أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - دموع -السيد الرئيس-














المزيد.....

دموع -السيد الرئيس-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تحت هذا العنوان، كتبت قبل أسابيع، مقالاً عن حالة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وهو في سجنه، حيث تناقلت وكالات الأنباء-آنذاك- أنه قد بكى على ما هو عليه، وهو الرئيس الذي حافظ على اتزان خطابه حتى لحظة استقالته، مكرهاً، تحت ضغط ساحة التحرير في القاهرة، بيد أن المقال افتقدته، نتيجة خطأ إلكتروني، طالما تكرر معي.

ربطت خلال ذلك المقال، بين حالة الدكتاتور صدام حسين، وهو في قفص الاتِّهام، بائساً، ذليلاً، ليتعرض للمصير الذي رآه عليه العالم، أجمع، ما دفع بأحد مجانين الحكم، في العالم العربي، وهو الطاغية القذافي، أن يشير في أحد لقاءات القمم العربية بأصبعه، وعلى نحو تهريجي، إلى أقرانه من الطغاة، على مختلف أشكال جنونهم، ودرجات استبدادهم، متحسِّراً، متألماً، على "شبيهه" في إراقة الدم وهو يقول: إن الدور عليكم جميعاً. لقد كان، غاوي السلطة، ومجنون الكرسي، مقتنعاً في قرارته أنه في منأى عن ذلك المصير، فقد قال بعد سنوات على تلك الحكمة التي أخذناها من فيه: أنا قائد ثورة، وليس لي منصب، ليضحك هذا المجنون، على شعبه، والعالم، أجمع، من دون أن يعلم أنه المضحوك عليه، وهو ما دعا بعض أشباهه في الجنون والاعتداد بالنفس، ليسخروا منه، معتبرين أنهم أيضاً في منأى عن نبوءة هذا المجنون.

وجاءت محاكمات زين العابدين بن علي، لتبين للعالم، أن أقوى العتاة لن يكون في منأى عن عدالة التاريخ التي ( تمهل ولا تهمل ) لتصبح أسماء بعض القادة العرب، مدعاة أهزوءة، وأضحوكة، ما أن تذكر أسماؤهم، بعد أن كانوا رموزاً للاعتداد، والثقة، الخلبيين، بالنفس، والإمساك بزمام الأمور.

وما آل إليه ثعلب اليمن علي عبدالله صالح، من حال، بعد أن عرف العالم كله، بأنه من أمكر المخادعين، الناكثين بالوعد، المتوحمين على رائحة كرسي الرئاسة، مهما كان ثمن ذلك غالياً، كان صورة "طبق الأصل" عن الكثير من الطغاة، المتجبِّرين، من هم رهن مجال عمل مكنسة التاريخ، عاجلاً، وليس آجلاً البتة.

لقد أفرزت الثورات الشعبية ثلاثة أنواع من المستبدين، المرضى، غواة الكراسي، والمال، والجاه، والتحكم برقاب ومصائر البشر، ويأتي مبارك كأنموذج الحاكم الذي لم يقبل بالهروب من بلده، مفضلاً الموت فيه، على ما تضمنه له دول اللجوء- وما أكثرها!- من أمان- وأي أمان لمجرم في العالم، فاسداً كان، أو قاتلاً، أو جامعاً بين السوءتين، وغيرهما- وهو ما يفرقه عن ابن علي الذي خرج- بأقلِّ ما يمكن من عنف تجاه الثورة- ولاذ بنفسه، وأسرته، والتصنيف هنا، ستتمُّ قراءته على نحو هادئ من قبل الدارسين مستقبلاً.
بيد أن أنموذج القذافي وعلي عبد الله صالح، ليعدُّ أسوأ حتى من أنموذج صدام حسين الذي لاذ بنفسه، واختار إحدى الحفر، بعد أن ضاق به العالم، ولم يقبل أحد باستقباله.

لقد كان منظر مبارك ونجليه، وهم في القفص الحديدي، بينما هو ممدَّد على سريره- وإن كان هذا ما يستدعي الشفقة –أولاً- مع احترامي للشعب المصري، صاحب الحل والربط، والأدرى بشؤونه- رسالة أخرى، تفوق رسالة صدام حسين، وهو معلَّق على عود المشنقة، حيث بلغ درك المذلة السفلي، وفي ذلك ضمان لحرية ومستقبل الشعوب العربية، حتى وإن بات بعض الطغاة يستعيد ثقة مبارك، وابن علي، وصدام، جميعاً، متوهماً بأنه غير معني، وفي منجى عن مصائر كل هؤلاء.

إن الحاكم العربي- وهو في لحظة بأسه السلطوي- مطالبٌ بأن يدرك بأن هذه القوة التي يتحكم بها، ويخيل إليه أنها ستظلُّ، تحميه، لابدَّ ويواجه بها من وصل إلى سدَّة السلطة باسمها، ولا أحد يستطيع ردع قوة الشعب التي يظهرالفرد- والحاكم فرد- ضئيلاً بائساً أمامها، وهي الموعظة التي لابدَّ من الاستفادة منها، وإن هدر نقطة دم من جسد مواطن- لتعزيز التحكم بالكرسي- إنَّما هي الجريمة الكبرى التي لا يمكن للشعب أن يغفرها البتَّة ….؟.






إحالة خاصة:

-برسم الطغاة من الحكام العرب:"ما شعوركم وأنتم تسمعون محمد حسني سيد مبارك، يرد على القاضي، وهو ممدد على نقالته: حاضر أفندم..!؟، وهل كان مبارك نفسه يصدق أن يغدوعلى هذا الحال؟.



[email protected]

المقال المقبل:

بهلوانيَّات جاهلية
ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
- زمكانية الكلمة
- مالم يقله الشاعر
- طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
- هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
- بوصلة الرؤى
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - دموع -السيد الرئيس-