إجراء استبيان عن حالات قتل الشرف في إقليم كردستان العراق

محمد بهجت لحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 15:45
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

الموضوع إجراء استبيان عن حالات قتل الشرف في إقليم كردستان العراق

قتل النساء على خلفية شرف العائلة


المقدمة

لقد مر العراق عبر تاريخه الحديث بفترات عصيبة من الحكم الفردي الدكتاتوري عانى الشعب العراقي عموما في ظلها من انتهاكات خطيرة وجسيمة في الارواح والممتلكات والحريات والاعراض. وبعد سقوط النظام السابق في 9/4/2003 بدا الامل في بناء دولة قانونية تراعي وتحترم حقوق الانسان وحرياته الاساسية التي كفلتها القوانين والمعاهدات الدولية فعليه يثير موضوع حقوق المرأة الكثير من الجدل في الساحة العراقية، فمع أن المرأة دخلت مضمار التعليم والعمل بشكل واسع خلال السنوات الخمسين الأخيرة إلا أنها ما زالت تعاني من التمييز القائم على النوع الاجتماعي، خاصة في المجتمعات التقليدية. إذ يسود تصور تقليدي في التعامل مع المرأة وحقوقها، وينظر إليها على أنها أدنى من الرجل وأقل حقوقا منه حيث يستند ذلك إلى تراث كبير من العادات والتقاليد والأعراف. وبالرغم من أن المرأة العراقية استطاعت الحصول على بعض الحقوق بعد صراع طويل خلال النصف الثاني من القرن الماضي ، إلا أن هناك مظاهر عنف وتمييز واضح تجاهها. ومن أبرز هذه المظاهر في المجتمع العراقي هو قتل النساء على خلفية الشرف، فالقتل على خلفية الشرف يعتبر جريمة وهي من الظواهر التي تهدد تماسك المجتمع وتقف عائقا في طريق تقدم المرأة في المجتمع.
ومن الضروري الاعتراف بخطأ استخدام مصطلح القتل بدافع الشرف حيث أنه يعكس إعطاء مبرر للجاني وفي الوقت ذاته إدانة المجني عليها دون إعطائها الفرصة للدفاع عن ذاتها. لذلك تقترح الأدبيات النسائية استخدام مصطلح جريمة قتل النساء على خلفية الشرف فالتعريف الاجتماعي المتعارف عليه تقليديا لمفهوم القتل على خلفية الشرف يتعلق فقط بالمرأة، فالمرأة التي تقيم علاقة مع رجل خارج مؤسسة الزواج يبرر قتلها حفاظا على شرف العائلة. فالشرف هو أحد القيم الاجتماعية المحورية التي تؤكد أبوية المجتمعالعراقي ودونية المرأة فيه، وهو كجميع القيم الاجتماعية يحدد كل مجتمع معناه بما يتفق مع مصلحته التي تتغير بتغير ميزان القوى فيه. فالقوى الغالبة في المجتمع أو الطبقة الأقوى هي التي تحدد هذا المعنى بما يتفق مع مصلحتها ومن هنا نجد الازدواجية في مفهوم الشرف، حيث تغييب المعاني السامية للشرف كالعزة والعلو ويقصر المفهوم على جسد المرأة وغشاء البكارة. حيث يصبح شرف المرأة ملكا للرجل ولا تلعب المرأة فيه إلا دور الوسيط الصامت، فيصبح الرجل مسؤولا عن سلوك المرأة واحتشامها. فالتقاليد والعادات الاجتماعية أدت إلى عزل المرأة جسديا ومكانيا في المنزل وفرض عليها الاحتشام من أجل حماية شرف الرجل، فالمرأة الشريفة امتداد للرجل الشريف. ومن هنا يكون جسد المرأة هو المحور الرئيسي في هذه المعادلة للحفاظ على الشرف لأنه وسيلة لإنجاب أعضاء جدد للعائلة واستمراريتها. فاعتبر جسد المرأة ملكا لزوجها والحفاظ عليه هو الوسيلة الوحيدة لضمان عدم اختراق الحدود بين العائلات، والحفاظ على العائلة كوحدة للتكوين الاجتماعي، فالعائلة عامة والرجال خاصة هم المسؤولون عن شرف المرأة
يعتبر قتل النساء على خلفية الشرف أحد أشكال التمييز وانتهاك حقوق الإنسان ضد المرأة بشكل خاص، فهي ظاهرة موجودة في العديد من المجتمعات منها المجتمع العربي. وهي لا تعدو كونها ردة فعل لعدة عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية وتربوية واقتصادية وثقافية وغيرها. فقيمة الإنسان رجلا أو امرأة تتحدد حسب قدرته على العمل الخلاق والحب الحقيقي وليس حسب ما يملك من ثروة أو سلطة أو انتمائه الطبقي. علاوة على ذلك فدور الإنسان في المجتمع يتحدد حسب قدراته الفكرية وكونه عنصرا فاعلا ومؤثرا وليس حسب كونه ذكرا أو أنثى، وبذلك تكون قدرة الإنسان القادر على تطوير مجتمعه والوصول به إلى الأفضل هي التي تحدد قيمته وقتل النساء على خلفية الشرف هو جريمة يرتكبها رجل بحق امرأة تربطه بها صلة قرابة من الدرجة الأولى، ويكون الدافع للجريمة كما تعرفه المفاهيم الاجتماعية سواء كانت قتلا أو إيذاء الدفاع عن الشرف. أما السلوك الذي يعتبر ماسا بالشرف فهو ينطوي على اتصال جنسي غير مشروع يجلب العار على العائلة وفقا للعادات والتقاليد في المجتمع
المجتمع العراقي جزء من المجتمع العربي، ولا يختلف وضع المرأة العراقية فيه عن وضع المرأة العربية عامة. فالمجتمع العراقي كغيره من المجتمعات الأبوية التقليدية الحديثة، يعتمد استخدام القوانين غير المكتوبة من عادات وتقاليد وأعراف لحفظ كيانه وشرعيته، مستعملا بذلك شتى أساليب القمع والإرهاب الاجتماعي لتكريس دونية المرأة. وأيضا، الظروف التي تعرض لها المجتمع العراقي من نكبة وتهجيروحروب ونزوح وفقدان الأرض أدى إلى تشبثه بالعادات والتقاليد المجتمعية
فظاهرة قتل النساء على خلفية الشرف موجودة (من خلال حالات معرفة من مراكز نسوية، شرطة، صحافة...الخ) في المجتمع العراقي كغيره من المجتمعات الشرقية الأخرى. فهي جريمة تميز ضد نوع اجتماعي دون الآخر ألا وهو النساء، وهن جزء أساسي ومهم ويشكل نصف المجتمع. ومع أن هذه القضية كانت موجودة في المجتمع العراقي منذ زمن، إلا أنها كانت مغيبة ضمن الواقع الذي عاشته البلاد من مشاكل الحروب حيث غلب الاهتمام بالقضايا السياسية على الاهتمام بالقضايا الاجتماعية. ومع بداية الاستقرار السياسي تكشفت هذه القضايا بشكل واضح بسبب انتشار المراكز النسوية واهتمامها بقضايا العنف الموجه ضد النساء، والتي بادرت بإقامة ورشات عمل وبعض الدراسات القيمة التي تتعلق بهذا المجال.
فدراسة هذا الموضوع تنبع من تجدد الظاهرة في المجتمع العراقي وانتشارها. فارتأينا في بحثنا هذا أهمية دراسة هذا الموضوع للوقوف على نظرة المجتمع لهذه الظاهرة، وكيفية التعامل معها


مشكلة البحث :

نظرا لحدوث الكثير من حالات قتل الشرف في إقليم كردستان في المجتمع الحضري والريفي وبمختلف القوميات والأديان والمذاهب لوحظ تفاقم هذه الظاهرة واتساعها مما يتطلب إجراء دراسة استبيانيه للوقوف على أسبابها ووضع الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة .

أهمية البحث :-

إن التغيرات السريعة والتطورات في نظم الثقافة العالمية واتساع تشكيل منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة وحقوق الإنسان التي تدعو إلى احترام شخصية الفرد وحقوقه المدنية والمحافظة على كرامته ونبذ الأنظمة والأعراف والتقاليد الموروثة والسائدة في المجتمعات المتخلفة، عليه تعمل هذه الدراسة الاستبيانية الوقوف على أسباب تفشي هذه الظاهرة ، ووضع العلاجات والبدائل المناسبة التي تواكب هذه التطورات والارتقاء بالمجتمعات المتحضرة والتي غايتها المحافظة على حقوق الإنسان وصيانة كرامته .


أهداف البحث :-

يهدف البحث من خلال الدراسة الاستبيانية إلى :-

1. معرفة أسباب هذه الظاهرة ( اجتماعية – دينية - نفسية – اقتصادية – تربوية – ثقافية – قانونية . حاجات إنسانية )
2. وضع الحلول والمقترحات للحد من تفشي هذه الظاهرة .

حدود البحث :-
يتحدد البحث ب:-
1. الحدود البشرية :- سكان إقليم كردستان العراق
2. الحدود المكانية :-إقليم كردستان
3. الحدود الرمانية:- 2010

تحديد المصطلحات :-
1. قتل الشرف :- وهي ظاهرة تمارس في اغلب المجتمعات القديمة منها والحديثة نتيجة اقتراف النساء عملية الزنا خارج نطاق الأعراف والتقاليد.
2. إقليم كردستان العراق وهو الإقليم الذي يقع في شمال العراق وتقطنه غالبية من السكان المنتمين إلى القومية الكردية ( المسلمين ) وأقلية من الأعراق والطوائف والأديان المختلفة .
الوسائل الإحصائية :-

تم استخدام الوسائل الإحصائية المناسبة لهذه الدراسة وهي :-
1. الصدق الظاهري
2 . اختبار tee- test لاستخراج ثبات الأداة
3. الوسط المرجح (معادلة فيشر)
4. النسبة المئوية


إجراءات البحث :- أجرت لجنة البحث لدراسة هذه الظاهرة استبانه استطلاعية لتحقيق نتائج الدراسة وتوزيعها على فرق العمل المتشكلة من الباحثين الميدانيين والمشرفين بمعدل (15) باحث و(2)مشرف لكل محافظة

حيث تم توزيع استبيانات البحث وعددها ( 1960 ) استبانه موزعة على المحافظات الأربعة حسب مجتمع البحث وعيناته .

مجتمع البحث :- يتألف مجتمع البحث من سكان إقليم كردستان العراق والذي يضم ( محافظة السليمانية – اربيل – دهوك – بالإضافة إلى محافظة كركوك المتنازع عليها في الوقت الحاضر . لقد أكدت بعض المنظمات التي أجرت دراسات مسحية وإحصائية لعدد السكان في إقليم كردستان العراق
مليونين وثمانمائة وستة وعشرون ألف ومائة وعشرة نسمة ( إحصاء منظمة WFB لسنة 2000 . أما تصريح بعض المسؤلين الإداريين في حكومة الإقليم وبعض المنظمات الأخرى على تجاوز هذا العدد إلى 5000000 مليون نسمة . عليه انه لايوجد إحصاء دقيق لسكان الإقليم ، لذا ارتأت لجنة البحث على الأخذ بعدد سكاني افتراضي ( 3402600 ) مقسم وفق محافظات الإقليم مناطق حضرية وريفية . كما موضحا في الجدول رقم ( 1 )


جدول رقم ( 1 )
يبين عدد السكان لإقليم كردستان العراق ( حضر- ريف )

ت المحافظة حضر ريف الكلي
1 السليمانية 714000 462000 1176500
2 اربيل 431000 311000 742000
3 دهوك 300000 370000 670000
4 كركوك 485200 329400 814600
00 2 0 3 9 1 1472400 3402600



عينة البحث :- نظرا لعدد مجتمع البحث والذي يتألف من (3402600 ) ثلاثة ملايين وأربعمائة واثنان ألف وستمائة نسمة . عليه تم اختيار عينة البحث وفق الدراسات الإحصائية التي تمثلت العديد من البحوث والدراسات , والتي قدرت ( 1960 ) مقابلة موزعة على المحافظات الأربعة ( حضر + ريف ) .
وتشمل الرجال والنساء فوق سن الثامنة عشر . باختيار نسبة 6 من كل عشرة ألاف نسمة من الجموع الكلي للمجتمع البحث . حيث أكد العديد من الباحثين انه كلما ازداد مجتمع البحث فيكون اختيار العينة بنسبة قليلة .


إعداد أداة البحث :- تم إعداد استبانه الاستطلاعية للبحث من خلال وضع (62) فقرة ضمت قسما منها فقرات تحتاج إلى اختيارات وفق مقاييس ثنائية وثلاثية ورباعية , وتم عرضها على مجموعة من المحكمين لبيان صلاحيتها للحصول على الصدق الظاهري حيث تم اعتماد نسبة توافق 80 % فأكثر من موافقة المحكمين على الفقرات وقد نالت جميع الفقرات على نسبة كلية 86 % . ثم تم تطبيق هذه الاستبانة على مجموعة مؤلفة من ( 50 ) شخصا ( 25 ) ذكور و ( 25 ) إناث من خارج عينة البحث واستخدام معامل الارتباط سبيرمان لاستخراج ثبات الأداة وقد نالت درجة ارتباط قوية جدا بنسبة 82 % .

نتائج البحث : بعد اكمال الاستبيان سوف تجمع جميع استمارات البحث ويتم ترميزها وادخال المعلومات على النظام الاحصائي spss وتحليل البينات واستخراج النتائج التي على ضوئها يرى مدير الاستبيان المشاكل والحلول وما يتطلب اجراءه بغد هذا من ورش عمل او حلقات نقاشية تثقيفية حول هذه الظاهرة .


الباحث
د. محمد بهجت القيسي
مدير الدراسات المسحية شركة الراي لدراسات المجتمع المدني

#محمد_بهجت_لحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات