أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف مكي - هيغل وماركس العربيان














المزيد.....

هيغل وماركس العربيان


يوسف مكي

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في اللحظات التاريخية الفارقة يحتاج المرء، كما الناس جميعاً إلى التوقف وإمعان النظر باتجاهات ثلاثة. إمعان النظر فيما مضى، وفيما هو قائم، وفيما هو قادم.

ومن الطبيعي أن يختلف الأشخاص في مقاربة الأمور والأحداث، ومن الطبيعي أيضاً أن يتفق الأشخاص في مقاربة ما حدث وما يحدث، وما سيحدث. فالاتفاق المطلق بين الناس مستحيل، كما أن الاتفاق المطلق هو الآخر مستحيل.

أما المقاربات والتحليلات لما يحدث فلا تعد ولا تحصى، ولكن أكثر المقاربات حضوراً هي المقاربات السياسية، وهذا ما يلحظه المرء في مقاربة ما يجري على الساحة العربية منذ الثورة التونسية في مطلع هذا العام (2011) وما أعقبها من زلزال عربي وارتداداته حتى الآن.

ومن الطبيعي أن يكون للخطاب السياسي الحضور الكاسح، بما أن الأحداث سياسية واجتماعية، كالثورات والانتفاضات العربية، وهذا في الواقع ليس عيباً وإنما من طبيعة الأمور.

لكن الشيء الملفت في غمرة حضور الخطاب السياسي، ومن غير الطبيعي، هو غياب الخطاب الثقافي والمعرفي عموماً، والمقاربة الفلسفية لما جرى وما يجري وما سيحدث في المستقبل خصوصاً.

لذلك نجد لدينا خطاباً سياسياً عربياً في الثورة ومنذ عقود، كما أن لدينا منظرين في الشأن السياسي، لكن إزاء ذلك، لا يوجد لدينا مفكرون وفلاسفة يقومون بتحليل ما جرى وما يجري وما ستأتي به الأيام.

والأحداث والثورات إذا كان لها خطابها السياسي الفائض، فهي فقيرة في الخطاب المعرفي والفلسفي تحديداً. وهذه مشكلة مزمنة في الثقافة العربية عموماً.

نعم لا يوجد لدينا مفكر فيلسوف من عيار هيغل يقوم بمقاربة فلسفية ضخمة لماضي وحاضر ومستقبل العرب كما فعل هو نفسه بالنسبة إلى الأمة الألمانية. كما لا يوجد بين ظهراني العرب حتى الآن فيلسوف بوزن ماركس يقوم بتحليل مركب، سياسي ثقافي فكري فلسفي اقتصادي اجتماعي لما يجري في المنطقة العربية والتطلع إلى آفاق المستقبل، كما فعل ماركس بالنسبة إلى أوربا الرأسمالية.

إن ما جرى ويجري على الساحة العربية ليس أمراً عادياً؛ بل هو حدث تاريخي هائل بامتياز، وله دلالات ونتائج ازعم أنها ستكون كاسحة وعميقة على مختلف المستويات لأمد غير منظور.

وأحداث من هذا النوع المفصلي إذا كانت بحاجة إلى تحليلات سياسية آنية، فإنها في أمس الحاجة إلى المقاربات الفلسفية العميقة أكثر من أي وقت مضى.لا لشيء، إنما لعقلنة النظر إلى هذه الأحداث الضخمة، وتحليلها من منظور فلسفي أكثر عمقاً وسداداً، وطرح الأسئلة الكبرى من قبيل لماذا جرى ماجرى، ما فلسفة ذلك وما وراء ذلك وما أمامه؟ ومن ثم أخذ العبر، والنظر إلى الحاضر والمستقبل على أسس معرفية وأبعاد فلسفية، لم نزل نفتقر إليها حتى الآن في واقع العرب كما في ثقافتهم؛ إذ لم تنجب الشعوب العربية في تاريخها الحديث، لا في السلم ولا في الحرب ولا في الاستقرار ولا في الثورة مفكراً أو فيلسوفاً بوزن ماركس أو بوزن هيغل ليفلسف طبائع الأحداث، ومن ثم الخروج بنتائج ابستمولوجية.

ولكن من يدري، كما أن ألمانيا وأوربا القرن الثامن عشر والتاسع عشر أنجبت كلاً من هيغل وماركس في أتون الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية الهائلة التي عصفت بأوروبا، فمن المحتمل أن تكون الظروف التي يعيشها عرب هذه الأيام سبباً في ولادة هيغل عربي، أو ماركس عربي. ذلك أن الفلاسفة الكبار يولدون من أرحام شعوبهم، كما يمثلون خلاصة هذه الشعوب ورحيقها . فهل نشهد عما قريب ولادة هيغل وماركس العربيين؟ ربما



#يوسف_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف مكي - هيغل وماركس العربيان