أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - الاسلام ليس هو الحل الوحيد:















المزيد.....

الاسلام ليس هو الحل الوحيد:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 18:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


باعتباري كاتب راي علماني, فان ذلك لم يفك عقدي الاسلامي مع الله. غير انني لم اعد من اؤلئك الذين تاخذهم حماسة الشعارات العامة, كشعار الاسلام هو الحل, او شعار تحرير فلسطين, ولم اعد اعوم على سطح حماسة التعليق, فامنح فلسطين الوطن لهذا واقصي عنه ملوح, كما يقول بعض المعلقين المتحمسين, والذين يمثلون نموذجا صادقا لتطرف حملة شعار الاسلام هو الحل, وكان فلسطين بيت ابوه يدخل اليه من يشاء ويمنعه عن من يشاء,
حين نقول ان الاسلام هو الحل فان هذا يعني اننا نطرح مسالة برنامجية تتعلق بمصير ومستثقبل مجتمعات, وليس المقصود بمثل هذا الشعار فض الاشكال الفلسفي عند الافراد وما قد تثير فيهم من ازمات نفسية, فما هي البرنامجية_ الجديدة_ التي ياتي بها مسلموا الزمن الراهن حين يرفعون شعار الاسلام هو الحل, ولم يات بها سيدنا محمد بامر ربه, وكيف اذن تهاوى الاسلام من حالة تفوقه الحضاري والاستعماري كما تتهاوى كل حالات التفوق الحضاري والتوسع الامبراطوري الاستعماري,
هنا اسال الاخ سمور عن هذه البرنامجية, خاصة ان ما يدافع عنه هو شعار يحاول استعادة تجربة سادت وبادت, ولا تميز لها في ذلك عن التجربة الاشتراكية التي ينتقدها او غيرها, فجميعها سادت وبادت, لان البرنامجية التي موضعتها في الحياة الانسانية تناقضت مع شروط البقاء والاستمرارية, فجميعها يندرج في اطار الحتميات, والحتميات سمتها الرئيسية الجمود وعدم المرونة وانعدام القدرة على مواكبة التغيير,
ان مقولة الاسلام هو الحل, كانت المدخل لحالة التطرف التي نعاني الان منها, وهي مقبض سيف هذا التطرف, وهي مدخل تشكيل اجتماعي اقتصادي سياسي على الاخ سمور ان يعيه وان يوضح لنا الية تحققه ونتائجه وخصوصية انعكاسه على الوضع الفلسطيني,
فنحن نعلم ان مقولة الاسلام هو الحل ستفضي حتما الى هيكلية طبقية وسياسية محددة في المجتمع ستكون قاعدتها الطبقة الشعبية من المؤمنين وقمة هرمها الخليفة ومستشاريته ومساعديه واوسطها علماء الفقه والتفسير ورجال القضاء....الخ, فما الجديد عن سابق التجربة الاسلامية, والتي انزلقت الى منحدر العرقية فتحولت الى حالة استعمارية حتى نحن في فلسطين عانينا منها بالضبط كما عانينا من المرور الاسرائيلي على فلسطين غيره.
ان اخفاء الجانب الاسود من حقائق التاريخ الاسلامي العروبي, وتصدير الجانب الابيض المشرق, هو اولا سلوك غير امين وغير صادق, كما انه تضليل يعيد انتاج الخطأ والتخلف, وكمثال على ذلك كان من مسئولية الاخ سمور ككاتب ان يوضح ان اتفاقات عقدت لاقتسام فلسطين بين صلاح الدين الايوبي وريتشارد قلب الاسد, كما كان من واجبه ان يوضح ان المنجيق حين كان يقصف المدن الفلسطينية لم يكن يميز بين فلسطيني وغير فلسطيني. وكان من واجبه ان يوضح سلوك نزع ملكية الاراضي من الفلسطيني الذي مارسه المسلمون كما مارسه غيرهم واعادة وهبها لمن يريدون هوسلوك لا يجيزه لنفسه سوى الجيش الغازي والمنتصر, بحق المهزوم, وان المسلمون اعادوا نفس التجربة في الوضع الفلسطيني الراهن فاقتسموا فلسطين مع الحركة الصهيونية وعملوا بكل اخلاص على عدم قيام الدولة الفلسطينية.
اننا جميعا نخشى الله عز وجل ونتقي مكره, وهذا ادعى للصدق معه. والذي في جانب اخر له يعني الصدق مع عباده, اما نفاق حالة استعمارية ولو كانت اسلامية فلذلك مسمى اخر,
وحتى من ناحية دينية صرفة فلم ينطوي الاسلام على مقولة انه الحل, ولم يكن الله عز وجل عاجزا عن ان يحكم بذلك في قرانه الكريم. ولم يطرح الاسلام في القران الا كخيار من خيارات العقل والتفكر, التي اليها يرتهن حساب الله للبشرية في الاخرة. كما ان حاكمية الله عز وجل ليست مقصورة على الاسلام, فكل امر الدنيا رهنا لحاكميته, التي توجت بقوله عز وجل _ وهديناه النجدين_ فلم يكن هناك نجد واحد له حاكمية واحدة.
نعم ان الاسلام هو احد مصادر التشريع, لكن المقياس الرئيسي في التشريع هو ان يستجيب لاحتياجات الخصوصية القومية التي ينكرها المتاسلمون ويقرها الله عز وجل في محكم الكتاب, فالله عز وجل وضع لنا من التشريع ما يضمن لنا النجاة يوم الحساب, وابقاه رهنا لحرية الاختيار, حتى يكون الحساب على اقصى درجات العدل واحقاق الحق, لكن مسار الحياة متغير متقلب يستجد فيه ما ابقى فيه لنا الله مجال تشغيل التفكر والتعقل, وبذلك ترك لنا مسئولية تقدير الضرورة ومسئولية تحديد الاستجابة,وهي حتما ستتناغم مع الخير الذي ينطوي عليه كتاب الله عز وجل, طالما انها كانت تحتكم الى العلمية, والعلم كما هو معلوم من عند الله,
لا ادرى الاخ الذي يقول ان ارض فلسطين ليست لامثال ملوح, الا يلاحظ انه يتفق تماما مع التوجه الصهيوني, لماذا يكون الاتجاه الديني دائما معادي للاتجاه الوطني, كما يحدث الان في الانتفاضات العربية والتي نرى فيها تصاعد الانسجام والتوافق بين التوجه الاسلامي والتوجه الامريكي, تماما كما كان في ايام وجود القوات الروسية في افغانستان,
في عام 1967م سجد الشيخ محمد متولي الشعراوي ركعتين شكرا لله على هزيمة عبد الناصر _ الاشتراكي_ , والان باتت تتكشف علاقة المتشددين الاسلاميين الخاصة بنظام حسني مبارك, _ الامريكي_ فكيف نفسر هذا الاعجاز في المناورة السياسية, وحتى في فلسطين نجد ان انشقاق مقولة الاسلام هو الحل عن الصف الفلسطيني احدث تراجعا رهيبا لقضيتنا, ولا يعني ذلك اننا نبريء حركة فتح من مسئوليتها,
وحتى على صعيد تفسير القضية الفلسطينية وتوضيحها, ماذ نجد سوى النهي عن التحالف مع اهل الكتاب ومع ذلك نجد ان اصحاب شعار الاسلام هو الحل يتوسلون من اجل اعتراف اهل الكتاب بهم ونسج العلاقات معهم.
اننا لا نعرض بالاسلام, غير ان للاسلام حامليه وهم البشر, وهم بحملهم له يضيفون اليه نكهة فهمهم الخاص له والذي يرواح على مدى قوس كامل من التباين والتنوع, لم يكن مصدرها تناقض في الاسلام نفسه بل كان مصدرها قراءة_ مصالحهم_ للاية القرانية نفسها, وهؤلاء الذين يشار اليهم بالقران بانهم اختلفوا بعد ان جاءهم العلم,
ان الحالة الاستعمارية هي حالة المركز والمحيط, ذات العلاقات اللامتكافئة , وقد كان الامويين والعباسيين مثالا على ذلك حيث تمركزت فيهم الثروة في لحظة كانت رابعة العدوية تبيع نفسها للثراء بسبب الفقر, والعهد الاموي والعهد العباسي هم ورثة عهد الصحابة, فكيف نفسر ذلك التحول من الروحانية السماوية الى شيطنة العرقية
ان جراة الايمان تقتضي منا صدق العرض وعدم ممارسة كذب الاخفاء, اما التغني بتاريخ من نشر الاسلام بالسيف وتسمية الاستعمار بالفتح والتحرير فهذا كذب يمقته الله ولا يرضاه, وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختبار الثانوية العامة : واختبار _ ثنوية_ عملية الاصلاح في ا ...
- عودة لمناقشة موضوع بيع الاراضي:
- مصر... الى الخلف در:
- مناقشة جديدة لقضية بيع الاراضي القديمة:
- انت مخطيء يا دحلان:
- رسالة الى محمود المصري:
- منطقتنا: سنة اولى ثورة
- قراءة في حركة التموضع الجيوسياسي الاقليمية
- معنى اعتراف سوريا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟
- اردوغان وغزة, عرض او عرضين سياسيين؟ تعليق سريع:
- حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي:
- سعة فاعلية مقولة الفوضى الخلاقة وموقع التسوية منها:
- الفارق الرئيسي بين بوش واوباما ونتائجه العالمية:
- القيادة الفلسطينية بين نية تجاوز المعيقات والقدرة على تجاوها
- التعريف القومي اصل التشريع الحديث:
- القيادة الفلسطينية في الصراع راس ادمي او كرة قدم:
- ام المتاسلمين رات ام اليسار والعلمانية في بيوت .....
- مطلوب علاقة فلسطينية مبنية على الشفافية:
- موضوع اسطول الحرية في الية صراعنا مع الكيان الصهيوني:
- متى نخرج من حالة الدفاع عن النفس ومنهجية التسول؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - الاسلام ليس هو الحل الوحيد: