أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - سادية بشارالاسد وفرامات السكر















المزيد.....

سادية بشارالاسد وفرامات السكر


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 16:58
المحور: حقوق الانسان
    


تمادت عصابات الأسد في ساديتها وتلذذها بالضحية ، من خلال ابتكار فنون جهنمية في التعذيب والقتل الوحشي ، وهذا ينم عن قمة الإفلاس الذي بلغته سياسيا زمرة الأسد السياسية الخارجة عن القانون ، ومؤشر انتقام السادي بعد انفلات زمام الأمور والسيطرة منه ، وبلوغه حد اليأس من تولي دفة الحكم الحقيقي من جديد ، بعد فقدانه السيطرة على المدن المنتفضة وقد امتدت رقعة الثورة السورية واتسعت اتساعاً مذهلاً من جهة المكان ، وتكتيكاً ابداعياً من جهة الزمان واستثمار الأوقات في اتساع دائرتها للثورة وتفعيلها لإيصال رأي الشعب الحر المطالب بإسقاط النظام كأولوية أولى من أولويات الثورة السورية الحرة ؛ فكانت ردة فعل عصابات الأسد ومعها عناصر من الباسيج الإيراني وعناصرمن حزب الله من لبنان وجيش المهدي من العراق الانتقام الوحشي من الشعب السوري الحر ، من خلال جر المعتقلين والمعتقلات إلى فرامات مصانع السكر ، وغيرها المصانع ، وهذه أسباب وضع معتقلات بالقرب من المصانع في حمص وادلب ، لغايات الفرم الفوري الوحشي للمعتقلين في سادية متناهية الوحشية في تعذيب الضحية والتلذذ بفنون وأفنان من التعذيب الذي تمجه وتمقته وتأباه الإنسانية ، في جرائم وحشية ضد الإنسانية ، لا يمكن أن تمر هكذا دون التشهير بها ، ولفت أنظار الرأي العام العالمي نحوها ، ليتخذ إجراءات حقوقية لوقف هذه الإجرام السادي الذي بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه ، وتمريره دون أن يشهر به اعلامياً وحقوقياً .

علماً بأن جرائم هتك الأعراض والاغتصاب للمرأة السورية ما زال مستمراً ، وقد شهدت الايام السابقة حملة اغتصابات دامية وحشية في بانياس ، في مسلسل عنف مستمر ضد المرأة السورية ، وقد نال الطفل السوري الحصة الاكبر من السادية الدامية من خلال تعمد تلك العصابات السادية الخارجة عن القانون والإنسانية من القتل المتوحش للأطفال دونما رحمة وكيفما كانت فئته العمرية رضيعا أو في السنوات الأولى من عمره ، وأمام أعين الأمهات ، في وحشية مقيتة ترفضها الإنسانية ، فإلى أي مساحة من بحر الدم يريد العالم من الشعب السوري أن ينزف حتى يتحرك لنجدته في مواقف حاسمة في نصرة الثورة السورية ، وهل من الإنسانية بمكان أن تغدو شلالات الدم الدامية التي طالت كل شئ في حياة الإنسان السوري مشهدا مألوفاً لا يحرك ساكناً في الجاليات العربية والمسلمة في الغرب للضغط على الرأي العام العالمي هناك وبالتالي على قادة تلك الدول؛ وهل سفك الدماء السورية الذي لاينتهي لا يكفي لتحريك الشارع العربي في الدول العربية والإسلامية لتأجيج الرأي العام في دولهم والضغط على حكوماتهم .

فهل فرم المعتقلين السوريين والسوريات تحت فرامات السكر امرأ عادياً مقبولا مستساغاً في حضارة القيم والانسنة ، وهل رمي جثث المتظاهرين وهي غارقة في الدم امرأ عاديا مستساغاً مبررا ؛ في مشاهد اجرامية مقززة من قبل عصابات الاسد السادية ومن يؤازرها من عصابات مجيشة عقائديا تدفع بكل ثقلها العسكري لإشعال الحرب الطائفية في سوريا ؛ في مشهد استنساخي لما فعلته في العراق من تطهير طائفي مقيت ، في عصر يزداد به وعي الشعوب بأهمية بالتعايش والوحدة الوطنية كيفما كان التنوع طائفياً أو عرقياً أو اقليمياً أو ثقافيا ؛ وجدية التطلع للعدالة والكرامة والإنسانية ، في الوقت الذي تزداد به من على شاكلة هذه الأنظمة اللاانسانية من دكتاتورية وتطهير طائفي وعرقي وإحداث شرذمة وتفرقة في الشعب الواحد بكافة السبل ؛ حتى تحافظ على مكتسباتها السياسية ويتسنى لها النهب والسلب كيفما تريد ، وتركيز الثروة المسلوبة من الشعوب في طبقة مخملية واحدة ، وإدارة دفة الحكم من خلال إقصاء الأطراف الأخرى ، وسيطرتها على زمام الأمور دونما محاسب أو رقيب .

فما هي الأبعاد الإجرامية التي تهدف لها حراك عصابات الاسد ومن يؤازرها من عصابات مرتزقة من تكثيف المجازر في شهر رمضان الكريم ، سواء من الإنزال الجوي أو القتل العشوائي بالرصاص أو مداهمة الدبابات للمنازل في حماة ودير الزور وسائر الثرى السورى المتنفض ، وقصفهم في كل حين واستهداف متعمد لدور العبادة والمستشفيات التي تؤوي الجرحي للإجهاز عليهم بالقتل ، وتحريك ماكنة القتل من خلال زج المعتقلين والمتظاهرين تحت أزيز وفرم المعدات الصناعية في المصانع ، هل هذا ابتكار جديد لتفعيل صيغ الحوار الوطني مع المتظاهرين ! هل هذا هو شكل العفو الرئاسي عن المعتقلين ! هل هذا هو شكل سوريا الجديدة في ظل إرهاب بشار الاسد وزمرته السادية في سلوكيات اجرامية بشعة ، تعد شكل من أشكال الإجرام المنظم المتوحش ضد الإنسانية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان المتعارف عليها انسانياً ودولياً .

والمتتبع للمشاهد الدامية من الإجرام المنظم في سوريا من قبل عصابات الاسد ومن يؤازرها من عصابات إرهابية دامية مستوردة ايران ولبنان والعراق ، ليشعر أن الأرض تلفظ أمثال هؤلاء وتلعنهم صباح مساء ، والبحر يمقتهم ويود لو يعلن كلمة الشعب أمام طغيانهم ، وكأن السماء تواسي هذه الثورة السورية اليتيمة التي ليس لها سند ولا ظهير إلا حراك ثورة الشعب السوري الحر المظلوم ، ودماء الشهداء النازفة في الأرض والبحر ، التي تعلي أنفاس الثورة وتمدها بأكسجين الاستمرار ، وكأن الليل ينادي الثوار للتظاهر ورفع كلمة الحرية ، وكأن غروب الشمس يعلن بدء حراك الثورة السلمية ؛ وكأن إسفار الفجر على وجه الشآم الأغر يحمل شعلة الأمل بالنصر لا محالة .

واختم جراحات الكلم ، ونزف الحروف ، وأهات القلب ، باستبشارات عين اليمامة في الأفاق البعيدة بالحرية والنصر لشآم العز والفخار ، كما خلدتها كلمات احمد شوقي السرمدية الباقية في وجدان الأحرار :

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ *** وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي *** جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي *** جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا *** إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا

وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا *** وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ

فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ *** وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ *** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُ



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب بشار الأسد وإستغاثات الأمهات السوريات
- سجناء الرأي في زنازين الأسد بين التعذيب الهستيري والموت الحت ...
- عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر
- سيناريوهات متوقعة لزوال بشار الاسد عن الحكم
- سيكولوجية الانفعالات في أدب الثورة السورية -دراسة نقدية في ن ...
- العنف ضد حرائر سوريا والعقلية الأمنية اللاانسانية
- ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال
- حلب الشهباء مؤشر الحسم في الثورة السورية الابية
- العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية
- المحرقة الصهيونية : الواقع والدلالات
- الحوار المتمدن الواقع والتطلعات
- العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - سادية بشارالاسد وفرامات السكر