أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - دروس من هجوم اوسلو الارهابي !















المزيد.....

دروس من هجوم اوسلو الارهابي !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 16:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فجر الهجوم الإرهابي الذي قام به متطرف نرويجي مسيحي يدعى اندرس بيهرنك بريفيك في ال22 من حزيران الماضي الكثير من الجدل ، وفتح العديد من النقاشات حول الأسباب التي تقف وراء مثل هكذا سلوك إجرامي تسبب في قتل عشرات الشبان الأبرياء في بلد لم يتوقع أبداً مواطنوه أن يحصل فيه مثل هذا الحادث.
أذ لم يكن قبل هذا الانفجار اية تركيز من قبل الدول الأوربية وأجهزتها الأمنية والاستخبارية ولا حتى من قبل مراكز الدراسات والبحوث الفكرية على خطورة ما يسمى اليمين الأوربي المسيحي المتطرف الذي نتج عنه سلوك إجرامي مثل سلوك أندرس بريفيك ، وكان بدلا من ذلك يتم التركيز على خطر التطرف الإسلامي والاهداف المحتملة التي يمك ان ينفذها في اوربا.
ومن بين الكثير من المقالات التي تحدثت عن تفجير اوسلو الإرهابي الأخير الذي فجع به سكان النرويج المسالمين، كان مقال السيد جو نافارو المسؤول السابق في ال FBI الأمريكية والخبير الدولي الحالي في علم الاتصال ولغة الأجساد المعنون بـــ" دروس من هجوم اوسلو الارهابي !" الذي سلط فيه الضوء على الشخصية التي يحملها الارهابي والعوامل التي تعتمل فيها وتشكلها على هذا النحو، فضلا عن القيم والايدولوجيا التي تسكن في داخل هذه الشخصية والعقيدة الفتاكة التي تعتنقها .
يقول نافارو في بداية مقالته ...ذكرنا تفجير 22 من حزيران عام 2011 الذي حدث في اسولو في النرويج بحقيقة مهمة وهو اننا حينما ناتي لدراسة الارهاب سواء كان محليا او عالميا فان السبب يمكن ان يتغير، لكن هنالك تغييرات طفيفة حول الارهابيين أنفسهم.
ويحاول نافارو شرح ذلك عبر التعرض الى شخصية الإرهابي والخليط " القاتل" على حد تعبيره الذي يتواجد في شخصيته من خلال وجود النرجسية المرضية مع جنون الاضطهاد، ثم ينتقل نافارو الى الحديث عن الإيديولوجية ومصطلح " تجميع الجراح" ، وبعدها يصل إلى العزلة النفسية والجسدية للإرهابي واستخدامه للعنف كسحر... ثم يقف أخيراً على التساؤل حول ما يمكن ان نتعلمه من تفجيرات اوسلو ؟
أنواع الشخصيات
عندما ننظر الى ارهابي مثل المتهم اندرس بيهرنك بريفيك، فإننا سوف نجد ان هنالك عاملين بارزين ومهمين في شخصيته نستطيع ملاحظتها فيها مراراً وتكراراً ...هما النرجسية المرضية والباراونيا او جنون الاضطهاد .
بالطبع من الصحيح القول ان الكثير منا لديه بعض من الخصائص النرجسية، لكن النرجسية التي نتحدث عنها مختلفة ، انها حالة مرضية في طبيعتها ، فالنرجسية المرضية تسمح للفرد برؤية نفسه كشخص مختلف وفريد ومميز وذا نفسية متضخمة ولديه حق لا يوجد لدى
الاخرين، وهؤلاء يرون انفسهم يحملون فهما فريدا للاحداث ولديهم مقاصد واهداف لايملكها الاخرين .هم يؤمنون ان افكارهم واطروحاتهم خاصة ويجدون انفسهم مؤهلين لكسر القواعد وتجاوز القوانين ويسلكون طرق خاصة لانجاز رغباتهم اللامحدودة .فهم يبالغون بقوة بتقييم انفسهم وافكارهم بينما يقللون، بحماسة، من قيمة الاخرين وعقائدهم على حد سواء .
البارانويا بين الإرهابيين المنعزلين ذات درجة عالية وتخترق تفكيرهم وتشكله ايضاً، هذا النوع من البارونايا مرضية واقعاً وتتسم بكونها دائمة ولا تتزحزح من مكانها، أنها نوع من الخوف اللاعقلاني من الاشياء التي يكرهونها أو التي يقفون ضدها. في حالة تيد كاكزنسكي هي خوف من التكنولوجيا.. وفي حالة تيموثي مكفي هي خوف من قوى الشرطة العسكرية (هو يكره فريق سوات) ...وفي حالة اسامة بن لادن فهو يخاف من التاثير الامريكي الغربي في الشرق الاوسط ...وفي حالة اندرس بيهرنك بريفك فيظهر انه يخاف من المسلمين في اوربا الغربية ومن التعدد الثقافي فيها، وبينما الكثير من الافراد لديهم هذه الاراء نجد ان البارانوايا النرجسية هي التي جعلته يذهب الى مستوى اخر من التصرف.
هذا النظام العقائدي المخادع ليس فلسفة سياسية مُنتجة بل اكثر من ذلك انها نظام اعتقاد يحدد لاشعوريا كل شيء يعارضه او يكرهه كشيء سيئ أو خطأ أو كتهديد وجودي له، وهؤلاء الذين لايتوافقون مع الإرهابيين هم في أحسن أحوالهم ساذجون و يشكلون عقبات وأعداء في أسوءها....البارانويا، كما ترى، لا تتساهل مع الآراء البديلة والنقاشات والتسامح والتسويات.
اذن عندما تندمج هذا الامراض (النرجسية والبارانويا) لدى فرد ما..فإنها ستشكل فردا من النوع الخطر، واي خطر هذا ؟ لناخذ نظرة حول قادة العالم ممن تظهر لديهم هذه الخصائص، جوزيف ستالين ، بول بوت وكيم كونغ، فإننا نجد أنهم لا يختلفون عن تيد كوكزنسكي ، تيموثي مكفي ، اسامة بن لادن ، والان اندرس بيهرنك بريفك...هذا الخليط السام من النرجسية والبارانويا سواء كان على مستوى الافراد او الاوطان يكوّّن شخصية قاسية وغير مستقرة الى حد كبير ....واذا لم يحصل تدخل مبكر لعلاجها فان هؤلاء الافراد سوف يصبحون خطرين ومسمومين ومميتين لدرجة متطرفة.
الايدولوجيا وتجميع الجراح
لكن النرجسية والبارونايا هما مجرد جزء من المعادلة، الجزء الآخر من المعادلة هو الايدولوجيا الصارمة القوية القائمة على ما يسمى " تجميع الجراح". فمهما تكن هذه الايديولوجيا فانها لاتكون ذات معنى لك او لي لكن هذا ليس مهم ....فالشيء الوحيد المهم هو أن تكون ذات معنى بالنسبة للإرهابي من غير ان يحتاج لاي مبررات تعزز رايه، سواء كانت ضد التكنولوجيا ضد عملية الإجهاض...ضد إسرائيل...ضد أميركا...ضد الحكومة...أو ضد المسلمين..فليس من المهم كم أفكارهم متطرفة...لأنها بالنسبة للإرهابي ...ذات معنى كبير !
وبطريقة ما تساهم النرجسية بالايديولوجيا او النظام العقائدي المنحرف بينما تؤكد البارونايا بان هنالك عدوا واشياء ينبغي قهرها والتغلب عليها .فالنظام العقائدي الفاسد يقوم مبدئيا على شيء ما يفهمه القليل.
هنالك متطلبات ضمنية لكل الإرهابيين هي ما يمكن أن نسميه " تجميع الجراح " لكي يكرهون بحماسة وعاطفة، ومن المناسب القول انه لا يوجد قانون لتحديد المعاناة او الظلم ..فليس هنالك مهلة زمنية او مغفرة للارهابي ...لذلك يجمع الارهابي الجراح ..وهي ليست مجرد جراح شخصية تخصه بل يستعين بالتاريخ والصراعات الاجتماعية الأخرى ...لذا حينما نقرا بيان تيد كاكزنسكي وفتاوى أسامة بن لادن والبيان الأخير من اندرس بيهرنك بريفك....فسوف نجد مجموعة من الأخطاء والإحزان والظلم بعضها مستمد من الحاضر بينما الاخرى تذهب بعيدا لوقت الحملات الصليبية الاولى ...والارهابي يجمع الجراح حتى يستطيع ان يغذي بصورة كبيرة معتقداته وكراهيته ليهاجم وينفذ خططه الإرهابية.
العزلة النفسية والجسدية
لكن هذه الافكار والرؤى والادراكات والعقائد غالبا ماتتصارع مع المجتمع لان تفكير الارهابي منحرف والحل السحري له دائما مايكون باستعمال العنف. وفي أي مجتمع سيكون هنالك من يلتزمون الصمت ازاء إيديولوجيا الإرهابيين لكن القليل يريدون ان يكونون جزء من هذا النظام العقائدي. وحالما يدرك الارهابي هذا الشيء يبدا بعزل نفسه نفسيا ويحاول ان يبحث عن مؤمنين حقيقيين. وحينما لا يستطيع أن يجد هؤلاء او يتعرض للرفض كما هي النتيجة غالبا (مثلا مكفي رُفض بواسطة عدة مجاميع )يبدا بعدها بعزل نفسه جسديا عنهم .
العنف كسحر !
اذا كان الإرهاب، كما اقول ذلك غالبا، شكل من اشكال السياسة بطرق اخرى(وهي عبارة مستعارة من القائد العسكري الالماني كلوسويتز) اذن خلق الخوف هو الشيء الوحيد المنجز في عقل الإرهابي وذلك يتم من خلال العنف. فالعنف يكون الصيغة السحرية من اجل انجاز الأهداف الايديولوجية كما رأينا ذلك في اوكلوهوما، والرسائل الملغمة، وفي إحداث 11 ايلول.
وفي حالة اندرس بيهرنك بريفيك، كما اعترف بنفسه، نرى انه كان يعتقد ان من الضروري تفجير المقرات الحكومية لحزب العمال الحاكم وقتل اكثر من 70 طفلا حضروا مخيم شباب الحزب الحاكم في جزيرة معزولة في اوتايا من اجل تحذير النرويجيين من التهديد الاسلامي وتعدد الثقافات ولاحداث تغيير سياسي، وإذا كان هذا الامر غير معقول بالنسبة لك كما قلت لك فليس مهم ...الشيء الوحيد المهم في الامر هو مايعتقده النرجسي .
خليط قاتل
عندما تجمع شخصية النرجسي مع البارونايا ثم تضيف اليها عقيدة غير متزعزعة تقبل العنف كوسيلة لإحداث التغيير، فانه سيكون لديك خليط مُميت يصبح خطرا وفتاكا في حالات الانعزال وحينما لا يكون هنالك صوتا عاقلا يتدخل. وفي الانعزال يستطيع ان يخطط الارهابي او يتمرن على هجومه الإرهابي وهو مايسمح له أن يجرب ذلك بواسطة السلاح ،انه في هذه المرحلة يكون هذا الفرد مستعدا لانجاز رغباته النرجسية وفي هذه النقطة يكون الفرد خطرا جدا.
اذن مالذي تعلمنا من تفجيرات اوسلو ؟
الطريق نحو الارهاب ذا مسار مميز مؤوسس على شخصية الارهابي واعتقاداته. ولا يوجد هنا شيء جديد لم نره سابقا ولا ما سوف لن نراه مرة اخرى .فالجمع بين الشخصية النرجسية المرضية التي هي اصلا مصابة بالبارونايا ينتج عنه شخصاً خطراً بشكل كبير خصوصا حينما يكون هنالك عقائد صارمة مؤوسسة على " تجميع الجراح " والكراهية وحينما يكون العنف الحل الموصوف الذي يسمح ان يترشح في عزلة غير محدودة الأفاق .
الايديولوجيا هي الشيء الوحيد الذي يتغير من خلال الوقت، كل العوامل الاخرى تبقى وستبقى كما هي ...هل يمكن ان تُمنع هذه الماساة من الحدوث مرة أخرى؟ ربما هذا هو الدرس هنا....



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة العقاب ...اعدام سلطان هاشم !
- ماوراء البرقع والبكيني !
- التحرش الجنسي بالموظفات...محاولة للفهم !
- إغتصاب امراة سنية !
- الإمام الحسين ينتصر لرجب طيب اردوغان !
- العراقيون...والهروب من الحرية !
- مناقشة هادئة لمشكلة السيد خضير الخزاعي
- هكذا وصف فردريك نيتشه نفسه !
- ما هو ال Noetic Sciences ؟
- طير الزاجل بين المالكي وعلاوي !
- من هيفاء وهبي...إلى أسامة بن لادن !
- لكن...شيعة البحرين لا بواكي لهم !
- بنات العراق بلا رواتب ..أين حمرة الخجل ؟
- من يمثل سنة العراق ؟
- حذاء نسائي...خبر صحفي !
- زنكة...زنكة ليست عبارة للاستهزاء والتندر !
- هل فعلا سيذهب العراق إلى الجحيم ؟
- موظفون فيسبكيون عاطلون عن العمل !
- ثلاثة مواقف - فاضحة - للمملكة العربية السعودية !
- التظاهرات في العراق تفقد زخمها !


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند حبيب السماوي - دروس من هجوم اوسلو الارهابي !