أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زهير قوطرش - من قصص الثورة في سوريا














المزيد.....

من قصص الثورة في سوريا


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 18:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كل شاب في سوريا بعد الانتفاضة التي تحولت إلى ثورة هو مشروع تغير .
وسوريا بعد انتفاضة الشباب لن تعود إلى ما كانت عليه ,لأن دماء الشهداء وعذابات الجرحى والمهجرين لن تذهب سدى ...بل هي الثمن لميلاد سوريا الحرة .
دوما التي صارت خاصرة دمشق العاصمة ,بعضهم يعتبرها من ريف دمشق,والبعض الأخر يؤكد أنها جزء لا يتجزأ من مدينة دمشق ,فسكان دوما الأصلين وسعوا مدينتهم لتستقبل أعداداً كثيرة من سكان العاصمة التي ما عادت تتسع لتزايدهم ,فاضطروا إلى الهجرة من العاصمة إلى دوما ...
لهذا كانت انتفاضة دوما ,هي انتفاضة شباب أهل دمشق ,هي صوت دمشق الذي خنقته الأجهزة الأمنية ,فكان صداه الثائر في مدينة دوما.
يوم الجمعة مثله مثل كل يوم جمعة, منذ بدء الانتفاضة ,ودع أبو سعيد زوجته واصطحب أولاده الثلاثة إلى صلاة الجمعة ,رافقتهم نظرات زوجته الحزينة وهي تردد حماكم الله ,لأنها تدرك خطورة المشاركة في التظاهرات السلمية ,وقد يكون زوجها أو أحد أولادها أو الجميع هدفاً سهلاً للشبيحة أو للأمن المسعور الذي فقد صوابه .فكم ودعت دوما من الشهداء على مدى الأسابيع الماضية.
خرجت المظاهرة ,وانضم إليها أبو سعيد وأولاده الثلاثة أصغرهم هيثم الذي لم يتجاوز الأربعة عشر ربيعاً ,هتفوا كما هتف الجميع ,سلمية سلمية ,حرية حرية.....وفجأة بدأ إطلاق النار على المتظاهرين من أسطح الأبنية ,على المتظاهرين ,وسقط بعض الشباب جرحى ,وبدأ الأمن بحملة اعتقالات طالت الشباب والرجال وحتى الأطفال ,وشاءت الأقدار أن يُعتقل أبو سعيد وأولاده الثلاثة.
زجوا جميعاً في السجن لأيام ,حتى بدأ التحقيق معهم .خلال هذه الزيارة تعرضوا كالعادة للإهانة والضرب ...ومن ثم تم إحضارهم إلى غرفة التحقيق من أجل استجوابهم عن الدوافع التي جعلتهم يشاركون في المظاهرات ,وهل هو بفعل المؤامرة الخارجية(كما يدعي النظام ) ....ومن ثم إرغامهم تحت الضغط والإرهاب والوعيد بالتوقيع على تعهد ,يتعهدون من خلاله عدم مشاركتهم بالمظاهرات وإلا فسوف يتم تحويلهم للقضاء.وقع أبو سعيد وولاده ,وعندما استدعي أصغرهم هيثم ,دخل غرفة التحقيق رافعاً رأسه متحدياً نظاماً بأكمله . نظر إليه المحق وأرعبته نظرات التحدي عند هذا الطفل ,وبعد سؤاله لماذا شاركت في المظاهرات ...أجابه هيثم بكلمات بسيطة ولكنها لخصت كل المطالب ...(مشان الحرية).أي من أجل الحرية ...ضحك المحقق باستخفاف سائلاً الطفل ,وهل تنقصك الحرية ياقرد...أنت بدك حرية ...(ولك بتعرف أنت شو معنى الحرية يا قرد يا مفعوص)...(قللي شو معنى الحرية اللي بدك ياها يا عديم التربية).
ابتسم الطفل هيثم ...وأجابه بهدوء (الحرية ,هي لما منتظاهر ما حدى بيعتقلنا ويضربنا ,الحرية هي انه ما نكون بزيارتكم كل ما حكينا كلمة تزعجكم).
وبلهجة صارمة ,ونظرات تطاير منها الشرر قال المحق:
أسمع ولك ...(إذا بشوفك مرة تانية في أي مظاهرة لا تلوم إلا نفسك).
كسر هيثم حاجز الخوف ...وقال للمحقق ..(.وإذا شاركت شو بصير)
أجابه المحقق ...بتروح ثلاث سنوات سجن افهمت....
ابتسم الطفل هيثم ساخراً قائلاً ..(.وا ن شا الله بدكوا ضلوا كما تلات سنين)!!!!! أي وهل ستبقوا إن شاء الله( ساخراً) ثلاث سنوات أخرى!!!!

نظر المحقق إلى الطفل هيثم ,وأراد لو يستطيع أن يهشم رأسه ,لكنه أدرك ومن فوره ,أن كل طفل وكل وشاب في سوريا ,هما مشروع إصلاح أو مشروع تغير.ولا يمكن للنظام أن يفعل كما فعل فرعون من أجل تثبت نظامه ..أن يقتل كل الأطفال والشباب..... فالزمن تغير ولم يعد وجود للفراعنة.



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأخرتم يا رفيق يعقوب كرو ولكن لا بأس
- عمال التنظيفات(الزبالة) هم بعض من شبيحة نظام الأسد.
- سوريا وشعارات ..الحرية, ولا إله إلا الله
- أين هو حزب البعث في سوريا؟
- عن أي حوار يتحدث وزير الإعلام السوري .
- أين شباب دمشق وشباب حلب؟
- بعض من أوجه النفاق في سوريا.
- الحرية يا شباب سوريا
- بين الكرامة الوطنية ,والكرامة الإنسانية في سوريا
- رجاء إلى بعض المعارضين السوريين خارج الوطن.
- الرئيس الأسد يعتبر الثورات الشبابية صرعة جديدة
- متى استعبدت الناس (يانظام آل الأسد) وقد ولدتهم امهاتهم أحرار
- إلى شباب سورية الحر
- ثورة الشباب ,ثورة الفوضى الخلاقة.
- الأمور ,التي نعرفها ولا نعرفها عن القذافي.
- سنقاتل حتى أخر طلقة
- راحت السكرة ,وجاءت الفكرة.(ثورة مصر)
- لا بديل إلا الاخوان المسلمين
- ثورة الثورات الشبابية
- تعليق على البيان الصادر عن الحزب الشيوعي السوري برئاسة الرفي ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زهير قوطرش - من قصص الثورة في سوريا