لبعض الحمير حظوظ !

هدير هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 13:29
المحور: عالم الرياضة
    

اعتاد العالم على التمييز بين العرب والغرب في مجالات عدة كالصناعة والعلوم والتسلح العسكري والتكنلوجيا وغيرها كثير كما ان للعرب مزايا عديدة اتصفوا بها كألتزامهم بالتقاليد والاعراف والمثل السامية والتمسك ببعض الثقافات والقناعات التي ينكرها علينا الغرب ومن خلالها يأتي التفريق بين العالمين من حيث الايمان بالمعتقدات التي تجري من العرب مجرى الديانات وأعتبرها الغرب مؤشرا واضحا لنزوع العرب الى الخلف وبقائهم في المربع الأول، وأخص هنا مايسمى (الطيرة) او التطير او الكهانة والدجل وغيرها من أمور العرافة، وجاءت تسمية الطيرة من الطير إذ كان عرب الجاهلية قبل ان يخرجوا للسفر يُرهبون الطير في عشه فان طار يمينا كان سفرهم موفقا وان طار شمالا توقعوا الخيبة وعدم التوفيق، وان رأوا نوعا من طيور البوم يسمى (الهامة) في ديارهم تيقنوا ان هذه الديار فانية لامحالة وان سمعوا صوت الغراب كان ذلك نذير شؤم لهم، كما انهم كانوا يتشائمون من الاعور اذا صادفوه في طريقهم وينحرفون في مسارهم عن شجر كريه المنظر يسمونه (رؤوس الشياطين) ،وللجمل نصيب في التشاؤم فان لاقوه وكانت لهم حاجة عند كبير قومهم عرفوا ان حاجتهم لن تقضى الا بالصبر والاناة، وغيرها من المعتقدات التي ابطلها الاسلام ،ولما كان الغرب ينكر علينا هذه الممارسات فلم بات واضحى يؤمن بها ضمنا وجهرا؟ إذ تتجسد هذه الممارسات بين شريحة السياسيين من خلال ذهابهم الى دجال يلعب بالورق ليقرأ لهم المستقبل وما عادت المسألة تقتصر على دجال يلعب الورق أو غجرية تضرب الودع بل جاوز الامر ذلك الى استخدام الحيوانات في التنبؤ فمن منا ينسى اشهر نجوم المونديال الماضي الاخطبوط بول الذي استخدمه الجمهور الالماني لينصفهم لكنه قال كلمته واختار اسبانيا، وها نحن اليوم على عتبة ظاهرة جديدة مثيرة للجدل الا وهي الحمار الارجنتيني اندريس ليظهر علينا في وسائل الاعلام ليدلي بدلوه في توقع نتائج مسابقة كوبا امريكا والتي كانت اغلبها صحيحة .
وكم كان بول رحمه الله مدللا يعطى وجبتين في صندوقين على كل صندوق علم الفريق ومنافسه وعليه اختيار احد الصندوقين اصبح الحمار اندريس مدللا ايضا حيث توضع امامه ثلاثة اكوام من القش وعلى كل كومة قميص الفريق ومنافسه فيما ترمز الكومة الثالثة في الوسط الى التعادل، وقد وفق هذا الحمار في توقعاته وادهش الجميع وبات ثمنه باهضا من قبل سياسيين طلبوا شراؤه من صاحبه ، واتساءل كيف سيكون مصير اندريس بعد انتهاء مهمته هل سيبقى ممددا على الارض حالما بكومة قش؟ ام سيكون مصيره كمصير الاخطبوط الذي تلقى تهديدات بالقتل على موقعه الالكتروني وطالبت المانيا برأسه ثم مات رغم انفه في حوضه ؟ ويبدو ان اقتناع الجماهير الكروية الغربية بهذه الظواهر كبيرا ويبدو اننا سنشهد استخدام انواعا اخر من الحيوانات في مسابقات لاحقة وربما سنشهد ايضا اغنية لشعبان عبد الرحيم يشيد فيها بالحمير، والحمد لله ان جماهيرنا العربية لاتؤمن بهذه الخزعبلات واعتقد جازمة ان الفارق بيننا وبين الغرب أن الحمار عندهم يكرم وعندنا يضرب.

#هدير_هادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات