أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - زهية شاهين - رمضان والحياة















المزيد.....

رمضان والحياة


زهية شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 17:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يعنى رمضان الكثير للمسلمين بما يشكله من معاني في الذاكرة والعقل الجمعي للمسلم، وتكون هذه المعاني، فى الغالب، ايجابية وتحمل في محتواها عادات وتقاليد وعبادات. ومابين العادة والتقليد والعبادة يتأرجح رمضان كشهر من أشهر الله الحرم، فله جانب روحاني له تبعاته، وجانب بيولوجي وله تبعاته على نفسية المسلم. ويتطلب الأمر توضيح طبيعة العلاقة مع كل من الجانبين الروحي والبيولوجي، وذلك فيما يتصل بالدوائر الثلاث التي تشكل ملامح الشخصية، ألا وهي المعرفة والانفعال والسلوك
فالبرمجة المعرفية حول قضايا الفرد تحدد الكثير من السلوكيات والانفعالات، فمن يرى الجانب الروحي هو الهدف والأساس في العلاقة مع رمضان، فيؤثر ذلك على زيادة إيمان الفرد وتهذيب السلوك لديه بما يرضي الله، وينجح في السيطرة على جسمه وشهواته وتجدد علاقاته عائليا واجتماعيا، وتؤثر على برمجة نظام يومه واستيقاظه فيصبح رمضان شهر تجديد وتغيير ايجابي
وان حدد الشخص هدفه معرفيا من رمضان بالتركيز على الأكل والشرب وطقوسه، والعبادة كشكل وليس كمحتوى له علاقة يرضى بها الله، فيعطي ذلك نتائج عكسية سلبية على الشخص، وهو ما يحدث مع كثير من العامة حيث تبدو التعاسة والتأفف والعصبية والعدوانية فى البيوت والشوارع (كأنه محمل الناس جميلة ومعروف بصيامه).
فكيف يؤثر المعنيان المختلفان على سلوك ونفسية الصائم ؟
الامتناع عن الطعام والشراب فى أوقات محددة فى نهار رمضان له أثر ايجابي حيث ينقى الجسم من السموم والمدمنات والنيكوتين وسموم الأدوية وهذا ماتكون له أثار ايجابية على المدى الطويل. غير أنه قد تحدث آثار سلبية على الشخص على المدى العاجل إن لم يدرك ما يحدث معه وأسبابه، حيث تستشري العصبية والحنين للمدمنات والكافيين والنيكوتين كالسجاير والشاي والقهوة.....الخ وقد تصبح بعض البيوت جحيما من أثر ذلك, ومن هنا يفقد الشخص المعنى الروحي للصيام.
الصيام برنامج تعديل سلوكي :
و كما يشكل الصيام نظام تعديل سلوكي، حيث يبدأ المسلم يومه ببرنامج من أذكار الصباح والتسابق فى قراءة القرءان وختمه, وذلك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يتدارس القرءان مع جبريل في رمضان. كما يضم الجدول اليومي للصائم صلاة التراويح والقيام والدعاء المستجاب عند الفطور والقيام بزيارة الرحم والتصدق.
هذا البرنامج اليومي مع الهدف الروحي المرتبط برضا رب العالمين يؤدى إلى عدة تغييرات وعدة معان عند المسلم ونذكر منها:
يجد البعض رمضان فرصة لبداية الإقلاع عن التدخين والعادات السيئة في الأكل ومحاولة الانتظام في المسجد وخاصة عندما يكتسب الشخص علاقات اجتماعية جديدة من خلال المسجد .
- الزيارات الاجتماعية والأسرية المتبادلة تخفف العزلة عن الشخص وتشعره بقيمة الدعم الاجتماعي من حوله وتجعله أكثر سعادة لحصول العفو والتسامح من طرفه ومن ومن طرف الآخرين. فتخف مشاعر الذنب والغضب والعدوانية والقلق المصاحب للمشاكل الاجتماعية.
- جو التسامح والعفو يساعد الشخص على تقبل الآخرين رغم عيوبهم مرضاة لله.
- الإقلاع عن بعض العادات التي تدخل في سياق العلاقات الخاصة والاجتماعية يؤدي بالشخص لتعزيز تأكيد الذات , فالشيشة والسجاير مثلا تشكل أحيانا هدفا لجلسات يومية لكثير من الأصحاب، وتشكل أساساً لهذه الجلسات، وكأنه حاجز دفاعي يساعد الأشخاص على الاستمرار في هذه الجلسات التي تعطى طابع الثرثرة وبلا هدف، أحيانا خلو هذه الجلسات منها يجعل الآخرين مضطرين للمواجهة وأكثر ثقة وصياغة لأهداف الجلسات فقد يجد الاشخاص صعوبة في البداية في إدارة الحديث والتفاعل لغياب كركرة الشيشة وانفاس الدخان لأنها كانت جزءا من الجلسة والتسلية فالكثير يجتمع كي يدخنون الشيشه وفي أماكن محددة وهذا قد يدفعهم لتغيير بعض الاجواء والاماكن ومن ثمّ يساعد في الخروج من نمطية العلاقات .
- وقد يكتشف الشخص نفسه قدرته على اتخاذ القرارات المهمة في حياته والسيطرة الداخلية وأن لديه إرادة بدليل قدرته على الامتناع عن الأكل والعيش بدون مدمنات ويكتشف طبيعة العلاقات المحيطة به دون الحاجة لوسيط له معنى نفسي.
- العلاقة مع الأكل والاحتفالية اليومية به في رمضان تجعله يدخل فى السياق النفسي الاجتماعي وهذا مايؤكده معنى الحديث بأنه ليس لنا من الدنيا إلا مأكلنا ومشربنا وما أبلينا، فأول ما يفكر به الشخص حينما يعلن شهر رمضان هو نوعية الأكل. وتبدأ الاحتفالية به لاشعوريا، وكأن البشر سيدخلون شهر مجاعة، وفقاً للهدف الذي يحدده المسلم من رمضان إن كان بيولوجي فقط أم بيولوجي وروحي أيضا. وتكتمل هذه الاحتفالية حيث تبدأ العائلة بعمل قوائم من الدعوات للإفطار مع الآخرين وتأثير ذلك اجتماعيا ونفسيا .
- صورة الجسد: البعض يجد فرصة لإنقاص وزنه في رمضان وإتباع نظام تخسيس قد يفشل في إتباعه طوال العام، ويكسبه شهر رمضان الإرادة والسيطرة على نفسه وسلوكه. وقد يضفى ذلك شكلا ومظهرا جميلا ينعكس إيجابا على صورة الجسد لدى الفرد، أو العكس إذ قد تزيد الشراهة للطعام فتصبح صورة الجسد سلبية.
- قد تدعم صورة الجسد الايجابية، وخاصة عندما يكتسب الجسد ليونة نتيجة الانشغال بالعبادات من صلاة تراويح وقيام ليل، وهو ما يزيد من حركة الجسم ويزيل عنه الخمول , وقد جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول قيام الليل فقال: عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم و قربة إلى الله عز و جل و منهاة عن الإثم و تكفيراً للسيئات و مطردة للداء من الجسد،
- اهمية التصدق :
ِالتصدق يساعد الشخص على التخلص من البخل والشح مع نفسه وأولاده والآخرين ..كما يجعل الشخص يخرج من دائرته ليرى من حوله محتاجا وقد يدفع ذلك للمقارنة فيجد الشخص من فقير لايملك رائحة الحياة وهذا يجعله نفسيا يقلل من الشكوى وشعوره بالظلم وأنه لايملك من المال والصحة والرزق مايجعله شخص عليلا نفسيا هذه المقارنة قد تدفعه للشعور بالرضى ..والرضى مكون رئيسي للسعادة ..وهذا ما خاطب به رب العزة الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الضحي ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )..أي ان العطاء من المهم أن يقرن بالرضا , فمهما كان لدى الانسان من مال وجاه وصحة فلن يسعد ..الا بالرضى , وفي المثل (الكل يعجبه عقله ولايعجبه رزقه9.
- لماذا يصوم أطفالنا ؟ِ
- يفرح الأطفال بالصيام لعدة أسباب منها:
- طقوس رمضان نفسها تثير الطفل من فوانيس وحلوى وأكل وملابس وألعاب نارية
- تثيره أيضا الطقوس الجماعية في العبادة من صلاة التراويح والجلوس على مائدة واحدة مع العائلة، ويشعر بالدفء العائلي والمشاركة الوجدانية مع الآخرين.
- يدخل الطفل عالم الكبار من خلال ماسبق ومن خلال التقليد وتقبل الكبار له وتشجيعهم له على الصيام، وهذا مايساعده على الدخول لعالم الكبار برضاهم دون زجره في أوقات سابقة.
ويطول الحديث عن رمضان لدخوله عالم المسلم كعلامة لعالم ديني جماعي اجتماعي نفسي وسياسي واقتصادي.

Zahiakh.wordpress.com



#زهية_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك المدينة التي نحب
- رسائل
- حماتي
- أمي تلك المجهولة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - زهية شاهين - رمضان والحياة