.
ولتيسير سبل الوصول إلى هدف المشاركة في التدبير الحكومي المقبل، عمد حزب العدالة والتنمية إلى الإلحاح على ضرورة البدء بإجراء الانتخابات المحلية، بغرض سحب البساط لحزب الأصالة والمعاصرة الذي احتل المرتبة الأولى عبر نتائج آخر استحقاق انتخابي، وبهدف التمكن من فرصة الاستحواذ التام على الجماعات المحلية التي ستعطي للحزب الديني إمكانيات التأثير على الكتلة الناخبة، بما يجعله في وضع مريح على مستوى التباري على المقاعد البرلمانية.
غير أن هذا المطلب اصطدم من جهة بتوافق العديد من الأحزاب السياسية على إجراء الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها والمتعلقة بالغرفة الأولى "مجلس النواب"، ومن جهة أخرى بإصرار السلطات على البدء بإجراء الانتخابات التشريعية، تسريعا بتنزيل روح ومضامين الدستور الجديد.
وبما أن الفشل كان حليف حزب العدالة والتنمية في تطبيق مبتغاه السياسوي الضيق، عمد مرة أخرى إلى المطالبة بالعديد من الشروط التي تخوله تقنيا إمكانية الالتفاف على ما تم التوافق بشأنه من قبل المكونات السياسية، منها إجراء مراجعة جذرية للوائح الانتخابية، وإجراء حركة تغيير واسعة في صفوف الولاة والعمال، الذين يتهمهم بالموالاة لحزب الأصالة والمعاصرة، دون أدنى اكتراث للجانب القانوني الذي يضع هذا الحزب في قفص الاتهام على خلفية نشر أخبار زائفة وإهانة موظفين بسبب أدائهم المهني. إضافة إلى تلويحه الدائم بورقة النزول إلى الشارع إلى جانب جماعة العدل والإحسان وباقي الجماعات الدينية المتطرفة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه.
فلا الانخراط الفعلي في مسار الإصلاح الجاري ببلادنا، ولا التفعيل الديمقراطي للمقتضيات الدستورية الجديدة، ولا إعادة الثقة للمواطن في المؤسسات، ولا القطع النهائي مع منطق التحكم في الحياة السياسية ومع منطق الابتزاز السياسوي الضيق، ولا توفير شروط تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، كل ذلك لا يدخل في مجال اهتمام حزب العدالة والتنمية، بل كل ما يهمه هو القيام بـ"المجهود اللازم" للضغط على الدولة والأحزاب السياسية كي تصبح في خدمة أجندته، مستغلا في ذلك الحراك السياسي والاجتماعي الجاري اليوم في بعض بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
فالمطلوب اليوم، مواقف سياسية شجاعة تجاه هذا التعاطي السياسوي الرديء، والانخراط في سياق توفير الشروط القانونية والسياسية لنزاهة الاستحقاقات المقبلة وشفافيتها، دون تراجع أو تردد أو مزايدة.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات التشريعية القادمة والسباق المحموم لحزبي الاستقلال ...
- حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية: الابتزاز السياسي قبيل الاس ...
- دور حزب الاستقلال في إفساد مسار التنمية والدمقرطة والتحديث
- عطب التأهيل الذاتي للأحزاب عرقلة لمسار الإصلاحات السياسية ال ...
- حتى لا تتحول بعض الدوائر الإعلامية إلى أحزاب منافسة
- أحداث العيون بين منطق: الضغط المصالحي، والمزايدة السياسية، و ...
- أحداث العيون بين منطق: الضغط المصالحي، والمزايدة السياسية، و ...
- العدالة والتنمية وتوظيف مقدسات البلاد
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الأول ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثان ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثال ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الراب ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - فشل المبتغى السياسوي الضيق لحزب العدالة والتنمية