أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جواد البشيتي - الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!














المزيد.....

الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 15:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!

جواد البشيتي

في الجمعة الأخيرة قبل رمضان، أشهرت الثورة المصرية إسلامها، وبدت مصر، في عهدها الانتقالي الذي ينتهي بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، دولةً يُحْكِم "المجلس العسكري الأعلى" قبضته عليها، وشارعاً يُحْكِم "الإسلاميون"، وفي مقدَّمهم جماعة "الإخوان المسلمين"، قبضتهم عليه؛ وبات "التوقُّع الأكثر واقعية" هو أنْ تكون "الدولة المدنية" المقبلة، ولجهة محتواها المتناقِض مع الشكل، أو التسمية، "دولةً عسكرية ـ دينية"؛ كيف لا و"الأسْلَمَة" أتت على الثورة نفسها؟!

في تجربة الثورة المصرية التي لم تنتهِ بعد، عَرَفْنا ثلاثة أشياء: "صانع (ومُفَجِّر) الثورة"، وهو "شباب الفيسبوك" الحالمين، بغالبيتهم، بدولة مدنية ديمقراطية من النمط الغربي على وجه العموم، و"حامي الثورة" وهو الجيش ممثَّلاً بـ "المجلس العسكري الأعلى"، و"المُغْتَصِب (بـ "الحلال") للثورة"، وهو "الإسلاميون" ولاسيِّما منهم جماعة "الإخوان المسلمين"، والتي تشجَّعت كثيراً بما أبدته إدارة الرئيس أوباما من رغبة في الحوار معها فقرَّرت إشهار قوَّتها السياسية والتنظيمية والشعبية.

وهذا الخيار لإدارة الرئيس أوباما هو وحده الخيار السياسي (والإستراتيجي) الواقعي الآن، والذي تَسْتَصْلِحه مصالحها الإستراتيجية في مصر، وعلى المستوى الإقليمي أيضاً؛ فإنَّ المؤسَّسة العسكرية المصرية، والتي هي لنفوذ الولايات المتحدة في مصر ممرَّاً ومستقرَّاً، تحتاج الآن، أي بعد إنهاء عهد حكم مبارك، إلى شارع عريض يسندها ويؤازرها؛ ولقد كان هذا الشارع هو الذي يقوده ويوجِّهه "الإسلاميون".

الجمهور (الشبابي ـ الشعبي) الذي صَنَع الثورة بجرأته وإقدامه وبأحلامه الثورية والديمقراطية، وبحرصه الواضح الجلي على الوقوف ضد كل سعي إلى "تديين"، أو "أسْلَمَة"، الثورة، لم يكن، إذا ما أردنا وَزْنِه بـ "الميزان الديمغرافي" الصرف، إلاَّ "الأقلية الشعبية الثورية المُبْدِعة الخلاَّقة الناشِطة الحيوية"، التي تمخَّضت ضغوطها الشعبية والثورية عن إرغام "المجلس العسكري الأعلى" على خَلْع الدكتاتور حسني مبارك.

هذا الجمهور، غير المنظَّم حزبياً، والذي أتى بما فاجأ الأحزاب السياسية جميعاً، وجماعة "الإخوان المسلمين" على وجه الخصوص، هو الذي يحاولون الآن إغراقه في بحرٍ شعبي، كان في أيَّام الثورة، ولجهة فعله الثوري، كالصحراء القاحلة.

إنَّ الشعب الذي رأيْناه في الجمعة الأخيرة قبل رمضان يتجمَّع ويحتشد من أجل "أسْلَمَة" الثورة ليس (في غالبيته) هو نفسه الشعب الذي أشعل فتيل الثورة، واعتصم في ميدان التحرير، وصارع، حتى أرغم المؤسَّسة العسكرية على خلع الدكتاتور مبارك؛ فشتَّان ما بين الشعب الذي ينزل إلى الشارع ويصنع الثورة بنفسه والشعب الذي يُنْزِلونه إلى الشارع في الزمن العادي والآمِن.

لقد بَثُّوا، وعن عمد، في نفوس الغالبية الشعبية العامَّة خَوْفاً يَصْلُح لإنجاح جهود ومساعي جماعة "الإخوان المسلمين"، وسائر الإسلاميين، لزيادة ثقلهم الشعبي والسياسي، فالملايين من العامة من الشعب نزلوا إلى الشوارع، واحتشدوا في الميادين، ليُعْلِنوا وقوفهم ضد "ما يُبْذَل من مساعٍ" لإضعاف "إسلامية" الدستور المصري.

في "الهدم"، وإذا ما كان المراد هدمه هو نظام حكم دكتاتوري فاسد معادٍ للشعب بمصالحه وحقوقه الأساسية كنظام حكم مبارك، يتَّحِد الشعب باختلاف قواه وفئاته وميوله ونزعاته؛ أمَّا عند "البناء"، الذي يبدأ بإجابة سؤال "أيُّ مصر جديدة نريد؟"، فينقسم المتَّحدون، ويختلفون ويتباينون في "الإجابة"، وفي "الهدف" و"الوسيلة" من ثمَّ.

"المجلس العسكري الأعلى"، وبدعوى التزامه "حماية الثورة"، عَرَف كيف يَجْعَل "الهدم" طريقاً إلى "إعادة بناء نظام الحكم نفسه (من حيث الجوهر والأساس)"؛ فإنَّه لم يهدم (أي لم يسمح بهدم) غير بعض الأجزاء والجوانب من مبنى نظام الحكم والتي ليست من أساسه.

إنَّه، والحقُّ يقال، لم يحمِ الثورة؛ لكنَّه حمى نفسه، وحمى أساس نظام الحكم نفسه، من الثورة التي تُسيَّر الآن في اتِّجاه توطيد التحالف الجديد بين "المجلس" و"الإخوان".

تاريخياً، نشأ نظام الحكم الديمقراطي، وتطوَّر، في الغرب بصفة كونه (بقيمه ومبادئه ووسائله وطرائقه) الشكل السياسي للنظام الاقتصادي والاجتماعي الرأسمالي؛ ولأسباب تاريخية ما كان له أنْ ينشأ ويتطوَّر إلاَّ في الصراع، وبالصراع، ضدَّ الكنيسة وحكم رجال الدين، فنظام الحكم القديم هناك لم يكن أُوتوقراطياً فحسب، وإنَّما ثيوقراطياً؛ وهذا ما جعل العلمانية والديمقراطية في الغرب صنوان.

ونحن في الشرق لم نأخذ من الديمقراطية في الغرب إلاَّ ما يشبه ما أخذناه من الرأسمالية فيه؛ وهذا الذي أخَذْنا إنَّما هو المسيخ من الرأسمالية الغربية، ثمَّ المسيخ من الديمقراطية الغربية.
والآن، يسعى "الإسلاميون" إلى إقامة الدليل على أنَّ هذا "المسيخ من الديمقراطية الغربية" هو تأسيس لديمقراطية جديدة، تشبه شكلاً الديمقراطية في الغرب، وتختلف عنها في المحتوى، أي في كثيرٍ من القيم والمبادئ، وكأنَّ أخْذ مصر بالنظام الديمقراطي لا يتعارض، ويجب ألاَّ يتعارض، مع نبذها للعلمانية، ولبعضٍ من قيم ومبادئ الديمقراطية الغربية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمَّلوا هذه -الشعوذة الكوزمولوجية- للدكتور زغلول النجار!
- ثورات وقودها -الخوف-!
- حاجتنا إلى الفلسفة لن تنتهي أبداً!
- إلاَّ السعودية!
- توضيح ضروري في شأن -ثبات سرعة الضوء-
- -المؤمن- و-الملحد-.. و-ثالثهما-!
- فساد ميتافيزيقي يعتري -الرياضيات الكونية-!
- مصر تَطْلُب مزيداً من الثورة!
- -ثورة- إبليس!
- كان ينبغي ل -الزيدي- أنْ يَخْرُج في استقباله!
- ردٌّ على أسئلة وتساؤلات
- لماذا نحتاج إلى تخطِّي التناقض بين نيوتن وآينشتاين؟
- ردود على ردود
- معالي الوزير.. سعادة النائب!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخلق من العدم-!
- هذه هي خُطَّة بشار للبقاء!
- هذا المسخ والتشويه ل -مادية- المادة!
- هذا التشويه لحقيقة الثورات العربية!
- الفصل بين -الرأسمال- و-الصحافة-!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. حديث خرافة!


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جواد البشيتي - الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!