أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - حسني مبارك في قفص المحكمة باللباس الأبيض














المزيد.....

حسني مبارك في قفص المحكمة باللباس الأبيض


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهد الملايين من الناس في أنحاء المعمورة، عبر الشاشات الفضائية التلفزيونية، صور الرئيس المصري السابق ، محمد حسني مبارك، داخل قفص الاتهام بعد الإطاحة به، في عصر انهيار (النمور الورقية العربية) من أمثال زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد، وهم من نوع الحكام، الذين كانوا طيلة عقود من الزمن مصابين بالحمى الاستبدادية يسومون شعوبهم أقسى أنواع القهر والعذاب.
اليوم أصبح الدكتاتوريون العرب يعيشون في مخابئهم بعد هزيمة الرئيسين التونسي واليمني من بلديهما، إذ يعيش جميع الحكام الطغاة في جحورهم خوفا من غضبة شعوبهم عليهم ، يتفرجون على زعيمهم وصاحبهم الرئيس المصري السابق المستبد، مع نجليه المصابين بأنفلونزا الفساد المالي. يتفرجون عليهم ليس كما في سابق عهدهم وسطوتها ، ليس في قمم دافوس الثلجية وليس في قمم الألب الايطالية، بل في محكمة الحق والعدل بأكاديمية الشرطة المصرية ، التي أرادها حسني مبارك نفسه أن تكون (بيوضاً) تفقس ، كل يوم، من اجل تزويد الساحات المصرية بمزيد من قوى القهر والقمع. لكن الزمان الجديد بعد ثورة ميدان التحرير وضع الطغاة المصريين الثلاثة، الحاكم الدكتاتور ونجليه داخل القفص الحديدي وهم يرتدون (دشاديش) بيضاء في طابور صغير يندفع إلى مصير مجهول اقله الحكم المؤبد .
انه سيناريو جديد تصنعه إرادة الشعوب، لم يحدث في العالم العربي إلا مرتين.
(1) الأولى حين وجد الدكتاتور صدام حسين نفسه في قفص الاتهام بالجرائم ضد الإنسانية بعد هجوم عسكري أمريكي كاسح لإسقاط نظامه الأهوج بسرعة ما زادت عن فترة تفقيس البيض تحت حرارة دجاجة.
(2) المرة الثانية كان السيناريو مكتوبا بنفس الأعراض والأوجاع لكن العاصفة قد هبت عليها بأصوات وأيادي الشبان المصريين الذين ملئوا واجهة الصورة بمجملها في ميدان التحرير بمدينة القاهرة، مرغمين الرئيس حسني مبارك على التنازل عن عرشه و على مغادرة القصر الجمهوري إلى منتجع شرم الشيخ ومنه إلى قاعة المحكمة محمولا على نقالة مصرية نائما عليها كي لا يتزحلق إذا ظل واقفا كنجليه..! وهو في طريقه الى تبديل لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر أو الأخضر بعد صدور عدالة المحكمة .
افلت المستبدون الفاشيون من زمام قصورهم الرئاسية الفخمة في القاهرة وصاروا في السجون موحشين بالهموم والغموم بعد أن مارسوا لثلاثين عاما كل نزعاتهم الشوفينية المتعصبة ، وكل نزعاتهم الفاشية القمعية ضد أبناء شعبهم الفقراء والضعفاء، وكل نزعاتهم في ممارسة قوانين الغاب في السلب والنهب. انهارت عروش آل مبارك التي كانت تسكنها وحوش مفترسة في صور بشرية لنهب أموال الدولة والناس لينالوا استحقاقهم، من المحاكمة والعقاب، أمام مرأى ومسمع الإنسانية جمعاء، مبشرة المظلومين في كل مكان أن الظلم لا يدوم وأن الظالمين مكانهم في مزبلة التاريخ، حيث تنصب الآن في القاهرة أول محكمة علنية في التاريخ الإنساني الحديث يشاهدها الناس بكل مكان ، تبدد الوهم الذي كان سائدا في عيون الملايين داخل مصر وخارجها عن الحكام العرب الذين صعدوا إلى دست الحكم بمحض الصدفة وهم لا يملكون أية كفاءة أو نزاهة لأن رؤوسهم تدور إلى الخلف وأنهم لا يخضعون إلا لإرادة عفاريت المال الحرام وقتل الناس ظلما وعدوانا.
الكثير من الناس، داخل الجمهورية المصرية وخارجها، يعرفون تمام المعرفة بجرائم حاكم مصر وبعض معاونيه عن مسئوليتهم في قتل أكثر من 800 متظاهرا في يناير الماضي وأنهم يستحقون العقاب الأقسى والأقصى، لكننا نأمل من القضاة المصريين أن يقدموا نوعا جديدا من عدالة المحكمة ، وفق المعايير الدولية ، بصورة كاملة وشفافة، كي لا تحتج عليها ذات يوم بعد صدور القرارات العادلة منظمات العدالة والقانون الدولية مثل منظمة العفو الدولية (امنستي) ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش)، اللتين قالتا أن صدام حسين لم يحصل على محاكمة عادلة..!
نأمل أن لا يخضع قضاة محكمة حسني مبارك لأي شكل من أشكال الضغوط السياسية وغيرها، من الداخل أو الخارج، لحرف نهج المحاكمة عن طريق العدالة، التي ينبغي أن تكون سمة رئيسية لمحاكمة دكتاتور عربي ، مع الانتباه جيدا إلى دور محامي وشهود الدفاع من أنصار حسني مبارك لحرف المحكمة عن نهجها وإطالة أمدها أو إغراقها بشكليات لا تخدم العدالة أصلا.
ختاما أقول أن أيام محاكمة حسني مبارك ستظهر نتائجها أن ما يحيط الدكتاتور العربي هو اكبر فقاعة من فقاعات الوهم في التاريخ العربي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 4 – 7 - 2011



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشاعر الجواهري وتموز والزعيم عبد الكريم قاسم
- عن سياسة سرج الصحفي ولجمه..!
- مجلس الرئاسة.. ثلاثة طيازة بفد لباس ..!
- ضياء الشكرجي.. ثوري بلا أقنعة
- المؤتمر التاسع مظلة الديمقراطية فوق اليقين الشيوعي
- عن أفكارٍ في إناء ٍ مثقوبٍ لا تحترم الحقيقة ..
- نداء إلى قناة الشرقية لوقف عرض مسلسل الباشا ..!
- أخلاق الدكتاتور وأخلاق المجرم واحدة..
- أكبر سرقة مالية في التاريخ الأمريكي..
- حوار ديناصوري بين القائمة العراقية ودولة القانون..!
- هناء أدور في بلاد العجائب..!
- البلطجية اشتكوا من ساحة التحرير..!
- عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج
- المثقف والتغيير و الديمقراطية الالكترونية
- لا تستغربوا من انتشار الخمور في كربلاء ..!
- احترامي للمحافظ..!
- تحررت بلادنا من مجتمع القرود يا تشارلس دارون..!
- بعد هروب الشقراء غالينا معمر القذافي يأكل الفسيخ..!
- أمراض تتفشى بالمزاد العلني
- يا حسرتاه .. أنظار الدولة تغيب عن الفنان فؤاد سالم


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - حسني مبارك في قفص المحكمة باللباس الأبيض