أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - همام عبدالله علي حسن - شعبان يسدل الستار ليستقبل العراقيون رمضان بين ظلام ونار !!!














المزيد.....

شعبان يسدل الستار ليستقبل العراقيون رمضان بين ظلام ونار !!!


همام عبدالله علي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 15:23
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم أمسٍ في الليل ،هب نسيم عليل ، وكنت على ضفاف دجلة جالس ،فها هنا تحلو المجالس ،نظرت للسماء وتدبرت في الأشياء ، وفجأةٌ نادى المنادي أن أهلاً رمضان وارتفعت أصوات المآذن بالترحيب، وبينما أنا على هذا الحال خطر في بالي سؤال، كيف يستقبل العالم رمضان ؟ وهل يستوي رمضان برمضان ؟ أي هل حال رمضان في بلادي كحاله في من سواه من بلاد الإسلام؟ .
قطعت الحديث مع أصحابي ورجعت مسرعاً وكلي لهفة لمعرفة الجواب، ولما وصلت البيت، للمولد الديزل شغلت، ولغرفتي دخلت ، وهزمت النعاس ، فأشعلت التلفاز ، وبدأت اقلب في المحطات بحثاً عن جواب للسؤال، فريت الناس في بلاد الإسلام يستقبلوا رمضان ، بأفراح وابتهال، وأطلعت على الطقوس والأحوال ، فريت لافتات ضوئية والكترونية كتب عليها أهلا رمضان، ورأيت المدن قد تزينت لهذا الشهر بالأنوار حتى حسبت الليل نهار،فعجبت من ذلك المنظر، فالمدن غدت كعرائس تتمخطر، ومنها من تزين بفوانيس رمضان التقليدية،ومنها من أطلقت ألعاب نارية ، وكان الناس فرحون وفي الشوارع ليلاً يسيرون،وللشهر يستعدون. هكذا كان وضع رمضان في بلاد الإسلام باختصار.
وهنا انطفئ المولد لنفاد الوقود، فصعدت للأعلى المنزل (السطح) فرحاً،واضطجعت في فراشي، ففوجئت بظلام الليل في بلدتي،فشككت في الأمر،وبعد انتظار ساعة ، نهضت فزعاً وأخرجت ما في جعبتي،ومثل الأطفال سألت جدتي، ألم يصلنا رمضان بعد ؟ فقالت بلا يا بني ، قلت إذا ما الأمر ؟ لماذا هذا الظلام ؟ ولما الناس نيام؟ ولما لا نخرج للشارع ؟
وهنا هب علينا السموم وجاءنا سرب من البعوض كالغيوم، و ألتهب الجو حراً، فتعالت الصرخات من وراء الشرفات، احدهم يقول عطشان والأخر يقول الحر أهلكني، وآخر يقول البعوض ارقني ، وطفل يقول أمي أخاف الظلام،.... ثم سمعنا صوت سيارات الشرطة دخلت حينا، نظرت من فوق الشرفة فرأيت علم ، هنا صحوت و لوعيي رددت ، فأدركت بأننا في العراق ذاك البلد الذي ودع الكهرباء بالطلاق، فأحسست بالفرق بيننا وبين غيرنا من البلاد التي رأيتها عبر التلفاز والتي تنعم بالكهرباء فلا تشعر بحرارة الصيف ولا ببرد الشتاء، أما نحن فنهلك صيفاً ونتجمد في الشتاء.
في الصباح ذهبت للبائع أشتري حاجات المنزل فوجدت الأسعار مرتفعة، سألته ما الخطب؟ قال: اليوم قرب رمضان ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار!!! تركته وذهبت للسوق وتجولت بسوق الخضار والبقوليات واللحوم والألبان وغيرها من التجهيزات المنزلية، فكانت الأسعار كما قال البائع مرتفعة، وتختلف كثيراً عنها البارحة، أصبت بالذهول وتحيرت ماذا أقول ؟ فصرخت فيهم ما خطبكم ولما هذا الغلاء أيها الباعة؟ قالوا : دنى رمضان وقد رفع التجار علينا الأسعار؟ فعجبت لقولهم وقلت وأين الدولة من فعل هؤلاء التجار؟ ثم قال لي أحدهم لا تعجب يا بني فهذا هو العراق الجديد الذي رفعت فيه الدولة يدها عن شؤون الناس المعيشية وتركت الأمر للتجار.
فقلت عجباً للعراق سحب ارتفاع درجات الحرارة على الأسعار، فألتهب جو حراً ولا كهرباء لنا لترتفع معها الأسعار، بهذه الصورة استقبل العراقيون رمضان (وسط غياب للكهرباء وغلاء للأسعار) !!! إلى متى يبقى العراق يودع رمضان ويستقبل أخر دون كهرباء؟؟ ولما لا تتدخل الدولة في تحديد الأسعار من خلال أسواق مركزية تخفف الضغط على كاهل المواطن ذي الدخل المحدود في هذا الشهر الفضيل وغيره من الشهور؟؟ أم إن ساسة العراق اليوم همهم المناصب والمكاسب الشخصية والحزبية دونما أدنى اعتبار للمواطن الذي يهتم به الجميع قبيل الانتخابات؟؟
لله درنا أهل العراق كم عانينا ونعاني ولا يرانا العالم إلا صابرون محتسبون !! أعاننا الله على صيام الشهر وقيام ليله ورزقنا به القبول ،الرحمة، والمغفرة ، والعتق من النار.. اللهم أجعل هذا البلد أمناً وأرزق أهله من الثمرات، ربنا أجرنا في مصيبتنا هذه واخلفنا خيراً منها برحمتك يا الله ، فأنت ولي ذلك ومولاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، المبعوث رحمة في العالمين، وعلى آله وصحبه ومن لاه إلى يوم الدين...

------------- فما قولكم ؟؟



#همام_عبدالله_علي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - همام عبدالله علي حسن - شعبان يسدل الستار ليستقبل العراقيون رمضان بين ظلام ونار !!!