أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ارحلوا فقد صدأت كراسيكم؟














المزيد.....

ارحلوا فقد صدأت كراسيكم؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقولون ان النمور اسرع الحيوانات في الجري، سواء كان جريها هروبا او وراء فريسة هاربة، لكن ما يحدث الان ومنذ عدة سنوات اثبت ان كائنات اخرى اصبحت اسرع من تلك النمور في الهروب وبالذات اذا ما كانت تحمل غنائمها او فريستها وهي تهرب، هذه الكائنات يطلق عليها الطغاة من رؤساء الدول والزعماء المنقذين والملهمين والقادة الافذاذ!؟

لقد شهدنا ابان الثورة الايرانية في شباط 1979م هروب شاهنشاه زمانه حينما سجل مقياس ريختر لغضب الجماهير آنذاك هزات متتالية في ايران لم تمنحه الا دقائق للطيران خارج سماوات إمبراطورية فارس، وبقائه معلقا في الاجواء لعدم حصوله على موافقة الهبوط حتى من مامته الحنونة، الا بعد شق الأنفس وربما الملابس، وتدخل الرئيس السادات في قبوله ضيفا على ارض الفراعنة؟

ويقول الكثير من مراقبي تلك الهزات ان تحليق الشاه جاء امتدادا لتحليق آخر سببه المرحوم محمد مصدق حينما اراد ان يحدث زلزالا خارج دائرة التأثير الأمريكي والبريطاني، فعاد شاه اشقائنا الى كرسيه الامبراطوري ثانية بحماية حلفائه الذين تخلو عنه في ( طرقته الاخيرة ).

ولن نذهب بعيدا عما جرى في بغداد التي رفضت ان تحمي دكتاتورها كما ادعى هو واعلن ان الاعداء سينتحرون عند اسوار العاصمة الوهمية، فإذ به يترك كل تلك الجماهير العظيمة والجيوش الجرارة والقصور المضادة للحروب النووية ليأوي الى حفرة يداري فيها عورته وعاراته، بعد ان قررت ذات الأم الحنونة انتهاء اللعبة وإنزاله من القطار لوجوب استبدال الأوضاع والأحوال؟

مرة أخرى أقول إن هروب دكتاتور لا يعني أبدا نجاح ثورة او انجاز انتفاضة ما، فالثورة تحتاج دوما الى رجال ونساء افذاذ وحكماء كباء ومفكرين عظام وشعب يعرف ماذا يريد، وزمن مهم لإحداث التغيير والتحديث في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية، وكل ذلك لا يتأتى من قرارات عاطفية او متسرعة كما كان يحصل في دوامة الانقلابات التي تسببت في تقهقر البلاد وضياع فرص ذهبية للنهوض والتقدم.

ان تطور الأحداث في تونس ومصر وربما في غيرها من البلدان التي ربما يحركها فتيل الاحتراق الآدمي تواجه قوى ذلك النظام المتمثلة ببقايا أجهزته الأمنية والعسكرية والفكرية والسياسية المنتشرة في تلك البلدان على شكل اضطرابات وفلتان امني وعمليات منظمة للتخريب والتدمير كما حصل هنا في بلاد الرافدين منذ سقوط نظام دكتاتور العراق في نيسان 2003م، هذا الاحتراق الآدمي الذي يظهر كما هائلا من الكراهية والغضب الشعبي ضد انظمة الحكم المتمثلة برؤسائها الذين التصقوا بالكراسي وتداولها وراثيا، كما حصل في سوريا وسيحصل في مصر او اليمن او ليبيا او غيرها من البلدان التي ادمنت رؤساءً يظنون انفسهم آلهة او اوصياء على الأمة ومصيرها!؟

اذا كان رئيس تونس قد نجا بنفسه هاربا كما فعل قبله عيدي امين والنميري، فلم يجدي جاوجيسكو هربه نفعا فقد قضى معدوما مع زوجته قبل ان يرى بلاده وهي تتوج غيره، اعقبه دكتاتور صربيا العنصري ميلوسيفيتش المطلوب قضائيا، لتواريه بعد اشهر محاكما دولية وتنتهي اسطورته الدموية بتوقف قلبه في نيسان 2002م وهو سجين محكمة لاهاي، ولم يمض كثير من الزمن ليستمر ماراثون الهروب الرئاسي فيتوقف قليلا عند اطراف حفرة قرب بلدة تكريت وسط العراق حيث التجأ اليها دكتاتور بغداد هاربا بعد ان اوهم شعبه وشعوب امته بان اسوار بغداد ستشهد هزيمة اعظم دول العالم اطلاقا، وفعلا كانت الهزيمة للطرفين الاول ذلك المنكفئ في الجب ونظامه المتهرئ، والثاني برايمر الذي حول عملية التحرير الى احتلال مقيت وبغيض، ثم انهار مبارك ليمثل وأولاده أمام المحكمة في عملية جر الحبل المصرية الجارية الآن متناغمة مع إصرار بقاء دكتاتور اليمن وقرينه في دمشق والمختفي في طرابلس، حتى ولو كلف إصرارهم دمار بلدانهم وإبادة مواطنيهم!؟

وفي كل هذه العمليات تبقى الشعوب هي التي تدفع فاتورة سقوط او هروب هؤلاء الرؤساء الذين كان بوسعهم دخول التاريخ ليس من مدخل الطائرة او الجب او المحاكمات الدولية، بل من اوسع ابوابه كما فعل الكثيرين من رؤساء العالم الذين حكموا بلدانهم كبشر اولا وكموظفين لتأدية مهام انسانية ووطنية، لا ككائنات خرافية مصابة بالنرجسية المقيتة والجوع القاتل للمال والنفوذ والسحت الحرام والقتل والإقصاء والتدمير.

ترى هل سينجح الآخرون من أقران زين العابدين وأمثاله القريبين منه والبعيدين قراءة الأحداث ورؤيتها بعين ثاقبة أم انهم يبحثون عن وسيلة للهروب من بلدانهم في ماراثون التحليق او السقوط؟
هل سيحترمون أنفسهم وعوائلهم ومشاعر شعوبهم ويتركون تلك الكراسي التي صدأت من طول جلوسهم!؟



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتورية الفساد والافساد؟
- جناح سقط وآخر يحتضر؟
- المعارضة بين البرلمان والشارع؟
- انهم يسرقون الكحل من العيون؟
- مدن تغمرها القرى؟
- من اجل مستقبل مشرق... لنتحاور*
- الاعلام العربي وحق تقرير المصير؟
- الاقليات في العراق وصراع الوجود
- كاتدرائية النجاة والاسئلة الموجعة؟
- الحواسم وبازار المناصب؟
- مبادرة البارزاني والعهد الجديد
- بين كلاله واربيل يجتمع العراق
- ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟
- برلمان أم مجلس لتنابلة السلطان!؟
- حكومة عراقية.. أم ممثلية لدول الجوار؟
- إرجعوا من نصف الطريق!؟
- اسئلة مشروعة؟
- الطارئون
- لماذا سبع عجاف يا عراق؟
- الثرثرة وحبل المشنقة؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ارحلوا فقد صدأت كراسيكم؟