|
بالروح .. بالدَم نفديك
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 21:31
المحور:
كتابات ساخرة
أحياناً تكون الغايات واحدة ، ولكن الأسباب تكون مُختَلِفة .. ففي نكتةٍ قديمة وبعد تحويرها قليلاً ، تقول : [ كان أوباما وساركوزي والمالكي ، يلعبون الغولف ، فسقطَتْ الكرة في النهر .. الذي كان مُكتظاً بالتماسيح الشرسة . فطلبَ اوباما من رجل الحماية ، ان يجلب الكرة من النهر ، فرفضَ قائلاً : لن انزل الى النهر ، فأنا صاحب عائلة وأطفال . فجاء الدَور على ساركوزي ، فخاطبَ حمايته ، بأن يأتي بالكرة .. فأجابه على الفور : لن أذهبَ ياسيدي ، فأنا صاحب عائلة وأطفال ! . فما كان من المالكي ، إلا ان أمرَ مسؤول حمايته : إنزل الى النهر وإجلب الكُرة . وعلى الفور وبدون أي تَرّدُد ، قفزَ الرجل الى النهر .. فهجمتْ عليهِ التماسيح من كُل صوب .. لكنه بعد صراعٍ مرير ، وبعد ان فقدَ إحدى ذراعيهِ وقدمه اليمنى .. إستطاع ان يأتي بالكرة ، ويصل الى البَر . إنهالَ عليه الصحفيون والمُراسلون والكاميرات ، مُثنينَ على شجاعته .. وسألوهُ جميعاً : لماذا نزلتَ الى النهر ، مع علمك بوجود التماسيح المُفترِسة ؟ فأجابهم : لأنني صاحب عائلة وأطفال ] !!. الأمريكي والفرنسي ، رفضا الإنصياع بسهولة ، الى رغبات رئيسَيهما ، والتورط في مُجازفة خطرة ، غير محمودة العواقب ، من اجل هدفٍ صغير لامعنى له .. وربما التسبب في موتهما او إصابتهما بجروح بليغة .. مِما ستكون له آثار سيئة على عائلتيهما ... ويدركان جيداً .. ان رفضهما ، لن يؤدي الى الإنتقام منهما ، أو الأذى لأطفالهما . بينما صاحبنا العراقي .. ومع إدراكه لحجم المخاطر المُنتظرَة وربما ، حتى فقدانه لحياته .. فأنه غامرَ ونفّذّ الأمر .. ليسَ كونه أكثر إنضباطاً من الآخرين .. ولكن لأنه مُتأكدٌ ، إذا لم يُنفِذ ما طُلِبَ منه ، فأنه سيفقد وظيفته على أقل تقدير ، وسيُعتبَر خائناً وعميلاً ، وستصبح عائلته كلها ، موضع شبهات وإتهامات .. وربما يصل الأمر الى إدانتهِ وتنفيذ أقسى العقوبات بحقهِ . أي ببساطة : انه فعلَ ذلك من أجل عائلته واطفالهِ ! . في أوج الحرب الامبريالية الامريكية ، على فيتنام .. كان هنالك العديد من الأمريكيين الذي رفضوا الذهاب الى الحرب .. ورغم شراسة الإدارة الامريكية وبعض القوانين الاستثنائية ، فلم يُعدَم أحد او يوضع على الكرسي الكهربائي ، بسبب ذلك .. بل انهم سُجنوا ، وكان لهم حق الدفاع عن انفسهم . بينما لدينا في العراق وغيره من دول المنطقة .. فأن الذي لا يُنفِذ " أوامر القائد " ... مَهْما كانتْ هذه الاوامر ، ظالمة او مُستبدة او بعيدة كُل البُعد عن العقل والانسانية .. فأنه رُبما يلقي حتفه بكُل بساطة ... وكُلنا نتذكر ما كان يفعله صدام وأزلامه ، بالعسكريين وقوى الأمن ، الذين يرفضون تنفيذ الأوامر بقتل المدنيين او الإغتصاب او الدفن في مقابر جماعية .. كان يقتلهم بِكُل بساطة . واليوم تقوم الأجهزة القمعية لنظام بشار الأسد ، بنفس الفِعل .. فيقتلون كُل ضابط او جندي ، لايقوم بِرَمي المتظاهرين العُزَل ، بالنار .. ويتهمون الشبيحة والارهابيين ! . المالكي ، وللأسف الشديد ، يسير بخطواتٍ حثيثة ، على درب الإنفراد والتحكُم والإستبداد .. فحين يسمح لحماياته بالإعتداء على المتظاهرين السلميين ، ويقمع الصحفيين والاعلاميين .. وحين يفسح المجال ، لشرطتهِ ، بتعذيب المعتقَلين والسجناء بصورةٍ روتينية ... وحين يتحكم بأرزاق الناس ، فيفصل هذا الذي لايعجبه ، ويرفع ذاك الذي يُنفذ أوامره " عَمياوي " ... فأنه سواءً يدرك ذلك ام لايدرك ... فأنه يصنع من نفسه دكتاتوراً مُستبداً ، مُستعداً لِسَماع الغوغاء وهُم يُرّددون : بالروح بالدم نفديك .. بل ربما يستمتع بهذا الإستِماع !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
-
إبتسامات رمضانية
-
إنقلابٌ صامت في تركيا
-
الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
-
جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
-
زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ
-
ايران والحدود مع العراق
-
سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
-
ترشيقٌ على الطريقة العراقية
-
بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -
-
الصحة النفسية لرؤساءنا
-
حكومتنا وصناعة الإحباط
-
يومٌ إيراني مشؤوم في العراق
-
- عصا - عُمر البشير
-
الفساد و - الأثر الرجعي -
-
المصريون و - الإستكراد - !
-
الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش
-
المُعّلِمون .. أمس واليوم
-
المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات
-
النُخَب المُهّمَشة
المزيد.....
-
منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز
...
-
فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي
...
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
-
رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة
...
-
الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
-
صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
-
بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|