أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سمير صلاح الدين - العطلة الصيفية وصنع جيل














المزيد.....

العطلة الصيفية وصنع جيل


سمير صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 13:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


العطلة الصيفية مكافأة يحصل عليها طلابنا بعد مجهود كبير يقدمونه في أروقة المدارس من دراسة وقراءة وتفكير ومتابعة، وهو بر الأمان الذي يتنفس فيه طلابنا الصعداء، وتنهال عليهم ساعات الفراغ كالأمطار، فيبدءون نهارهم بالفراغ ويتبعونه بالفراغ ويختمون يومهم بليل خالي من كل تقدم، عكس ما نلاحظه في كثير من دول العالم المتقدمة، حيث توضع للطلاب ساعات مبرمجة من الترفيه البدني والعقلي، والبرامج العلمية الهادفة، لإزاحة تعب ساعات الدراسة الطويلة وتهيئتهم للسنة الدراسية الجديدة، ليقبلوا على الدراسة بتفاؤل وتقبل كبيرين.
إن الشغل الشاغل لنا نحن معشر المثقفين في دول العالم الثالث هي الكيفية التي نستطيع بها أن نواكب العالم المتقدم ونصبح يوما ما في مصاف دول العالم الثاني أو حتى الأول، ورغم تحججنا بصعوبة الأمر فأنني أرى العكس تماما،فكل مانحتاجه في ذلك هو الاستغلال الأمثل للوقت، الجانب الذي جعل الغرب صاحب الأسبقية علينا نحن بقية العالم رغم عيشنا على نفس الكوكب، فكما أظن فأن تطور كل أمة في العالم ترتبط بعنصرين أساسين أحدها نشر الديمقراطية الحقيقية، وأخراها توظيف الشباب توظيفا حقيقيا وتهيئتهم تهيئة أصولية صحيحة ليصبحوا قادة البلاد الحقيقيين مستقبلا، أو أشخاصا نافعين ينتفع بهم المجتمع. ففيما يتعلق بالعنصر الأول، فأنني أعتقد بأننا على الطريق الصحيح، أما العنصر الثاني فأنني أظن بأننا نحتاج فيه إلى العمل الكثير، وهذا مايدفعنا إلى أن ندير دفة الزمن نحونا ونستفيد من كل دقيقة متاحة، وحتى لو اضطررنا إلى شراء الوقت لأجل تحقيق هذا الهدف.
وإحدى الطرق التي نستطيع أن نسلكها وصولا إلى هذا الهدف هو الاستفادة الحقيقية من العطل الصيفية من أجل المهمة المستقبلية.
لست متأكدا فحسب، بل أنا على يقين تام بأن أربعة أشهر هي مدة كافية لوضع الشباب على الخط الصحيح في التفكير، ولصنع أجيال واثقة، طموحة، تواقة لخدمة البلد، أجيال تهتم لأمور بلدها، تحس بالمسؤولية تجاه قضايا محيطها الاجتماعي والإقليمي.
أما كيفية الاستفادة من هذه العطل، فهناك طرق كثيرة ومتطورة ومتنوعة، وهي في متناولنا جميعا وليست صعبة التنفيذ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: أقامة دورات توعوية للشباب من كلا الجنسين، لتعريفهم بالمستجدات العالمية في مختلف المجالات وبأساليب عصرية بعيدة عن الروتين المدرسي المألوف ، كالأساليب المدنية في التعامل والتخاطب مع الآخرين،اللباقة الاجتماعية، تقبل الرأي الأخروأحترامه،غرس حب الوطن والاهتمام بنظافته والتفاؤل الدائم بمستقبله،و دورات في الشخصية القيادية، وأخرى في تعريف الفتيات بدورهن الأساسي في القيادة إلى جانب الرجل كما في الحياة الاجتماعية.

إن التركيز على فئة الشباب يجب أن لا ينسينا من هم أهم من الشباب، ألا وهم أولادنا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة من الدراسة، فهم كما نعلم أساس تطور المجتمع، ولذلك فهم يحتاجون إلى رعاية مزدوجة ودقة في التعامل.
فهذه الفئة تحتاج إلى الكثير من أجل بنائهم، فمثلا هم يحتاجون إلى إقامة مخيمات كشفية لهم لأجل أن يكونوا في تماس مباشر مع الطبيعة ويتعلموا كيفية العيش بعيدا عن الوالدين والأخوة، وأيضا يحتاجون إلى دورات في أنواع الرياضة المختلفة والمسابقات الترفيهية والعلمية ألهادفة واللغات ألعالمية والمحلية، والتركيز في هذه المرحلة على تضمين هذه الدورات بعض المحاضرات الأساسية عن التعايش السلمي واحترام الرأي الأخر وحب الوطن والنظافة العامة.
أما دور الآباء والأمهات فهو كبير، لأن الكثير منهم لا يسمحون لأولادهم بالاشتراك في هذه النشاطات التي تبني الشخصية المستقبلية المستقيمة الصحيحة، وخصوصا نشاطات التخييم، وهذا ما يدعوني إلى أن أشير لهم بأهمية ذلك، في أن يكون لهم دورا ايجابيا في حياة أبنائهم، وأن يسمحوا لهم بالاشتراك في النشاطات التي تطورهم وتفيدهم ولا تضرهم، ففي الدول الغربية وبعض الدول الشرقية العصرية، جل الآباء والأمهات أدركوا أهمية المخيمات الكشفية ألتي بدئوا يدفعون الكثير من المال لها لإلحاق أبنائهم بها معرفة منهم بأهمية ذلك. وأيضا فأنا أشجعهم على تحفيز أبنائهم للانضمام إلى الدورات التثقيفية والرياضية والترفيهية الأخرى وعدم ألوقوف أمام رغبات أبنائهم المشروعة.
لا أريد أن أطيل عليكم في موضوعي هذا ولكنني أريد أن أدعوا ألجميع دعوة صادقة من أجل صنع جيل مثقف، واعي، مسئول، من خلال وضع بعض البرامج الصحيحة لأبنائنا خلال عطلتهم الصيفية، ولا أعتقد بأن ذلك كثير عليهم ، فكما نعلم جميعا فأنهم أغلى مانملك، ولنعطهم شيئا بسيطا من أشيائنا ألغالية : الاهتمام.



#سمير_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سمير صلاح الدين - العطلة الصيفية وصنع جيل