أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2















المزيد.....

مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحليل سياسي:
مقدمة الحلقة السابقة:
قوى خارجية وأخرى داخلية تعمل معا بتنسيق دائم من أجل إثارة الفتنة الطائفية في العراق منذ اليوم الأول لسقوط التمثال وهزيمة الشر، فلو فشلت محاولة، تلتها محاولة أخرى بسرعة قبل أن نلتقط أنفاسنا وننفض التراب عن الأعين، جميع تلك المحاولات، كان العراقي واعيا لها، ولم ينجر لأي منها تحت أي ظرف من الظروف، فبقي محافظا على جذوة انتفاضة الحياد متوقدة في العراق واستمر البحث عن الحلول السياسية والسلمية من أجل إعادة بناء الدولة العراقية التي تركها البعث البهيمي الهمجي ركاما وأثرا بعد عين، ولو استمر أبناء العراق بهذا النهج، فإنهم بلا أدنى شك سينالوا بحق الجائزه الكبرى في نهاية المطاف، عراقا ديمقراطيا حرا لكل العراقيين.في الحلقة الأولى كنا قد تحدثنا عن طبيعة الصراع الدائر في العراق الذي لا أسميه حربا طائفية، بل محاولات لإثارة هذه الحرب اللعينة، وهذه هي التسمية الحقيقية لما يجري هذه الأيام في اللطيفية مثلان وقد أعطينا مثلا واحدا على ذلك وهو ما ورد في وثيقة الزرقاوي سيئة الصيت التي ظهرت العام الماضي.
في الحلقة السابقة، كنا قد ناقشنا وثيقة الزرقاوي كدليل على ما نرمي إليه، وفي هذه الحلقة (الثانية) من المقال سوف نناقش عدة حالات أخرى محددة من اجل الوصول للفكرة النهائية وهي إن ما يجري في اللطيفية أو أي جزء من العراق ليس حربا طائفية، بل يراد لها أن تكون كذلك من أجل الوصول إلى حالة من الاقتتال في العراق تسمح لدوال الجوار بالدخول للعراق بقواتها وتحقيق ما كانت تخطط له منذ مؤتمرهم الأول سيء الصيت في القاهرة، وكذا دوافع من يحملون السلاح اليوم في العراق كل على حدة.
بالرغم من كون السنة العرب أقلية في العراق، لكن معظم الضحايا التي تسقط على أرض العراق هذه الأيام منهم، وأكثر بكثير من ضحايا الشيعة على أيد هؤلاء الارهابيين الأوباش، فالمدن التي تهدم الآن بسببهم هي مدن سنية بالكامل، فالفلوجة التي لم تعد سوى أطلالا وكانت سنية، وإن من تسبب بإحراقها نفس الجماعات التي تعمل اليوم في مثلث الموت، حيث عدم التكافؤ واضحا بين تلك الشراذم التي تواجه جيشا عرمرم ومجهز بأحدث الوسائل والمعدات الحربية، ولكن بعناد وإصرار تمادوا بقتل الأبرياء وخطفهم وطلب الفدية وتفجير السيارات المفخخة التي ذهبت بأرواح الآلاف من الأبرياء وما إلى ذلك، فكانت النتيجة هي تخربب المدينة وقتل الكثير من أهلها (السنة العرب) الذين اتخذت منهم تلك العصابات رهائن ودروع بشرية لهم. وكذا الأمر صحيح بالنسبة للرمادي وسامراء والموصل وبعقوبة والمناطق السنية من بغداد، فهي جميعها من المناطق الأكثر اشتعالا في العراق وهي التي تهدم بيوتها وتدمر بناها التحتية والضحايا جميعهم من السنة. ففي إحصائية جريتها خلال شهر أيلول الماضي نجد الآتي، كان عدد العمليات التي نفذتها هذه العناصر بلغت 2313 عملية، كان حوالي 96 بالمائة منها في المناطق السنية العربية، وذهب ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عراقي بين قتيل وجريح، كان حوالي 90 بالمائة منهم من أبناء هذه المنطقة، ومن ضحاياهم أيضا اغتصاب القاصرات، وذلك تحت ذريعة تزويجهن للمجاهدين أفضل من أن يغتصبن على أيد الأمريكان!!! في حين لم نسمع عن الأمريكان أنهم اغتصبوا امرأة واحدة لحد الآن!!!! فهم كما نعلم لديهم إكتفاءا ذاتيا من هذه الناحية، لكن المهم هو أن جميع القاصرات هن من هذه المنطقة السنية، وهذا غيض من فيض.
هنا نستطيع أن نستنتج الآتي: فلو سلمنا أنهم يقتلون الشيعة في اللطيفية بدوافع طائفية، فهل قتلهم للسنة أيضا دوافعه طائفية؟؟؟ وهل تخريب المدن السنية على أيديهم دوافعه طائفية؟؟؟؟ إنهم بلا أدنى شك يهدفون من هذه الأعمال الوصول للفتنة الطائفية ولا شيء غيرها، ولو لم يكن الأمر كذلك لما قتلوا المسيحيين والصابئة، ولا يوفرون كورديا لو وقع بأيديهم، ويقتلون كل من هب ودب، حتى النيباليين لم يسلموا من خناجرهم، فذبحوهم وألقوا بهم على قارعة الطريق.
فكيف يمكن أن نسمي كل هذا دفاعا عن السنة العرب في العراق، في حين المستهدف الأكبر هم السنة العرب مما يسمونه بأعمال المقاومة؟؟؟؟؟ فأين الطائفية بهذا المشهد الذي نعيشه الآن بكامل أبعاده وتفاصيله؟؟؟؟
لابد لي أن أذكر من أن هناك الكثير من البعثيين الشيعة كانوا أكثر قسوة من السنة على ابناء جلدتهم، وهم اليوم موجودين ويحملون السلاح مع جماعتهم هناك في المناطق المشتعلة، أملا منهم أن يعود العراق بعثيا يوما ما.
وحين يقتل الشيعي شيعيا آخر، هل يمكن أن يعتبر هذا صراعا طائفيا؟
مازالت الدماء لم تجف بعد في النجف، فقد حاول الكثير من الشيعة إثارة الفتنة ذاتها ولكن لم يفلحوا بذلك، فقد لبس فدائيو صدام العمامة وحملوا السبحة ولكن بذات الوقت راحوا يذبحون الخلق بحجة حماية العتبات المقدسة التي لم تكن مستباحة من احد أصلا، وكان الهدف واضحا هو محاولة لجر الشيعة إلى الصراع تحت ذريعة واهية وهي حماية العتبات المقدسة.
لم تفرغ جعبتهم بعد، اليوم نجد ثائرا آخر جديد، أو مهديا جديدا في العراق قادما من الجنوب يعطي نفسه الحق أن يكون صاحب الثأر لكل الشيعة الذين قتلهم الإرهابيون في اللطيفية!!! ألا يكفينا ذلك المهدي الذي مازال جيشه يحمل السلاح؟ حتى يأتينا المهدي بنفسه هذه المرة؟؟؟ ومن الذي كلفه بهذه المهمة وأعطاه الحق بأخذ الثأر للشيعة؟؟؟ أنا اعتقد جازما أنها محاولات من جماعات تعمل لمصلحة دول الجوار أو مغرر بها، وذلك من أجل إثارة النعرة الطائفية، وذلك بعد أن فشلوا بإقناع الشيعة بالدفاع عن العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، واسقط بأيديهم، فوجدوا اليوم لهم ذريعة جديدة ولكن أكثر إقناعا هذه المرة، وهي ""أن هناك أناس تذبح في اللطيفية تحت مسمى طائفي""، فلو نجحت هذه المحاولة ستكون بلا أدنى شك هي الشرارة التي سوف تشعل العراق بالكامل، ولو إن الشك يداخلني من أنها مؤامرة تم التنسيق لها من قبل دول الجوار وتم توزيع الأدوار، واحد يذبح الشيعة وآخر يريد الثأر لهم، وهل هذا التنسيق بينهم يمكن أن يعتبر كثيرا عليهم وهم من تمرس بصناعة المؤامرات على مدى عقود من الزمن؟
فالمسألة برمتها ليست طائفية بل محاولة لجر الشيعة لحرب طائفية، وأعتقد جازما إن من يسعى لثار طائفي كمن يسعى لحتفه وحتف العراق.
إن ما تسعى له تلك الجماعات في البصرة ومناطق أخرى من العراق لتشكيل مليشيات بحجة حماية الشيعة والثأر لهم، ما هي إلا سذاجة سياسية ما بعدها سذاجة، هذا لو أردنا أن ننصفهم، ولكن في حال اعتبار أن هناك مؤامرة من دول الجوار كما أسلفنا، فالأمر سيكون خيانة عظمى للوطن ولا يمكن إعطائه تسمية أخرى بأي حال من الأحوال، حيث بهذه المحاولات سوف يخرج الأمر من يد الحكومة الشرعية حاليا والتي تكتسب شرعيتها من قرارات مجلس الأمن، والدولة قادرة على القيام بالدور، فهي مدعومة من قبل القوات المتعددة الجنسية والتابعة لدول عظمى، قادرة وتمتلك إمكانيات كبيرة جدا، ولنا بالفلوجة والموصل والرمادي والنجف خير مثال، لذا فإن تدخل العشائر أو المليشيات سيجهض مساعي الدولة الشرعية وهذا ما سيشكل ذريعة لدول الشر المحيطة بالعراق، وبالتالي إجهاض العملية السياسية السلمية برمتها.
لذا نقول: دعوا أمر الإرهابيين وتصفيتهم للحكومة، ولا تزجوا العراق في متاهات لا يعلم بها سوى الله سبحانه وتعالى.
ويجب أن نذكر بأن ما يجري بالتزامن مع هذه المحاولات، محاولات أخرى أكثر خبثا، ألا وهي محاولات شق الشيعة من خلال تغذية ثقافة الفدرالية في الجنوب، في مسعى لخلق ذات الفتنة، وأن تكون القنبلة الموقوتة للمستقبل القريب، فبالرغم من مشروعية هذا المسعى على المستوى النظري، لكن علينا أن نعرف من هو المؤهل لكي يحكم تكل المنطقة فيما لو تشكلت فدرالية جنوبية؟؟ وهل ستبقى عراقية ولو ليوم واحد بعد تحقيقها؟ أنا أشك في ذلك لمعرفتي، كما يعرف الجميع بالخريطة السياسية للعناصر المسلحة في المنطقة.
كل هذه المحاولات تحمل بصمات نفس الجناة وسيبقى المشهد يعيد نفسه كلما إقتربنا أكثر من الانتخابات وتشكيل الحكومة الشرعية في العراق.
إن إنجاح العملية السلمية وتشكيل الحكومة الشرعية هو هدفنا، فلنعمل معا من أجل هذا الهدف، وحين نحصل إلى ما نريد، آن ذاك سيكون لنا مع الإرهاب والفدراليات كلام آخر مختلف تماما عما هو عليه الآن.
فصبرا آل ياسر.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة
- محاولة خنق هيئة إجتثاث البعث بكيس بلاستك
- كيف يمكن أن نفشل إستراتيجية البعث القذرة
- فضائية العربية عينها على الحصة التموينية للعراقي
- إستراتيجية البعث احلاف محرمة وزوابع بأسماء مختلفة
- هل نحن مشروع للذبح الجماعي من قبل البعث لم ينتهي بعد؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2