و(يسألونك) عن مؤتمر الدوحة إن كان مؤتمرا للمعارضة السورية

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

و(يسألونك )....عن هوية مؤتمر الدوحة عن "سوريا بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية" التي نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة على مدى يومي السبت والأحد 30 و31 تموز/ يوليو 2011، وسجلت حضورا لافتا للباحثين والأكاديميين والمهتمين بالموضوع وتخللها نقاش عميق ومستفيض للموضوع من كافة جوانبه.

-يسألونك ما هي درجة علاقة هذا المؤتمر بالمعارضة السورية، حيث تم وصف المؤتمر من قبل بعض الأوساط الإعلامية بأنه مؤتمر للمعارضة تتبناها قطر...رغم أن مدير المركز الدكتور عزمي بشارة أشار إلى أن الندوة ليست منبرا للمعارضين السوريين... ويسألون ما هي دواعي هذا الاستدراك من السيد بشارة ؟ وما هي الشبهات أو المؤشرات التي يمكن أن تؤدي إلى تهمة المؤتمر بالمعارضة التي يدفعها بشارة عن نفسه و عن مركزه؟

لو استثني اسم د.عارف دليلة فقط من بين جميع الحضور، فلن يكون هناك مشكلة مع أي شخص يمكن وصفه بالمعارض من بين الجميع ؟ وعلى هذا ما كان هذا الاستدراك ضروريا لو لم يحضر عارف دليلة!!

وبهذا المعنى أليست دعوة د.عارف ومن ثم موافقة الجهات الأمنية على مغادرته لسوريا تهدف لإعطاء انطباع مرغوب من قبل السلطة، أن ثمة نكهة معارضة لهذه الندوة ما دامت خيوطها في تجتمع في يدها، عبر بعض وكلائها البعثيين من أمثال جمال باروت الذي تربطه علاقة تعاون وثيقة مع د.عزمي بشارة منذ فترة طويلة سنضطر للتطرق لها لدواعي الاستجابة لـ(يسألونك) ..أي أن جميع المشاركين -ما عدا عارف- لا يدّعون لأنفسهم أو يزعمون أنهم معارضون ..!!! ويسألونك : إذن لماذا يقدم د.عارف هذه الخدمة المجانية لمؤتمر ليس فيه معارض غيره، مما يؤدي لأن يعطي للندوة ومدير مركزها فرصة أن يتبرأ من المعارضة السورية ؟ إذ أن حضور عارف أتاح لهم مثل هذا الاستثمارات لمثل هذه الالتباسات والغموض المقصود ...رغم تأكدنا بأن السيد د. بشارة يعرف هوية معظم المدعويين ....وكنا قد أشرنا إلى أنه يعرف أن السيد باروت هو بعثي معتمد لمثل هذه المهام التضليلية ...ومن ثم يذكرونا بمقال لنا تحت عنوان " المثقف العضروط " وفق تسمية المتنبي لـ"مثقف السلطة "، وذلك عندما كلف باروت بأن يدير ندوة تلفزيزنية على قنوات (الصدق التشبيحي) للفضائيات السورية، حيث شارك بها الدكتور طيب تيزيني والدكتور عزمي بشارة والأستاذ وليد إخلاصي الذي شارك أخيرا في مؤتمر حوار (فاروق الشرع) ...!!!

هذه الندوة التلفزيونية الداعية إلى شعار أن الإصلاح يتم تحت (راية بشار الأسد) التي أدارها باروت مر عليها اليوم حوالي عشر سنوات، وذلك للرد حينها على إعلاننا وثيقة لجان إحياء المجتمع المدني التي كان من نتائجها حكم صديقنا د.عارف على مشاركته التأسيسية فيها (12) عاما ...

نقول: هذه الندوة كانت للرد علينا –نحن لجان إحياء المجتمع المدني -حينها بأن بشار الأسد هو الذي يقود تجربة (التغيير والإصلاح) ، وأن دعوة إحياء المجتمع المدني ،هي دعوة مشبوهة مستوردة من تجارب الردة عن الاشتراكية في بولونيا وتشيكوسلوفاكيا والمجر ...ويذكرونا -إذ يسألونك- بأن الأخ العزيز د.عزمي بشارة كان منذ تلك الفترة يتطلع إلى عقد صفقة تفاهم وصداقة مع نظام الصمود والتصدي بوساطة (المثقف البعثي باروت) ، وهاهو بعد سوء التفاهم مع نظام الممانعة يريد بشارة أن يعود من النافذة بعد أن أخرجوه من الباب العريض من خلال الوسيط العضروط : مثقف السلطة ذاته (باروت) الذي ظهر في ندوة عزمي بشارة وكأنه مثقف (تقني رقمي إحصائي) يكشف عن الأخطاء الإحصائية في سوء التوزيع للعصابة (العصبوية العُصابية) الأسدية التي أوقعتها هذه الأخطاء التوزيعية لبيت مال السوريين بسوء تفاهم مع الشعب السوري الذي يدفع كل هذه الدماء والشهداء والضحايا والإبادة الجماعية وعشرات آلاف المعتقلين والمفقودين لسوء التفهم الإحصائي هذا للوضع المعاشي لبعض القطاعات الشعبية المهمشة هنا وهناك، وليس بسبب مافيوية وفاشية ودموية هذه العائلة الهمجية البربرية التي دمرت سوريا خلال أربعين عاما، ليس اقتصاديا وتنمويا وسياسيا واجتماعيا فحسب، بل وروحيا وأخلاقيا وضميريا وإنسانيا ...حتى تطلبت جيلا سوريا جديدا قادرا أن ينهض من تحت الرماد ليحررنا ويحرر سوريا إذ هو يحرر نفسه ...

يذكرونا –إذ يسألونك- بأن السيد بشارة حينها ، أجاب على سؤال الندوة التلفزيونية (البعثية /التشبيحية ) بأن مصطلح المجتمع المدني الذي سمينا حركتنا باسمه ،هو غريب عن السياق السياسي والثقافي العربي ،وأننا حينها نعينا عليه موقفه هذا في مقالنا عن "المثقف العضروط"، سيما وأن أطروحة الدكتوراه لبشارة كانت عن المجتمع المدني وقد نشره عن طريق مؤسسة (قومية عربية جدا جدا حد الإخلاص الصدامي) ، هي مؤسسة الوحدة لصاحبها (الصدامي خير الدين الحسيب) أو "الحيسوب" وفق وصف الراحل ياسين الحافظ له ...

حيث كان التساؤل حينها كيف لمناضل فلسطيني كبشارة أن يشغل نفسه سنوات في تحضير أطروحة دكتوراه عن موضوع لا صلة له سياسيا أو ثقافيا بالسياق العربي والفلسطيني ...وذلك قبل أن ينتقل للحج النضالي القومي إلى قلب العروبة الأسدي النابض بالكراهية لشعبه و الإحساس بالاغتراب الاستيطاني عنه ، مما يفوق اغتراب الاستيطان الإسرائيلي الذي لم يكن أكثر عدوانية من العصبة الأسدية في مواجهته لشعب غزة ..!!

بل ومن ثم عدم التحرج الأدبي والسياسي للأخ عزمي من زيارة قبر الطاغية الوثن الذي تهاوت تماثيله في كل أنحاء سوريا...ويسألونك هل تكفير الذنب هو بالدعوة إلى مؤتمر يوحي بأنه للمعارضة، وما هو من المعارضة بشيء بل شبه لهم تشبيها، حيث الهدف هو التشويه لصورة المعارضة تشويها...

يسألونك : هل من النزاهة توريط عارف دليلة لحضور مؤتمر، ليس فيه معارض غيره ، للتلبيس الإعلامي والسياسي على مؤتمر ينظمه ويرعاه زبانية للنظام العصبوي الأسدي ..على أنه مؤتمر للمعارضة ...لكن من خلال التنصل (الديكي) الاستعراضي من المعارضة ، ومن ثم التنصل من أن يقدم لها منبر أعلى منها لا تستحقه، وذلك لاسترضاء نظام التشبيح الأسد، ومن ثم مصالحته عبر وكلاء صغار يستغرب المتسائلون إذ (يسألونك) : هل من المعقول أن لا يعرف الدكتور بشارة أحجامهم ومقاييسهم في عين الشعب السوري ...أم أنه لا يهمه سوى الأوزان والمقاييس والمعايير بعين الأمن التشبيحي الأسدي !!!

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات