أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي














المزيد.....

ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلتزم الأنظمة العربية وما يسمى بالجامعة العربية صمت القبور إزاء المذابح والاعتداءات والامتهانات اليومية التي تقوم بها أنظمة الحكم الديكتاتورية في كل من سوريا وليبيا واليمن بحق شعوبها منذ ما يقرب من ستة أشهر.

أبناء هذه الشعوب تقتل وتقمع بوحشية وتحرم من حقها الأصيل في الحياة الكريمة والآمنة وسط استنكار وإدانة معظم دول العالم ماعدا الدول العربية التي تتحدث دائماَ عن الروابط الأبدية التي تجمعها وتتغنى دائماَ بحلم الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج مما جعلنا أضحوكة العالم كله.

تخيل أنك تعيش بجانب جار يقول لك صباحاَ ومساءاَ إنه يحبك وإنه يمكنك أن تعول عليه في أي ضائقة أو كارثة قد تمر بك، ولكن عند أول استغاثة لك به لا تجد منه إلا التجاهل والإعراض وحتى عندما يحاول جارك البعيد أن يهم بالمساعدة فإن القريب لا يشجعه على هذا بدعوى أن هذا شأن داخلي!! أما أكثر ما يجعلنا موضع تندر من العالم فهو نكتة الجامعة العربية وهي جهاز ضخم له مكاتب وممثلين في جميع أنحاء العالم وبالرغم من هذا لا يتمتع بأي مصداقية أو احترام لدى كل الشعوب العربية وأمينه العام السابق السيد عمرو موسى وأمينه الحالي السيد نبيل العربي لم يجرؤ أي منهما على إدانة ما يحدث من قتل وقهر وإذلال لشعوب الدول الثلاث، والجامعة العربية بهذه تثبت إنها مجرد نادي للقادة العرب وليس جامعة للشعوب العربية ولرعاية مصالحها وهنا فإنني أسأل السيد العربي عما يشعر به من إحساس وهو يرى السيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة يدين بعنف وضراوة وبشكل شبه يومي ممارسات نظام الأسد في سوريا بينما يتجاهل سيادته ما يحدث من أنظمة الحكم في كل من سوريا ليبيا واليمن التي تفعل بشعوبها ما لم تفعله إسرائيل بالفلسطينيين؟ وعندما تحدث السيد الأمين بعد أشهر طويلة من الانتظار خرج علينا ببيان باهت يعرب فيه عن "قلق" الجامعة العربية مما يحدث في سوريا من عنف!! إن مقتل الآلاف وجرح واعتقال عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري لم يسبب "للأمين" العام سوي القلق! ترى كم عدد الضحايا المطلوب حتى يشعر سيادته بشئ من الانزعاج ويبدأ في مطالبة الأسد بالرحيل كما يرغب غالبية الشعب السوري مصدر الشرعية الوحيد في سوريا؟

إذا كانت مصالح قادة الدول العربية تمنعها من تأييد الثورات العربية ضد الفساد والاستبداد والقمع والظلم فما الذي يمنع أمين الجامعة العربية من الاحتكام لضميره والانحياز لمصلحة الشعوب والتعبير عن رغباتها المشروعة؟

واضح أن الرجل يخشى إغضاب الأنظمة العربية ويخاف على منصبه، ولو إنه فكر قليلاَ لأدرك أن أعلى منصب في الدنيا لا قيمة له إذا باع الإنسان ضميره واحترامه لذاته مقابله، وإنه كان بمقدوره أن يصبح بطلاَ قومياَ وأن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه لو أنه انتفض للحق وأدان بشك صريح وحازم (فقط أدان وليس أكثر من هذا) الممارسات القمعية التي تجري في سوريا والدول العربية الأخرى. ألا يدرك "الأمين"أن صمته وخوفه يفقده ويفقد جهازه بقايا مصداقيته أمام العالم؟ كيف سيواجه الرجل زعماء العالم بعد اليوم وهو على رأس هذا الجهاز المتداعي والمهترئ؟


لقد طالبت منذ سنوات طوال بتحويل مبنى الجامعة العربية الذي يقع على كورنيش نيل القاهرة إلى فندق 5 نجوم يستفيد من دخله فقراء العالم العربي وبهذا نتخلص من أكبر جهاز لبيع الأوهام والأحلام للشعوب والكلام الكبير الفارغ من أي مضمون.

لابد أن نعي أن أي حديث عن وحدة الأمة العربية- وهذا هو الغرض الأول لإنشاء الجامعة- في ظل زعاماتها الحالية هو نوع من الدجل والنصب على الشعوب العربية، والأمر لا يحتاج لفراسة لإدراك أن هؤلاء الزعماء مشغولون بنهب وقمع شعوبهم والتآمر على بعضهم البعض وأنهم يحملون أجندات ذات مصالح متضاربة ولا يجمعهم إلا الولاء لأعداء هذه الأمة وشعوبها.

لقد أزاحت الثورات العربية ثوب الرياء المتهتك الذي كان النظام العربي يداري عورته به أمام العالم كله وأظهر أنه نظام بال يعيش على اجترار الماضي والأكاذيب والبطولات المزورة وأمجاد مشكوك في صحتها ولا يسمح لأحد بالاقتراب من كل هذا، فبلادنا كلها خطوط حمراء وصفراء وسوداء وعلامات ممنوع الاقتراب والتصوير في كل مكان حتى أصبحت أوطاننا سجونا كبيرة والسجان يجلس على مقعده الوثير في مكتب فاخر يطل على نيل القاهرة دون أن يراوده أي إحساس بتأنيب الضمير أو الخجل.
لقد وصل اليأس والإحباط بشبابنا –المفترض أنهم أمل الأمة والمستقبل- إلى حد أن أصبح حلمهم الأكبر هو الهروب من هذه السجون المسماة أوطانا إلى أي مكان أخر في العالم حتى ولو كان ثمن محاولة الهروب الغرق موتا في عبارات متهالكة في مياه المتوسط أو حتى الحياة في معتقلات أو مراكز إيواء في أوربا.

لقد وصل الأمر إلى أن بعض الأنظمة العربية وخبراء جامعتهم البائسة يدعون أن سقوط نظام الأسد - الذي لم يزأر إلا على شعبه- سيؤدي إلى تبعات وخيمة في الشرق الأوسط وأن سقوط علي عبد الله صالح –سود الله وجهه- سيؤدي إلى سيطرة القاعدة على اليمن وأن حلف الناتو ينبغي أن يتوقف عن دعم الثوار في ليبيا حتى لا يسقط نظام مجنون ليبيا وتتحول ليبيا إلى قاعدة للناتو!، ولا تخجل هذه الأنظمة من تقديم تحليلات تتسم بالسذاجة والعبط تريد أن تقنعنا بأن هذه الأنظمة القمعية والفاسدة تحمل في جيوبها مفاتيح استقرار ونماء العالم العربي.

إن كل شهيد يموت أو رجل يضرب أو يعتقل أو امرأة تمتهن في كل من سوريا وليبيا واليمن أو أي دولة عربية لمجرد المطالبة بالحرية والعدالة يمثل بصقة في وجه هذا النظام العربي المزعوم.


محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة قصيرة إلى الأغبياء الثلاثة
- مبروك يا أسد
- ماذا يريد المجلس الأعلى للجيش المصري؟
- من أخطر ما يهدد الثورة
- هل تتحول مصر إلى دولة دينية؟
- نصيحة هامة ومخلصة للمجلس العسكري الحاكم في مصر
- عندما يهرج الأسد
- الشيخ القرضاوي والشيعة
- كيف نضمن نجاح ثورات الشعوب العربية
- أنا حر إذاً أنا موجود
- قم يا مصري من أجل كل عربي
- ماذا يريد البابا شنودة؟
- لن ننسى أيها الطغاة
- الدين والاستبداد والثورة
- الثورة التونسية وانعكاساتها المستقبلية
- أن تكون متديناَ
- اللغة العربية تحتضر
- عرض مبسط لآخر تطورات الاقتصاد العالمي
- نداء إلى المسلمين والمسيحيين في العالم العربي
- صراع العلم والدين..الى أين؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - ثورات الشعوب تكشف عورة النظام العربي