أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - كيف تغفر الإساءة؟














المزيد.....

كيف تغفر الإساءة؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 23:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" الغفران لا يغيّر الماضي لكنه يوسّع آفاق المستقبل." بول بوز
غالباً ما نسارع إلى محوِ إساءة أو كلمة قاسية أو إهانة بحركة من يدنا وبكلمات اعتيادية قائلين:" لا بأس! لا مشكلة!" لكن الغفران يذهب إلى أبعد من كونه ردّ فعل.
الكلامات الاعتيادية التي نقولها رداً على إساءة ما يمكن أن تحمل إحدى الرسالتين التاليتين:
• أنا أسامحك
• لا بأس إن جرحت شعوري مراراً وتكراراً، سأتغاضى عن الإساءة.
بقدر ما نتمنى ألا يحصل ذلك، نحن نتأثر بكلام الآخرين وأفعالهم. وهم يمكنهم أن يعرفوا رد فعلك على ما يقولونه أو يفعلونه بمجرد النظر إلى وجهك. ما من أحد منّا يرغب بأن يكتشف الآخر الجرح الذي سببه له. لذلك نحاول أن نهرب من هذه المشاعر السلبية بأسرع وقت ممكن. وأحياناً نستخدم عبارات "لا بأس" و "لا مشكلة" كطريقة للتهرّب: نحن نمحو بذلك مشاعرنا لأننا لا نريد أن نحسّ بها.
نستخدم هذه العبارات لكي نرد سريعاً على اعتذارات أصدقائنا، الأمر الذي يعطيهم فرصة تكرار كلامهم أو تصرّفهم المؤذي مراراً. إنها مسألة دقيقة لكنها تستحق أن تنظر فيها لتعرف إن كنت في هذا الوضع.
أحد الأشياء التي ينصح بها المعالجون النفسيون عندما تحاول أن تتحكم بحياتك هو أن تواجه مشاعرك. وأن تشعر بما تحسّ به بوضوح. فإذا لم تكن واعياً لما يحصل لا يمكنك ان تغيّر شيئاً في حالك!
الاستخفاف بمشاعرك السلبية هو تغاضٍ عن أحاسيسك العميقة. وهذه الأحاسيس تحمل لك نعماً كثيرة، فهي تخبرنا بجرح مشاعرنا. ولا يمكننا أن نغيّر جرح المشاعر إلا إذا اعترفنا بوجودها أصلاً. هذه المشاعر هي معلومات تنبؤنا بتأثير سلبي للآخرين علينا. وإذا صرفت النظر عنها فكما لو أنك تقول:" لا بأس في أن تؤذي مشاعري." التعامل مع هذه المسألة ليس سهلاً لكنه ضروري إذا أردت أن تحسّن حياتك وتجربتك فيها. الغفران بوعي هو ما تحتاجه.
الغفران يتطلب مقداراً أكبر من الصدق وإلا ستبقى تدور في حلقة مفرغة. وفي هذه الحلقة ستتيح للآخرين بأن يتخطّوا حدودهم ليدخلوا حياتك حاملين إليها الألم، الذي ستعتبره بعدئذٍ أمراً طبيعياً، وتتحوّل إلى ضحية. هذا إذا لم تضع حداً لما يحصل.
يمكنك أن توقف تسلسل الأمور هذه إذا اتخذت الخطوات التالية:
• اشكرهم على اعتذارهم. وتقبّل طلبهم للغفران.
• ابدأ بإضفاء المزيد من التناغم على علاقتك بهم، عبر التعبير عمّا شعرت به بسبب ما قالوه أو فعلوه.
• قل:" لقد انتابني ذلك الشعور حين قلت تلك الكلمة أو قمت بذلك الفعل"، فذلك يعطيك فرصة للتحكم بالموقف.
• ويمنحهم فرصة ليعرفوا ما تسببوا به من أذى.
• ويكشف لك أنت ما يجري في داخلك.
الثقة والغفران لا ينفصلان. فإذا كان هدفك إقامة علاقات صادقة وعميقة روحياً، علاقة تعطيك الكثير من الرضا عن ذاتك وعن الآخر، فهذا المستوى من الصدق سيخدم الطرفين.
طريقة تجاوبنا مع الآخرين تعلمهم كيفية التعامل معنا. إذا تأذّت مشاعرنا وبكينا وأخفينا جرحنا فهذا ما نعلمهم إياه. أما إذا قلنا:" لقد أذيت مشاعري حين قلت ذلك الكلام، فبهذا نعلمهم أننا نثق بهم بالمقدار الذي يجعلنا نستوعب الأذى الذي تسببوا به ونغفر لهم إساءتهم. إن الغفران يؤسس لعلاقة صادقة إيجابية تمنح الكثير من القوة لكلا الطرفين.
"حين ترفض أن تغفر لأحدهم تقوم بتقييد نفسك به بقيود من حديد ولا شيء يذيب تلك القيود ويحررك إلا الغفران"~ كاثرين بوندر



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدد أولوياتك.. نظّم حياتك!
- من يعمل لأجل الآخر، الطموح أم الأنا؟
- وعد الحرّ دين!
- خطوات على طريق الحياة
- الخيار الصحيح وجهاز الإنذار!
- أين نجد السلام في بحر الفوضى؟
- تحية للأب في عيده
- خدمة واحدة تصنع الفرق!
- علاقتك بالشريك قيد البناء دائماً!
- أقوى منافس لك هو أنت!
- لماذا تعلمنا الحياة دروسها مراراً وتكراراً؟
- بين التوازن والخلل!
- ! الصلاة ..عبور إلى الفصح
- كيف تتحول أفكارنا إلى واقع
- العلم في الصغر كالنقش في الحجر!
- بين نعم ولا.. ماذا تقولون لأولادكم؟
- الحب الأكبر!
- يحلمون.. يترقبون.. ينجزون!
- ماذا تفعل بك وسائل الإعلام؟
- الإدانة أو التعاطف... الصراع أو السلام ؟


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - كيف تغفر الإساءة؟