أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين















المزيد.....

السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1026 - 2004 / 11 / 23 - 10:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ثمة أسئلة عديدة عما يحصل في سوريا, فما هو الرابط بين مهرجانات الوحدة الوطنية, ووحدة الشيوعيين, والمادة 8 من الدستور, والمادة 137 من قانون العاملين الموحد المتجدد, وكيدويات رموز المعارضة...الخ؟.
ولم تفعل الضغوط الخارجية مؤخرا, والتحولات الديمقراطية التجميلية التي سبقتها وتلتها, سوى إظهار المأزق الذي يعيشه الجميع: النظام والمعارضة والشعب. ويبقى النظام, وهذه فكرة رغبوية قد تكون بعيدة عن إمكانية التحقق الواقعي, هو الوحيد القادر في المدى المنظور على فتح الباب الوطني على آفاق جديدة للخروج من المأزق المتمثل باستمرار العمل بالآليات السياسية الاستبدادية, والاستعاضة عنها بفضاءات الحرية المنتجة وحكم القانون. ولكن أولئك الذين ينحصر همهم في منع كاتب من التعبير عن رأيه, ما زالوا بعيدين عن رؤية أبعاد الأزمة الوطنية, ومسبباتها والحلول الملائمة لها.
ويمكن قياس وتيرة عملية التحديث والتطوير بالتعديل الذي طرأ على المادة 137 من قانون العاملين بحيث يحل السيد رئيس الجمهورية محل السيد رئيس مجلس الوزراء في البت في فصل العامل غير المرغوب فيه...وبالمناسبة, من يقترح ذلك؟!. أي مكياج هذا؟ وكيف لمجلس الشعب أن يوافق على بقاء هذه المادة التي تنسف أي قانون, لولا تشكيلته المعدة سلفا؟.

والمعارضة التقليدية السورية هي بصورة عامة ضحية لنظام الإقصاء السياسي السائد, ولكن باعتمادها على الآليات اللاديمقراطية نفسها في الكثير من المواقف, و نخبوية ممثليها ورموزياتهم, فهي تساهم في المحافظة على ما هو سائد, وتبقى بعيدة عن إمكانية فعلها وتأثيرها المجتمعيين. وتفسر هذه الحالة, أي شخصنة المعارضة ولا ديمقراطيتها, سهولة اختراق صفوفها من حين لآخر. فبدون التجديد المتواصل للأطر والقيادات بالانتخابات الحرة تتوقف الحالة عند رموزٍ معارضة معزولة تلتهي بالتنافسات والسجالات الرجولية ديكية الطابع, وتظهر الغرائز البدائية في علاقاتها الشخصية للاستحواذ والنفوذ, حتى ولو كانا معنويين فحسب, كما تتعاظم الأنا وتتفرعن. وفي سياق ذلك يسهل شراء الذمم والانسياق وراء تحالفات مشكوك في أمرها بالتركيز على نقاط الضعف الشخصية عند المعارضين على اختلافهم, طالما أن التكلس قد حل بالجميع تقريبا.
وفي هذا السياق يمكن فهم الجدال الأخير بين السيدين ميشيل كيلو وعبد الرزاق عيد, ومع أنني لا أعرف أي منهما إلا من خلال مواقفه, فإنني أجد نفسي متضامنا مع السيد عبد الرزاق عيد بسبب الهجمات المنسقة على هذا الكاتب والمفكر بشكل خاص. وكنت سأتخذ الموقف نفسه لو حدث ذلك مع السيد ميشيل كيلو. كما لو كانت كفاءة نقدية, مثل عبد الرزاق عيد, موجودة في جامعاتنا, لرفدها بالعلم والتحليل, ويكون الحكم على وطنيته من خلال نتاجه المعرفي والعلمي, عوضا عن الحكم عليه بسبب معارضته للنظام السياسي, وتدبيج المقالات التي تدعو لـ"شطبه" وسجنه. ولعل البعض يحاول أن يديننا سلفا عندما يطابق مطابقة تامة وناجذة بين سورية الوطن والتاريخ والجغرافيا, والنظام السياسي فيها, أفيعقل ذلك, مهما كانت وطنية النظام؟. لقد صرنا معارضين ,ببساطة, عندما اكتشفنا بالحس السليم علاقة السياسة بالفساد والإفساد. ولولا ذلك, وفي ظروف سوية, كان الكثيرون منا سيعيشون حياتهم العملية الأكثر إنتاجا, وربما سعادةً.
وفيما يتعلق بالمواقف من الاحتلال الأمريكي للعراق, فقد تطابق موقفا النظام والمعارضة (التجمع الوطني الديمقراطي). وعندما تغلبت براغماتية النظام على الموقف التحريضي, فتم التشديد على حماية الحدود العراقية من الاختراق, وخفتت لهجة الإعلام الثوري المقاوم, بقي التجمع على مواقفه. وهو إذ يدين الهجوم الأمريكي على الفلوجة, فإنه لم يقل شيئا عن طبيعة الأعمال التخريبية والإجرامية للقوى الموجودة على الأرض, والتي لا تمتلك أي برنامج للنهوض بالعراق سوى التشدق بإخراج المحتل, مهما كانت النتائج, وبالتالي المساهمة ببقائه لمدة طويلة؛ لأن ذلك يمدها بمشروعية وطنية مفترضة في الظروف الحالية, ستفتقدها في أية انتخابات.
فهل يجب علينا أن نسلِّم بأشنع أعمال العنف, والمشروعات الظلامية والاستبدادية التي تقف وراءها, فنستبدل الاحتلال بالاستبداد, والثاني بالأول, إلى غير رجعة؟ واعتبار كل العراقيين الآخرين عملاء للمحتل ومتآمرين على الشعب, تبعا لنظرية المؤامرة السائدة في الثقافة السياسية السورية منذ عقود, وهو ما أدى إلى فقدان الشعب السوري لبصيرته في الحكم على الأحداث الداخلية والخارجية.

ومن وقت لآخر, يجتمع رهط من الرموز المعارضة والموالية في مهرجانات وهمروجات لتعزيز الوحدة الوطنية الحالية المعززة أصلا بوسائل سياسية وغير سياسية, ومواجهة التحديات الخارجية والداخلية, ما يذكر بمقولة الأعداء الداخليين والخارجيين. ولن يسمح لها السقف مسبق الصنع من المضي أكثر من ذلك بكل تأكيد. فالوحدة الوطنية الحالية لا تشكو من شيء, فلماذا إذن يخافون عليها؟ وعن أي وحدة وطنية يتحدثون, والدستور نفسه يميز بين المواطنين لانتمائهم الحزبي والجبهوي. وأين المؤتمرات التي تتحدث عن الفساد, وتكشف عن أسبابه, وتقترح الحلول, وتناضل من أجل تحقيقها؟ أم أن ذلك من الكلام المؤجل بحجة تنامي الضغوط الخارجية والأخطار المحدقة؟.
وتتفرع الدعوة إلى وحدة الشيوعيين عن الدعوة إلى الوحدة الوطنية العتيدة. وكمواطن بسيط, عجزت عن فهم مصلحة الوطن, ومصلحتي كفرد أعيش فيه, من وحدة الشيوعيين, اللهم إلا إذا كانت وحدة الشيوعيين من نوع المصالحة بين الصهر وحماته. وهل سيصبح الشيوعيون في وحدتهم أقوى لمواجهة التوجه الجديد لحلفائهم نحو اقتصاد السوق, وهم الذين يدعونه باقتصاد السوء؟!.
ومن باب الثبات والثوابت, فإنني أنصح الشيوعيين ألاَّ يتحدوا؛ لأنهم سيفقدون الكثير من الامتيازات. كما يمكن أن تنتكس الصيغة الديمقراطية الجبهوية, جراء تناقص عدد الأحزاب المنضوية في إطارها!. فليبقى الشيوعيون منقسمين ليتباروا في حراسة الوحدة الوطنية, إلى جانب حلفائهم الأقوى, والذين رسموا لهم دورهم بدقة.
قالت لي مرة معلمة اللغة الروسية في مدينة "سان بطرس برغ" الرائعة, وقد حضرت معها مهرجانا شيوعيا: كيف يمكن أن يفهم المواطن السوفييتي الغلبان هؤلاء المناضلين الشيوعيين الذين يشاركون في محنته, فيبيعونه بنطال الجينز بـ 150 روبلا, وكان ذلك يعادل مرتب موظف سوفييتي محترم في أواخر الثمانينيات, بينما يطلب منا أن نضحي بسعادتنا لنصرتهم ونصرة شعوبهم؟. ويبدو أن دارسي الاقتصاد الماركسي منهم لم يتنبهوا إلى مثل هذه المفارقات.

ليست أزمة المعارضة سوى الوجه الآخر لأزمة النظام, بحيث لا يكون الفرج ممكنا إلا بحدوث تحولات ديمقراطية تعيد الاصطفاف في ساحتي المعارضة والموالاة, ليتدفق ماء الحياة في عروق المجتمع الظمآنة, وعندها, ستنمو الكثير من الأزهار في ربوع سوريا. فالشيوعيون مدعوون, كغيرهم من القوى الأخرى, إسلامية وقومية وليبرالية, إلى اصطفاف ديمقراطي لمواجهة الاستبداد الداخلي والخارجي, سواء جاؤوا من السلطة أم المعارضة, لتعود المياه إلى مجاريها, بعد أن جففها استبداد مديد.
كم تبدو حياتنا محتاجة إلى الصدق والنزاهة والحب, فقد قضى الاستبداد والفساد على كل عاطفة إنسانية نبيلة, ونشر البغضاء والضغينة في كل مكان. كما فقدت الأديان روحانيتها التي تضفي على سحناتنا سيماء الخير والرحمة, عندما جُيِّرت للسياسة الرسمية وغير الرسمية. في هذه البيئة الفاسدة نفسها يمكن أن يتحول الشيوعيون من دعاة التقدم إلى غلاة الرجعيين المدافعين عن الستاتيكو, ويتوارثوا التركات البائدة.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد
- هل ستنمو براعم الليبرالية في سوريا؟
- إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة
- تفاؤل استراتيجي وتشاؤم تكتيكي
- لا تتحقق السيادة إلا في ظل الديمقراطية
- انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها
- تفكيه السياسة السورية وتنكيهها
- طلب انتساب
- التديُّن العُصابي والتديُّن الراقي
- عن الأستاذ الجامعي مرة أخرى
- قومجة وأمركة ومقاومة
- كيف ينصر بعض السوريين -عراقييهم-؟!
- -الرجل المريض- عربيا
- قدر العراق أن يكون الأنموذج, فهل يكونه؟
- أشباح يحرسون الخطوط الحمر
- التعليم الجامعي في سورية... آلام وآمال
- مأسسة الأمن, أم أمننة مؤسسات الدولة؟
- مبادئ التربية الجنسية


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين