أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - إكسرْ المحيط وحرر المُحاط ...














المزيد.....

إكسرْ المحيط وحرر المُحاط ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 00:32
المحور: الادب والفن
    



لاينفك الروائي الجزائري أمين الزاوي يوحي بالحرية ويحرّض عليها . إنه حقا يُمدد بضيائه على ذوات غارقة في الظلمة أي في أغوار العرف السائد والمكرور من العادات والطقوس . هاهو يداعب أوتارا أو اُخرى سرا وعلانية . يرسم صورا لنا يعتمل فيها الفكر ديكارتيا وينتفض حسب رامبو وجان جنيه وسيلفادور دالي و..و.. الأسماء عديدة . إنه لايتحدى ، إنه يرسم صورا لحصار المحيط على إنسان مسوّر ومحاط . ويدفعك الى السؤآل هل الإنسان مشروع إنضواء جماعي مبرمج أم إنفتاحة تحررية نحو يوتوبيا ما . يقول الأديب الزاوي في روايته ـ الغزوة ـ ص 28 :" كل يوم جمعة يوم الصلاة عند المسلمين ـ أنا وزوجتي نفضل تناول وجبة الغذاء في الشرفة ، نتذوّق الكسكسي المحضّر بالخضر واللحم المشبّع بصلصة النبيذ . كانت الشتائم من جمر وشعل من خطاب اخلاقي مضجر ومهيّج بلغة عربية فصحى تسقط فوق رؤوسنا ، ضد الديموقراطية ، والنساء المتبرجات ، ضد الشيوعيين والفنانين ، يأتي الصوت مِن ثلاثة عشر مكبرا للصوت ، المنصوبة فوق سطوح العمارات المجاورة ،وأيضا فوق قمة صومعة مسجد وهران العتيق المشيّد في الحقبة العثمانية ." .
يثبّتْ أمين الزاوي هنا على لسان بطله في الرواية تبرمه وضجره من المحيط المنفـّر وكذلك المستفز ..
حقا فهناك عداء موجّه ، فكر مبرمج ضد الحرية الفردية بالإنتماء والسلوك وحق الإختيار . وهذا هو ديدن الخطاب المحيط . وها أنت محاط ومسوّر به . الخطاب لايكتفي بعرض جمالياته الكريمة وإيماناته التي ربما نتفق معها ! الخطاب شتـّام نمـّام تـهّام مهاجم مقاتل سيّاف رجـّام عدمي إماتي سفاح سفاك سجان ذباح ينفي ويُخفي ! . وهو خطاب يبرز بطاقته الحمراء بوجهك لأنه قدسي ! وعليك أن لاتتكلم .
هذه اللوحة وسواها بالآلاف ، هي مضادات للحرية . وعليك أن تنساق وتنصاع وترعوي وتتفكر فكل سلوك خارج النص تحاسب عليه وتعاقب الآن وغدا . هكذا يُستشف من الصورة أعلاه : ممنوع أن تكون ديموقراطيا أو شيوعيا أو فنانا يمنع التبرج وحتى النظر من فتحة في نقاب بل يُفضـّل غلقها .
إن الزاوي بين قـُوَيْسات ، يرعبنا على مانحن عليه من رعب ! . يصور حقيقة مايدور حولنا فنحن بين مطرقة الإرعاب وسندان الإرهاب .
إن التشبث بما قالته شاعرة المقاومة الجزائرية "انا غركي "ضد الإستعمار الفرنسي هو عين الصواب . لقد أورد الزاوي هذا البيت الشعري لها : " ضعف كثير من الرجال أنهم لايعرفون كيف يصبحون حجارة أو شجرة .".
إنه من الضعف أن لا أكون جدارا ، ساترا كونكريتيا ، صخرة ً، قلعة مضادة لمن يريدني حسب أفكاره أقصد وفق مقاس حذائه ! لماذا لا أكون حسبي وحسب حريتي . إن حريتي كرامتي . أكون شيوعيا أو ديموقراطيا أو ليبراليا أو زقنبوتيا ً أكون ما أكون فهذا عائد لي . وكما أوحت لي الشاعرة انا غركي فأنا بذاتي شجرتي المثمرة ! .. أنا الشجرة وأنا الذي اُثمرُ حسبما أشاء .
لقد قالها مرة ذلك الشجاع الشاعر الباسل عمر الخيّام " إشرب المدام ، تحت الأرض ستنام يوما ما . بلا رفيق ، وبلا إمرأة بين ذراعيك . لاتقل لأحد هذا السر العظيم : الخشخاش الذابل المنثور لن يزهر أبدا". انظر ص 30 . وإذا لم يفهم بعض الأغبياء السوطـَريون كلمة مدام فهي العرق النبيذ البيرة المنكر السم اسقطلي حليب السباع ،الراشن ! بعد؟ .
إن شجاعة عمر الخيام لاتضاهى وهي كسر للمحيط ، وإنقاذ لروح المُحاط بأفكار سواه من الآملين بخمور الجنة والحواري والغلمان .
المُحاط معذب لأنه يتبّع ويخشى أن يعترض وأن يُلاسن ويُساجل ويتمنطق . ولذا فإن الزاوي يحسد كل من له الشجاعة على تحرير كوامنه . إن أعظم سجن يقوم بتهديمه الإنسان هو سجن إفكاره ذاته تلك التي يحبس عقله فيها من المهد الى اللحد .
قال الزاوي في ص 24 ( ... " نعم أنا غيور تماما من هذه الأخوات وهؤلاء الإخوة الذين لهم الشجاعة ليكتبوا أخطاءهم خطاياهم ورغباتهم وفرحهم ..."...) .
رجـُلنا مستلب في مجتمع مُلـقــّن بالتخويف والإرهاب يحيا مدى الحياة جبانا داخل نفسه . قد يدعي الإصالة ، وهو أصيل فعلا في مشروعه العبودي ، لكن السؤآل كم من سجين أفكار سواه وهو خائف من التحرر ؟ الخوف من الحرية أحط أنواع الجُبن ! والأكثر لعنة لو كتبت ما تشعر به في أعماقك من رغبات وبذا فأنت متهم لا بل محكوم عليك في أنك مبتذل وحسين مرداني وشاذ مثل جان جنيه وخليع مثل مدام بوفاري. وأنت ملحد لو تفلسفت وانت حسب مقولة " مقتل الرجل بين فكيه " تالف ٌ لامحالة ومرمي ٌ من شواهقها . وسلم لي ـ عندها ـ عليك . و : وصّي !

******

1/8/2011
ـ توْقٌ أخيرٌ : إن أديبا غير مشاكس غير حُر ، ليس جريئا ً ، لايكسر خطوطه الحمراء ! لايكتب عن الممنوع والمحرّم والذي لايفتح الغرفة رقم 41 هو أديب لم يمر في عصره . إنه إما منضو ٍ الى مسطرة أيديولوجية ما يحاول أن يقولب الآخرين وفقها ، وإما قواد ْ .أما الأديب الساكت إزاء تراجيديا عصره فهو مجرد من الغيرة باللغة العربية وأما بالتركي ف : غيره سـِز ! .
ـ كلمة وصّي أعلاه من الوصية وليس الوصوصة ! .

* آخر التوق : آخر كلمة في عنوان المقالة أعلاه : المُحاط بالحاء !.



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد موطني موطني بالمقلوب ِ ...
- نشيد موطني بالمقلوب ِ ! ...
- يسلمُ النخلُ ويحيا الأشرسي ! ...
- يوميّاتي 4 ...
- مَنْ يتذكر أبا كاترين حسين جابر ؟ ...
- نص محاكمة الشاعر الخطير حسين مردان !
- رسالة من خلدون جاويد إليه !...
- مَهرا ً لعينيها ومحمد علي الخفاجي ...
- الكأس ممنوع ياحسين مردان ! ...
- إحذروا معاداة الشاعر ! ...
- بك َ من عناق الغانيات ِ جراحُ ! ...
- يومياتي 3 ...
- تطبيقات شِعرية على حياة الشبيبة العاطفية ...
- الشاعر حسين مردان يصرخ بوجه الله ...
- تعالوا نشتم الشعب والوطن ! ...
- هل من فتوى لتحريم خلوة الإبن باُمهِ ؟
- - إن النساء َ بذيئآتٌ حقيرات ُ - للشاعر حسين مردان !.
- - على غرار قصيدة أحمد شوقي - ...
- إحتقار المرأة أم دعوتها للتحرر ؟
- - سلوا قلبي غداة َ سلا وثابا - ...


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - إكسرْ المحيط وحرر المُحاط ...