أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وليد مهدي - بالماركسيةِ العلميةِ يُعرفُ الرجال !















المزيد.....

بالماركسيةِ العلميةِ يُعرفُ الرجال !


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 19:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(1)

لكم كنت أتمنى أن يستعيد الحوار حول ماركسية العلم والمنهج مساره الحقيقي كحوار علمي بعيداً عن تداعيات ومفاعيل " الموقف المسبق " التي يتبناها أي طرف في هذا الحوار تجاه أي مسالة ..
فالحوار العلمي لا ينجرف بعيداً عن جوهره إلا إذا تعمد طرفٌ في الحوار هذا , وهي سمة المحاور المتعصب الذي لا يمتلك أي دليل وحجة في الموضوع فيحاول خلط الأوراق من جديد و إعادة ترتيب قواعد اللعبة حتى لو تضمنت التحاور بقضية بعيدة كل البعد عن الأولى ..
لكل منا مواقفه الفكرية الخاصة التي تجعله يحب أو يكره مذهباً فكرياً معيناً ، وبقدر قابليتنا على التجرد من عاطفية هذا الموقف يمكن للحوار أن يكون " علمياً " حسب نسبة هذا التجرد .. وما اقل المتجردين من أخوتنا المتحاورين في الحوار المتمدن ..
اللامتجرد من مواقفه المسبقة يحمل ذهناً مسلحاً بسبب هذه العاطفية ، وفي حالة ارتداءه لثوب العقلانية والحداثة ، يمسخ هذا الذهن المسلح عقلية صاحبه ويحيلها إلى صيغة من " الوحشية الناعمة " .. ، فهي ناعمة تجاه ما تُحبه ، شرسة حادة ضد ما تكرهه ، تماماً مثل صورة قناصٍ قاتل مبتسمٍ بابتسامةٍ عريضة حلوةٍ جميلة !
عقلية اقل ما توصف به بأنها تعبر عن وجهٍ يوحي بالثقة والتماسك وذهنٍ قلقٍ مترقبٍ في حالة نفير دائم تجاه كل هدف يتحرك أمامها تحاول قنصه بأسرع وقت ، إقصاءه واستبعاده حتى بدون أي لحظة تأمل وتفكير مع الذات مهما كانت قناعتها بأن أسسها الأولية ومبانيها الفوقية حديثة وتقدمية ..
إذ لا يمكن للحوار العلمي أن يكون معركة ، ولا يمكن للأدوات الإجرائية العقلية أن تصبح " مدافع " ..!

(2)

وفي الحقيقة ، تنبهت قبل اليوم لاستخدام السيد ابراهامي تعبير " مدافع القرن التاسع عشر " في وصفه لماركسية فريق النمري – قوجمان الكلاسيكي المحافظ ، بمقابل إنه و السيد الزيرجاوي وبقية الفريق " في الجبهة " يستخدمون مدافع القرن الحادي والعشرين على حد وصفه ، واعتبرت في حينها إنه يمكن أن يكون مستخدماً للمجاز لا أكثر ..
لكن إعادة السيد ابراهامي هذا التوصيف لأكثر من مرة في مقالاته و تعليقاته ، وخصوصاً تعليقاته على المقال السابق ، يؤكد بأنه يقوم بــ " استلال " هذا التوصيف من صور باطنية لاشعورية في ذهنه ( التكرار الدائم يعبر من ناحية سيكولوجية عن خزين اللاشعور ) تعبر عن حقيقة تكوينه الديماغوجي العاطفي المتبني للحداثوية جهاراً و الغابوية الوحشية سراً .. فمنذ متى أصبحت ماركسية المنهج مدافع تصنع على مدار العقود والقرون ؟
وكيف يمكن لمثل هكذا ذهنية تحمل روحاً اقصائية مموهة بدهاء أن يستمر معها احد في حوار عقلاني موضوعي ..؟
الماركسية الحقيقية ليست مدافع ولا مباضع ، الماركسية الحقة مباني معرفية من وحي الاقتصاد و العلوم الاجتماعية الحديثة يمكن تحليلها وقولبتها في نظمٍ من الفرضيات والنظريات التي تشرح مشاكل الإنسان " بعمق ٍ " يعطي للعلم حقه في النقاش بتؤدةٍ وأناةٍ بعيدة عن كل تشنج وتقاذف سببه تبني المواقف المسبقة التي تجعل " المعرفة " عبدة لنزوات الكاتب والمفكر العميقة الباطنية المنطمرة في اللاشعور ..
الماركسية كنظرية معرفة وطريق للحقيقة يجب أن نحترمها إلى درجة أن نكون عبيدها نحن بتجرد عن مواقفنا المسبقة .. ، ومهما تحذلق امرء في التمترس خلف اسمها ، لا مبدئيتها ولا علميتها حين تطرح و التي تفتقر لأي إطار علمي واضح لدى فريق " مدافع القرن الحادي والعشرين " دليل تلبسها الغائي الموجه المبطن ..
وهنا لا أحاول إسقاط هذا التوصيف وما حوى من المعنى على السيد ابراهامي شخصياً ، وإنما فقط اشير إلى إنني مادمت اتبنى الحوار العلمي المجرد في هيكل ومبنى النظرية وعلاقتها بالإنسان وسياسة الدولة ، فهذا لا يتيح مجالاً لمواقفي المسبقة ان تظهر ما دامت مكشوفة على سكة ومسار الحوار العلمي الرصين ، ولو ظهرت عندي مثل هذه الميول ، يكون من السهولة اكتشافها من قبل القارئ والإشارة إليها بسهولة ..
الفقرة اعلاه صياغة بطريقتي لما وصفني به زميلي الزيرجاوي حين قال :
{{ خطاب وليد مهدي هو نفسه الخطاب الديني ضد الماركسية وان حاول أن يرتدي ثوبا آخر ، و لأنه لم يقرا ماركس و مشبع بالكراهية للماركسية لذا جعل منا نحن الأربعة بوابة لشتم ماركس نحن نعتقد أن الوقت القادم سيكون نضال شرس ضد القوى الغيبية و الظلامية وخفافيش الظلام الذين يحاول وليد مهدي أن يكون ناطقا رسميا لهم في موقع الحوار المتمدن اليساري }} انتهى

وهذا يؤشر على إسقاط ذاتي على آخرين كما يعرف في علم النفس ، من لا يناقش بعلمية رصينة مثل السيد زيرجاوي هو من يخفي تحت جلده مواقف من الماضي انحيازية مقيتة ..
فأنا برأيه لم اقرأ ماركس .. فيما كتاب " رأس المال " وشروح الماركسيات المختلفة تملا الأرجاء ..
بل الأدهى و الأمر .. أن ينصب الزيرجاوي وفريقه أنفسهم " بوابة " للولوج إلى ماركس ..!
فبعد أن كشفهم نقد المقال العلمي وباتوا مجردين بوضوح عن " الماركسية " المنهجية العلمية واضحة الإطار ، لجأ السيد الزيرجاوي إلى طريقة اكروباتية يستعيد بها مكانه في رقعة الماركسية المسحوبة من تحت قدميه ، بأن يصبح " الباب " إلى ماركس ..!!
لم اشتم ماركس طبعاً كما يقول تعليق السيد الزيرجاوي ، وحين أصفه بـ " النبي " فهذا يشير بوضوح إلى استبداله كمقدس لدى بعض الماركسيين الذين وضعوه في محل محمد أو المسيح أو موسى ، ثيمات المقدس الأساس في ثقافتهم الموروثة قبل أن يصبحوا ماركسيين ..
هذه ليست بشتيمة لماركس الذي ترك لنا النظرية ورحل ، والحوار العلمي غير معني بشتيمة الأنبياء أو الفلاسفة ، فلماذا يعيد السيد الزيرجاوي جرف الحوار نحو " الشتيمة " التي لم ترد في أي موضع ..؟
هل هذا ليؤكد بأنه ما بعد ما بعد ماركسي ، بابُ الله الذي منه يؤتى إلى ماركس .. ( قد يقول عنها شتيمة لماركس مجدداً ) ؟

(3)

المقال السابق " لا تعرف الماركسية بالرجال " ، ربما أصاب القوم في مقتل ، أربكهم إلى درجة نجد أن السيد الزيرجاوي يصفني في تعليقه الأول ( رقم 4 ) بالأخ ...
لكنه يعاود الكرة فيما بعد لينعتني بصاحب الخطاب الديني الناطق باسم خفافيش الظلام في التعليق رقم (17) ، وهذه هي صفة " الوحشية الناعمة " التي يتمتع بها الذهن اللامجرد المتلبس للعقلانية ، ففي جانب يكون شديد الدماثة واللين , وفي الجانب المقابل يكون مستعداً للشتيمة والتوصيف بأبشع النعوت المستلة من لا شعوره ومواقفه المسبقة ..
لربما تمنى السيد الزيرجاوي أن اشتم ماركس لهذا لم يتمالك نفسه واعتبرني سباباً لعاناً ليبرر تحوله المفاجئ في موقفه مني الذي اختلف بين التعليق رقم (4) و التعليق رقم (17) بزاوية 180 درجة ..!
تحول من قول { أخوك ساكن في الربع الخالي } إلى قول { نضال شرس ضد الخفافيش .. الذين يحاول وليد مهدي أن ينطق باسمهم } ...فسبحان مقلب القلوب و الأبصار!
هذه التحولات هي ما قصدته بسحنة " القناص المبتسم " .. التي يتسم بها الذهن اللامجرد المتثاقف والذي يوظف القوالب المعرفية الجاهزة لتحقيق آماله وطموحاته الشخصية الضيقة التي لا تخدم العلم بالمقام الأول بتجرد وإنما تخدم صاحبها وتطلعاته الشخصية ..
وهو ما يدل عليه افتقار المنهج في ادعاء الماركسية لدى فريق القنص المدفعي ( ابراهامي – زيرجاوي ) والاعتماد على المقولات المقتطفة من هذا الكاتب وذاك المفكر والذي عادة ما يكون " أجنبياً " بل ويكتب اسمه بالحروف الانجليزية لإضفاء صبغة من الحداثوية على ظاهر الكتابة ..

(4)

الماركسية ، وبمجرد أن تعتبر مدفعاً لا تخدم الإنسانية في شيء أبداً ، لا تخدم إلا ابراهامي صاحب المدفع و " قضيته القومية " ..الخاصة التي تعودت على حل مشاكلها بالسيف و المدفع على مدى التاريخ ..
ومن سخف المقاربة أن أتذكر قول جولدامائير " نحن لن نغفر للعرب إنهم حولونا إلى قتلة " !
فهذه المقولة تكاد ثيمة يتذرع بها الوعي الجمعي الإسرائيلي ، وهي بالضبط هيئة وشكل الابتسامة الطفولية البريئة التي تعتلي محيا وجه الإسرائيلي الإنسان المضطر للقنص ..!
سيدافع كل فريق ابراهامي ذو الماركسية السفسطائية اللاعلمية بأن يردوا استعمال " المدفع " للتعبير المجازي ، لكن ، ماذا يقول السيد الزيرجاوي عن كلمته في تعليقه " النضال الشرس " وضد " خفافيش الظلام " ..!؟
ما شأن الحوار العلمي بنظرية اقتصادية اجتماعية تناولتها وفق شرح ومناقشة فكرية ، ما شأن هذا الحوار بالشراسة والنضال والخفافيش.. ؟

لماذا لم يدافع عن خلفيته العلمية التي اتهم هو وفريقه بها في مقالي السابق برد علمي , لماذا يحول النقاش التحليلي البحثي إلى معركة تلعب بها الألفاظ دوراً محورياً وليست بنى المفاهيم ..؟؟

طبعاً لان الفريق " المدفعي " كله لا يستطيع بين ليلة وضحاها تأليف منهج علمي ذو قواعد إنسانية لا طبقية شاملة معرفية ومجردة من تزويق الأسماء اللامعة والرطانة اللفظية يمكنها أن تستبقي على أي ملمح من ملامح الماركسية ، ولو فعلوا حينئذٍ هم لا يكونون " هم " ..!
هذا يذكرني بعنوان عريض لأحدى الكتب وهو يصف النظام الثيوقراطي في إيران :
مدافع آيات الله ..!
يبدو إنه حظر في ذهن زميلي الزيرجاوي عبر الإيحاء " المدفعي " من كابتن الفريق السيد ابراهامي ، اذ يقول السيد الزيرجاوي في بقية تعليقه (17) :
{{ تعودنا على هذا الخطاب discourse يوم كنا نناقش حزب الدعوة في حديقة مستشفى الجوادر في سبيعنات القرن الماضي , حيث كانوا يستندون الى السئ الصيت محمد باقر الصدر(1935-1980) وكتبه الصفراء, وكنا نؤكد على ان فهم الصدر في قضية العدالة الاجتماعية هو فهما كينزيا (John Maynard Keynes، 1883-1946)..وانه ينهل من سيد قطب الذي كان تلميذا وفيا لابو الاعلى المودودي و مرجعيتهم الكبرى ابن تيمية الذي ينادي : الحاكمية لله }} انتهى
وإلا .. ما دخل ابن تيمية و" الحاكمية " و أبو الأعلى المودودي و سيد قطب ومحمد باقر الصدر في نقاشنا حول " الإطار العلمي للماركسية " ..؟؟
وكيف ومتى من مثلي يتحدث عن حاكمية الله ممثلاً بنصٍ مقدس ، وانا المنادي جهاراً بحاكمية الشعب ، موقف الماركسية العلمية السياسي نفسه ؟
هذه التخرصات والتمويهات في حديث اخي الزيرجاوي تؤشر على استحضار موقف استعداء كل ما هو ديني في ذهن الزيرجاوي الذي انثال من لاشعوره وهو يقرا المقال والتعليقات ، فاختلط عليه الحوار العلمي بالموقف المسبق الذي تحول من اللاشعور إلى شعور ووعي واضح يمضي لاعتباري ناطقاً رسمياً باسم الإسلامويين !

(5)

في الوقت الذي اجدني فيه مديناً بالشكر الجزيل لكل الإخوة المعلقين على المقال السابق بلا استثناء ، سأتعرض فقط لإجابة بعض الأسئلة والاستفسارات التي وردت فيه عبر هذه الخاتمة لتضايق حدود الموضوع ..
الأخ الموسوي ( تعليق رقم 8 ) سأل :
{{ كيف يمكن أن نفسر قانون التراكمات الكمية تؤدي إلى تغيرات نوعية فيما يخص تراكم النقود}}..؟؟

ليس أدل على هذا يا أخي إلا بروز الاقتصاد الرقمي " النوعي " بسبب التراكم المالي الكبير في القرن العشرين ..
إذ احدث هذا الركام تغيراً نوعياً دفع الإنسان لابتكار أدوات جديدة لإدارة هذا التراكم ممثلة في الأساليب الإدارية مطلع القرن العشرين والتكنولوجيا الرقمية الحديثة في الربع الأخير من نفس القرن في التعامل مع الثروة التي دفعت بالتدريج نحو بروز أسواق المضاربات الكبرى التي تخطت القيمة الاستعمالية " شبه " الثابتة في الورقة النقدية إلى القيم الهلامية المتغيرة على مدار الثانية في قيمة الأصول و الأسهم ...!
فكون الدولار يصدر عن الاحتياطي الفيدرالي و الخزانة الأمريكية فهذا يجعل من أميركا نوعياً أعلى من قيمة كل دولارات العالم المتداولة ، لكن تخلفها عن الإنتاج جعل من آسيا والصين خصوصاً كهفاً ضخماً لاستقطاب الثروة ما اثر على مكانتها الاقتصادية وهز قيمة أصولها في مضاربات البورصات العالمية .

(6)

أما الأخ رائد عودة في تعليقاته ( 10 ) و ( 11 ) فقد طرح مداخلة حول تخلف الماركسية السياسي ، وبأنه يكاد أن يكون عالمياً ولا ينحصر في المنطقة العربية - الإسلامية .. بسبب التراجع عن مواقفهم في مقارعة المنظومة الرأسمالية و الأنظمة التابعة لها ، وهو ما أدى لبروز الحركات والتيارات الدينية واعتلائها منصة المشهد السياسي ..
وفي الحقيقة يا أخ رائد ، لا أنكر هذا أبداً .. هو عين الحقيقة لكنه لا يعدو أن يكون سبباً لعوامل باطنية أخرى وليس نتيجة ..!
بمعنى ، التراجع والتقاعس فعلا هو سبب اعتلاء الإسلامويين منصة المشهد السياسي ، لكنك يا أخي تعمم بشكل مطلق إن الشيوعيين تقاعسوا وتخلوا عن شعاراتهم ..
يمكن لعشرة شيوعيين فعل هذا , مئة .. ألف ...لكن حين يتعلق الأمر بأغلبية ساحقة من سواد الماركسيين الأعظم فهذا يؤشر على وجود صدوع بنيوية جذرية في هيكل ومساند الفكر الماركسي " العربي " و " الاوربي " نفسه .. وليس الفكر الماركسي بجوهره الأساسي المجرد ..
ففي علم الاجتماع وحين تصبح الأخطاء سمة لطيف الأغلبية يسقط عنها مسمى " الخطأ " ..
الفرد يخطيء ، لكن الجمهور حين يخطئ .. فهذا يعني إن دائرة الوعي الاجتماعي التي يستمد منها هذا الجمهور حيوية حراكه السياسي هي منظومة فكر " فاسد " ، وليس العكس كما ذهبت أخي الكريم ، ولا اقصد بان الماركسية كنظرية علمية فاسدة ، لكن طريقة تبنيها ومحاولة ترجمتها من بيئة ثقافية إلى أخرى تتعرض إلى المسخ والتشويه وهذا ما يؤدي إلى فقدانها لجماهيرها بالتدريج عبر تراجع حراكها المنظومي الكلي عن مواقفه وشعاراته المرفوعة ابتداءاً التي تصبح غير ممكنة التطبيق عملياً لأنها فسرت الماركسية بما هو غير ممكن في البيئة العربية الإسلامية وليس العكس بان تكون الماركسية ممكنة لكن " الجماهير " تراجعت عنها تثاقلاً ..!
المسالة لا يمكن تبنيها بمثل هذا الإطار الشعبي الكلاسيكي الذي يتخذ نفس الموقف من الإسلام حين يرى بأن الإسلام ممتاز ومثالي ولا خلل فيه ، الخلل في تطبيق الناس له ..!
لا يمكن للناس ان تتبنى خطئاً جمعياً ، الخطأ الجمعي مؤشر على وجود خلل " فكري " وليس خللاً في تطبيق مالا طاقة للناس بحمله ، حينئذ لا تصح تسميته بالخطأ الجمعي ..!
أما الشيوعية في سوريا ولبنان فموقفها الممانع والمقاوم واضح تجاه المنظومة الرأسمالية ، وباعتقادي هي تستمد شرعية وجودها وحيويتها " النسبية " وليست الكاملة ليس من موقفها تجاه إسرائيل و أميركا بحد ذاته ، وإنما من مساندتها حركات المقاومة الإسلاموية وتخندقها معها في خندق واحد ..
فالثقافة اساس فاعل ومحرك للجماهير في بيئاتها ، ومن خطأ الماركسية العربية الفادح في القرن الماضي هو تعميتها لثقافة " تقدمية " إقصائية لكل ماهو ماضوي إسلامي ما جعل القومية العربية اقرب للجماهير قبل ان تنفضح بعمالة قياداتها للغرب أمام الوعي الجمعي الإسلامي الذي اسند تحقيق آماله للإسلامويين بعدها..

وهذا يعيدنا للنقطة الأولى ، ما هو الخلل إذن ؟

برأيي هو بناء الماركسية على أرضية مجتمعية بالغة القدم دون أسس " ثقافية " قادرة على التأقلم مع الجذر الثقافي والهوية للمجتمع العربي – الإسلامي ..
لهذا السبب تراني أخي الكريم ارفع شعار الماركسية التي تحترم و " تجل " الثقافة الإسلامية ..
فلكي تقبل تفسيرات الماركسية ان تكون علمية ، عليها ان تتبنى الواقعية العلمية التي تحاول التأقلم مع البيئة الثقافية كما يحصل في بيئة مجتمع الصين اليوم ، صين ما بعد دنج هيساو بنج وعودة الماركسية لبناء تواصل ثقافي حقيقي مع الجذر الكونفوشي للثقافة الصينية ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تُعرَفُ الماركسيةُ بالرجال !
- الماسونية و الدولار و الماركسيات البئيسة (5)
- امير الغندور و الجدل مع الماركسيين
- الماسونية ومفهوم الإله (4)
- الماسونية و الثيوصوفيا (3)
- الماسونية والشيعة والسلفية (2)
- الماسونية والهرم الاجتماعي - الاقتصادي (1)
- اقتصادٌ وديمقراطية ..وثورةٌ عربية !
- دولة الاساس القويم .. وهذا الجيل
- فؤآد النمري والمعضلة الماركسية (3)
- جمهورية بابل الاتحادية و عاصمتها بغداد !
- الاحلام في الثقافة الإسلامية : الرموز والدلالة
- فؤآد النمري يبحث عن سوبرمان (2)
- فؤآد النمري يبحث عن سوبرمان (1)
- نوسترداموس برؤية تفكيكية (2)
- وفاء سلطان ودروسٌ في الحرية !
- نوسترداموس برؤية تفكيكية (1)
- الإنسان و الروبوت (2)
- الإنسان و الروبوت (1)
- ولادةُ عالمٍ جديد : تعقيباً على قراءة الرفيق عذري مازغ (2)


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وليد مهدي - بالماركسيةِ العلميةِ يُعرفُ الرجال !