أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايليا أرومي كوكو - دانيال كودي: الجنرال في متاهته ...















المزيد.....

دانيال كودي: الجنرال في متاهته ...


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


دانيال كودي: الجنرال في متاهته ..
محمد عثمان ابراهيم


***
***
دانيال كودي أنجلو : الجنرال في متاهته ...!
أرجو ان يسمح لي الاخ / محمد عثمان ابرهيم ، بنقل مقاله والتعليق ادناه .
العنوان اعلاه كتبته في بعض اوراقي قبل نحومن أربعة ايام عنوان لمقال
لكن بسبب ترددي لم يتكتمل و لم ينضج رؤيته الاخيرة في ذهني فأثرت تأجيله
و بينما انا اقوقل أمر الجنرال في متاهته اذ اعثر علي هذا المقال الذي وددت كتابته
اني ممتن جداً شاكر للكاتب / محمد عثمان ابراهيم فهو قد عبر عن مأساتنا خير تعبير .

ايليا أرومي كوكو



لست متحاملاً على أحد، انني أكره الزيف والحروب"
حكمة لم يقلها اندريه مالرو


1
أحد أسوأ ما قدمته الأنقاذ في سنواتها الإثنتان وعشرين الماضية هو افتتاحها لأكبر بازار لشراء البضائع المقلدة والمزيفة. في كثير من الأحيان وحين يعز عليها الحصول على بضائع مقلدة، كانت –بحماس منقطع النظير- تقوم بصناعتها، ثم تعرضها في بازارها، ثم تشتريها ولسان حالها يقول: اشتر المقلد فهو أرخص ثمناً ثم إنه لا يدوم طويلاً! حين حاربها جون قرنق عقدت اتفاقات سلام مع كاربينو كوانين ورياك مشار وأروك طون ولام أكول، وحين حاربها عبدالواحد اتفقت مع مناوي، وحين حاربها مناوي وخليل وعبدالواحد اتفقت مع التجاني السيسي، وقبل ذلك حين حاربها الميرغني اتفقت مع جلال الدقير، وحين أزعجها شيبة ضرار في بورتسودان ذهبت إلى اسمرا تاركة الأصل إلى الصورة!

2
الآن يحاربها عبدالعزيز الحلو في جنوب كردفان فيما هي تفسح مجالسها لدانيال كودي الذي لا يملك سلاحاً سوى ولاعة سجايره الأنيقة!
يتحرك اللواء دانيال كودي، القيادي السابق في الحركة الشعبية لتحرير السودان، هذه الأيام في فضاء الخرطوم عاصمة الشمال التي منحتها (نضالاته) هذا الإسم، حاملاً على ظهره ثقلاً هائلاً من رماد جماجم أهله الأبرياء الذين ما انفكوا يقدمون أرواحهم وحاضرهم من أجل مستقبل دانيال ورفاقه دون أن يقبضوا مقابلاً، على الإطلاق.
يحاول اللواء كودي الآن بيع رماد جماجم النوبة التي توافرت خلال 26 عاماً لحزب المؤتمر الوطني المعتاد على شراء مثل هذه البضاعة الخاسرة، فكلما حمل أحد الأشقياء السلاح وطفق يطلقه تجاه أهله ثم أوقف النار، جاء إلى الخرطوم آخر عارضاً موقفه المخالف لتشتريه منه الخرطوم كرسياً في منتدى حكومي وأجرية شهرية وكاس يومي من الإهانات الرسمية والشعبية! يبدو أن كودي يعول هذه المرة على غباء حزب المؤتمر الوطني الحاكم أكثر من ذكائه وهذا خطأ كودي القاتل، فالجماعة الحاكمة تعلم أن وضع كودي في أهله أسوأ بكثير من وضع غازي سليمان عند العروبيين الذين آمن بدينهم مؤخراً ونصب نفسه ناطقاً بنزقهم!

3
الأشقياء جميعهم جبناء وأغبياء من حيث أن غالب عمليات قتلهم يختصون بها بني جلدتهم دون بقية خلق الله الآخرين. ودون أن نوقع أنفسنا في خطأ التقييم بتغييب الظروف الموضوعية الأخرى، فإن أهل جنوب السودان نالوا أسوأ نصيب من الموت في عهد ثورة الجيش الشعبي، وأهل دارفور نالوا ما لا يستحقون من الدمار على عهد عبدالواحد ومناوي وخليل ابراهيم، وأهل نهر النيل والجزيرة والمركز (الذي يشكو منه الهامش!) فتك بهم الفقر والعجز والسرطان في عهد حكومة المركز الإسلاموي العروبي كما لم يفتك بهم في أي عهد وطني سابق وهكذا!

4
طوال سنوات انتمائه للحركة الشعبية، ظل كودي يتلقى الضربات بشكل مستمر دون أن يأبه لجسده المثخن بالجراح وفي كل يوم كان يدير خده الأيسر بعد أن يشبعه تنظيمه الثوري بالضربات على خده الأيمن أو كما قال ذات مرة اللواء تلفون كوكو أبوجلحة، فك الله قيده.
خسر الرجل منصبه الدبلوماسي ضمن فريق العمل الخارجي للحركة فسكت،
وتم استبعاده من فريق نيفاشا فأذعن،
وأقيل من منصب نائب والي جنوب كردفان فصمت،
واعفي من منصب مستشار النائب الأول لشئون منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق فلم يرفع صوته بلا واحدة،
لكن كودي، كسياسي محترف، لا يشعر أبداً بالخجل!
***
داينال كودي مقاتل مخضرم ومتمرد قديم فقد انضم للجيش الشعبي لتحرير السودان ضمن أول خمسة من أبناء جبال النوبة لكن كسبه السياسي الأكبر كان حين تولى منصب مندوب الحركة في القاهرة (كان منصبه الرسمي مندوب الحركة الشعبية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا). مثله مثل الكثير من قيادات الحركة الشعبية من مناطق شمال السودان، كانت غاية كودي ان يتحول الى جنوبي (بالمعنى السياسي) فالحركة حركة جنوبيين، هكذا كانت وهكذا أثبتت مجريات التاريخ. لصديقنا الكاتب المبدع محمد محمد خير عبارة زاخرة بالمعنى تقول إن مناضلي أسمرا حين كانوا يحاولون تلبس الثورية، كانوا يتحدثون بعربي جوبا! فاصل.. لا علينا!
***
لا يشعر كودي بالعار وهو يتخذ صحيفة (الإنتباهة)- ضمن أخريات- منصة لمخاطبة أهله في جبال النوبة، وتحفيزهم للإنصراف عن دعوة الفريق عبدالعزيز الحلو للحرب: الدعوة الصحيحة في المنبر الخطأ. لو كان يملك الحق في مخاطبة أهل جبال النوبة على هذا النحو الجماعي لبقي بينهم يقودهم إلى اتجاه السلام المعاكس، ولكنه لا بد يدرك أن جماهير حزبه التي عزلته عام 2009 وطردته من منصبه كزعيم للحركة الشعبية في جنوب كردفان، لم تعد مستعدة للإستماع إليه.

5
لا يشعر اللواء كودي بالعار وهو يحمل رتبة الميجور جنرال دون أن يكون تحت امرته جندي واحد أوسلاح سوى بندقيته الشخصية التي أبلغ بها حضور ندوته الأخيرة في زيورخ/ سويسرا قبل ثلاثة أشهر ونيف فقط من الآن!
***
لا يشعر اللواء كودي بالعار وهو يلجأ بعد 27 عاماً من محاربة الخرطوم إلى الخرطوم ذاتها! ليس المقام مقام تبكيت شخصي ولا شماتة ولكنه مقام تدبر واعتبار وسنقول نفس هذه الكلمات حين يأتي يوم قريب يلجأ فيه القتلة إلى ضحاياهم، واللصوص إلى رجال الشرطة طلباً للحماية! لا أحد يشمت وحسناً فعلت الخرطوم إذ فتحت صدرها للشيخ الكبير فهو أهل للتوقير والإحترام واكرام الوفادة.
لم يكن مسار الأحداث التي أدت إلى الإنفصال يخفى على أحد! كلنا كان يعلم أن جوبا ستغلق أبوابها أمام الرفاق القدامى وانها لن تبكي لآلام أحد!
حتى قبل ثلاثة اشهر فقط كان اللواء يحذر بالحرب واليوم يحذر منها. من يرغب في قراءة التناقض عليه بالعودة إلى حوارين صحفيين أجراهما صحفي واحد (فتح الرحمن شبارقة) لصحيفة واحدة (الزميلة الرأي العام) ونشر الأخير منهما نهاية الشهر الماضي 31/07/2011 فيما مضى على نشر الحوار السابق أكثر من عام واحد بقليل في 16/05/2009 ، ولمن يهتمون بالتاريخ وسجل المصادفات فإن ذلك التاريخ هو يوم ذكرى تأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان!
***
يتباهى دانيال بهويته التي كان قد خلعها لسنوات "أنا بحكم الجغرافيا شمالي ولا أظن أن لدي شيئاً كبيراً يجعلني أقعد في الجنوب" كيف هذا الكلام ألم (يقعد) جيفارا الأرجنتيني مع الكوبيين قائداً ووزيراً حتى قضى نحبه. ألا يزال إدريس عوض الكريم وأحمد القيسي وجنرال قري ومئات السودانيين واليمنيين والإثيوبيين ممن آزروا الثورة الإرترية مقيمين في دولة ما بعد الإستقلال مواطنين من الدرجة الأولى مثلهم مثل بقية الشعب لا فرق بين أحد وآخر إلا بما قدمه من أجل الإستقلال! ألم ير كيف يعيش مئات الآلاف من السودانيين من أحفاد من قاتلوا في حروب مصر 48/56/73 بكل احترام بين اهلهم هناك. هل ضاقت جمهورية جنوب السودان الجديدة برجل رفيع المقام مثله؟ إذن فلتستعد الخرطوم.
للذكرى فقط فإن اللواء كودي قال قبل ثمان سنوات فقط " أنا لن أرجع للخرطوم، وسأذهب للجبال بعد السلام لأنني سأكون أوفيت منطقتي حقها.." (حوار مع الصحفي صلاح باب الله، الصحافة

6
يعلن كودي استعداده للوساطة من أجل حقن دماء اهله!
"السؤال: هل من الممكن أن تتوسط للحلو كي يضع البندقية؟
الإجابة: أنا جاهز لعمل أي شيء يساعد على أن لا يكون هناك حرب بجنوب كردفان..."
ترى ممن ينتظر الجنرال تفويضاً أو امراً ( أو تمويلاً) لحقن دماء أهله وأهلنا جميعاً؟ أليس هو أحد القادة الكبار؟ هل يعلن القادة الكبار –عبر الصحف- عن جاهزيتهم لخدمة شعبهم ثم يأوون إلى منازلهم بانتظار مكالمة ما؟
الحرب ليست جديدة وقد قال الجنرال في حوار العام الماضي المشار إليه " انا صرحت لخواجات يعملون في منظمات وإعلاميين، بأن حقوق مواطنينا في جبال النوبة يمكن أن تقود إلى حرب جديدة في حال الإنفصال إذا تم تجاهلها" ها قد اشتعلت الحرب التي كان يدرك الكثيرون أنها ستنشب ونار الحرب تلك لا يمكن اطفاؤها ببيانات تنشر في صحافة الخرطوم.



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دانيال كودي انجلو : الكلام الغلط في المكان و الوقت الخطأ ... ...
- الملكية العمرية ...
- تابيتا بطرس شوكأي:هل تخوض في الوحل فبكلامنا نلعن و نبارك
- همساتي الي كالو كدلو : ما هذا الكلام الغلط في المكان و الوقت ...
- الختان نوع أخر من العنف ضد المرأة ..!!
- تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال في المجتمعات .. !
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ......!!! ( 11 )
- أحمد محمد شاموق: باقان.. ما كان وما يكون ..!
- بتوقيع الوثيقة -النهائية- :هل نجحت قطر في صنع سلام دار فور؟
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 10 )
- رسالة شعب جبال النوبة الي لرئيس عمر حسن احمد البشير
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 9 )
- عشية الانفصال : لكم سودانكم و لي وطن ...!
- التحدي
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 8 )
- ما بين الروح و الجسد ....!!
- اسدال الستار علي وطن اسمه السودان..!
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 7 )
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 6 )
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 5 )


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايليا أرومي كوكو - دانيال كودي: الجنرال في متاهته ...