أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - العودة لنقطة الصفر















المزيد.....

العودة لنقطة الصفر


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما قامت الثورة فى التحرير أنبهر العالم بوعى الشباب الذى لم يرفع شعارا ايدولوجيا... لا قومى ولا إسلامى ولا ماركسى، ولم يحمل مشاكل البلد على طرف خارجى مثل أمريكا وإسرائيل فى لعبة تصدير المشاكل إلى الخارج، ولم تستهويه نظرية المؤامرة لتفسير ما وصل اليه حال البلد، وأنما كانت الرؤية واضحة تماما من أن مصدر البلاء الاول هو الاستبداد والفساد والدولة الأمنية والبوليسية وحكم الشلة والظلم الاجتماعى وغياب العدالة الاقتصادية، أى أن النظام هو المسئول الاول والأساسى عن تدهور مصر فى كافة المجالات، ولهذا فأن الحل هو اسقاط هذا النظام
بدلا من الالتفاف على الحل الحقيقى.
سقط حكم مبارك وتولى المجلس العسكرى المرحلة الإنتقالية واستمرت المظاهرات من آجل إسقاط نظام مبارك، فالشعارات فى التحرير كانت واضحة وهى إسقاط النظام وليس مجرد عدة أفراد، وإسقاط النظام يعنى تفكيك كافة المؤسسات التى كانت تخدم النظام وليس الوطن ومواطنيه، فجأة ونحن نعمل من آجل اسقاط هذه المؤسسات ظهرت نغمة جديدة على الثورة هى نفس النغمة التى كانت سائدة أيام مبارك وهى تحميل الخارج المسئولية وتخوين القوى الوطنية. ضبطنا 3 اجانب فى التحرير، قبضنا على امريكى وانجليزى فى الاسكندرية، وجدنا مصور اجنبى يصور مناطق حساسة فى العباسية، جاسوس فى التحرير.....وأجنبى فى السويس، ورغم أن كل هؤلاء الاجانب من الطبيعى أن يتواجدوا ويتابعوا تطورات الثورة المصرية التى شاهد العالم كله فصولها عبر الاقمار الصناعية.. حتى من قيل أنه جاسوس لإسرائيل اتضح أنه ينتمى إلى اليسار الأمريكى المعادى لأمريكا وإسرائيل والمساند للقضايا العربية والإسلامية، ورفضت إسرائيل الدفاع عنه وتركت المهمة لأمريكا التى يحمل جنسيتها، واغرقت تعليقات المصريين الساخرة الفيس بوك عن هذا الجاسوس العجيب الذى يعلن عن جاسوسيته بكل الطرق، والذى حضر لمصر لمساندة الثورة ومعه كل أدواته الجاسوسية التى اظهرها أمام ملايين المصريين!!!!... تمددت الاتهامات وسمعنا من المجلس العسكرى أن هناك خطة لتقسيم مصر إلى عدة دويلات :قبطية ونوبية وسنية ولم يقل لنا أحد من وضع هذه الخطة ومن سينفذها، إلا إذا كانوا اعتبروا الإعلان الهزلى للسيد موريس صادق والسيد عصمت زقلمة عن قيام الدولة القبطية يوم 9 يوليو 2011 هى الخطة الجهنمية لتقسيم مصر، الجدير بالذكر أن السيدين موريس صادق وعصمت زقلمة هم الوحيدين بين الأقباط فى أمريكا التى استقبلهما السفير سامح شكرى فى بيته فى واشنطن واحتفى بهما والتقطوا معا الصور التذكارية والتى سربوها لوسائل الإعلام العربية( يبدو أن المناقشة مع السفير سامح شكرى كانت حول حدود الدولة القبطية وهل هو سيمثل الدولة المسلمة أم سيكون سفيرا للدولة القبطية الجديدة التى منذ إعلانها على يد السيد موريس صادق أهتز العالم كله وأيدتها حتى الآن 190 دولة عضوا فى الأمم المتحدة.. ها ها ها)... تمددت الاتهامات أكثر حتى طالت المجتمع المدنى كله فى مصر الذى تسلم كما قيل 40 مليون دولارا من الحكومة الأمريكية، ولم يشرحوا لنا ما المشكلة فى ذلك إذا كانت هذه الاموال تتم بموافقة الحكومة المصرية وأجهزتها الأمنية والتى تحرم المتمردين فى عرفهم من أمثالى من تلقى أى مساعدات للمراكز التى يديرونها، والأهم من ذلك لم يتحدث المجلس العسكرى عن الأموال الطائلة التى جاءت من السعودية للسلفيين والتى حسب جريدة الفجر تصل إلى خمسة مليارات دولار وليست 40 مليون،أم أن هذه الاموال طاهرة ولا مانع من دخولها كما أفتى لنا من قبل السيد حسن نصر الله عن الاموال الإيرانية الطاهرة.... المهم كان الحديث عن ملايين تخضع لرقابة الحكومة المصرية ولم يحدثوننا عن مليارات جاءت لفصيل محدد ولغرض محدد ولا تخضع لرقابة أحد، وعلى العموم لمن نشاهد أحد يرفع الاعلام الأمريكية ولكن كان الكثير من أصحاب اللحى يرفعون العلم السعودى بد المصرى، وتجرأ بعضهم وازال النسر من العلم المصرى ووضع مكانه لا اله الا الله.
ووصل أمر الاتهامات إلى حد التشكيك فى ولاء مصريين شرفاء بدعوى أنهم تدربوا فى صربيا من آجل تطهير مؤسسة القضاء والآمن والإعلام من العناصر الفاسدة.... وهذا ليس بأتهام بل وسام على صدر هؤلاء الذين يعملون لبناء مؤسسات عصرية حديثة تناسب طموحهم الثورى.
الثورة المصرية لم يقم بها العسكر بل قوى المجتمع المدنى، وقوى المجتمع المدنى عالميا تتعاون فيما بينها وتتبادل الخبرات ونجحت بالفعل فى تفجير ثورات عصرية راقية سلمية ملونة فى عدة دول ومنها صربيا،فإذا كانت قوى المجتمع المدنى المصرى تعاونت مع نظيراتها العالمية وحتى تدربت لدى بعضهم من آجل تفجير الثورة المصرية فهذا يحسب لها لأنها فجرت فى ميدان التحرير ثورة سلمية رائعة أشاد بها العالم كله وغيرت صورة مصر عالميا ، والتى كانت فى الوحل فى عهد مبارك.معنى هذا أن قوى المجتمع المدنى المصرى عليها أن تفتخر لاكتسابها هذه الخبرات السلمية المميزة والتى أدت إلى عمل معجزى فى 18 يوم، وأن من يتهمها بعكس ذلك يكون مساندا لنظام مبارك الساقط ومعتبرا الثورة عليه عمل غير وطنى!!!،أو معتبرا أن قوى المجتمع المدنى المصرى هى مجموعات خطرة لأنها تدرب نفسها على حماية الثورة لمنع اختطافها من اى قوى فاشية، وبالتالى فهو يتهم نفسه بالتخطيط لخطف الثورة ويريد إزاحة القوى الحية فى المجتمع لنعود مرة أخرى إلى حالة الركود والخمول التى كانت سائدة فى عهد مبارك.
بل أن الأمر تعدى ذلك إلى حد أن يعلن عضو فى المجلس العسكرى على الهواء مباشرة فى دريم بأنه كان وراء نشر الشائعات فى التحرير بما يضر بمصداقية المجلس كله.وإذا وصل الدور إلى نشر الشائعات فمن يصدق الاتهامات المرسلة؟؟؟.
إن أهم ما جاءت به الثورة أنها اسقطت الوصاية على العقل المصرى، وما كان المصريون يقولونها سرا فى بيوتهم أصبح يذاع علنا ويقرأه الملايين على صفحات الفيس بوك وتويتر. أن الفيس بوك هو الذى أسقط مبارك وهو الذى رفع الوصاية عن العقل المصرى وهو الذى يستحق أن نقيم لمؤسسه تمثالا فى ميدان التحرير.
لقد نجح المجلس العسكرى فى محاولات الضغط على الإعلام التقليدى فى خطوة لعودة التضليل الإعلامى السابق، ولكنه لا يستطيع أن يفرض سطوته على مواقع التواصل الإجتماعى التى اصبحت وبجد النافذة الأهم التى تعبر عن الفكر الحقيقى للمصريين.
إن العودة لزمن مبارك فى التشكيك والتخوين وفرض الوصاية على العقل واتهام الخارج لم تعد مجدية وأنما تعبر عن حالة الإفلاس وغياب الرؤى المستقبلية، بل وتعكس نمط التفكير الفاشى لدة قائليها ومروجيها. علينا أن نتعامل باحترام مع مواطنينا ونحترم حقوقهم فى المواطنة وعقولهم المنفتحة على العالم، أما المصطلحات الخشبية فلم تعد تجدى الآن.
الفلول الحقيقيون هم من يحاولون العودة بنا لنقطة الصفر بالالتفاف على الثورة من آجل هدف واضح وهو حماية نظام يوليو العسكرى وتمديد شرعيته والعودة لمصطلحاته.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تغير فعلا الإعلام المصرى؟
- الدستور اولأ.. ومعركة الدولة المدنية
- البرادعى ووثيقة حقوق الإنسان المصرية
- القلق الغربى على الربيع العربى
- مع البشرى فى احدث كتبه
- أمريكا والربيع العربى
- هل اخطأ الدكتور مجدى يعقوب؟
- لا شئ تغير فى ملف الإعتداءات على الأقباط!!!
- هل تغيرت مصر فعلا؟
- الفتنة الطائفية هى المدخل لتخريب مصر
- يحدث فى جامعة الدول العربية
- الشرق الأوسط إلى أين؟
- ميدان التحرير هو الحل
- الإعلان الدستورى.. والمواد فوق الدستورية
- بين العهد البائد والعهد الفاسد
- دعوة للتصويت بلا على التعديلات الدستورية
- شرق أوسط إسلامى أم شرق أوسط ديموقراطى
- أول القصيدة كفر
- القذافى يحكم وزارة الخارجية
- حذارا من التأمر على الثورة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - العودة لنقطة الصفر