أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الاعرحي - ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!















المزيد.....

ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!


سلام الاعرحي

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموقف الاول البحث عن الدودة
حدثني صديقي قائلا .. كثيرا ما شغل مسامعي امثولة عراقية وربما عربية تقول :( شر البلية ما يضحك ) .. الا اني لم اكن افقه جيدا ذلك المثل حتى زيارتي مرغما الى دائرة كهرباء النجف ! قلت ممازحا : و كيف ذلك , اعتقد انك تتحدث عن لغز حتما ؟ وحين تذكرت ان صديقي جادا دائما في طروحاته غيرت نبرة كلامي واعدت طرح سؤالي بجدية تنسجم مع طبيعة حديثه و قلت , هل لك ان توضح لي اكتشافك الجديد ياصاحبي ؟ قال نعم , لقد طلب لي موظف التسجيل العقاري ختم دائرة كهرباء النجف على اوراقي لكي تجد معاملتي طريقها الى الانجاز , وانا , وبما اني لاافقه علم انجاز المعاملات الحكومية اسرعت فورا مندفعا الى الشارع , ناديت على سيارة اجرة لتقلني الى تلك الدائرة , وما ان بلغت هدفي حتى ترجلت من السيارة تاركا لدى السائق مشاعري العامرة بالحب له ولكرم اخلاقه وانطلقت اتقدم صوب هدفي خطوة بعد اخرى مجتازا كل العقبات المعروفة , بما فيها نظرات الشرطة المتفحصة لطول قامتي وحجم الملف الذي اتأبطه وسواقي العراق التي تشق طرقها على خارطة جسدي دونما مبالاه , عند احد الممرات استوقفني احدهم سائلا اين تريد ياخي ؟ قدمت له الاوراق , اطلع عليها بسرعة عظيمة وقال , الى غرفة المهندس المسؤل , الغرفة الثانية على يدك اليسرى , شكرته ورحت مسرعا الى غاية الغايات وهدف الاهداف , بلغت الغرفة وبهدوء وادب جم طرقت على الباب الموارب وارسلت بصري اتفحص غايتي كان عدد من المهندسين الكهربائيين يشغلون الغرفة , وكان الصمت مطبقا على اجوائها ... هنا اثنان جلسا خلف ( اللابتوب ) يحملقان به بدهشة رهيبة مهيبة , الثالث كان عض على شفته السفلى وكاد ان يدخل في شاشة الكمبيوتر , آخر كانت تشجنت اصابع يده اليمنى فوق (الماوس ) ويتلوى كما الممغوص , وقفت وسط الحجرة في حيرة من امري وانا امني النفس باجابة عما يحصل في حجرة الهندسة الكهربائية , واذا برجل لااكاد اتذكر ملامحه الا انه كان يحمل ( صينية ) ولا اقصد فتاة من الصين طبعا , بل اعني طبقا واسعا رصف عليه مجموعة من اقداح الشاي وعلبة ماء مبردة .. وبغمزة من عيني ادرك الرجل اني استفهم عن الموقف ! اقترب حامل الصينية مني ودس فمه في اذني , وراح يقول لي بهمس وحذر كمن يذيع سرا عظيما وللمرة الاولى , انهم يبحثون عن الدودة !!!! قلت فورا وبصوت خفيض تقصد انهم يبحثون عن ( فايروس ) اصاب محطات او مكائن التوليد بعطل اليس كذلك ؟ وغادرته فرحا مسرورا متجها الى احدهم وكان اكثرهم توترا وانفعالا وتفاعلا. حييته وقلت : هل عثرتم على (الفايروس ) ؟ رشقني السيد المهندس بنظرة شفقة مصحوبة بابتسامة حانية واردف يقول : لاعمي اننا نمارس لعبة البحث عن الدودة مع الكمبيوتر . تعمدت استفزاز صاحبي اكثر اذ قلت له اسمع ياصديقي ان المهندس المسؤل عن التحميل يدعى المهندس ابو الحمل والمسؤل عن القطع المبرمج يدعى المهندس ابو القطع و ربما ثمة اختصاص جديد ... المهندس ابو دودة !!!
الموقف الثاني : الجماعة من طرف الحجي
يقف صديقي يوميا من طلعتها حتى غيبتها في طابور طويل للحصول على احد الوثائق المهمة التي تثبت عراقيته , منشغلا بتصفح الوجوه مستأنسا بالكلمات التي غابت عن مسامعه قرابة العقدين . مثلا : هله خوية , شلون الويلاد , شخبار ام الويلاد , الى آخره من تلك الكلمات المفعمة بالحب والود والطيبة , كان الطابور يتحرك ببطىء قاتل وممل , ناهيك عن حرارة الشمس المحرقة وغضب الريح التموزية غير المتوقعة وما اجملها لو جائتك محملة بالغبار الاحمر الناعم الذي يخترق كل مسامات الجسد دون تصريح مسبق او اذن بالدخول , هكذا عنوة ! يوم .. اثنان .. ثلاثة ... نقترب من باب المراد ونمني النفس بيوم آخر في الظفر , بعد ان يقال لنا لطفا لقد انتهى الدوام ! سئمت الحال ولم اعد احتمل طلبت من احد الاصدقاء القدامى المساعدة , رق قلب صديقي لمأساتي , وراحت ابهامه تلاعب ارقام هاتفه النقال وتستعرضها , فلان ؟ لا , فلان ؟ ممكن , فلان ؟ اكيد نعم ساحكي مع هذا الصديق . بعد زمن طال وترهل بالتحية ,,,, والتحية المقابلة , قال صديقي للمتصل به ان صديقي يريد الحصول على الوثيقة كذا , برهة وجيزة من الصمت لم تتجاوز نصف الدقيقة واذا بعلامات الفرح والسرور تشع بوجه صديقي وهو يقول باذن الله غدا صباحا سنشرب الشاي معا في مكتب جنابكم . في صباح اليوم التالي وعند الباب الخارجي للدائرة المعنية وبجوار الطابور الرهيب همس صديقي باذن حرسي البوابة الخارجية ولا ادري ماذا قال له انفتحت الابواب وصرنا بكل ادب واحترام نجتاز البوابات الموصدة حتى بلغنا اخرها فهمس صديقي كعادته في اذن الحرسي , واذا بالحرسي يطير فرحا وسرورا وهو يقول تفضلوا حجي بخدمتكم , سار معنا خطوات ثم سلمنا الى رجل أخر وهو يقول له انهم من جماعة الحجي , كان الشاب الذي اوصلنا الى الحجي اطلق العنان لذقن رمادية اللون كثة كثيفة . وترك قميصه الطويل النصف دشداشة ينساب على بنطال اسود قصير باعد شحاطة قدميه النجفيه بثلاث اصابع .. وقال تفضلوا ( اغاتي ) وياي ,,, بلغنا غرفة الحجي , تقدمنا الشاب وهو يقول (مولاي شيخنا الجليل ) الجماعة وصلو . لم يكن هذا الجالس خلف المنضدة الفخمة معتما فلماذا يلقبه بشيخنا ؟ وما معنى كلمة مولاي ولماذا كل هذه الذلة البادية على الوجه والحركات المفتعلة في الجسد من انحناءة وطأطأة للرأس ؟ , المهم جلسنا محترمين ونودي لنا بالشاي المهيل , بعد ان شربنا الشاي , قال الشيخ الغائص خلف منضدته , يا مية هله حجي زارتنا البركة , دقائق معدودات لمجرد ان ينتهي الموظف المسؤل من انجاز معاملة السيد ربي يحفظه ويرعاه سيباشر بانجاز معاملة اخونه الطيب , كان السيد هز راسه الذي اعتلته العمة السوداء , وتعبيرا عن الشكر صاحب اهتزاز عمته ابتسامة وحركة جسدية متقنة تنم عن الشكر ! غادرنا السيد مصحوبا بوثيقته والحفاوة والاجلال . دار بيننا حوار افتتحه الشيخ المولى قائلا : يبدو ان الاخ من عراقيي الخارج ؟ رغم حزني للتسمية الا اني فرحت كثيرا للاستنتاج الذي خلته كرامة روحانية , قلت بفرح نعم , ولكن كيف عرفتم استاذ ؟ طافت على محياه علائم الامتعاض رغم محاولاته اخفائها اشهد على ذلك والشهادة لله ... طوى مسبحته الطويلة السوداء على الابهام والسبابة بحركة بهلوانية وهو يقول واضح اخي واضح . وصوب نظراته نحو صديقي وكانت تنم عن التوبيخ وافصح قائلا , انشاء الله بعد اكتمال المعاملة اتمنى عليك ان تاخذه الى دورة الصحن واشتري له مسبحة جميلة يذكر الله على خرزاتها واتمنى لو اشتريت له خاتما من در النجف وآخر من العقيق اليماني , اكتملت معاملتي وامسكت بالوثيقة المطلوبة ,, وانا اشد على يد الشيخ تعبيرا عن الشكر والعرفان , قلت له شيخنا هل لازلت مصر على حملي المسبحة والتختم , ابتسم قائلا نعم انها من علامات المؤمن , لم اعد اتمالك نفسي شددت على يده وقلت , اعتقد ان من انبل صفات المؤمن صيانة الامانة وعدم الاخلاف بالوعد والصدق في الحديث والوقوف من الناس على درجة واحدة من التقدير والاحترام ! لم يدعني صديقي اكمل حديثي مع الشيخ , سحبني من ذراعي وانحنى بلطف يودع مولاه , ونحن نغادر البناية كان الصمت شريكا لنا ... عند باب البناية الخارجي كان حرسيا مدرعا باجمل عدة يصيح في الناس . اخوان تفرقوا , حان موعد صلاة الظهر ... ولا تتعبو انفسكم فاليوم خميس .
الموقف الثالث
دعوهم يفسدون الى حين !!!
قبل يومين او اكثر كنت منشدا الى وقائع جلسة مجلس النواب العراقي , كان السيد رئيس المجلس واعضائه المحترمون يناقشون واحدا من امرين حل المفوضية العليا للانتخابات من عدمه . وكانت نائبة قد كشفت المسكوت عنه في سلوك هذه المؤسسة , وكان الرأي حلها بتهمة الفساد والافساد , مجلسنا كان قاب قوسين او ادنى من اتخاذ قراره القاضي بحلها , الا ان نفرا من اعضاء المجلس كان طلب الحديث , فاتاح دولة الرئيس فرصة الحديث له ولمن اراد الحديث ايضا , شريطة ان لايتجاوز المتحدث الدقيقتان في حديثه للاستماع الى المزيد من الآراء , تفضل احد النواب بالحديث مفتتحا حديثه بالصلاة والسلام والحمد والشكر والثناء معقبا بتحية ودودة رقيقة ملمعة للسيد رئيس المجلس ونوابه وكافة الزملاء . طار من الوقت دقيقة وفي الدقيقة الثانية اعترف النائب مشكورا ان المفوضية رمزا من رموز الفساد الاداري والمالي بل وكل انواع الفساد وهي من نتاج المحاصصة المقيته الا ان سيادته حذر من وقوع العراق في احضان الدكتاتورية ثانية اذ هم اقدموا على حل المفوضية سيما والبلد مقبل على انتخابات !!! نائب ثاني طلب الاذن بالحديث وكالعادة سمح له بذلك , واذا به يقول نعم ! نعلم انها فاسدة الا ان مدة صلاحياتها قريبة النفاذ جدا فلندعهم يعملون حتى نفاذ وقتهم ولماذا نوقع البلاد في ألفوضى !!! ياسلام ليسرقوا البلاد والعباد حتى تنتهي مدة عملهم , ارايتم كيف نشرعن للسرقة و الفساد وهدر المال العام ؟ ولكن ثمة سؤال للسادة النواب , هل المفوضية هؤلاء السبع نفرات ؟ ام ان المفوضية مؤسسة لاسيما ونحن دولة مؤسسات ذلك اننا دولة ديمو .... خراطية ؟



#سلام_الاعرحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من نفق مضيء بين واقعية الرؤيا وأزمة القراءة
- بيدر البصري من اوركسترا( بروميناد ) في لاهاي الى ملعب برشلون ...
- الحزب الشيوعي العراقي ... ثورة تموز ... ساعة الصفر
- الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز الخالدة
- القوات الامريكية بين البقاء والرحيل
- جاسم المطير الرواية اعادة انتاج التاريخ
- جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى
- حكومة السيد المالكي 4 تساؤلات لجواب واحد
- هلموت شيفر .. الدراماتورج والاخراج ومؤسسات الفضاء
- الممثل مؤلفا للعرض ... مسرح الرور الالماني روبرتو تشوللي
- بيتر بروك ... المكافء الفني والموضوعي للبنية النصية
- صدمة المواجهة , جيرزي كروتووسكي ... المسرح الفقير
- القسوة ..وصدمة المواجهة آرتو ... كروتووسكي
- تقنيات الاخراج المسرحي ذات الاثر التغريبي
- توزفيتان تودوروف الملفوظ والدلالة والمدمج الخيالي قراءة سيمي ...
- الخطاب بين حرفية الدال الظاهراتي و الدال المنفتح على التأويل ...
- الشيوعي فكتور ... من اوجاع الذاكرة
- أحزاب الاسلام السياسي العراقي وثورة آذار المصادرة
- الجزء الثامن من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي / ...
- المسرح الديالكتيكي ... ج8 من الحوار الافتراضي بين المخرج وال ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الاعرحي - ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!