أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سقوط المليونية فى مصيدة الدينية














المزيد.....

سقوط المليونية فى مصيدة الدينية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر واضحاً منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة، أن المليونية التى كان يتم التحضير لها منذ أكثر من أسبوع، أن توازنها أختل رغم المباحثات والمشاورات والحوارات بين جميع التيارات السلفية والجماعات الإسلامية والأخوان المسلمين وإئتلاف الثورة وحركة 6 أبريل والمدنيين والليبراليين وغيرهم من فئات الشعب المصرى، لتوحيد الصفوف وعدم إطلاق شعارات دينية حتى تنجح جمعة أو مليونية وحدة الصف أو الإرادة الشعبية.
لكن ما كان فى قلوب وعقول أصحاب الأيديولوجيات الدينية، كان أقرب للتقية من الصدق وأحترام ما أتفق عليه جميع الأطراف والتيارات الذين كانوا يقولون عن أنفسهم تيارات ثورية، وأنقلب ميدان التحرير إلى حرب المنصات وتعالى الهتافات والشعارات واللافتات الإسلامية وهيمنة التنظيمات السلفية والجماعات الإسلامية الأصولية الذين حاولوا إعطاء إنطباع لدى المجتمع المصرى عبر وسائل الإعلام، أن الشعب المصرى غالبيته يريد دولة إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، وذلك بإعطاء إيحاء للمواطن المصرى أن كثرة الإسلاميين فى مليونية التحرير، يعنى أن الغالبية يريدون دولة إسلامية.

لقد فشلت المسيرة المليونية وجاء عليها التخفيض فأصبحت مجرد بضعة آلاف من كل تيار وجماعة يتناحرون للسيطرة والهيمنة على ساحة ميدان التحرير لإبراز عضلاتهم ومن هو الأقوى إعتقاداً منهم أنه قادر على قيادة البقية من الشعب، مما دفع إئتلاف الثورة إلى الإنسحاب من جمعة وحدة الصف، وأستنكروا ما وقع من أحداث صبيانية قام بها عناصر من التيارات الإسلامية من ترديد شعارت مثل " اسكت اسكت يا علمانى.. الشعب المصرى كله إسلامى " ، " من لم يحكم بما أمر الله فأؤلئك هم الكافرون " !!!
وحاول الإعلام المناصر والموالى للتيارات الدينية، إظهار أعداد المتظاهرين بأضعاف أضعاف الأرقام الحقيقية، وكتابة الشعارات الدينية فى صدر صفحاتها ونشراتها الإخبارية، وهى محاولة من التيار الدينى لتعويض ما يعتقدونه من أن التيار المدنى والليبرالى هو المسيطر على ميدان التحرير ووسائل الإعلام، لكن للأسف نسى الجميع أنهم مصريين يعملون من أجل مصر، وهكذا سقطت المسيرات فى مصيدة أو فخ الدين وبدلاً من توحيد الإرادة الشعبية، تعالت هتافات الإسلاميين بتوحيد الإرادة الدينية.
هكذا سيطر العنف والإرهاب المعنوى على مجتمع الثورة، وتعالت الأصوات المتاجرة بالدين للوصول إلى حكم مصر وتحويلها إسلامية إيرانية أو أفغانية أو سودانية أو سعودية، وذلك حسب التيار الإسلامى الذى يتفوق وينتصر على بقية التيارات الإسلامية، بل ووصل الأمر بالأخوان والسلفيين فى محافظة الأسكندرية أن يخدعوا المتفرجين على مسيراتهم وقولهم على لسان الشيخ المحلاوى بأن: " الثورة التي حدثت في مصر ما هي إلا نتاج للإنتفاضة الإسلامية منذ السبعينيات وهى ثورة إسلامية من الأساس وهدفها تطبيق شرع الله " .!!!

الثورة الشعبية المصرية أمتدت عليها مختلف الأيادى والأرجل فى صراع دموى، هناك من يريد الأستيلاء عليها ويحتكرها وينسبها إلى نفسه وجماعته، وهناك من يريد أن يسير عليها بأرجله ليخنقها ويدمر الأنجازات التى حققتها، وكلا الطرفين لا يريدون مصلحة دولة مصر وثورتها، بل يريدون تطبيق مصالحهم الشخصية ومن يتعاونون معهم من أطراف خارجية تمدهم بالأموال والمساعدات التى كلها تصب فى خانة تدمير مستقبل مصر الحضارى وشعبها الأصيل.
بعد ما رأيناه فى جمعة الصراع والهيمنة فى ميدان التحرير وبقية المحافظات التى تواجدت فيها مسيرات، يحتاج كل مواطن إلى تحرير فكره وعقله من الشعارات العنصرية وأفكار المتاجرين بالثورة وبقضية كل مصرى، نحتاج تحرير مجتمعنا وساحاتنا ومياديننا من الطامعين الساعين إلى تكرار حكم مبارك الفاسد بأفكار دينية غيبية لا تصلح لتطبيقها فى واقعنا المعاصر، وأعتقد أن كل هذه المحاولات من التيارات الدينية لتقييد إرادة الشعب المصرى فى الوقت الحاضر، ما هى إلا أكبر وسيلة لكشف مخططاتهم التى يخفونها حتى يحكم المواطن المصرى بنفسه ويختار ما هو أنفع له ولوطنه المصرى.

وسط كل هذه الأجواء الضبابية التى يصنعها ذوى الشعارات الدينية، هل يستطيع المصرى البسيط إدراك الحق من الباطل والخطأ من الصواب ؟ هل يدرك المواطن إذا كان يريد تطبيق الغيبيات على حياته السياسية والإجتماعية المعاصرة؟
علينا أن نحتكم إلى العقل والمنطق الإنسانى، ونسأل أنفسنا: هل ما رأيناه فى ميادين مصر ومحافظاتها أمس الجمعة بتلك الوجوه العابسة وأصواتهم العنيفة وأعلام السعودية التى كانت تطوف فى الميدان، تعبر عن وجه مصر الحضارى الحقيقى الذى يتمناه كل فرد مصرى؟ إن ما جرى فى هذا اليوم يزيد من حجم الصراعات ومصادرة كل طرف لرأى الآخر وتزايد التضارب فى وجود مطالب وأهداف محددة لثورة مصر، وكأن الثورة أنقسمت على نفسها وأصبحت ثورات متعددة وهو ما نخشاه على ثورة مصر الحقيقية.
من الأشياء البديهية التى يجب أن لا تغيب عن أذهان الشارع السياسى والثورى بمصر: أن من حق كل إنسان أن يطالب بما يراه مناسباً له، لكنه ليس من حقه أن يحجر أو يصادر مطالب الآخرين وآرائهم، لأنه من حق المتدينين الدعوة لمطالبهم الدينية وفى الوقت نفسه من حق الإنسانى المدنى أو الليبرالى أو من لا دين له أن ينادى بمطالبه، وفق مبادئ الأحترام المتبادل بين الجميع وتوفير مناخ حرية التعبير عن الرأى والرأى الآخر وتفادى الإنقسامات التى ليست فى مصلحة مصر، وكل مطالب جميع التيارات سيدرسها ويتفكر فيها كل مواطن ، والتى سيحسمها بأختياره النهائى فى صندوق الأنتخابات المقبلة.
وفق هذه المبادئ ستصل ثورة مصر إلى تحقيق مطالبها، وتظل ثورة بيضاء تتقدم نحو الأمام بشبابها الذى سيصنع مستقبلها، مستقبل الديموقراطية والحداثة لترتفع مصر وشعبها إلى مصاف الأمم المتقدمة، فهل ستنتصر فى النهاية وتكون ثورة مصر للجميع وبالجميع؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سقوط المليونية فى مصيدة الدينية