أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (٢٣): المحاكمة... تداعيات وتساؤلات- ٢














المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (٢٣): المحاكمة... تداعيات وتساؤلات- ٢


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى نعود للحديث عن محاكمة القرن وهو أمر طبيعى لمحاكمة يمكن أن تكون فارقة بأكثر من اللحظة، فارقة للماضى والحاضر وهذا حقيقى لأنها المرة الأولى تاريخيا، ولكنها أيضا يمكن أن تكون فارقة للمستقبل عندما تدشن لمحاسبة حقيقية تعيد الثقة فى المؤسسات والدولة كدولة قانون ومحاسبة

الحدث يتجاوز أيضا حدود الجغرافيا، فالحدث لعدة اعتبارات يتجاوز حدود مصر ويمتد ليتجاوز حدود العالم العربى والأقليم. فمن جانب يدشن لقطيعة ممكنة بين حالة الحاكم الفرعون وحالة الحاكم القابل للمحاسبة، كما أنه يقدم رسالة للحاضر والمستقبل بأن صوت الجماهير أقوى عندما تتوحد حول هدف اسقاط الظلم، ويؤكد أن العالم العربى الذى اعتبر لفترة طويلة غير ديمقراطى وغير مستعد للديمقراطية كما تقول الأنظمة دوما يدشن مرحلة انتقال وربما قطيعة عن تلك الحالة ويعلن أن مبررات الأنظمة وما يدعمها من تبريرات لا يمكن أن تستمر للأبد

تلك الأبعاد المرتبطة بمشهد المحاكمة تؤكد على أهمية المحاكمة وعلى أهمية توفر القانون فى مواجهة من تجاوزه وسخره لخدمته، ولأهميتها لما تمثله فى مستقبل مصر وتطورات المنطقة بتداعياتها تصبح عملية المتابعة والتعليق نقدا وتأييدا مهمة، وهنا فأن طريقة التعامل مع المحاكمة وتحليلها تضع مسئولية على الجميع فى قياس الانعكاسات الممكنة لها وهنا فأن بعض الملاحظات على التعامل مع المحاكمة عملية مهمة ولعل أحد تلك النقاط المثيرة للنقاش هى قضية التعاطف مع الرئيس السابق وما تمثله من بعد أساسى من أبعاد النقاش الدائر

ربما يكون الحديث عن حالة التعاطف ممكنة ومقبولة فى منطقة وواقع يغلب عليه البعد العاطفى فى الحكم، فمن منا لا يضع مشاعره كجزء من حكمه وتقييمه للأمور. ولكن يبقى السؤال الذى يثيرنى منذ فترة طويلة والخاص بدور البعض من وسائل الإعلام والأشخاص فى عملية تسريب محسوبة لأخبار مختلفة عن حالة الرئيس النفسية وحالة أسرته بداية من الحديث عن الخلاف أو الشجار بين أبناء الرئيس السابق علاء وجمال وما تلاها من مسلسل يبدو منظما لإثارة حالة التعاطف.

مرة أخرى، تعامل البعض مع مشهد المحاكمة بطريقة التعاطف والبحث عن صور تستدعى تعاطف المواطنين وتبرير معاملة خاصة لاعتبارات العاطفة. فهناك من تحدث عن خيانة الأب الذى ظل لعقود فى خدمة الوطن، ومن تحدث عن أهانة أبناء الرئيس السابق وعدم توفير مقاعد لهم فى قفص الاتهام على عكس غيرهم من المتهمين، ومن تحدث عن حضارة المصريين وسموهم عن الإساءة. مرة أخرى لم يتوقف هؤلاء للتفكير فى نقاط أساسية وهى أننا فى نقاش حول الحكم والدولة وليس حول الأسرة والعائلة، أن محاكمة الحاكم ونظام الحكم فى محاولة لإرساء العدالة تتجاوز ولا تتشابه مع حالة الأب وعلاقته بباق أفراد الأسرة

أما الحديث عن الأهانة وعقود الخدمة، فأن الخدمة تتوقف على جودتها وليس على مجرد الوجود فى المنصب، وعندما يكون الأداء سلبيا وعلى عكس المفترض من صاحب السلطة فأن المحاسبة حق للمظلوم. فالنظام الذى حكم لعقود والذى لم يسقط بعد فعليا أهان أمة وساهم فى الكثير من المشكلات التى تعانئ منها مصر بصورتها كدولة وتاريخ ومكانة، كما أهان المواطن البشرى بصفته الانسانية عندما حول الوطن لفئات وحكم بطرق أخرى بعيدة كليا عن الحقوق والقوانين
فى حين أن الحديث عن مقاعد الجلوس يعد مسألة خارج السياق فلا يوجد فى المشهد ما يوحى بنية تشفى أو أهانة للرئيس السابق أو غيره من المتهمين سواء من حيث المعاملة أو الشكل الذى ظهرو به جميعا داخل القفص. أما عملية المقاعد والتى تثير نقطة أخرى مرتبطة بعملية تصوير الرئيس السابق فتبدو محاولة غير جيدة لإثارة تعاطف غير مبرر.

فبداية تطرح عملية الوقوف وما صاحبها من حمل المصحف صورة إيجابية عن مبارك وأسرته، فهم وقوف أمام والدهم المريض، والذى لم يلتقو به لبعض الوقت وكانت لديهم الفرصة للحديث معه وتوضيح بعض النقاط كما ظهر فى حديثه مع جمال خلال سؤال القاضى وهو ما يعكس صورة ايجابية لأسرة عادية تقف متماسكة فى لحظة المواجهة. كما أنه يتماشى مع طبيعة أن المحاكمة تتم فى رمضان فتكمل المشهد البشرى الايمانى الذى لا أرغب فى الحديث عنه بأكثر من هذا كونه مسألة تتجاوز المحاسبة وتتعلق بعلاقة الفرد بخالقه وليست مجال لنقاش الا فى استخدامها السياسى أو الرمزى كما حدث. يضاف لهذا ما شعره الجميع من محاولة وقوف أبناء مبارك أمامه لتجنب تصويره بقدر الإمكان حتى أن نظرية المؤامرة تطرح وجود نوع ما من التنسيق تجعل حركة أبناء مبارك مقاربة لحركة الكاميرا، وهنا فأن السؤال يصبح مشروعا حول غياب المقاعد التى كان يفترض أن تخصص لأبناء مبارك والتى تشير فى تلك الحالة لوجود تنسيق مسبق لإخراج المشهد بتلك الصورة العائلية المتكاتفه أو الحريصة على توفير مساحة من الخصوصية لمبارك وهى بهذا تثير تساؤلات بأكثر مما تثير تعاطف

التعاطف يبدو بالنسبة لى مسألة غير منطقية ليس بحثا عن انتقام أو تشفى ولكن بحثا عن عدالة غائبة راح ضحيتها الآف وربما ملايين المصريين ليس فقط فى أحداث الثورة ولكن خلال عقود من غياب العدالة وتوفر الظلم بصوره المختلفة ماديا ومعنويا. قد يكون لدى البعض أسبابهم للتعاطف وهى مسألة لا تحتاج لخلاف أو هجوم بل لنقاش واع حول واقع بلد وشعب خلال عقود، ولكن عملية التعاطف تلك التى قد تنبع بحكم ميراث الفرعون والأبوية تختلف عن اقتراب التعاطف المستخدم سياسيا. فعملية خلق التعاطف تبدو منظمة ويشارك فيها عدد كبير من انتماءات مختلفة وفى مواقع مختلفة وعبر وسائل متعددة، بهدف توفير المناخ للحظة حاسمة يكون الفاصل فيها بين القانون والعاطفة مهما وربما حاسما



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (٢٢): مشهد المحاكمة..... ...
- للبشر أوجه أخرى
- على هامش الثورة المصرية (٢١): الحاجة سكينة والثو ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٠): البحث عن هيبة الدو ...
- على هامش كارثة (٧): أثمن ما نملك
- على هامش كارثة (٦): شهادتى على العودة- الجزء الثالث وا ...
- على هامش كارثة ( ٥ ) : شهادتى على العودة- الجزء الثانى
- على هامش كارثة (4): شهادتى على العودة- الجزء الأول
- على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضو ...
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٤) : الأسقف المنخفضة
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٣): سقف الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٢): حدود الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (١): استعادة القدرة على ...
- أن تقدر بأكثر من قدرك!!
- على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش ...
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...
- على هامش كارثة (٢): العودة لمصر بين الواقعية والإخلاقي ...
- مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (٢٣): المحاكمة... تداعيات وتساؤلات- ٢