أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - هكذا تُعتقل الطفولة














المزيد.....

هكذا تُعتقل الطفولة


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحدث في تاريخ هذا العالم المُزدحم بالمآسي و الآلام ، أن تُنتَهك المعايير الأخلاقية بإسم أكثر من مبدأ و معنىً مُختلٍ تارة ، و مُحتلٍ تارة أخرى ، و لكن أن يُصبح هذا الإنتهاك الأخلاقي أمراً طبيعياً و مُشرَّعاً في قانونٍ يَحميه ، فإن هذا لم يحدث إلاّ في دهاليز العقلية الامنية المريضة للإحتلال الإسرائيلي الجاثم فوق الأرض الفلسطينية ، حيث المَنهج المُدمّر الذي يُصرّ بفوقية عنصرية متطرفة ، إيذاء و غفناء ملامح الشعب الفلسطيني بكل فئاته وشرائحه ، فمنذ أكثر من ستين عام و الهجمة تتصاعد بشراسة طالت السماء قبل الارض و الشجر و الماء ، فما بالكم حين يصل الأمر حد الطفولة ! .
هنا في فلسطين المحتلة تُعتَقل الطفولة دون أدنى تردد قد يشي بإنسانية عابرة في دم الجنرال ، الذي لا يرحم الاطفال ولا طائراتهم الورقيو المُحلّلقة في سماء الأحلام .
جيشٌ محتلٌ يتغنى بالقيم الانسانية والديمقراطية ، تدفعه نزعة البقاء والهجوم ، لدرجة أنه يخاف الطفولة الفلسطينية ، ولكي يحمي نفسه منها فإنه يعتقلها ، وكأنه بذلك قد إستراح من بلوغ هذه الطفولة سنّ الرشد والوطن كي تقف في وجهه ، ولا يعلم هذا المحتل أنه بفعلته اللا أخلاقية هذه قد دمرّ براءة الأطفال ورؤاهم الى هذه الحياة ، رغم أن " على هذه الأرض ما يستحق الحياة " ..شكراً لمحمود درويش
إن تناول قضية الأطفال الأسرى ، والتعذيب الذي يتعرضون له في زنازين الظلام الإحتلالية ، ليست هي مجرد معالجة وصفية أو توثيقية تطرح مجموعة من آليات العمل الهادفة الى إبراز ودعم هذه القضية الإنسانية العادلة فقط ، بل المطلوب هو الخوض في جذر هذه القضية من اجل الوصول الى فهم مُعمّق لرؤيا الإحتلال ودوافعه التي أدت به إلى إعتقال الطفولة .
إذ هي نزعةٌ مُختلةٌ يقودها هاجس الأمن المُكلّل بالبقاء في سياق الضحية التاريخية المتأبّدة ، التي تُحلل وتُشّرع لنفسها إنتهاكات كانت قد تعرضت إلييها من قِبل عقلية أخرى ، إعتقدت أنها الأجدر بالتفوق والتقدم والنقاء .
يوجد في سحون الاحتلال الإسرائيلي أساليبٌ عِدّة ومتنوعة يُمارسها المُحققون ضد الأسرى الأطفال ، مثل التعذيب النفسي والتعذيب الجسدي .. وعدم النوم والشبح .. والتهديد بإعتقال عائلة الأسير من نساء وأطفال ، ضارباً الإحتلال بعرض الحائط الحقوق الإنسانية للطفولة البريئة .
ومن هنا فإن الأستغراب والأستهجان لا يقودان إلى حل هذه القضية ، بل الفهم الواعي لهذا الإنتهاك هو الذي يُفضي الى سلسلةٍ من آليات العمل التي تكفل وضع قضية الأطفال الأسرى – وكل الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي – على رأس سلم أولويات والمؤسسات القانونية والدولية وحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني ، فتشريع الإنتهاك لا يتطلب من المُنتَهَك الحيرة والإستنكار ، بل العمل الجاد على كيفية قراءة هذا الفعل اللا أخلاقي ، ومن ثم كيفية معالجته عبر توثيقه وفضحه بعدة إجراءات وفعاليات قد يكون أهمها هذا العام هو المؤتمر الذي تم عقده في نيسان المااضي في جامعة القدس ، حول الأطفال الاسرى والذي تناول هذه القضية بالدراسات والأحصاءات ، التي أيرزت الأرقام المخيفة التالية :
1- منذ عام 2000تم إعتقال أكثر 7500 طفل على يد الأحتلال الأسرائيلي .
2- في عام 2010 فقط وصلت حالات الإعتقال للإطفال القاصرين أكثر من 1000 حالة أغلبهم من القدس ، بقي منهم حتى الآن في السجون 215
3- أكثر من تسعين بالمئة من هؤلاء الأطفال تعرضوا للعنف الجسدي والنفسي وفي بعض الحالات الجنسي .. من هنا وفي ضوء هذه الفعاليات التي تقوم بها بعض المؤسسات الحكومية ، وعلى رأسها وزارة الأسرى التي تسعى جاهدة الى تدويل قضية الأسرى الأطفال والأسرى كافة ، عبر إطار مُعزز ومُكثّف بلجان إختصاص تنطلق من تحالف وثيق ما بين وزارة الأسرى ونادي الأسير ، ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة والإختصاص ، والعمل على إلحاق هذه القضية بالحراك الثوري الشبابي العربي عبر جعلها شعاراً جماهيرياً ، يُسهم في فضح ممارسات الإحتلال الاسرائيلي ، وهذا يتحقق من حيث قدرة هذه اللجان على الإستخدام الإعلامي الواعي لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ، والإلمام الإلكتروني بصورة عامة .
إن تداعيات إعتقال الطفولة لها تداعيات خطيرة ومؤلمة ، إذ كيف ستكون البنية العقلية – النفسية لطفلٍ تم تعذيبه جسدياً وجنسياً ؟ هذا ما يجب أن يدركه العالم الذي يتغنى بالعدالة والحرية والإنسانية ؟!
إن أطفال سلوان الذي يتم أعتقالهم الآن ، لا ذنب لهم سوى أنهم دافعوا عن بيوت طفولتهم وحاراتهم الضيقة التي كانت وما تزال ، فُسحتهم الأرحب للعب ، ولكن جغرافياً التلمود المُستندة بالعقلية الأمنية لا ترحم هؤلاء الأطفال حتى وإن كان إسم أحدهم داود أو إبراهيم .
فلتُقرع جدران الخزان إذن .. فلنصرخ في زمان الصمت رأفةً بأطفال فلسطين الذين يجري الآن تدمير طفولتهم وأحلامهم ..




#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية .. النون الناقصة
- نَمْنَمات شجرة فلسطينية . وعي المقاومة الشعبية
- رحيقُ الأرض
- انا كذبة نيسان
- قمحُ إنتظاري
- صراخ يساري من فلسطين .. نحن والدين أحرار في الشرق
- فلسطينية القمر
- امي لقد تصالحنا
- امبريالي طيب القلب الاسير باسم خندقجي
- المقاومة الشعبية لتحرر المرأة
- وضوح الرؤيا .. المفهومية الفلسطينية .. الجزء الثاني
- على حين غزة
- إختلاط الرؤى .. المفهومية الفلسطينية ... الجزء الأول
- على درب عمر القاسم
- الشطارة العربية
- مصر المحروسة و انتفاضة الشباب
- من بلفاست الى غزة
- ازمة اخلاق ...
- خربشات انسانية معطوبة
- على قيْدِ رفيقة


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - هكذا تُعتقل الطفولة