أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - الطوطم














المزيد.....

الطوطم


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


من تحت أنقاض السنين..
ومن خلف ركـام العمـر...
سـطع بريق بياض عمره على شعره
وأنتفض بعينيه التي كان للدهر والقهر أطلال على مقلتيها
يجوب الشارع الثري المزدحم بالفحشاء بلباس فقير صنع من خيوط الله وصلوات الأنبياء ودعوات الأولياء
تنظر اليه الكاميرا بعين القوة والتعجب..!
لماذا لم يكن مع السارقين؟
لماذا هو لا يحمل شيء ثمين بيداه المتعبتين بحمل السنين؟
لماذا يفر الدمع من عينيه كأنه ولد الأن بعد مليون عام من الحمل الكاذب؟
وقف يتوسط الشارع ليعلن قراره الشجاع
ويخبر العالم كيف أن السنون الخمسة والثلاثون قد مررن عليه كأنهن الأبد....!
خاف منه المصور أن يكون معتوهآ أو مجنونآ..!
فهو لا يشفي غليله كالباقين..
ولايسب أحد مثلهم ..؟
يحمل بيساره رسم لطوطم لطالما سجد له كثيرين وخشاه الأكثرين
وليس له حول ولاقوة بعد هذا الحين..
رسم لمن كان له ألف صنم وصنم في معقل صانعي الحضارات
رسم من بقايا قريش وعاد وثمود لم يزلزل في تلكم الأيام


* * *


يرفع بيمينه مابقي له من تلك الحضارة ولعل النعل كان من صنع يديه أيظا..!
لم يبكي..؟
لم يصرخ..؟
كأنه يقول..لوكان في الأرض شيء يعبد لعبدت العـراق
لوكان في الأرض شيء يعبد لعبدت العـراق
لم يقل أن الطوطم قتل أبني وشرد أخي وهتك حرمة عمري..
لم يقل أن الطوطم ضيع سنوات العمر..
لم يولول على جده أو عشيرته..
ولم يشتم أحد ولاطعن أنسان..
كان النعل يردد مايقوله قلبه ويحكي قصة هذا العراقي مع الطوطم
كان ينتحب بحب العــــراق
وشـباب العــــــــراق

* * *

أبكانا هذا الأسطوري وهو ينقش بنعله على رسم الطوطم كل المحطات البيض التي بدين على شعره
وكل الحفر والأهات التي نسجت ثوبه الذي واجه به الطوطم
كان يذكر من قتل شباب العراق
ومن دمر العراق
ومن دسه الأشرار على كرسي العراق
لم يكن قليل الأدب كالطوطم..
لم يشتم مسلم أو يهودي أو نصراني
بل ذكر بلاد الأنبياء وشباب الحضارات
كأنه يقول ها أنا رسميآ أنعى خمسة وثلاثون دهرآ من الألحاد


* * *


تربت يداك أيها الصديق..
سلمت يداك أيها الولي..
أقسم بلحيتك التي هي أطهر وأشرف من لحايا أولياء هذا الزمان..
أقسم بدشداشتك التي كانت أكبر من صيام وقيام فاجري هذا الزمان...
أقسم بضوء القمر الذي سطع على رأسك في وضح النهار..
أن أكتب العجب عن عرب ومسلمي هذا الزمان..

* * *

أصرخ ياأيها السـومري العـظيم بوجه الدراويش المعممين في القمقم الأبدي..
حولو حياتنا الى تكايا ومحاريب..
صار عبدالله يعبد ألف صنم وولي حتى نســى الله
أركض بنعلك وأجعل التراب يسقط من على رؤس الأقزام
أركض بنعلك وأجعل التراب يسقط من على رؤس الأقزام



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن عالم اسلامي بلا راديكالية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بدر - الطوطم