أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!















المزيد.....

الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 08:24
المحور: كتابات ساخرة
    


عالم السياسه الاقتصاديه اليوم ،تكتنفه الكثير من المسائل والمشاكل التي تنتظر الحلول والعلاجات، وفي حالة تراكماتها المستمره بدون اجراءات ناجعه،
ستكون اشبه بعفاريت الجن المنطلقه من قمقمها متأثرة بحدوث الزلزال، لتحرق الاخضر مع اليابس . فكثيرا ما تنبئ الطبيعه عن سخطها . من خلال ظواهر مسبوقه، كما يجري مثلا في دبيب النمل غير العادي، وخروج الافاعي والفئران من جحورها مذعوره، مختلطة اصواتها بفحيحها ونهيزها وصريرها . . ولم يكن الانسان الا واحدا من طبيعة هذه الدواب التي تتاثر بالاهتزازات وانبعاثات روائح الغازات المختلفه قبل وقوع الكوارث، فهذا يخطب وذاك يندب، وهذا يغني
وذاك ينوح ، وطبيعة الامركأنه سينبئ كل ذو عقل حصيف يحلم بالاستقرار والامل، بان هناك امراً غير طبيعياً سيحدث بعيدا عن الامل ..
كان الكلام قبل حدوث التحولات الديموقراطيه ، حكرا على جمهور المثقفين بكل مستوياتهم العلميه والاكاديميه داخل بروجهم و صوامعهم وجحورهم بعيدا عن انظار ومسامع الرقيب . اما اليوم فقد اختلف الامر وصار الحديث والنقاش حق مشروع للجميع ، من رواد المقاهي الشعبيه ، واصحاب الدكاكين، وسائقي التاكسي، والحمالين ودافعي العربات ،وكل مواقع العمال و تجمعاتهم.
فكل واحد منهم يحاول الدلو بدلوه وعلى طريقته الخاصه ،و كما في المثل :(كل واحد يتحدث وهو على الجنب الذي يريّحه) ، فكما هو في تبادل النقاش على نشوة الكأس حول طاولات البار ووسط نفث الدخان ، كذلك فانه يحلو حول شيشة النرجيله والارتشاف من استكان الشاي المهيل ،او على ارصفة قارعة الطريق بين اصحاب الجنابر والبسطيات المتجاوره وبائعي الخضروات ، فالجميع صاروا يتحدثون بحريه و بدون ادنى تكلف ، وبالطريقه التي تعبر عنها طبيعة ثقافتهم ومحدودية زوايا رؤيتهم، وطريقة تصوراتهم واحلامهم وحتى في مأساوية كوابيسهم. وكلما تدرجنا الى هموم وتاملات واحلام بسطاء الناس، سنجد فيهم مكتنزات محبوسه من المشاعر قد تكون اصدق بالتعبير مما يحمله تجار الكلام من مثقفي ومنظري ومتفلسفي هذا العصر والزمان.
* كثير مانسمع بعقدة المنشار ..وعقدة المنشارللاقتصاد العراقي . هي التخصيصات الفلكيه الاستهلاكيه لنظام مفردات البطاقه التموينيه التي يقال عنها و(على عهدة الراوي) بانها تبلغ ثمانية مليارات دولارسنويا ، وهذا مبلغ بحد ذاته مهول جدا .واذا صح الكلام فانه يشكل جمع اكثر من ميزانيه ولاكثر من دوله ناميه تفوق اضعاف نفوس العراق ،
*وببساطة الحديث في حرية الحوار، كما جاء مع احدى بائعات الخضروات في احدى مناطق بغداد الشعبيه، والملقبه (شكحه الجلحه أم الكرفس) ، فبعد ان توقفت عندها بقصد شراء باقات من الكرفس، ناولتني منها اثنتان تازه(طازجه) من راس( الطبكََـ (السله)، وفاجئتني بطلب سعر أعلى من السابق ، وعندما سالتها عن سبب هذا الاختلاف . بحلقت في َّ، واستسمحتني بان انتظر لديها قليلا بعد أن تفرغ من خدمة احد زبائنها ، فادركت بانها تريد ان توضح لي امرا مهما، وسالت نفسي، ماذا عساها تريد ان تفسر او تعلل هذه الانسانه البائسه؟ ..ولماذا أُلّبي رغبتها بالانتظار على حساب قضاء مشاويرعديده تنتظرني؟؟، وهل كلامها بدرجه من الاهميه سيقنعني ويشفي تساؤلاتي؟؟؟ ،وفجأة قفز في ذهني مثلا شعبيا وهو( خذ الحكمه من راس المجانين )، او (خذ الشور من راس الثور)
فلا بأس اذن سانتظر ..وخاصة انها انسانه مختلفه اكثر عقلا فلا هي مجنونه ولا هي ثور .
بادرتني بسؤال غريب استفزت به مشاعري وعقلي معا‘ فقد يحمل بمقدار سذاجته غايه ذكيه : وكان نص هذا السؤال : هل الحمار الوحشي المخطط يعود الى وزارة التخطيط؟؟؟
في مثل تلك اللحظات وجدت نفسي منقاداً للتفاعل مع موضوع سؤال( ام الكرفس)، لِما رأيت فيه من لباقه عفويه غريبه ، قد تفوق لباقة وحضور كثيرمن المثقفين في طريقة التاثيرعلى حسي كمتلقي صعب. وايقنت بان سؤالها الساذج بمظهره ، يحمل بجوهره قنبله ذكيه موقوته، ومحرجه لاكبر المثقفين ومنظري السياسه الاقتصاديه بالبلد.
حاولت التظاهر بابتسامه ساذجه ،رسمتها على شفتيَّ ،لعلها تحملني الى هدنه مؤقته مع ذاتي لأستقطاع لحظات اضافيه بالتأمل والتفكير، وولوج واقع اخر باكتشاف مدى قدرة فراستي في تحليل شخصيه هذه المرأه الساذجه والذكيه أكثر ، وما تبغي من وراء سؤالها المبهم . فقررت اخيرا اختيار اجابه محتاطه ومتأنيه .. وكررت : ماذا تقصدين يا شكحه ؟ فأعادت عليّ السؤال من جديد.. هل الحمارالوحشي المخطط يعود الى وزارة التخطيط ؟؟
فقلت طبعا لا . قهقهت قليلا، وردّت عليَّ مشيرة باصبع الاتهام، هذه هي مشكلتكم ايها المثقفون المتفيقهون . عندما تريدون ان تتميزون عنا، وتحاولون فلسفة كل الامور وتضعونها بخانات تنسجم مع طريقة تصوراتكم وابعاد خيالاتكم المثاليه ، متحذلقين بلوي ألسنتكم والتلاعب بسُلَّم كلماتكم الموسيقيه في بناءالجمل البلاغيه المزركشه . اما نحن فلا تحمل ثقافتنا البسيطه ،اوتنقل الا الحقائق الملموسه والمحسوسه من غير رتوش ولا زركشه ، ورؤيتنا دائمه لكل الاشياء ، بشكل انطباعي بسيط ،نحاول من خلاله ايجاد عناويين الربط الطبيعي السهل مع المسميات ، وخصوصا عندما نفتقد اقتران الدلائل التقليديه ،اوغياب النشاطات الملموسه المعبره على الواقع ، كما هو الحال في وزارة التخطيط فاننا صرنا نعتقد بانها غير موجوده الا ما يرتبط بتخطيط الشوارع وتخطيط ساحات كرة القد م ومسؤوله عن الحمار الوحشي المخطط ، وكل شيئ اخر مخطط .
وعندما كنت قد سألتني ،لماذا سبب الاختلاف في طفرات الاسعار بالسوق؟ ، فان ثقافتي المتواضعه ، لم تسعفني ان ارد عليك باجابه قد تقنعك ،فمهما حاولت سوف لم تقتنع، لانكم (وخاصة المثقفون المتفيقهون ) دائما تجعلونا مهمشين كالارقاء لثقافاتكم الطوبائيه، وتسوقون علينا بنتاجات افكاركم وبخططكم الهمايونيه لحد التخمه والاجترار.. ولم نجد فيها الا طعم نشارة الخشب التي لاتسمن ولا تغني من جوع، وخاليه في اكثرها، من اية نتائج ملموسه وواقعيه بالتطبيق . فهكذا هو واقعناوهكذا هي ثقافتنا البوهيميه التي تتاثر بمظاهر كل الاشياء والاحداث بصبر ورضا ، كجزء من مفرزات الطبيعه والقسمه والنصيب . وهكذا انتم بطبيعتكم ، جعلتمونا نفكر بظل احتكاركم، وبكل مكتسباتكم ، بالرغم من ان كل ثقافتكم البحثيه وتخطيطاتكم المنهجيه المزعومه داخل صومعات مؤسساتكم ، لم نجد لها حسا ملموسا ، فمثلا ، تصور بمجرد اطراءكم بذكر وزارة التخطيط ، لانستطيع تصور او ادراك مهماتها ومساهماتخا في احداث تطور بالتنميه الاقتصاديه ، الابقدرمحدودية تصور خيالنا الانطباعي البسيط عنها ، وعلاقتها بما نشاهده يوميا من مظاهر المرتسمات المنقوشه باشكال المخططات والخطوط ، كما في خطوط الشوارع وخطوط الساحات الرياضيه والحمار الوحشي المخطط في حديقة الحيوانات .
*اردفت (شكحه الجلحه ام الكرفس ) قائله ،اخيرا ساجيبك على سؤالك وسأريحك : هو ان المشكله الحقيقيه ،ان فلاحنا صار مستوردا بعد ان كان مصدرا اساسيا بالمنطقه ، وصار مستهلكا بعد ان كان منتجا نشطا لكل سلة غذائه التي كان يزرعها، وخاصة اغلب مفردات البطاقه التموينيه ،البالغه قيمتها اليوم ما يقارب (ثمانية مليارات دولار) ،التي صارت بمثابة العقده الدائمه في منشار اقتصادنا وبرنامج تنميته المتهالك بسببها . فتصور حتى دجاجاتنا صارت كركات اي (عاقرات ممنوعات من وضع البيض) بسبب تفشي حالات الطلاق مع الديّكه نتيجة عدم امكانية توفيرالمصرف اليومي للعلف الغالي الذي يضاهي اسعار همبركرمطاعم المكدولاند العالميه ، وصارت الاعتماد على تبنى كل كتاكيتها الصينيه والتركيه والايرانيه من البيض المستورد.
ومامسألة غلاء الكرفس هذه الايام . مع ابن عمه البقدونس وخاله الخيار وعمته الطماطا فهو بسبب قلة الانتاج وزيادة الاستهلاك في عمل التبوله والسلاطات والجاجيك ..

عدنان سلمان النصيري



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان سلمان النصيري - الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!