أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - امتلاك














المزيد.....

امتلاك


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


كثيرا مايزعجني تطاير الحشرات وخصوصا الذباب من إمامي وحول وجهي اشعر إزائه بالامتعاض والضجر إذا دائما ما أقول في نفسي ماذا يريده مني هذا الكائن رغم إن ملامحي ليست سكرية ههههه.. وهو يتحرك دائما في أوقات نجعي الصباحية المعتادة فيشعرني بالهشاشة والاضمحلال لكني لا البث في الهروب منها بارتشاف وعاء من الماء البارد الذي يملا الحباب ومات بقى أمرره رشقا على وجهي لأشعر بعدها بنوبة من النشاط تدب في أوصالي ربما رتابة حياتي البسيطة وبدائيتها تجعلني متقوقعا في أفكاري ومشهدي اليومي المعتاد إذا لا أبارح القرية إلى المدينة إلا نادرا ولقضاء احتياجاتي الشخصية فقط ودائما ما أقول إن حياتي هنا بعفويتها وسلاستها هي أجمل من صخب المدينة وتعقيداتها التي تشل التفكير لوعورة مسالكها ودهاء أبنائها فانا عندما اذهب إلى المدينة انشغل بكثرة زخارفها وضجيجها الذي يصم الأذان وقطعا أحس بالاختناق لكثرة آلاتها التي تسير في شوارعها وأزقتها..كان ذهابي إلى النهر في كل صباح هو باكورة ما أقوم به يوميا هو طقس اعتدت عليه ربما هو نوع من الهروب اختلقه إنا لكي ابتعد عن الملل والروتين. في الطريق إلى النهر اعتدت رغاء الثيران والجاموس التي تحتل مسطحات من الماء الراكد حيث بيئتها وحيويتها وانأ أسير في طريقي الترابي نحو النهر تتطاير أسراب الجراد متقافزة إمامي هاربة إلى مكان أخر ربما جلجلة إقدامي تثير فيها الرعب وفي السماء اسمع صفيرالزاغ يخيم على اجواء القرية بينما اسمع من بعيد عواء الكلاب في كل ناحية من القرية ربما تقوم بدور الحارس الأمين للقرية النائمة على حضن النهر من الغرباء والأشرار وهم موجودين في كل زمان ومكان وعندما أصل إلى النهر وارى تدفقه وصوت الماء المتلاطم في أعماقه وجنباته اشعر بالاغتباط والسحر الداخلي أحس انه يناديني ويطلبني إليه وهو سعيد بوجودي معه هكذا أتخيله وإمام هذا المد الروحي في اختزال اللحظات يتسرب إلى نفسي الحنين والشوق إلى الغناء فانغمس في ترتيل الكلمات والإلحان في شهقات متلاحقة تنبلج من ثنايا الروح وتتملكني السكينة فتفيض روحي هوى ومودة لكل الأشياء التي تحيط بي ومع احتواء الفضاء الممتد إمامي وسكونه الخلاب ترتفع أصوات الطيور المغردة وحفيف الأحراش التي تدفعها الرياح ..يشعرني ذلك بامتلاك النهر لأحاسيسي ...أسير بخطوات متئدة انزل للأسفل قليلا واقترب من جرفه وانهل من ثغره بكفي لأرتوي ربما إنا اشتقت إليه لأقبله واضع راسي في قاعه للحظات وانتفض منتعشا شاردا بأحاسيسي إلى السماء ..كنت اتسائل مع نفسي وانأ في خضم هذا الولع ياترى لو كنت مع مجموعة من الإفراد هل أكون هكذا ؟يتملكني عشق سرمدي لهذا الكائن وأدندن ربما سيفسدون علي خلوتي ويسرقون متعتي الأزلية ورغم ذلك تعودت على إقامة طقوسي الاحتفالية لوحدي في جانب النهر كل صباح حيث يتجدد لقائنا ونسعد بحوارنا وعندما أهم بالعودة إلى كوخي في القرية أودعه وأحييه وأقص عليه ترنيمة الوداع وارجع وصورة النهر عالقة في مخيلتي واسترجع لحظات هي كالحلم الذي يقضه خرير المياه المتهادي في أفق القرية


(انتهى)



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على من نطلق الاتهام
- سطوة الاعلام
- توصيات حقوق الانسان..الهدف والمبتغى
- الاعتذار
- السلوك الاعلامي
- حوارات في اخر النهار
- تأبين القتلة
- غليان الشعوب وترقيع السلطات
- سقوط قلعة الارهاب
- الانقلاب الاسود
- بركان الغضب
- انهيار الخدمات بعد اول اختبار
- اغتيال الكفائات العراقية
- الحجاب..احتشام وجمال ام خضوع وارتهان
- الابداع والخلفية الاكاديمية
- ماذا نريد من الاعلام ؟واساليب توجهاته


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - امتلاك