أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - بركان الانتفاضات المغاربية والعربية















المزيد.....



بركان الانتفاضات المغاربية والعربية


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما يلي نص الحوار الذي أجراه الصحافي رشيد الفاطمي مع عبد السلام أديب حول مسار الانتفاضات المغاربية والعربية


* هل نحن أمام ثورات عربية أم امام مجرد انتفاضات محدودة التأثير؟

** نعم هناك العديد من المتتبعين من الكتاب والصحفيين الذين يصفون ما يحدث في البلدان المغاربية والعربية من انتفاضات على أنها ثورات شعبية شبيهة بالثورة الفرنسية سنة 1789 أو الثورة البولشفية سنة 1917. لكن الاختلاف كبير جدا مقارنة مع هذه الثورات سواء من حيث الشكل أو المحتوى.
فالثورة تمارسها في الغالب طبقة اجتماعية مضطهدة ضد طبقة اجتماعية حاكمة ظالمة استطاعت تاريخيا ان تفرض ارادتها عليها بواسطة مجموعة من الآليات الإيديولوجية ووسائل الإكراه المادي ثم القانوني. فتعمل الطبقة المضطهدة على انتزاع السلطة من المستغلين لانهاء حالة الاستغلال والاستعباد واقرار ديموقراطية شعبية لصالح الجميع.

وقد تنفجر الثورة موضوعيا حسب هذا المفهوم عندما تتفاقم أوضاع الطبقة المستغلة وتصبح حياتها غير قابلة للاستمرار في ظل الحكم الاستبدادي القائم. وبذلك يحدث الانفجار الاجتماعي الثوري ضد الطبقة الحاكمة وحلفائها من الطبقات الوسيطة. فالطبقة المستغلة التي تثور نتيجة تفاقم الأزمة الثورية تسعى لانتزاع السلطة من الطبقة الحاكمة وحلفائها لعدم صلاحيتهم لاقامة العدل والمساواة.

لكن في اطار صيرورة الثورة لا يمكن لهذه الأخيرة أن تكتمل بدون توفر الشرط الذاتي للثورة والمتمثل في حدوث وعي طبقي قوي داخل الطبقة المضطهدة يؤدي الى تأسيس الأداة السياسية الثورية للطبقة المحكومة على شكل حزب سياسي ثوري. ويتأسس التنظيم السياسي للطبقة المضطهدة من داخل الطبقة وليس من خارجها، ويتمثل هدفه الأساسي في قلب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المفروضة من طرف الطبقة الحاكمة لصالح الطبقة المحكومة المضطهدة، وذلك من خلال نشر الوعي الطبقي وقيادة عمليات ثورية بواسطة أذاتها السياسية في اطار من الصراع الطبقي طويل النفس الى غاية ازاحة الطبقة الحاكمة عن الحكم وفرض حكم الطبقة المحكومة المضطهدة وبالتالي استبدال ديكتاتورية الحاكمين بديموقراطية المحكومين.

وهناك أمثلة تاريخية حية على حدوث مثل هذه الثورات والتي قادتها على الخصوص البروليتارية سواء خلال الثورة الفرنسية التي انتفضت فيها طبقة الفلاحين الفقراء والكادحين على الارستقراطية الاقطاعية والملكية المطلقة التي كانت تستعبدها وتضطهدها شر اضطهاد. الا أن التنظيمات السياسية التي قادت الثورة سرعان ما تحولت الى أداة سياسية في خدمة الطبقة البرجوازية الناشئة وعملت على تخدير الكادحين بعدد من الآليات الإيديولوجية وبعدد من وسائل الإكراه المادية والقانونية والعمل على توسيع الحملات الاستعمارية والحروب، فلم يتحقق حكم الكادحين لانفسهم بل اخضعوا منذ ذلك الحين لحكم البرجوازية.

كما شكلت تجربة كمونة باريس سنة 1848 مثالا حيا عن ثورة البروليتارية الفرنسية في باريز على الطبقة البرجوازية الحاكمة التي تستغلها وتضطهدها والتي تمكنت من انتزاع السلطة واقامة حكم اشتراكيا الا انه لم يدم أكثر من أربعة اشهر تمكنت بعدها القوى البرجوازية من محاصرة الكمونة حربيا من جميع الجهات وبالتالي تدمير هذه التجربة الاشتراكية الناشئة.

وتشكل تجربة الثورة البولشفية سنة 1917 أيضا مثالا ساطعا عن انتصار البروليتاريا في روسيا على النظام القيصري المتعفن الذي امعن في استعبادها واستغلالها واضطهادها وشكل الحزب البلشفي الأداة السياسية التي قادت الثورة المظفرة. لكن التجربة السوفييتية لم تتوفق في الاستمرار وتطوير نظام سياسي واجتماعي واقتصادي اشتراكي حقيقي متكامل لصالح البروليتارية نظرا لبروز انحرافات سياسية عن الخط الماركسي اللينيني البروليتاري، مضادة لطموحات هذه الطبقة لحكم نفسها بنفسها في إطار منظومة اشتراكية شيوعية. وهذا ما قاد التجربة نحو انكسارات متلاحقة وانهيارات متتالية تحت هيمنة البيروقراطية وأمام مؤامرات البرجوازية والامبريالية داخليا وخارجيا.

* طيب هل تتوفر الانتفاضات الشعبية في البلدان المغاربية والعربية حاليا على مقومات الثورة الاجتماعية والسياسية للطبقة العاملة ؟

** تؤكد جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على تعمق الأزمة الثورية في البلدان المغاربية والعربية منذ استقلالاتها الشكلية والى الآن أي منذ حوالي ستين سنة.

فقد عاشت هذه البلدان تسلطا سياسيا لمافيات كومبرادورية محلية على الحكم بدعم من الامبريالية الدولية، أمعنت في استغلال شعوبها ونهب خيرات بلادها وقمع وحشي لكل معارضة محلية لأساليبها تحت مراقبة مشددة من قبل القوى الامبريالية التي تقتسم معها عائدات هذا الاستغلال والاستعباد. ومع توالي السنين تفاقم فساد اللوبيات الحاكمة وابنائها وأحفادها على المستويين الاقتصادي والسياسي. وكانت النتيجة تعمق الاستبداد والظلم وانتشار الفقر والأمية والأمراض الفتاكة والتهميش وانسداد آفاق المستقبل أمام الشباب من أبناء الكادحين الذين يشكلون أغلبية هذه الشعوب اضافة الى حدوث الآلاف من الاغتيالات والاختفاءات القسرية والأحكام الصورية ضد المعارضين من ابناء الطبقة البروليتارية والذين يحاولون نشر الوعي الطبقي البروليتاري من اجل تغيير واقع الدل والمهانة التي تعيش فيه.

إن انحدار المجتمعات المغاربية والعربية نحو هذه الأزمة الثورية واحتدام التناقضات بين الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة وبروز تناقضات موازية داخل الطبقة الحاكمة نفسها مع حلفائها ونتيجة لاحتكاك مختلف هذه التناقضات اشعل شرارة الانتفاضات والتي انفجرت كالبركان انطلاقا من 17 دجنبر 2010 في تونس منتقلة الى البلدان المجاورة التي تعيش نفس التناقضات والأزمات الثورية، حيث بدا أن هذه الانفجارات لن تتوقف مهما حاولت الانظمة الحاكمة المتعفنة الالتفاف عليها.

لكن الثورة لا يمكنها أن تكتمل بهذه الشروط فقط بل من الضروري أن تتوفر شروط ذاتية أخرى تتولد أيضا عن شرارة الأزمة الثورية من خلال بلورة الأداة السياسية للكادحين من وسط الجماهير الشعبية نفسها، فالتنظيم السياسي للطبقة العاملة يتولد بالضرورة من وسط الكادحين وليس من خارجها بحيث أن مختلف الأحزاب السياسية اليمينية المحافظة والاسلاموية واليسارية التي تهيمن عليها البرجوازية أو البرجوازية الصغرى والتي أصبحت بالكامل ملحقة بالنظام القائم وتساهم في لعبة ديموقراطية الواجهة وكذا التنظيمات النقابية التي تهيمن عليها الارستقراطية النقابية والتي تلعب دور المخدر للطبقة العاملة واستمرار خنوعها، لا تشكل تعبيرا سياسيا سليما عن طموحات الكادحين في التحرر والديموقراطية والتطلع لانتزاع السلطة من الطبقة المهيمنة لصالح الطبقة المستغلة، بل تشكل على العكس من ذلك أكبر عدو لمصالحها حتى وان كانت تستعمل خطابات مداهنة، ظاهرها مع الطبقة العاملة، وباطنها ملحق بالنظام القائم فتستعمل ذلك الخطاب المزدوج للوصول الى السلطة ثم استغلال الطبقة العاملة من جديد إطار منظومة طبقية متجددة.

إن تبلور التنظيم الذاتي المستقل للطبقة العاملة لم يتوفر بعد في الانتفاضات المغاربية والعربية أو ربما لا زالت بعض ملامحه الضعيفة لم تبرز بعد الى السطح بقوة. كما لا زالت المجموعات الماركسية اللينينية الصغيرة المنبثقة عن الكادحين تعاني من أزمات تنظيمية وذاتية وتعقد حتى إمكانية الحوار فيما بين بعضها البعض مما يعقد خروجها السياسي القوي وقيادتها الجماعية لثورة الطبقة العاملة المظفرة.

أما التنظيمات السياسية الفوقية اليمينية المحافظة والاسلاموية واليسارية التي استطاعتا أن تنسق جهودها مع الشباب الثائر ومع التنظيمات البروليتارية الصغيرة المشتتة والتي انخرطت في حراك الشارع العربي بمناضليها مدعمة لإرادة التغيير الجذري، فلا تحمل مشروعا مجتمعيا ديموقراطيا متلائما مع طموحات البروليتارية العربية، بل لا زالت تسعى الى تكريس نفس النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي كرس الازمة الثورية الحالية أو محاولة فرض أنظمة ظلامية ماضوية تزيد من ظلمة المستقبل أمام الكادحين.

لذلك لا يمكن الجزم بأن ما يحدث حاليا في البلدان المغاربية والعربية من انتفاظات تعتبر ثورات للطبقة البروليتارية تسعى لنزع السلطة السياسية من الطبقة البرجوازية لصالح الطبقة العاملة، لكونها لم تتوفر على الشرط الذاتي والوعي السياسي اللازم والكافي لتحقيق انتصار البروليتارية على البرجوازية والاستيلاء على السلطة لصالح الاشتراكية والديموقراطية الشعبية.

* كيف تبلور مستوى الوعي الطبقي وسط الكادحين العرب فجأة الآن؟

** وعي الكادحين العرب يستمد من واقعهم البئيس، فقد شكلت الثلاثين سنة الماضية مرحلة مظلمة حالكة بالنسبة لشعوب البلدان المغاربية والعربية. فمن نجي من هذه الشعوب من النزاعات والحروب المحلية، عاش تدهورا مهولا في مستوى معيشته الضعيف أصلا وشاهد تراجعا سياسيا خطيرا وانحطاطا فكريا وتخلفا كبيرا في روح المقاومة الشعبية للظلم والاستغلال الذي مارسته الكومبرادورية المهيمنة على الحكم، في ظل تأثير وتوسع متعاظمين للتيارات الظلامية والشوفينية والفاشستية وغياب مطلق للحقوق والحريات.

كما تمكنت الدكتاتوريات المغاربية والعربية في هذه الفترة من الاستفادة غير المحدودة من دعم القوى الإمبريالية الغربية ومن قواها القمعية. وقد استفادت هذه القوى، كاجهزة الجيش والأمن، بدعم قوي من طرفها حيث لا زال اقتراح وزيرة الخارجية الفرنسية في الجمعية الوطنية قبل يومين على سقوط الدكتاتور بن علي بدعمه أمنيا ضد شعبه الثائر شاهدا على خسة الامبريالية الفرنسية. كما أن أغلب ضباط القيادة العليا في هذه البلدان تلقوا تكوينهم في المدارس العسكرية الأوروبية والأمريكية. وفي هذا الاطار ظلت الامبريالية الأمريكية تصرف في كل سنة حوالي مليار ونصف مليون دولار من اجل تعهد الجيش المصري.
كما تجدر الاشارة الى أن الرئيس الجديد للقيادة العليا للجيش المصري، "سامي عنان"، الذي الذي اعلن عصيانه على مبارك مبكرا وتم تقديمه "كحكم محايد" خلال حركة التمرد الشعبي المصري وكعمود فقري أساسي للانتقال السياسي "الديموقراطي"، تلقى تكوينه في المدرسة العسكرية الفرنسية. وقد كان سامي عنان يتواجد في واشنطن عشية سقوط الدكتاتور حسني مبارك، من اجل تلقي النصائح من الجنرالات الأمريكيين. وهذا يؤكد ان ثورة المصريين لم تكتمل وأن الامبريالية والكومبرادور المصري يعمل باستمرار على الالتفاف على الثورة والثوار، اضافة الى أن تعيين حازم الببلاوي كوزير للمالية ونائب رئيس الوزراء والذي يعتبر احد رموز النظام الكومبرادوري القديم، يؤكد بقوة أن الثورة لم تنجح في اسقاط النظام حتى وان نجحت في اسقاط الدكتاتور مبارك.
لقد مكنت الأنظمة الديكتاتورية، في كل من مصر وتونس والمغرب في أن يصبحوا جنة لاستثمارات باطرونا الامبرياليات الغربية وخاصة الفرنسية. وبذلك ظلت تتلقى دعمها بدون قيد أو شرط.

وقد تناولت الصحافة التونسية الانجازات الرائعة التي حققتها ال 1250 مقاولة فرنسية العاملة في تونس، كما هو شأن بالنسبة للمجموعة الفندقية التي تبيع لزبائنها اقامات سياحية بتونس، بقيمة 1500 أورو، تتضمن كل شيء (الطائرة، التغذية، الماساج، العناية التجميلية ...)، والتي تشتريها بدورها بمبلغ 300 أورو فقط من شركاتها التونسية. أو مثل ذلك البنك الأجنبي، الذي باع فرعه في تونس للتونسيين نظاما معلوماتيا بمبلغ 15 مليون أورو، بينما قيمته الحقيقية لا تتجاوز مبلغ 5 مليون أورو علما أن هذا النظام المعلوماتي كان متجاوزا.

ان هذه البلدان ظلت تعتبر بالنسبة للشركات الأجنبية جنة حقيقية. فهناك يد عاملة مؤهلة، رخيصة، خنوعة، إضافة الى تلبية الحلم المطلق للباطرونا الإمبريالية في فرض ضرائب ورسوم منخفضة بشكل ساخر. فهذه البلدان ليست مجرد جنات بالنسبة للمولعين باكتشاف المواقع التاريخية أو السياحية أو بحثا عن الشمس، بل تشكل أيضا جنات جبائية بالنسبة للشركات الامبريالية.

إن الطبقة العاملة العربية تستوعب الضربات المتوالية من طرف أعدائها الطبقيين، وتتتبع خضوع الطبقة المهيمنة للامبريالية وممارسة الاستغلال المزدوج عليها، كما انها لا تنسى قضبة فلسطين كقضيتها متتبعة لكيفية خيانة هذه القضية من مختلف الكومبرادوريات الحاكمة وبيعها للصهيونية والامبريالية بمبالغ رخيصة لزيادة ثرزاتها، من خلال كل هذه المشاهد والآلام، تبلور الوعي الطبقي العربي.

* كيف تطورت حركات التمرد العربية لكي تصل الى اسقاط الأنظمة؟

** منذ دجنبر 2010 رفعت الشعوب المغاربية والعربية رأسها من اجل فلب الطاولة على الحكام بعد ان شاهدت أحد ابنائها الشباب يحرق نفسه تحت حرقة احتقار السلطة له، وظلت شرارة التمرد التي قادها الشباب العربي وسارت ورائها مختلف شرائح المجتمع وعلى رأسها الطبقة العاملة، تتمدد كموجات متتالية، بدرجات متفاوتة، بعضها استطاع تدمير الواجهة الأمامية للكومبرادور كما حدث في تونس ومصر وبعضها الآخر لا زال يحاول بدون كلل معاودة المد الاحتجاجي الجماهيري العارم كما هو الشأن في اليمن وسوريا. عادة ما تنطلق الاحتجاجات بشعارات سلمية دنيا تطالب باسقاط بعض رموز الفساد الا ان الاختيارات الأمنية للانظمة ومحاولتها اخراس هذه المطالب بممارسات قمعية وحشية تقود الى تهييج الجماهير الشعبية فتصعد من شعاراتها لتصل الى مطلب اسقاط النظام ومحاكمة الحكام.

الوعي الجماعي الشعبي الذي طالما عانى من الاستغلال والقمع والقهر وجد في الاحتجاجات التي صنعها الشباب المغاربي والعربي منبرا للتعبير عن سخطه على السياسات المعتمدة منذ الاستقلال الشكلي والتي أدت الى افقار الغالبية العظمى من المواطنات والمواطنين وفي نفس الوقت الى الاثراء الفاحش الذي حققته بورجوازية الطبقة الحاكمة وحلفائها من البرجوازية الصغرى. لكن مطالب التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجذري تصطدم بصخرة مصالح الكومبرادور الذي يعاني من الازمة الاقتصادية العالمية والمحلية فيحاول إفراغ فاتورة الأزمة على الكادحين، لذلك يجد الكومبرادور أن تلبية مطالب الشارع من رابع المستحيلات لأنها ستنتهي به الى الافلاس، لذلك نراه لا يتوفر على جواب واضح على هذه المطالب فيسعى الى استعمال لغة القوة والاختيارات الأمنية العنيفة لإخراس انتفاضة الشارع وبالتالي اجبار الكادحين على تحمل فاتورة أزماته المتوالية. من هنا تبدأ جدلية صراع الصراع الطبقي التي أصبحت تحسم بفعالية في الشوارع والتي تقودا حتما الى المطالبة بإسقاط النظام، كهدف نهائي لا رجوع عنه للجماهير الشعبية.

إذن فحركات التمرد لم تنطلق من طموحات سياسية في بدايتها كهدف مركزي بل جاءت كرد فعل على انتشار الجوع والغلاء والبطالة الواسعة وغياب الأفق أمام الطبقة العاملة وحتى في أوساط الطبقة الوسطى، وكذا في وسط الشباب حاملي الشهادات. فالحصول على سكن لائق للأسرة، وعلى التغذية الملائمة، والحق في التعبير وابداء الرأي وحرية التجول، أصبحت أكثر فأكثر صعوبة.

أما الثروات التي تنتجها الطبقة العاملة فلا تستفيد منها سوى باطرونا المجموعات الرأسمالية الكبرى والعصابات المهيمنة على الحكم، أما ما كان يسمى "بالمعجزة التونسية" مثلا، ومعدلات النمو المرتفعة التي تحقق في تونس، فلا تكاد تعني للكادحين سوى السراب والمزيد من الفقر والتهميش والحكرة.
في الجزائر، يفتخر النظام بتحقيقه لرقم قياسي من احتياطي النقد الأجنبي بلغ 155 مليار دولار، تم تحقيقه عبر الريع النفطي والغازي. لكن ظلت الكومبرادورية الجزائرية وأغنياؤها الجدد وأبناءهم وأحفادهم هم من استفادوا فقط من هذا الريع، مع استمرار حرمان السواد الأعظم من الجماهير الشعبية المستغلة والتي يتم إغراقها في المزيد من مستنقعات البؤس والبطالة والتي بلغت نسبتها بين 30 و 40 في المائة، والتي تطال على الخصوص الشباب من أبناء الكادحين أساسا.

* أين تكمن قوة الانتفاضات العربية، هل في سرعتها أم في وعيها الطبقي المتطور؟

** تكمن قوة الشعوب المغاربية والعربية أساسا في شبابها، الذي استطاع بسرعة اكتساب الوعي اللازم الذي مكنه من مقارنة أوضاعه باوضاع شبيبة البلدان الأخرى واستوعب حقيقة الأزمتين الاقتصادية والسياسية التي جعلته ضحية. فستون بالمائة من الشعوب الثائرة يقل سنها عن 25 سنة، هذه الشبيبة التي ترعرعت تحت نيران أشرس الديكتاتوريات في المنطقة كنظامي الديكتاتور بن على والدكتاتور حسني مبارك. فوعي هذه الشبيبة بحتمية سقوطها في مستنقعات البطالة والفقر والتهميش والحكرة، والعيش حتى سن متقدمة في سجن الأسرة الفقيرة أصلا، بلغ حد الاختناق، فكافة الأبواب مغلقة بعنف أمامها، بعيدة حتى عن حلم الأجيال السابقة، المتمثل في الهجرة والعيش حياة كريمة أخرى في أوروبا، لأن القلاع الامبريالية تمت إحاطتها بالحواجز الشائكة والقوانين العنصرية، فالحصول على الفيزا أصبح مستحيلا، إلا إذا توفرت للمعني بالأمر أموالا طائلة أو علاقات زبونية أو الاثنين معا وهو ما يفتقده هؤلاء الشباب.

يرفض الشباب الحكرة، التي تعني "الاحتقار"، والتي ظهرت في الجزائر أولا، وتداولتها أغاني الراي والراب، وعلقت على لافتات المحتجين عبارة "لا للحكرة". ثم انتشرت الكلمة بين الشباب المهمش من الرباط الى تونس خاصة بعد إقدام محمد البوعزيزي على إحراق ذاته في سيدي بوزيد في تونس، والذي كان أبلغ تعبير عن يأس الشباب، وعن انتمائه إلى جيل أصبح أضحية على مذابح الديكتاتورية والاستغلال الامبريالي الفاحش.

احراق محمد البوعزيزي لذاته كان بمثابة صرخة استمعت لها كافة عائلات الجماهير الشعبية المغاربية والعربية وفهمتها بأجسادها. لقد فهمت هذه العائلات أن نظاما ديكتاتوريا يحكم على شبابه باليأس والانتحار لا يمكنه أن يستمر لأنه سيقود الجميع الى الانتحار حرقا كالبوعزيزي، فيجب اسقاط هذا النظام هنا والآن وقد سقط مع ذلك جدار الخوف. وانفجر بركان غضب الشباب العربي في الشوارع وسقط الديكتاتور بنعلي الذي حكم البلاد بالحديد والنار لمدة 23 سنة كما سقط الديكتاتور حسني مبارك الذي حكم هو الآخر المصريين بالحديد والنار لمدة 40 سنة.

* كيف كانت ردود فعل الامبريالية وما مدى نجاح استراتيجياتها لاحتواء الثورات العربية؟

** لقد كانت المنطقة المغاربية والعربية تبدو للقوى الامبريالية كالبركان الخامد. الا أن هذا البركان استيقظ فجأة، أرعبت قوتها الامبريالية في عقر دارها وبدأت تسارع للالتفاف على البركانين التونسي والمصري لإخمادهما من جديد، ومحاولة طمس براكين الشباب في الجزائر والمغرب عبر ربح الوقت وتوزيع الوعود المعسولة بإصلاحات شكلية والهاء البراكين الليبية واليمنية والسورية بحروب أهلية وممارسات قمعية إجرامية تدخل في عداد جرائم ضد الإنسانية.


ويبدوا ان الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة رغم مختلف مناوراتها للالتفاف لم تنجح في احتواء حركات التمرد الجارية، حيث يتغذى قلب الحركة من عدة أوردة وشرايين راكمت ما يكفي من الاحباطات واليأس، بحيث لم تعد ديماغوجية الكومبرادور عبر اصلاحاتها الدستورية وتعديلاتها الحكومية تأثر فيها، بل ترفضها جملة وتفصيلا، خصوصا عندما تصبح ضحكا صريحا على الذقون، فالدستور المغربي المعدل جاء للهروب الى الامام من حيث تقوية السلطات الملكية المطلقة وإعدام حقيقي للفصل بين السلط مما أدى إلى مقاطعة هذا الدستور بنسبة 63 في المائة من أبناء الشعب المغربي البالغ سن التصويت مقابل 37 في المائة من المصوتين عليه، وقد بدأت حركة 20 فبراير تطالب مباشرة بعد الاستفتاء المخدوم إلى جانب إسقاط الفساد والاستبداد بإسقاط هذا الدستور.

لقد قطعت حركات التمرد المغاربية والعربية أشواطا مع عقود من التراجع والخنوع والاستسلام. عقود سددت خلالها هذه الشعوب ثمنا باهظا، حين وضعت بين كماشتين، كماشة الديكتاتوريات العسكرية للأنظمة المتعفنة وكماشة الأنظمة والتيارات الظلامية. وإذا كانت الكماشتين تدخلان في مواجهات في ما بينها في بعض الأحيان، إلا أنهما كانا دائما يتفاهما حول إخضاع الجماهير المتطلعة للتحرر، وعلى خنق الحركة العمالية.

وبعد كل الصدمات التي تعرضت لها الجماهير المغاربية والعربية التي بالغت في انبطاحها وانقيادها للاستغلال والقمع واعتقد الجميع أن لا أمل في عودة الروح لهذه الجماهير. هاهي نفس هذه الجماهير تدهش الجميع وتؤكد أن حيويتها وقدرتها على إسقاط اعتي الديكتاتوريات واقع حقيقي يخيف الكومبرادور والامبرياليات. والخوف الحقيقي هنا هو انتقال حركات التمرد القوية إلى ما وراء البحار خاصة في قلب الوحش الامبريالي.

لقد توالت حركات التمرد العربية واجبرت الحكومات على مضاعفة تنازلاتها السياسية والاقتصادية حتى من خلال مناورات شكلية كإعادة صياغة دستور ممنوح جديد في المغرب مع منح زيادات هزيلة جدا في الرواتب والأجور التهمها الغلاء والتضخم حتى قبل صرفها. ومن اجل تفادي الانفجار في السعودية، وعد الملك عبد الله في 23 فبراير بمخطط بقيمة 36 مليار دولار، تخصص لرفع أجور الموظفين وبناء المساكن.

كما قامت حكومة البحرين في 7 مارس باقالة ستة وزراء على عشرة، وتم الاعلان عن برنامج لبناء 50000 مسكن في مدة خمس سنوات، بكلفة مالية تزيد عن 5 مليار دولار. كما وهب سلطان سلطنة عمان في 28 فبراير 300 أورو إلى كل عاطل في بلده، والزيادة في الحد الأدنى للأجور وفي منح الطلبة. أما بالنسبة لقطر فقد أعلنت عن موعد انعقاد الانتخابات المقبلة. أما امير الكويت فقد خصص في محطتين 1000 دولار الى كل مواطن كويتي.

لكن من غير المؤكد أن تستطيع الملكيات النفطية بهذه الطريقة شراء سلام اجتماعي تتطلع اليه مجموعة الدول الامبريالية في هذه المنطقة التي تعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة لها. فجميع التنازلات التي تمت لم تنجح في ايقاف حركات التمرد. كما لم ينجح القمع هو الآخر في اقرار السلم الاجتماعي: وعلى العكس من ذلك تواصلت حركات التمرد في الانتقال الى بلدان أخرى. في سوريا، ورغم عشرات بل المئات من القتلى، فإن المحتجين ظلوا يواجهون الحكومة ويرفضون حالة الاستثناء، بينما اتسعت رقعت الاحتجاجات وتطورت المطالب من مطالب بسيطة الى مطالب باسقاط النظام والدكتاتور بشار الأسد.

* هل حاول الكومبرادور خداع الطبقة المضطهدة الثائرة؟

** نتمنى، مهما فعل السياسيون البرجوازيون من اجل خداع الكادحين، ان تجد الطبقة المضطهدة طريقها، وان ينمو القلق حول مستقبلها ومستقبل الشباب الذي يحفزها على مواجهة كل من يريدها أن تقتصر على إصلاحات شكلية لتلميع الواجهة فقط. في مصر وتونس يسعى "الديمقراطيون البرجوازيون" يحتكرون القنوات التلفزية والصحافة المكتوبة لكي يفسروا "لمئات الآلاف من الشباب الذين يريدون الحصول على كل شيء وسريعا، بأن كل ما يطالبون به مستحيلا" بطبيعة الحال ستظل هذه المطالب مستحيلة ما دام نفس النظام الكومبرادوري قائما.

لكن الى الآن، لا زال عاملات وعمال قطاع النسيج والأبناك والنقل يدخلون في إضرابات دورية، وغالبا من أجل الزيادة في الأجور، أما المزايا الهزيلة التي يتم تقديمها فلا تخفف من الاحتجاجات.

فالطبقة العاملة شعرت بأن نضالاتها لا يجب ان تكتفي ببعض التغييرات الحكومية ولا بالمهازل الانتخابوية والدستورية. كما لا يجب أن تكتفي طبعا بالزيادات الهزيلة بينما التضخم المتسارع سيسترجها بسرعة.

تحدثت صحيفة الأهرام ليوم 23 مارس إلى الإضراب الذي عرفه القطاع البنكي، حيث طالب مستخدمي الأبناك بالإسكندرية بالمساواة في الأجر وباستقالة بعض المسئولين المتهمين بالفساد، كما أدانوا الزيادات الهزيلة التي تم منحها لهم، بينما يحصل الأصدقاء وأقرباء الباطرون على مبالغ ضخمة.

نفس الشيء حدث حتى في البنك المركزي فزيادة 15 في المائة للعمال، يقابلها زيادة مليون جنيه مصري لبعض المستشارين في الشهر، أي حوالي 120.000 أورو. وقد خلصت الصحيفة إلى أن المستخدمون يطالبون بالعدالة والمساواة. وأن الحقوق لن ترى النور الا من خلال شفافية كاملة حول عمل مثل هذه المؤسسات.

ذاك هو المشكل المطروح على الطبقات المستغلة، فإسقاط النظام لا يكفي، بل يجب ايضا اسقاط السلطة الاقتصادية التي تهيمن على هذه الأنظمة، والتي لا زالت قائمة الى الآن.

فلقد سقط جدار الخوف، وظل جدار المال قائما، بمعنى استمرارية الدكتاتورية الاقتصادية التي تمارسها الامبريالية، بتواطؤ مع الكمبرادورية المحلية.

* ما هو موقع الطبقة العاملة في حركات التمرد العربية؟

** تشكل الطبقة العاملة الطبقة الوحيدة التي بامكانها ان تلعب دورا محركا، لمواجهة كافة الالتفافات السابقة وكل الامتيازات القائمة.

بروليتارية البلدان المغاربية والعربية هي كثيرة العدد اليوم، وتعتبر أكثر شبابا وأكثر تكوينا مقارنة بحركات التمرد السابقة. ويوجد بين أيدي هذه الطبقة إمكانيات هائلة، كما تشترك هذه البروليتارية في نفس اللغة، اضافة الى أن عمال البلدان المغاربية والعربية في تواصل دائم، وتنتقل بسهولة من دولة الى أخرى.

فخلال الحرب الأهلية في ليبيا أكتشف أن هناك مليون ونصف مصري يشتغلون في هذا البلد، إضافة إلى التونسيين والجزائريين والمغاربة ... ونفس الشيئ ينطبق على البروليتارية العاملة في دول الخليج.

وتتوفر الطبقة العاملة المغاربية والعربية على إمكانيات أخرى، فهناك الملايين من العمال المشتغلون في فرنسا وألمانيا وبريطانيا أو في اسبانيا. وهم مندمجون في الطبقة العاملة لهذه البلدان، ويشاركون في نضالاتها. حيث أن إعادة إحياء التنظيمات الشيوعية في البلدان المغاربية والعربية سيكون له نتائج كبيرة، ليس فقط بالنسبة للحركة العمالية العربية فقط، بل ايضا بالنسبة للحركة العمالية في البلدان الأوروبية. العلاقات فيما بين الضفتين يجب ان تتواصل بشكل طبيعي. وسيقود الأمر الى عودة عكسية بحيث تؤثر الحركة العمالية العربية الخصبة ولادة جديدة للحركة العمالية الأوروبية.

فالبروليتارية تكتسب من خلال نضالاتها، الوعي بقوتها، وبحقها في التحكم في الثروات التي تنتجها وفي القضاء على العمل المأجور الذي يكرس عبوديتها.
من أجل الذهاب الى نهاية معركة تحرر البروليتارية، يجب ان تبلور هذه الأخيرة تنظيماتها السياسية الذاتية. ويمكننا أن نأمل أنه من بين العمال والمثقفين يوجد نساء ورجال يفكرون في المستقبل. ليس فقط في مستقبلهم كافراد، وإنما في مستقبل الانسانية جمعاء. ويمكننا أن نأمل كذلك ارتباط البروليتارية بفكرها الماركسي اللينيني، ومع ماضي الحركة العمالية. نعلم أن كل هذه الآمال لم تتجدر بعد في وعي العمال ، لكن الطبقة المهيمنة تخافها. وإذا ما أصبح هذا الخوف حقيقة فإن كل الآمال ستصبح ممكنة بالنسبة للمستقبل لكي تتحقق "الثورة المغاربية العربية"، بمعنى ثورة البروليتارية والمستغلين في هذه البلدان.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتحرك الأشياء؟
- تعمق الأزمة الثورية عالميا ومواجهة البروليتارية لعملية تفريغ ...
- الأزمة الاقتصادية والثورة البروليتارية
- الانظمة الرجعية تشن الحرب على شعوبها الآن !!!
- الشعب يريد اسقاط النظام
- مسار الحراك الاجتماعي المغاربي والعربي
- احتجاجات حركة 20 فبراير وارتسامات المشاركين
- تعمق الصراع الطبقي وضرورات مواجهة الكادحين للثورة البرجوازية ...
- استراتيجيات خداع الجماهير
- ميكانيزمات التمرد الشعبي في البلدان المغاربية والعربية ودور ...
- الوعي الثوري في المغرب
- من أجل تحرر شعوب البلدان المغاربية والعربية
- شباب البوعزيزي يواجه الأنظمة المجرمة المجوعة لشعوبها
- تساقط حكم المافيات المغاربية والعربية الواحدة تلو الأخر
- الاستغلال الامبريالي – الكومبرادوري والفقر والجوع والتهميش ا ...
- تبخر وهم الاستقلال الشكلي وحكامة الكومبرادور في بلدان الشرق ...
- أية آفاق للانتفاضات المغاربية؟
- شعوب البلدان المغاربية تنتفض بعد سنين من المعاناة
- في كل مكان من العالم، تتحرك ردود فعل قوية للطبقة العاملة ضد ...
- عبد السلام أديب في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الصرا ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - بركان الانتفاضات المغاربية والعربية