أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - الدرس الخامس:مشاعري وأحاسيسي في رمضان














المزيد.....

الدرس الخامس:مشاعري وأحاسيسي في رمضان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 15:56
المحور: حقوق الانسان
    


لكل إنسان مشاعره الخاصة وأحاسيسه الخاصة,سواء أكانت دينية أو نفسية شخصانية, ويجب على الأقلية احترام الأغلبية في العُرف السائد بين الناس, وهذا هو الخطأ بعينه الذي نمارسه جميعنا, فيجب على الأغلبية احترام الأقلية في مثل تلك الظروف التي تمرُ بها نفسيتي, فيجب أن لا يحب أمامي أحد حبيبته, ويجب أن لا يلتقي معشوق بمعشوقته ريثما ألتقي أنا بمعشوقتي,وكما قال أبو فراس الحمداني(إذا مِتُ ظمآن فلا نزل القطرُ) ومن هذا المنطلق يجب على الناس أن تحترم مشاعري وأحاسيسي في رمضان نظرا لأني الوحيد الذي يملك معتقدا أو ثقافة مغايرة للجميع ومن هذا المنطلق يجب على أهل بيتي وحارتي أن يأكلوا ويشربوا معي في شهر رمضان تضامنا مع قضيتي الإنسانية العادلة والشاملة.

لماذا أنا دائما أحترم مشاعر الناس ومشاعر الآخرين في شهر رمضان حين لا أأكل ولا أشرب أمام أعينهم مع أنني غير صائم؟! ولماذا كل الناس تعتبر مشاعرها صادقة إلا أنا يعتبرونها غير صادقة ومريضة بالحساسية الزائدة , لماذا ولا أحد من القوم يحترم مشاعري قبل شهر رمضان حين أراهم أمامي كل واحد منهم ممسكا بيد معشوقته ويشد عليها بكل قوة خشية أن تهرب منه وأنا وحدي من تطير معشوقتي من أمامي دون أن أتمكن من لمسها بيدي؟ ولماذا يركبون سيارتهم قبل شهر رمضان وأثناء شهر رمضان وأنا أمشي بقدمين ملتويتين من شدة الجوع والعطش وفمي دائما ما أشعر به جافا من الخوف واللهفة كل ذلك يحدث معي طوال السنة وأنا أمشي بقدمين في الصيف والشتاء من البيت إلى السوق ومن السوق إلى البيت دون أن يشعر أي رجل بمشاعري حين يمر أمامي بسيارته مثل الصاروخ أو مثل الصحن الطائر,لماذا لا أحد يشعر بجوعي وعطشي وبكائي طوال العمر؟ولماذا لا ينزلون من سياراتهم ويمشون معي أو مثلي مشيا على الأقدام احتراما لمشاعري وأحاسيسي أو على الأقل تضامنا معي بدل التضامن مع جنوب أفريقيا !!؟؟ولماذا يأكلون أمامي في مطاعم لا يستطيع أمثالي دخولها وحين يصحبون معشوقاتهم إلى كوفي شوبات أمام ناظري دون أن يراعوا أحاسيسي الجياشة ومشاعري الفياضة؟ولماذا دائما في شهر رمضان يطالبني الجميع بأن أأكل سرا وأشرب الماء سرا حتى في بيتي أفتح الثلاجة بكل هدوء وكأنني حرامي في منزل غريب عنه ليس منزله؟ ولماذا أمد يدي إلى زوجتي في شهر رمضان وكأنني غريب عنها يتحرش بها في الأسواق العامة؟ ولماذا كل الناس يأمرونني بالاختباء في غرفة النوم لكي أشرب الماء سرا وليس جهرا وبأن لا أخرج من بيتي إلى الحارة وبيدي سيجارة ؟ ولماذا دائماً أقول بيني وبين نفسي:يلله خليها هذه المره على شان ولدي(علي) وابنتي(برديس) وأمهم وزوجتي, لماذا مثل كل هؤلاء لا يتضامنون معي فيأكلون ويشربون معي مراعاة لمشاعري وأحاسيسي, ولماذا مكتوب عليّ طوال العمر أن أحسب حساب فلان وعلنتان من الناس ولا أحد من هؤلاء يحسب حسابي؟,لماذا لا يقول القوم:يلله السنه هذي على شان جهاد خلينا نفطر رمضان؟ لماذا أيضا الناس المختلفين عني دينيا ومذهبيا من الواجب واللازم عليّ أن أخرس وأغلق فمي احتراما لمشاعرهم علما أنني أمضيت من عمري حوالي أكثر من نصفه وأنا أبكي وأتألم دون أن يسألني أحد لماذا تبكي وتتألم أو لماذا أنت مشاعرك حزينة بنفس الوقت الذي من المفترض-كما يقولون- أن أبكي لبكائهم وأضحك لضحكاتهم, لماذا مفروض عليَّ دائما أن أراعي مشاعر الناس في الوقت الذي لا أحد يراعي فيه مشاعري,لا أحد من الناس يحترم مشاعري في رمضان وغير رمضان أو خصوصياتي, حتى خصوصياتي يقتحمونها.. فكل الناس من أهل حارتي في شهر رمضان يصومون أمامي ولا يشربون ولا يأكلون لا أمامي ولا ورائي أي أنهم يمارسون الجوع أمامي بشكل علني شهرا كاملا علماً أنني طوال السنة وأنا جائع بدون صيام وعطشان بدون صيام ولا أحد فيهم يحترم مشاعري, لقد جاء اليوم لأنتقم به منهم واحدا تلوى الآخر فسأشرب اليوم أمام الذي كان يشرب قبل رمضان بالكندرة أمامي دون أن يراعي مشاعري وأحاسيسي حين يشرب هو أحلى المشروبات الروحية وأنا لا أقدر على شراء علبة بيبسي أو عُلبة حُبيبات باردة ..أنا جائع وعطشان أكثر منهم وأريد أن أشرب الماءَ وأن أتناول الطعام لكي أروي أولا عطش السنين وألم السنين الماضية , وثانيا أريد أن أشرب علنا وأن أُدخن علنا لكي أغيظهم لكثرة ما شربوا وأكلوا وشبعوا أمامي قبل رمضان وأنا لا أملك في أغلب الأحيان ثمن الخبز, لماذا لا يحترمون مشاعري وأحاسيسي حين يأكلون خبزا ساخنا وخصوصا الذين يذهبون مع عشيقاتهم إلى شقق مفروشة وأنا وحدي معشوقتي لا ترد عليّ بالتحية وبالسلام؟ لماذا؟ وألف لماذا,ويأكلون ويتقيئون من الشبع الزائد وكل ذلك يحدث أمامي دون أن تهتز لهم شعرة من شعر رأسهم ودون أن يقشعر بدنهم كما يقشعر بدني حين أرى أمامي كل عاشق مع عشيقته في زاوية منفردة من زوايا الكوفي شوبات.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الحمير
- الدنيا تعاسه والموت سعاده
- الدرس الرابع:ثقيل الدم
- صديقي قاسم في ذمة ألله
- لله في خلقه شؤون
- الدرس الثالث:الكوميديا الاسلامية
- الدرس الثاني:فتح مكة
- دروس رمضانية, الدرس الأول.
- أنا أكثر من شخصية واحدة
- هل أنا عبد ألله أم ابن الله؟
- عربي يكره الحياة
- من حقي أن أشعر بالتغيير
- رحلتي مع الحوار المتمدن
- الشاذ عن القاعدة
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - الدرس الخامس:مشاعري وأحاسيسي في رمضان