أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كوسلا ابشن - اكذوبة الاصل العربي لامازيغن















المزيد.....

اكذوبة الاصل العربي لامازيغن


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 20:51
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تعاملت الانظمة الاستعمارية مع الشعوب المستعمرة ( فتح الميم ) بشكلين من الابادة لا يختلفين جوهريا , الاول الابادة الجسدية والفناء البيولوجي والثاني الابادة الهوياتية وتشكيل كتلة بشرية من الخدم اليدويين والعبيد و الجواري وجماعة مرتزقة من مستلب العقل .
استمرارية التواجد الاستعماري واغتصاب ارض الغير والبقاء الدائم يستوجب ايجاد اليات تشرع البقاء والاستمرارية والسيادة و نهب ثروات الشعب المحلي واستعباده,وكانت احسن استراتيجية للسيادة الابدية هي ابتكار نسب وهمي يربط المستعمر (كسر الميم ) بالمستعمر (فتح الميم ) ,هكذا هندست انساب المغلوبين في مختبرات المنتصرين .
ارض ايمازبغن , تامازغا , منطقة شاسعة غنية بثرواتها المادية والروحية و بموقعهاالاستراتيجي , كانت اكبر غنيمة لمحتاليها , دارت حروب عديدة بين القوى الاستعمارية من اجل استعمارها (الفنيقيين , الرومان , الوندال , الاعراب ,ومن بعدهم الفرنسيين , الاسبان , الطاليان , الاستطان الارتزاقي), و حروب دفاعية بين ابناءها ايمازيغن ضد الغزوات الاجنبية , و اي مستعمر تؤول اليه الغلبة يكتب تاريخ المنطقة حسب مصالحه واهدافه , فاذا كان الاستعمار الاوروبي ارجع الاصول الامازيغية الى اصول اوروبية , جرمانية او باسكية و ... مبنيا على بعض التشابه الفيزيولوجي , فان الاستعمار الاعرابي قد ارجع النسب الامازيغي الى الاصل العروبي مدللا بالوهم الاسطوري والنص اللاهوتي معتمدا على المنهج المتافيزيقي .

ينسب الحكواتيين الاعراب نسب ايمازيغن الى فرد اللاتاريخي كحاح او بربر او مازيغ أو ... ,او ارجاعها الى الشعوب المنبوذة الهيا ,والتي اقحم فيها ايمازيغن عنوة , (لانهم بعيدين جغرافيا عن ارض النبوءات ),كالقول ّ ياداوود اخرج البربر من الشام فانهم جذام الارض ّ ,او ارجاعها الى قبائل عربتها الايديولوجية العروبية الاستعمارية, مثلا يحكى ان الطبري قال ّ البربر انما هم اخلاط من كنعان والعمالق فلما قتل ملكهم ... فنهض من بينهم شخص يدعى افريقش ... وغزا بهم المغرب ... وسماهم البربر ّ و يحكى ان مالك بن الرحل قال ّ البربر قبائل شتى من حمير ومضر والقبط وكنعان وقريش تلاقوا بالشام ولغطوا في الكلام فسماهم افريقش البربر لكثرة كلامهم ّ قادهم افريقش وغزا بهم المغرب و سماهم البربر , كما يروي الحكواتيين الاعراب ان افريقش ملك حميري غزا المغرب عبر البحر والصحراء الكبرى ,واستشهد بابن خلدون في تفنيد الحكاية الاسطورية بقوله في مقدمة ابن خلدون ص 12 ّ ومن الاخبار الواهية للمؤرخين ما ينقلونه كافة في اخبار التبابعة ملوك اليمن وجزيرة العرب انهم كانوا يغزون من قراهم باليمن الى افريقية والبربر من بلاد المغرب وان افريقش غزا افريقية ... ّ.

ويضيف في ص12-13 ّهذه الاخبار كلها بعيدة عن الصحة عريقة في الوهم والغلط واشبه باحاديث القصص الموضوعة وذلك ان ملك التبابعة انما كان بجزيرة العرب وقراهم وكرسيهم بصنعاء اليمن ... ويضيف فلا يجد السالكين من اليمن الى المغرب طريقا من غير السويس والمسلك هناك ما بين بحر السويس والبحر الشامي قدر مرحلتين فما دونهما ويبعد ام يمر بهذا المسلك ملك عظيم في عياكر موفورة من غير ان يصير من اعماله هذه ممتنع في العادة . وقد كان بتلك الاعمال العمالقة وكنعان بالشام والقبط بمصر ثم ملك العمالقة مصر و ملك بنو اسرائيل الشام ولم ينقل قط ان التبابعة حاربوا احدا من هؤلاء الامم ولا ملكوا شيئا من تلك الاعمال وايضا فالشقة من البحر الى المغرب بعيدة والازودة والعلوفة
للعساكر كثيرة فاذا ساروا في غير اعمالهم احتاجوا الى انتهاب الزرع والنعم وانتهاب البلاد فيما يمرون عليه ولا يكفي ذلك للازودة وللعلوفة ... ويضيف واما وادي الرمل الذي يعجز السلك فلم يسمع قط ذكره في المغرب ... ّ .
الحكايات العروبية لصنع نسب وتاريخ للامة الامازيغية خارجة عن علم التاريخ وعن الحقيقة العلمية فما كان يروى لعقل القروسطوي المتخلف لا يختلف عما ترويه الجدات من حكايات للاحفاد اثناء النوم , اذا تمعنا في هذه الفرضيات نستنتج زيفها فتعدد الانساب راجع الى اكذوبة الاصل المشرقي , تارة يمني وتارة كنعاني وتارة عماليقي و...ومرة من نسب ولد قيذار و مرة من نسب بن عيلان ومرة من ... ,لم يجمع حكواتي النظام الاستعماري العروبي عن نسب واصل واحد للامة الامازيغية , لان الحكايات المروية لم تكن الا الشكل الاستلابي لتبرير الاحتلال الاعرابي لتامازغا ولم يعتمد على البحث التاريخي والعلمي لتحديد اصول الاقوام والامم .وفي العصر الحالي مازالت القوى الاستطانية الارتزاقية فى ارض ايمازيغن تنتهج نفس استراتيجية التبرير الاستعماري , من جهة تقدم الاساطير والاختلاقات كمعطى تاريخي , ومن جهة اخرى تتخوف من التاريخ كعلم كاشف لحياة الشعوب والمجتمعات السابقة في وحدة ملموسة للسيرورة التاريخية وقوانينها التطورية .علوم الاركيولوجية والانتروبولوجية والاثنوغرافية ساهمت في معرفة وتحديد اصول الشعوب و ثقافتها وحضارتها القديمة ووجودها المحدد مكانيا وزمانيا . وحالياعلم الجينات احدث ثورة علمية في تحديد الاعراق والاصول والاختلافات الموجودة بين الاعراق .

ايمازيغن حددت الاركيولوجية وجودهم بقدم الانسان في منطقة تامازغا , كما حددت الانثروبولوجية والاثنوغرافية ثقافتهم و حضارتهم واصولهم واختلافهم مع كل ثقافات وحضارات الشرق اوسطية والاوروبية , فلا ايمازيغن قدموا من الشرق ولا من اوروبا , بل هم احفاد هوموسابين (الانسان المعاصر )وجدوا في شمال افريقيا وتطوروا فيها اساليب حياتهم وثقافتهم وتجمعاتهم البشرية واخذوا واعطوا من و للحضارات العتيقة لحوض الابيض المتوسط في عملية التاْثير والتاْثر , كما ان قبائل الليبو في دلتا النيل كان لها تاْثير على ثقافة العرق الاثيوبي , ساكنة القرن الافريقي و مؤسسي حضارة سباْ. كل الحفريات الاركيولوجية في شمال افريقيا تاْكد قدم الحياة البشرية في المنطقة ,ومثال على ذلك لا الحصر الاكتشاف في موقع ّ افري ن عمر ّ قرب ناظور من اثار ترجع الى175 الف سنة , كما ان تعدد الاجناس البشرية من اركتوس و نيوندتال وسابيان و ... ,لا يفند اصالة القوم الامازيغي بل ياْكد استمرارية الحياة البشرية في منطقة شمال افريقيا و يؤكد اصالة امازيغن وحضارتهم المادية والفكرية منذ التحول التاريخي من الصيد والقطف الى الزراعة وتربية المواشي وتاْسيس التجمعات البشرية وبناء القومية المحلية .

جغرافية شمال افريقيا كانت ومازالت مؤهلة للحياة البشرية و التغيرات المناخية لم تمنع التكاثر الانساني ولا اجباره للهجرة وتغيير اللون والرجوع فهذه الفرضيات تبقى وهمية وللاعلمية ولذا فامازيغن سيظلون ايمازيغن وسكان شمال افريقيا الاصليون رغم تعدد الاجناس البشرية التي انقرضت وبقاء استمرارية هوموسابيان اسلاف ايمازيغن و رغم تعدد الاسماء ّ الهوياتية ّ التي اطلقت عليهم وعلى بلادهم , فالانظمة الاستعمارية غير شرعية في مستعمراتها ولا الشعوب الاجنبية لها شرعية في اراضي الغير , عبر خلق مبررات وهمية خرافية .الاقلية الاستطانية الارتزاقية في بلاد ايمازيغن بالاحرى لها البحث عن جذورها واصولها وموطنها الاصلي , المجهول الجذور بعد الطرد الاندلسي , بالاعتماد على العلم وليس على النص الخرافي والاساطيرالقديمة لبناء الذات الوهمية واعطاء الشرعية لاحتلال الارض ونهب خيراتها واستلاب عقول ساكنتها .

المسلمات الوهمية لدى البعض تسقطهم في العمى رغم تصديقهم بالبحث العلمي ,و كما قال انجلس في بعض علماء زمانه ّ ماديون في المختبر ومثاليون في الشارع ّ , رغم المتحف الاثري الواسع في الهواء الطلق الموجود في الاطلس والصحراء والكهوف والمؤرخ للثقافة الامازيغية عبر العصور القديمة , رغم الحفريات الاثرية المؤكدة لمحلية الانسان الامازيغي , رغم بعض الاختبارات الجينية المؤكدة للعرق المحلي , رغم الاختلافي الثقافي الشاسع بين ايمازيغن واعراب الجزيرة , فان مؤدلجي العروبة الاستعمارية مستمرون في نبش النص الخرافي ونشرالاكاذيب و سموم ايديولوجيتهم التدميرية للحفاظ على الكيان الاستعماري الورقي .
انهي مقالي بمقولة ماركس الشعب الذي يستعمر ( كسر الميم ) شعبا اخر فهو نفسه مستعمر ( فتح الميم ) , اذا افترضنا هناك شعب عربي .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفوسا الصامدة في وجه الة التغريب
- اهمية العامل الايديولوجي في النضال التحرري
- القوانين الكولونيالية لا تخدم الا مصالح السلطة الكولونيالية
- حراس الهيكل المقدس
- صبية الجامعة والعماء الشوفيني
- الاسلام من التوحيد الى التوسع
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه
- تحية للمرأة الامازيغية في يومها الاممي
- اقترب يوم الحساب
- ارحل يا طاغية
- سيكولوجية الخنوع والخوف سقطت في ليبيا
- متى تبدئ الثورة الامازيغية
- الضرورة الموضوعية لبروز حزب من طراز جديد
- التنظيم الشيوعي الامازيغي
- عشرية الوريث بين الاستبداد وشعار الثقافة الحقوقية
- من الجائزة الى الفضائية
- الشغيلة بين سندان الراْس مال ومطرقة المافيوية
- سيف ال قدافي ومسرحية الاصلاح


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كوسلا ابشن - اكذوبة الاصل العربي لامازيغن