أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة















المزيد.....

وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 14:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان من الممكن للعقل الحرأنْ يؤيد وثيقة الأزهرلولا التناقض الصارخ فى بنودها ، إذْ جاء فى البند أولا((دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة)) هذه الصياغة الجيدة يهدمها ما جاء فى ذات الفقرة ، إذْ تنص على ((سلطة التشريع لنواب الشعب ، بما يتوافق مع المفهوم الإسلامى الصحيح)) فمن هوأوهى الجهة التى تمتلك المفتاح السحرى لبوابة (المفهوم الإسلامى الصحيح) ؟ هل هوتفسيرالقرآن للطبرى المغضوب عليه من الأصوليين ، أم صحيح الإسلام من منظورالإمام الغزالى الذى كفرالفلاسفة ورغم ذلك قال عنه كبارالفقهاء (لوكان بعد النبى نبى لكان الغزالى) (أمين الخولى- المجددون فى الإسلام- هيئة الكتاب المصرية عام 2001 ص18) أم تخريجات ابن تيميه الذى تتبناه جماعات العنف الإسلامى ، أم اجتهادات الإمام محمد عبده الذى كفره شيوخٌ من معاصريه ومن معاصرينا والقائمة تطول من الإيرانى الشهيربالأفغانى الذى هدم الانتماء للوطن مقابل الانتماء للدين إلى حسن البنا وسيد قطب وشكرى مصطفى إلخ وإذا كان القرآنُ نصًا واحدًا فإنّ (صحيح الإسلام) يتعدد بتعدد ملايين معتنقيه. ومن يستطيع أنْ ينكرظاهرة (الإسلام المصرى والإسلام السعودى والباكستانى والتركى والإيرانى إلخ) وصدق طه حسين فى نقده للمادة 149من دستور23إذ ذكرأنّ النص على دين للدولة يتناقض مع حرية الاعتقاد ومصدرفرقة لانقول بين المسلمين وغيرالمسلمين فقط وإنما نقول إنه مصدرفرقة بين المسلمين أنفسهم ، فهم لم يفهموه على وجه واحد)) (مجلة الحديث أمشير/ فبراير1927)
وجاء فى ذات الفقرة أنّ الإسلام لم يعرف (الدولة الدينية الكهنوتية) وهذا قول يُنافى الواقع ، إذْ ما معنى اللجنة التى أطلقتْ على نفسها اسم (لجنة علماء الأزهر) وكذا لجان مجمع البحوث الإسلامية التى تزعمتْ تكفيربعض الكتاب ومصادرة كتبهم أمثال المرحوم خليل عبدالكريم والمستشارمحمد سعيد العشماوى ؟ وهل ننسى الفتوى التى أصدرها أ. طارق البشرى عندما تولى رئاسة الجمعية العمومية لقسمىْ الفتوى والتشريع والتى نصّتْ على (الأزهرهوصاحب الرأى النهائى فيما يتعلق بتحديد الشأن الإسلامى فى المصنفات السمعية والسمعية البصرية.. إلخ) (صحيفة الأهالى 30/11/94، 7/12/94) إذا لم تكن الوصاية على العقل لتحديد ما يسمع ويرى ومصادرة الكتب وتكفيربعض الكتاب أشد أنواع (الكهنوت) فهل لهذه (الأفعال) اسم آخر؟
وجاء فى ذات الفقرة أنّ الدولة الوطنية.. الحديثة محكومة بشرط (أنْ تكون المبادىء الكلية للشريعة الإسلامية هى المصدرالأساسى للتشريع)) فهل هذه المبادىء الكلية تخرج عن نطاق القرآن ؟ فإذا كانت دولة الحداثة فى قرننا الحالى تعنى أنّ البشرمتساوون بغض النظرعن الدين أوالعرق أوالطبقة ، فإنّ الأصوليين سيُرحّبون بما جاء بوثيقة الأزهر، فهم يرفضون الحرية بمفهومها العصرى ، ويستندون إلى نص الآية الكريمة 178/ البقرة فى القصاص (الحربالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) كما أنّ عقوبة القتل العمدى والخطأ يرتبط بالإيمان (النساء/92، 93) ومن يستطيع أنْ يمنع الأصوليين من إلغاء السجون لتكون العقوبات وفقا لنص الآية الكريمة 38/ المائدة رغم أنّ عمربن الخطاب (رضى الله عنه) أوقف العمل بها فى عام المجاعة. أوليس بعض الجماعات الإسلامية الرافضة للخروج على طاعة الحاكم تتمسك بنص الآية الكريمة 59/ النساء ؟ وعن التفاوت الطبقى من يملك شجاعة مخالفتهم وهم يتمسكون بتطبيق الآيات الكريمة 165/ الأنعام ، 21/ الإسراء ، 71/ النحل ؟ أويمنعهم من تطبيق منظومة (ما ملكتْ أيمانكم) المنصوص عليها فى الآيات الكريمة 3، 25، 36/ النساء ، 71/ النحل ،6/ المؤمنون ؟ أما عن التعامل مع غيرالمسلمين فمن يملك شجاعة التصدى لهم وهم يتمسكون بالآيات الكريمة 17، 51، 59، 72، 73/ المائدة ، 29/ التوبة ؟ وعن علودرجة الرجل على المرأة ، من يستطيع أنْ يُحاججهم وسلاحه حداثة قرننا وسلاحهم القرآن العظيم (البقرة/ 228) وإذا قال فريق (تجديد الفكرالدينى) أنّ الإسلام مع حرية الاعتقاد بنص الآية الكريمة 6/ الكافرون ،29/ الكهف ، ردّ عليهم الفريق النقيض بالأيات الكريمة 19، 85، 102/ آل عمران. أى أنّ (الدولة الحديثة) فى وثيقة الأزهرهى دولة غلاة المتمسكين ببعض الآيات والرافضين لباب (أسباب النزول) أما القول فى نهاية الفقرة (بما يضمن لأتباع الديانات السماوية الأخرى الاحتكام إلى شرائعهم الدينية فى قضايا الأحوال الشخصية) فهوتحصيل حاصل من جهة ، ولن يحل لُبْ مشكلة الاضطهاد والتعصب والعنف من جهة ثانية ، لأنّ العبرة بتطبيق قواعد المواطنة بالكامل بصفتهم مصريين قبل أنْ يكونوا مسيحيين.
وجاء فى البند ثانيًا (اعتماد النظام الديمقراطى.. الذى هوالصيغة العصرية لتحقيق مبادىء الشورى الإسلامية) وهكذا يستمرالتناقض (الديمقراطية كمصطلح عصرى والشورى كمفهوم للقرون الوسطى) فتسحبنا الصياغة من قرننا الحالى لترتد بنا 14قرنًا. كتب المرحوم خليل عبد الكريم (لم نقرأ أنّ خليفة راشدًا أوغيرراشد استشار(العامة أوالرعية) أوحتى التفتَ إليهم أوشعر بوجودهم.. الفرق جوهرى بين الشورى والديمقراطية. الأول يقتصرعلى أخذ رأى (الملأ) أما (القبيل) فلا حساب له عنده ولاقيمة. فى حين أنّ الآخريرتكزأساسًا على القاعدة الشعبية العريضة لاعلى (الايليت) أوالنخبة أوالملأ. ومن يُناقض هذه الحقيقة تقف ضده الأصول التاريخية للشورى وطبيعتها ومكوناتها) (الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية- سينا للنشر1995ص 140)
وكان يمكن للعقل الحرأنْ يؤيد الوثيقة إذْ نص البند سادسًا على (الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية) فمجرد تعبير(الأمة المصرية) فى وثيقة وقع عليها (أزهريون) يستوجب التحية. إذْ المعنى الكامن فى جوهروتفاصيل هذا التعبيرهوأننا لسنا (أمة إسلامية) كما يزعم الأصوليون ولسنا (أمة عربية) كما يدّعى العروبيون ، فالهوية لأى شعب ترتفع على صرح ثقافته القومية التى تتأسس على أنساق القيم التى أبدعها عبرتاريخه الممتد ، والتى تشمل السلوك لمنظومة حياته ونظرته للكون والحياة والموت والمرأة وإبداعه مجهول المؤلف إلخ ولكن ما جاء فى السطرالأول يهدمه ما جاء فى السطرالأخيرإذْ نص على (الحرص التام على صيانة حرية التعبيروالابداع الفنى والأدبى فى إطارمنظومة قيمنا الحضارية الثابتة) أولا لغة العلم لاتعترف ب(الثبات) إذْ أنّ (التغير)هوالثابت المؤكد. ثانيًا ما المقصود ب (القيم الحضارية) أهى الحضارة المصرية كما يرى تيارالقومية المصرية ، أم (العربية) كما يرى العروبيون ، أم (الإسلامية) كما يرى الإسلاميون. يرى البعض أنّ مصرتأثرتْ بعدة حضارات ، ووفق تعبيرد. ميلاد حنا (مصررقائق من الحضارات) وهوتعبيرغير علمى بدليل أنه أسهب فى الحديث عن (الانتماء الفرعونى ، الانتماء اليونانى الرومانى ، وانتماء مصرالعربى وللبحرالمتوسط ولإفريقيا (الأعمدة السبعة للشخصية المصرية- دارالهلال عام 90) الوثيقة انحازت للصياغة (التعميمية) التى تُثيرالاختلاف بأكثرما تُثيراللبس. فهل هى صياغة مُتعمّدة أم لأنّ واضعيها لايؤمنون بلغة العلم إذْ أنّ الحضارة تصنعها الشعوب ، صحيح يحدث التأثيروالتأثر، ولكن الأساس هوالشعوب وليس الغزاة أوالأديان. وإذا كانتْ (الحضارة) الإسلامية ضمن هذه (الرقائق) الحضارية ، وإذا كان الإسلام ضد التماثيل باعتبارها (وثنية) فمن يضمن أنّ الأصوليين (المصريين) لن يُدمّروا الآثارالمصرية كما فعل الطالبانيون فى أفغانستان ؟
وإذا كان من المفهوم أنْ يشترك أزهريون (عددهم 9على رأسهم شيخ الأزهر) فى إعداد الوثيقة ، فلماذا اشترك معهم كتاب (عددهم 22من بينهم 3مسيحيون لامعون إعلاميًا) بعضهم محسوب على التيارالليبرالى ؟ سؤال يضع الحد الفاصل بين المؤمنين بالليبرالية (بحق وحقيق) كما يقول شعبنا بمصريته المذهلة فى التعبير، وبين محاولة تجميل لن تُخفى أساس المرض ، لأنّ العلاج الحقيقى يكمن فى استبعاد أية مؤسسة دينية فى شئون إدارة الدولة ، كى نتجنب خلط الدين بالسياسة ، وأنّ الدولة State ليس لها دين ولا تتعامل بالدين بصفتها شخصية اعتبارية وليست شخصية طبيعية. وليستْ هى التى تُعطى تصاريخ دخول الجنة. هذا الوعى هوالذى يُحقق (دولة الحداثة- بحق وحقيق) لأنه يُرسّخ أسباب تقدم بعض الشعوب ، إذْ أنّ الولاء للوطن يسبق الولاء للدين على حد قول أ. خالد محمد خالد الذى كتب ((وُجد الوطن فى التاريخ قبل الدين. وكل ولاء للدين لايسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف) (روازاليوسف 30/10/1951)
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاز المناعة القومى
- الأمة المصرية فى مواجهة (الجيتو) الإسلامى
- الإخوان اليهود والإخوان المسلمون
- من يُشرع للبشر قوانينهم
- جامعة للشعوب العربية أم لتجميل استبداد الأنظمة ؟
- خشيم : الأيديولوجيا = العداء للغة العلم
- حصار العيون - قصة قصيرة { مهداة إلى الفنان عزالدين نجيب }
- قراءة المستقبل بالبصيرة وليس بالبصر
- الشاويش براهيم - قصة قصيرة
- دنشواى أغسطس 1952 وسياسة العين الحمرا
- التعصب
- ضباط يوليو والموقف من دولة الحداثة
- التعليم الأزهرى والاعتقال فى كهوف الماضى
- الشعريواجه الدكتاتورالمحتمى بعرش السلطة
- عندما يكون البشر مثلثات متطابقة
- معبررفح وأمن مصرالقومى
- حقوق الإنسان والعقوبات البدنية
- إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية
- الإفراج عن كاميليا أم الإفراج عن العقل المصرى
- الانتقال من الاستبداد السياسى إلى الطغيان باسم الدين


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة