أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - بشائر مؤتمر شرم الشيخ














المزيد.....

بشائر مؤتمر شرم الشيخ


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

حقق العراق الحر الديمقراطي بقرارات مؤتمر شرم الشيخ قفزة كبيرة إلى الأمام نحو استكمال واستتباب كيانه الدستوري المستقبلي وتعزيز وتأكيد قرار مجلس الأمن 1546 الصادر في 8/6/2004 ، والقاضي بتشكيل مؤتمر وطني، وقيام مجلس وطني مؤقت، واجراء الانتخابات وتحقيق البناء الدستوري، وذلك بفضل الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وليس بفضل العرب والمسلمين من الجيران الأعداء المتلبسين بلباس الأخوة والأصدقاء للعراق . وهم في واقع الأمر ما هم إلا أعداء ألداء لحرية العراق ولديمقراطية، ليس كرها بالعراق والعراقيين ولكن لأن هذه الديمقراطية سوف تفقس غداً ديمقراطيات أخرى في العالم العربي.

فلا فضل لعربي على عراقي إلا بالارهاب.

-2-

لم يكن للعرب أي فضل أو دور أو كلمة في مؤتمر شرم الشيخ ونتائج هذا المؤتمر العظيمة.

كان العرب (كِمالة) عدد ليس إلا، أو كشراريب الخُرج كما يقول أهل الشام.

لم يكن لهم فضل غير فضل استضافته والتحلّق حوله، وهم الذين استفادوا من انعقاده أكثر مما استفاد العراق.

فمصر المضيفة برزت للعالم، وكأنها أم العرب الحنون التي يجتمع ابناؤها من العرب في أحضانها الدافئة كلما ألم َّ بهم الخطب، وعصفت بهم العواصف.

فمصر منذ نصف قرن ويزيد وهي تلعب دور المطبطباتي العربي والمطيباتي العربي والحضن الدافئ والحنون. وهو الكاسبة دائماً كما كانت هي الكاسبة فقط من هذا المؤتمر من بين العرب الآخرين الخاسرين.

بقية العرب الذين حضروا المؤتمر منهم من جاء لصبِّ القهوة، ومنهم من جاء لحمل المناشف، ومنهم من جاء لعل وعسى ينال نظرة رضا من كولن باول الوزير الرقيق، علَّ هذه النظرة الحنونة، تريحهم، فيناموا مطمئنين لرضا القوي العزيز، الذي سيبعث لهم غداً النَمِرة السوداء الآنسة كوندي، لكي يعرف الجميع في الشرق الأوسط أن الله حق!

-3-

أوروبا الديمقراطية العَلمانية الحرة هي التي كانت وراء نجاح مؤتمر شرم الشيخ عندما قررت قبل يومين في مؤتمر باريس إلغاء 80 بالمائة من ديون العراق، وناشدت الدول العربية أن تحذوا حذوها، فجزاها الله كل الخير على ما فيها من خير، وأثابها الثواب الأعظم على إحسانها.

وأوروبا الديمقراطية العَلمانية الحرة هي التي كانت وراء نجاح مؤتمر شرم الشيخ عندما تعاملت مع الحالة العراقية بالعقلانية والواقعية السياسية الناضجة والراشدة، وليس من خلال الجروح النرجسية العربية والإسلامية والعواطف القومجية والدينية المتشنجة، عندما رفضت تعيين موعد ثابت لانسحاب قوات التحالف من العراق بالشهر واليوم والساعة والدقيقة كما تطالب الأنظمة العربية في كل يوم وفي كل مناسبة، وتركت هذا القرار للشعب العراقي ولحكومته الشرعية.

وأوروبا الديمقراطية العَلمانية الحرة هي التي كانت وراء نجاح مؤتمر شرم الشيخ عندما شجعت الأمم المتحدة على الانخراط في عملية الانتخابات العراقية وتقديم كل ما يلزم من معونة فنية ومالية واستشارة وخبرة.

أمريكا كانت بحضورها القوي، وبعينها الحمراء القوية في مواجهة سوريا وايران على وجه الخصوص، وراء نجاح هذا المؤتمر.

وأما العرب فلم يكن لديهم من شيء يعطوه، وفاقد الشيء لا يعطيه.

-4-

فمن الذي خسر من هذا المؤتمر؟

خسر الذين وقفوا إلى جانب الارهاب والمقاولة المرتزقة في العراق.

وخسر فقهاء سفك الدماء، وأصحاب فتاوي القهاوي التي تُقال في النهار وتُلحس في الليل.

وخسر الذين راهنوا على أن الماضي سوف ينتصر على المستقبل.

وخسر الذين راهنوا أن القِدامة سوف تنتصر على الحداثة.

وخسر الذين راهنوا على أن الأصوليين سوف ينتصروا على الليبراليين.

وخسر الذين حاولوا اعادة عقارب الساعة العراقية إلى الوراء.

وخسر الذين ما زال طعم براميل البترول المسروق من الشعب العراقي عن طريق كوبونات النفط على طرف لسانهم.

وخسر الذين تلمظوا وتأملوا استعادة جرار عسل صدام التي كانت تصب في بطون جنرالات الإعلام العربي المرتزقة، والتي حطمها الشعب العراقي يوم التاسع من نيسان المجيد 2003.

خسر خطباء الكهوف، وقارعو الدفوف، وحملة السيوف في وجه العصر العربي الجديد في جبال أفغانستان والفلوجة .

-5-

إن مؤتمر شرم الشيخ خطوة كبيرة وفأل خير كبير وبشرى في طريق السلام والأمن والديمقراطية في العالم العربي. ولعل أولى هذه البشائر القرارات الايجابية العراقية التي خرج بها أحرار العراق، واختيار محمود عباس كمرشح لفتح في انتخابات الرئاسة الفلسطينية (فسبحان مُغيّر الأحوال ولا يتغير) ونجاح ترتيبات الانتخابات الفلسطينية في التاسع من يناير القادم.

ويبدو أن شهر يناير القادم وعام 2005 سيكون زمن الخير، بعد كل هذه الحسرات .

فالانتخابات الفلسطينية قادمة، والانتخابات العراقية قادمة، والانتخابات السعودية قادمة.

وهلّي يا بشائر الديمقراطية والحرية على العالم العربي.

فالمجد للحرية.

فهل سنكون الشهود؟



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنفلاج الصُبح في الفلّوجة
- هل يُصبح محمود عباس -غاندي فلسطين-؟
- نجاح -الجمهوريين- انتصار لمشروع التغيير العربي؟
- 3000 توقيع على (البيان الأممي ضد الإرهاب) ماذا تعني؟
- أسماء الدفعة الثانية من الموقعين على - البيان الأممي ضد الار ...
- أسماء الدفعة الأولى من الموقعين على (البيان الأممي ضد الارها ...
- خيبة العُربان والإرهابيين في الانتخابات الأمريكية
- الالتباس التاريخي في إشكالية الإسلام والحرية
- هل سيورّث عرفات سُهى الخلافة الفلسطينية
- لماذا كان -البيان الأممي ضد الارهاب- ولماذا جاء الآن؟
- العرب: جنون العظمة وعقدة الاضطهاد
- شارون وعرفات حليفان موضوعيان!
- ما هي مصلحة العرب من هزيمة الارهاب في العراق؟
- الانتخابات الأفغانية: خطوة الديمقراطية الأولى على طريق الألف ...
- الإجابة على سؤال: لماذا دولة -الرسول- و-الراشدين- لا تصلح لن ...
- لماذا -دولة الرسول- و-الراشدين- لا تَصلُح لنا الآن؟!
- أيها الأزاهرة: ارفعوا أيديكم عن ثقافتنا
- هل العرب مسلمون؟!
- لو أن شيراك قالها حقاً، لكانت عين الصواب!
- الليبراليون السوريون الجدد ينهضون


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - بشائر مؤتمر شرم الشيخ