أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسمة موسى - آفاق الإقصاء وتهميش المشاكل














المزيد.....

آفاق الإقصاء وتهميش المشاكل


باسمة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 10:30
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من بين مهام الحكومات الرئيسيّة حلّ المشاكل المعقدّة أو تلك التي لها أوجه متعدّدة. هذه المشاكل المعقدّة لا تجد المجال الوافي لحلها في نظام التّنافس السّياسي، لأن التّنافس السّياسي يبسّط الحوار ليجعله ذا بعدين: إذا كان البعد الأوّل صحيحاً، فلابد للبعد الثاني أن يكون خاطئاً. من الوجهة النظريّة، لابدّ أن يفوز البعد الأكثر استنارة وملائمة. هذه الطريقة تفترض أنّ أي مشكل يمكن حلّه من منظور واحد. لكن المشاكل الكبرى والتي غالبا يكون لها أوجه عديدة، تحتاج إلى أخذ الآراء المختلفة في الاعتبار، والتي تكون عموماً مكملة لبعضها البعض.
ولكن، بما أن الحوار في التّنافس السّياسي مبني على أساس وجود "المعارضة" التي لها منظور "مخالف" لمعالجة المشاكل، يصبح الأخذ برأي المعارضة ضياع لإمكانية إضافة "رصيد سياسي" إلى رأس المال السّياسي، بل تكتسب في هذا الحال المعارضة رصيداً سياسيّاً. لأن النظام يستدعي وجود فائز وخاسر. نتيجة لهذا التّنافس السّياسي تتقلص المواضيع المعقدة إلى رأيين متناقضين لابد لواحد منهما أن يسود. فتبسط الأمور الكبرى بحيث يصبح من المستبعد إمكانية معالجتها بالشموليّة المطلوبة.
يتفاقم هذا التبسيط المصطنع للمشاكل الكبرى بتدخل وسائل الإعلام الموجودة بقوة في المجتمعات الغربيّة والتي اتخذت صبغة تجاريّة قصوى في خضم الاقتصاد السّياسي. فوسائل الإعلام تعمل جاهدة للاحتواء على آراء وفكر أكبر جمهور ممكن من الأتباع والقرّاء والمستمعين لبيعها إلى طلاّب الإعلانات. أرخص طريقة والأكثر ربحاً للحصول على هذا الجمهور هي في خلق مسرحيّات على أوسع نطاق ممكن، بما في ذلك المسرحيّات الحزبيّة. الورقة الرابحة في ميدان التغطية السّياسية هي: أصداء سياسيّة لاذعة مليئة بالشعارات والعبارات الرنّانة. فتنتشر بين الجمهور العناوين السّياسية التي تشوّه طبيعة المشاكل المستعصية، فتنحرف بصيرة الجمهور وتزداد التفرقة بين الأحزاب. في مثل هذه الأجواء يستحيل إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعيّة والبيئية المستعصية المتعدّدة الأبعاد.
يوجد من بين الجمهور من لا تستريح نفسه، بطبيعتها أو لثقافتها، لمثل هذا النموذج التّنافسي بين الأحزاب وما يقترن به من نقاش جدلي، فيفضّل الانسحاب من ساحة خدمة المجتمع مع ما قد يكون لديه ما يقدّمه لحل المشاكل المطروحة. وبصورة عامة فإن الجدل في النقاش لا يساعد على التدبّر الرصين للأمور حتّى بالنسبة للذين يؤمنون بصلاحيته، فبالأحرى أن يمتنع عن المشاركة في الجدال من لا يثق في صلاحيته.
ثم هناك المرأة التي تجد أنّها أقل حظاً من الرجال في خوض مضمار الحوار التّنافسي. فى ظل ثقافة مجتمعية لا تعترف بمساواة الجنسين والتى هى نصف المجتمع والذى لابد له ان يشارك فى بناء بلاده ولكن ايضا نجد بعض السيدات بطبيعتها لا تميل إلى المكافحة والمغامرة. نفس الشعور نجده قائم في بعض الأقليّات التي ترى في الابتعاد عن جو النقاش والجدال الذي يجري بين الفئات الكبيرة المتنافسة، ضمانا لصونها وبقائها، في حين أنّه قد يكون لدى تلك الأقليات، مثل ما قد يكون لدى المرأة، ما يمكن تقديمه لحل المشاكل المطروحة فلابد لنا ان نسمح بتعدد الاراء من كل فئات المجتمع لكى نصل الى ماهو افضل لبلادنا.
في إقصائه لفئات من المجتمع ذات الأصوات الأقل جرأة وحماس، وإبعاده للمرأة والأقليات، يكون التّنافس السّياسي وما يترتب عليه من نقاش جدلي قد جعل الحوار العام فقيراً وعمليّة إيجاد الحلول للمشاكل المستعصية ضعيفة.



#باسمة_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر وحلم الديمقراطية - المال والديمقراطية والفقر والغنى ( 3)
- 28 شعبان استشهاد حضرة الباب
- مصر وحلم الديمقراطية - الديمقراطسة التنافسية (2)
- مصر وحلم الديمقراطية ( 1)
- الفقراء امانتى بينكم
- معاهدة تاريخية للعمالة المنزلية
- دور العبادة فى الدين البهائى
- جنة الكلمة الالهية
- مصر فجر النبوات
- عالم بلا تدخين
- 29 مايو ذكرى صعود حضرة بهاء الله يوم حزين للبهائيين فى العال ...
- حماية الاقليات
- أكثر من مائة مثقف مصرى يطالبون بانشاء لجنة لمكافحة الطائفية ...
- بداية الرحلة الطويلة فى اخر الرضوان
- فليكن للعمال فى عيدهم دور مأمول لنبذ التعصب الدينى
- قبول التنوع الدينى فى المجتمع المصرى بمبدأ الوحدة فى التنوع ...
- كتاب عباس افندى ( عبد البهاء )
- عيد الرضوان اعظم الاعياد البهائية
- اعادة افتتاح مليكة الكرمل
- التعليم والتربية على نبذ التعصب


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باسمة موسى - آفاق الإقصاء وتهميش المشاكل