أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام علقم - الليبرالية والليبرالية الجديدة















المزيد.....

الليبرالية والليبرالية الجديدة


هشام علقم

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 16:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الليبرالية والليبرالية الجديدة
هشام علقم

الليبرالية ( Libra ) تعني الحرية، وهي جوهر الفكر السياسي والاقتصادي الذي قامت عليه الثورة البرجوازية في أوروبا في القرن السابع والثامن عشر، وقد مثلت آنذاك أحلام الطبقات المتوسطة التي كانت مصالحها تتعارض مع مصالح الطبقة الحاكمة من إقطاع وسلطة دينية ممثلة بالكنيسة، وقد حملتها الثورتين الفرنسية والإنجليزية بين طياتها وكانت أحد أهم أسلحتها في ترسيخ سلطة الطبقة البرجوازية الجديدة سياسياً واقتصادياً.
ولعل أول من جاء بهذه الأيديولوجية الاقتصادية السياسية والاجتماعية هو مفكر واقتصادي الثورة البرجوازية آدم سميث ( في القرن السابع عشر ) حيث يقول " إن التجارة الحرة كانت الطريق الأقضل لتقدم اقتصاد الأمة، وأن تطبيق الفردية شجع المشروع الحر والمنافسة الحرة التي جاءت أصلاً بهدف حرية الطبقة البرجوازية من أجل تحقيق منافع كثيرة لهم ووفقاً لما يرون هم ".
وكان يعتقد هو ومناصريه من المفكرين الاقتصاديين الإنجليز في تلك المرحلة بضرورة عدم تدخل الدولة في الأوضاع الاقتصادية ورفض وضع القيود على الصناعة أو الحواجز وفرض الضرائب على التجارة من قبلها.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد راحت الليبرالية الاقتصادية تسود منذ القرن الثامن عشر وحتى أواخر النصف الأول من القرن العشرين، وبالأصح بعد ظهور المنظومة الاشتراكية في أوروبا وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي والدخول معها في ما سمي آنذاك بالحرب الباردة والمباراة التاريخية، حيث ارتفعت العديد من الأصوات للوقوف بوجه الليبرالية الاقتصادية من أجل الحفاظ على النظام الرأسمالي والطبقة البرجوازية ذاتها، ومن بين هذه الأصوات، كان صوت الاقتصادي المشهور ( جان ماينار كنز ) الذي طرح نظريته المشهورة ( الكنزية ).
ويشير كنز في هذه النظرية قائلاً " في الجوهر من أجل أن تنمو الرأسمالية وتستطيع أن تنجز مهامها، من الضروري أن تتدخل الحكومات والمصارف المركزية في دعم الاقتصادي الوطني، وتأمين العمالة والخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وضمان اجتماعي وخلق دولة الرفاه ".
وقد لاقت هذه الأفكار الدعم والمساندة من الإدارة الأمريكية وجموع البلدان الأوروبية وتم الأخذ بها منذ منتصف القرن العشرين وحتى نهاية عقد الثمانينات والذي شهد انهيار المنظومة الاشتراكية، حيث استطاعت هذه النظرية ( الكنزية ) أن تعيد التوازن والثقة إلى الطبقة الرأسمالية ونظامها مع تحسين واضح لحياة مواطنيها.
بعد انهيار التجربة الاشتراكية الأولى في التاريخ ساد الاعتقاد أن المنافس والبديل التاريخي قد ذهب إلى غير رجعة لدى النخبة الرأسمالية وراحت تعاود إحياء الليبرالية الاقتصادية من جديد وراحت ترتقي بها شيئاً فشيئاً إلى ليبرالية جديدة على السلم العالمي وبخاصة مع تلك التحولات ذات الصبغة العالمية السريعة والقمعية التي انتابت الاقتصاد الرأسمالي ومنحته صفة العولمة تحت ظل النظام العالمي الجديد.
أما عن أهم صفات أو سمات الليبرالية الجديدة فيقول أولاً بالعودة لتأكيد دور السوق الحرة فهي لا ترى أية مشكلة في تحرير أي مشروع فرضته الدولة، مهما تكن طبيعة الأذى الذي يمكن أن تتركه عملية التحرير هذه على المجتمع، كما ترى أن عملية الانفتاح الكبير على التجارة العالمية والتوظيفات سيساعد على تخفيف الأجور ويضعف وحدة أو تحالف العمال وإلغاء حقوقهم التي ربحوها عبر سنين طويلة من النضال، وبذلك لن تكون الأسعار موجهة ومدروسة، حيث يؤكد أنصار الليبرالية الجديدة أن عفوية السوق هي أفضل وسيلة لزيادة التحول الاقتصادي الذي سوف يخدم بشكل مطلق كل فرد من أفراد المجتمع.
ثانياً: إلغاء النفقات العامة من أجل المجتمع وتتمثل هذه النفقات في :
1_ التربية والعناية الصحية، شبكة الأمان للفقراء، صيانة الطرق والجسور والتزود بالمياه، فهي تقف ضد أي دور للدولة في تقديم المعونات في مجال هذه الخدمات للمواطنين.
2_ تحرير التجارة، حيث تقف الليبرالية الجديدة ضد أن يفرض عليها أي قيد من قبل الحكومة وإلغاء أي إجراء أو قيد يمكن أن يساعد على إضعاف الأرباح حتى لو كان على حساب البيئة أو العمالة.
3_ الخصخصة، حيث تطالب ببيع المشاريع الكبيرة العائدة للدولة من مصانع ومشاريع خدمية للقطاع الخاصـ، وهذه المشاريع تتضمن الصناعات الرئيسية والمصارف والسكك الحديدية والكهرباء والمدارس والمستشفيات وحتى المياه النقية .
4_ إلغاء مفهوم الجمهور أو العامة، حيث تسعى الليبرالية الجديدة إلى تمييع أي دور لمسؤولية الكتل الاجتماعية ومحاولة مركزة المسؤولية في الفرد، تشييع مفهوم الأنا والخلاص الذاتي.
إن أهم ما يميز سمات الليبرالية الجديدة هو تبنيها من قبل مؤسسات مالية قوية مثل صندوقي النقد الدولي والمصرف الدولي للإعمار والتنمية ومنظمة الجات العالمية، ومحاولة نشر وتسيير أنموذجها عالمياً من خلال المؤسسات المالية.
وقد كانت أمريكا اللاتينية وخاصة تشيلي، المكسيك أولى ضحايا هذه الليبرالية الجديدة حيث انخفضت الأجور في المكسيك في العام الأول لتطبيق هذه السياسية إلى أكثر من 50% وبينما ارتفعت تكاليف الحياة بواقع 80% يضاف إلى ذلك أن ما يقارب من 20 ألف مشروع صغير ومتوسط قد أفلست وتوقف نشاطها وأكثر من 1000 مشروع خاص بملكية الدولة ( قطاع عـام ) قد خصص في هذه الدولة، ونتيجة لهذه الأعداد علّق أحد الباحثين قائلاً أن الليبرالية الجديدة هي وسيلة للاستعمار الجديد تهدف إلى استعمار أمريكا اللاتينية والعالم.
أما في الولايات المتحدة، فقد استطاعت الليبرالية الجديدة أن تحطم برامج ( دولة الرفاه ) ومصادرة حقوق العمال وخاصة المهاجرين منهم وكذلك استطاعت تخفيض البرامج الاجتماعية وبخاصة منها ما يتعلق بحماية الأطفال والنساء.
أما في عالمنا العربي، فإننا نستطيع أن نؤكد أن تطبيق سياسة الليبرالية الجديدة وفي ظل التشوه القائم في دويلاتنا ( ما قبل الدولة المدنية ) من تزاوج للسلطة برأس المال قد أتى بنتائج بأسرع مما توقع له أكثر مناصريه. انتفاضات ثورية عربية من المحيط إلى الخليج ترفع شعار الخبز والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية الغائبة.



#هشام_علقم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية في الانتفاضة الثورية العربية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام علقم - الليبرالية والليبرالية الجديدة