أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الداكري - المدير الذي















المزيد.....

المدير الذي


علي الداكري

الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


الـمـديــــر الذي:
تنبيه هام :

** الأحداث التالية هي من وحي الخيال وأي تشابه بينها وبين الواقع ليس سوى من قبيل الصدفة **ـ

يحكى أنه في جزيرةالشكربكربن القاصية ، كانت هناك مدرسة مميزة ، وعلى رأس هذه المدرسة مدير لم يعرف مثله في بلاد العرب والعجم. إنه علامة مسجلة بذاته والسلام ، حتى أن بعض المولعين بالمكاره عفوا بالمشاهير قرروا أن يقيموا لــه- بعد وفاته- نصبا تذكاريا في ساحة العار عفوا ساحة العرعاركناية عن الساحة التي تتوسط الجزيرة والتي يكثر فيها هذا النوع من الأشجار .
هذا التكريم هو أقل ما يمكن أن يقدموه لمديرهم الإستثنائي في كل شيء : في الخلق والتكوين وفي علم التدبير أيضا. فهــو معروف لدى العام والخاص بأنه ليس منافقا وحسب بل ومسيلمة من الطراز الرفيع ، أعني ذلك الفن الذي يبيح لصاحبنا أن يتحلل في التو والحين وبطريقة ثعلبية من كل مطالب وتساؤلات مرؤوسيه المشاكسة كيما ينعم بلحظة هناء عزت عليه بين أسوار بيته خصوصا وأن مشاكل القوم سريعة التناسل ومن النوع الذي لاينتهي .
وهو خريج أرفع معاهد التكوين غير الأكاديمي أقصد معاهد المؤامرات والدسائس التي تعج بها الفضاءات الخلفية لحواضـر
الجزيرة . فإذا ما عارضه معارض مثلا أولم يندمج في نهجه أحد من "المزغوبين" سارع إلى استنفار مخزونه الثقافـي
المتصحر وراح يرسم خططا تأليبية لعزله وتطويق الخناق عليه من فرط إيمانه العميق بالديمقراطية بمعناها الإغريقي . ولم يدخر أدنى جهد للتربص والإيقاع به . وقبل ذلك أو بعده، لابأس من استفساره أو استفزازه وتجنيد كل عبيده لينوبوا عنه طالما أن برنامجه اليومي حافل كما المعتاد بالتافه من الإنشغالات والمجالس . ذلك لأن الإجماع العبيدي ضروري على كل حال في مثل هذه المواقف الحازمة والحاسمة حتى وإن اتخذ شكل المؤامرة الدنيئة. المهم أن يشفي المدير الإستثنائي غليلـــه العطشان إلى الحقد الإنساني والبغضاء الأسطوري..
ولكي يبرز للناس أنه جد متواضع فقد صار عبيده هم جلسـاؤه الأثيرون ليزداد محبة لهم ويزدادوا بالمقابل له إخلاصا وانقيادا. فيتنافسون في جنون على فن البصاصة والإستخبار لحماية الأمن القومي للمدرسة والجزيرة معا مادام علم السياسة البوليسي يرى بأن أمن الكل مرتبط بأمن الجزء .وربما لهذا الغرض بالذات نهج في مجال علاقاته الإجتماعية عفوا الخارجية سياسة الإحتراز التي تقتضي ضمن مقتضياتها الأخرى التقليل إلى أقصى الحدود الممكنة من الأصدقاء حتى وإن كانوا من بني مهنته لأنه في غنى مطلــق عن "كل ما من شأنه " أن يوجع رأســه الضخـمـة ضخامة المخزون الثقافي الذي تحويه!. حتى تحولت حياته إلى ما يقارب الخط المستقيم بالمفهــوم الرياضي بين نقطتـي المدرسة والدار. ولأنه حداثي بالفطرة والضرورة على اعتبار أن الحداثة هي الوجه الآخر للديمقراطية؟ا فقد كان من اللازم بالإضافة للإد مان على الصلاة في مسجد الحي والإنضباط الغرينيشــي لمواقيتها أكثر من الإمام نفسه ليس من باب التقرب لله _ لعلمه أن النفاق لم يبق له أي إمكانية لهذا التقرب_ وإنما من أجل مخادعة جيرانه الطيبين جدا. كان من اللازم والحالة هاته أن ينخرط في ورش تخليق الحياة العامة بخداع رؤسائه بنفس المقدار أو يزيد قليلا ، فيعمـد إ لى إرسال تقارير غاية في الجمال : جمال ينبع من الطبيعة الوهمية للأنشطة كما ينبع من اللغة المائية التي تنكتب بها وينبع أخيرا من هذه الإدارة الهيتشكوكية للعمل والذي يمثل الخبط والخلط إحدى مياسمها الأكثر توهجا في سماء تدبير متصاب يصل حــد " الفوضى غيرالخلاقة "في معظم الأحيان حفاظا على تميز المؤسسة وتقاليدها الراسخة من جهــة وحفاظا بالأســاس علــى رأســه الضخمـة ضخامة المخزون الثقافي الذي تحويه من جهة أخرى! .

وتروي لنا كتب السيرة والعهدة على الرواة أن المدير الإستثنائي كان إلى جانب تدينه المخادع، مرهف الإحساس لاسيما فيما يتصـــل بالبقشيــش حصريا، لدرجة نصحه معها أحد الأطباء المتخصصين في أمراض الجيوب الألـفية بالإقلاع نهائيا عن هذه الآفة الخطيرة مثلما فعل مع التدخين ، إلا أن هذا الشيطان المارد كان أقوى عليه من النيكوتين نفسه .إذ كان يتغلغل في أعماق نفسه الباطنية فلا يفارقــه- والعياذ بالله - إلا وقداطمأن إلى تخريجة متكاملة من تخريجات علي بابا وأصدقائه. ولم تمرسوى شهور قليلة حتى ترقى في هــذا المسلك المهني من مجرد ضربة يــد خاطفــة مرتبطة بإغراءات غمزة درهـــم
أعزل وطائش إلى ما يشبه الهواية المزمنة.. أليس من الحق المشروع أن تكون لكــل إنــس هوايته أو حتى هوايـاته المزمنة ؟ ليست هذه هي المشكلة . المشكلة هي أن البلوى اللعينة هاته قد استفحلت أكثر وأكثر منذ بدأ معاشرته الحميمية لأحد العبيــد المقربين والمشهور بالمحشارتارة، لحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة ، وبالمنشار غالبا ، دلالة حسن اصطياده للفرص المدرة للدخل في شتى اتجاهات تحركه كما يقـول حفدة الفينيقييـن ببلاد المغرب الأقصى . ولعلهاالخصلة الوحيدة التي لم يتعلمهـــا المدير داخل الزوايا الخلفية لحواضــرالجزيرة وإنما داخـــل المدرسة هذه المرة ليقدم بذلك مثالا يحتذى في إمكان استفادة السـيد مـن العبد ولـم لا التعـلم وصقـل الموهبـة على يديـه غيـر الكريمتين مصداقـا للمثـل المأثـور: "يوجد بالعبد ما لا يوجد بالسيد" .

بقي أن أشير في نهاية هذا البورتريه السوريالي إلى أن المدير الإستثنائي مات من غير أن يتحقق الحلمان : حلم النصب التذكاري الذي تبخر على إيقاع اكتشاف فضيحة مالية مدوية لصاحبهم قبيل وفاته جعل سلطات الوصاية تتحفظ على المكان والفكرة من أساسها لإتخاذها العرعار رمزا لراية الحكم االديمقراطي الجديد بالجزيرة ومن ثم فهو أسمى من أن يدنســـه رفات الأشرارمن طينته. وحلم عقــد شراكة بينه وبين إحـــدى الشخصيات الذاتيـــة النافذة في لهـط المال العام والتي كانت قـد أدينت قيد حياته في ملف فسـاد وازن . لقد مات المدير الإستثنائي إذن تاركا المدرسـة والعبيد على الخصوص في حـزن خنسائي ليس على رحيل مظلة الشر التي كانت تحمي شيطانياتهم وحسب بل وعلى فقـدان الــرأس الضخمـة ضخامةالمخزون الثقافي الذي تحويه أيضا ! والتي يتعين اعتبارها تراثا وطنيا ثمينا في متحف الخزي والعار على سبيل حفظ الذاكرة وكنوع من التعويض الرمزي عن النصب التذكاري الموقوف التنفيذ./.



#علي_الداكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات مرة
- دعوة للتفاؤل
- عيناك
- مرثية لمحمد بوكرين
- سلطة الإعلام وإعلام السلطة


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الداكري - المدير الذي