أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - احترام الكرامة والحرية مقياس مصداقية المصالحة الوطنية














المزيد.....

احترام الكرامة والحرية مقياس مصداقية المصالحة الوطنية


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    



في ظل استمرار تعثر مسار تطبيق المصالحة الوطنية والتي برزت بصورة واضحة على خليفة أزمة اختيار رئيس وزراء حكومة الكفاءات الوطنية ، فما العمل ؟ ولماذا يتم الاكتفاء بلعب دور المراقب من قبل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني .
إن انسداد مسار المصالحة وعدم فتح افقها قد كرس حالة الجمود وعزز مشاعر الاحباط بين المواطنين ، خاصة في ظل الاستمرار في تكريس الوقائع المؤسساتية لدى كل من حركتي فتح وحماس كل في منطقته ، وفي ظل استمرار الانتهاكات والتعديات على حالة الحريات وحقوق الانسان من حيث الاستمرار في ظاهرة الاعتقالات السياسية والاستدعاءات واغلاق الجمعيات الأهلية والنقابات والقيود على الحق بالتجمع السلمي والصحافة الحرة .
فهل المصالحة ورقة تستخدم لأهداف تكتيكية ، ام أنها ضرورة وطنية ، وتعتبر شرطاً حاسماً باتجاه العمل على اعادة بناء وهيكلية وتجديد الحركة الوطنية الفلسطينية على اسس من المشاركة والديمقراطية ، وذلك حتى نستطيع مواجهة التحديات الاحتلالية ومنها الاستيطان وتهويد القدس وجدار الفصل العنصري وحصار قطاع غزة ، واقامة نظام ابارتهاييد وتمييز عنصري.
إن أي تحرك سواءً كان دبلوماسياً مثل التوجه للأمم المتحدة في سبتمبر القادم أو استخدام أشكال مختلفة من المقاومة والكفاح في اطار التصدي للاحتلال ذلك لأننا مازلنا نمر في مرحلة تحرر وطني ، يتطلب ليس فقط المصالحة ، ولكن تشكيل قيادة وطنية موحدة مجسدة ب م .ت.ف بعد ان يتم اشراك كافة القوى والفاعليات بها من اجل ترسيخ الوحدة واستثمار التنوع والتعددية من اجل البناء والتمكين والتقوية وليس كأداة تنافس ونزاع واحتقان وتوتر،فالتنوع في اطار الوحدة هو قانون حركات التحرر الوطني من اجل اغناء التجربة في سياق مقاومة الاحتلال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية بالحرية والانعتاق والاستقلال الوطني.
من غير المسموح به التلاعب بالقضايا الكبرى والمصيرية ، وليس مسالة المصالحة والوحدة الوطنية إلا واحدة منها وتعتبر الخيار الوحيد امام شعبنا باتجاه ترسيخ هويته الوطنية ومن اجل العمل على إعادة بناء ومأسسة الحركة الوطنية وصوغ إستراتيجية وطنية وأدوات كفاحية متوافق عليها ، حيث اننا لم نسمع ان حركة وطنية في أي بلد من بلدان العالم قد حققت انتصارها في ظل الفرقة والانقسام والتشرذم ، بل أن الوحدة هي القاعدة التي انطلقت من خلالها العديد من الثورات وعبرها حققت الانتصار.
لم تستطع كل من حكومتي غزة ورام الله إعطاء نموذجاً بالحكم الديمقراطي الرشيد وذلك من حيث ضعف عناصر هذا الحكم المجسد بالشفافية والمشاركة والمحاسبة والمسائلة ، ومن حيث استخدام السلطة وأدواتها المؤسساتية من اجل تحقيق الامتيازات والمنافع على حساب المصلحة العامة ، ومن حيث ترسيخ نمط الحكم وتحجيم قوى المعارضة ونشاط فاعليات المجتمع المدني والتدخل في بنيتها والحد من استقلاليتها بقرارات وإجراءات إدارية لا تستند إلى مسوغات قانونية بل إلى تجاذبات واستقطابات تهدف إلى ترسيخ نمط الحكم الحزبي أو الفئوي الخاص .
إن المدخل الأنسب لإعادة بناء الحكم الديمقراطي يكمن في إعادة الاعتبار للمشاركة الشعبية والعمل على بناء البنية المؤسسية الفلسطينية على قاعدة ديمقراطية ترتكز إلى أسس سيادة القانون ، وعبر المشاركة الشعبية يمكن إعادة بناء وتجديد م . ت .ف من خلال انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وعلى قاعدة قانون التمثيل النسبي وإشراك التجمعات الفلسطينية بالشتات بهذه العملية سواءً بالانتخاب أو الترشيح .
وعليه ومن اجل الوصول إلى عملية إعادة البناء والمأسسة الديمقراطية من الضروري وكمسألة حيوية لا تقبل التأجيل الشروع في تهيئة المناخات المناسبة لها ، وذلك عبر تخفيف القبضة السلطوية وتوسيع رحاب الحرية وصيانة كرامة المواطن ، وذلك عبر إلغاء كافة القيود على العمل النقابي والاهلي والاعلامي والحزبي وضمان الحق بالتجمع السلمي ، وتجاوز عقلية الدولة الأمنية والبولسية إلى فضاء الديمقراطية والحرية والكرامة .
إن الثورات الشعبية الديمقراطية والسلمية التي تتم بالعديد من البلدان العربية يجب ان تحفز القوى السياسية النافذة على الاهتمام باحتياجات ومتطلبات الجماهير على قاعدة ضمان المساواة وعدم التمييز والانصاف وتحقيق الحرية والعدالة خاصة للسواد الاعظم من الفقراء والمهمشين، حيث اشارت تلك الثورات أن الانظمة الشمولية المدعومة بالاجهزة الامنية لم تصمد امام إرادة الجماهير المطالبة بحقوقها الطبيعية المجسدة بالكرامة والحرية والعدالة.

فإذا كانت كل من حكومتي رام الله وغزة لم تعطي النموذج الافضل في الحكم الديمقراطي الرشيد فعلينا أن ندفع باتجاه اقامة حكومة توافق وطني بغض النظر عن مسمياتها تحضر للانتخابات الشاملة وتشرع في ملف اعادة اعمار قطاع غزة وتقوم بعملية هيكلة للأجهزة الامنية على اسس حيادية ومهنية .
فالمشاركة وحدها في اطار التعددية هي التي ستساهم في صنع الحكم الديمقراطي وليس الاستفراد بالحكم ، كما أن المشاركة يجب ان تعنى عدم استثناء أياً من القوى والفاعليات ولا تعنى المحاصصة بين الفصيلين الكبيرين ، حيث ان مرحلة التحرر الوطني بحاجة إلى إشراك الجميع ، كما ان المشاركة تعمق البعد الديمقراطي " التنوع في اطار الوحدة " .
استناداً لما تقدم فإنه من غير المعقول الاستمرار بالحديث الإعلامي عن المصالحة بالوقت الذي تستمر به انتهاكات حالة الحريات العامة وحقوق الإنسان ، هنا مربط الفرص وهذا مقياس الجدية والمصداقية .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية وقضيتي الديمقراطية والحرية
- التضامن الشعبي الدولي دروس وعبر
- تأخر المصالحة والعامل الذاتي
- الثورات العربية والمجتمع المدني الفلسطيني
- الحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان
- حول مخاطر وابعاد مقالة غولدستون
- المطار والميناء في بحر غزة خدعة اسرائيلية جديدة
- الشباب الفلسطيني بالاتجاه الصحيح
- مفهوم واهمية المواطنة بالأوضاع العربية الراهنة
- الوطنية والمواطنة الخيار البديل للتفتت والطائفية
- الناخب الأمريكي وعقابه للوعود الكاذبة
- في مضمون فكرة يهودية الدولة ذات الطابع العنصري
- البنك العربي واستخلاصاته الخاطئة
- قراءة في تداعيات خطوة البنك العربي في قطاع غزة
- بصدد مراجعة مشروع د. سلام فياض
- من اجل استثمار هبة القدس
- حتى لا يتم اسر الخيار الديمقراطي للأبد
- فى انتخابات النقابة اليسار يضيع الفرصة مرة أخرى
- التضامن الدولي حكومة ام مجتمع مدني
- في 25/1 - هل من حيدر جديد ؟؟ -


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - احترام الكرامة والحرية مقياس مصداقية المصالحة الوطنية