أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند بنّانه - في ذكرى رحيل سعيد سيفاو المحروق ... يوسد اسّ -جاء اليوم-















المزيد.....

في ذكرى رحيل سعيد سيفاو المحروق ... يوسد اسّ -جاء اليوم-


مهند بنّانه

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذا اليوم رحل عنّا المجدد لـِ الفكر والمؤسس الفعلي لـِ الشعر الأمازيغي الحديث في ليبيا الأيقونة سعيد سيفاو المحروق إبن جبل نفوسة المتمرد، الذي تمرد على جمود الفكر والإجترار المشوه لـِ التاريخ، يعتبر هذا الأخير شاهداً على المرحلة الثقافية التي عاشتها ليبيا بعد الإستقلال حتى إنقلاب 69 الكئيب! و كتاب يجب إعادة قراءته وتحليله تحليلاً كاملاً يعطيه قيمته الحقيقية، إن سعيد سيفاو المحروق المفكر والشاعر قدّم إلى الهوية الوطنية الليبية الكثير وبصورة تجعله المسؤول الأول على ظهور نشطاء الحق الأمازيغي في ليبيا وكان برفقة إبراهيم الكوني والصادق النيهوم من العلامات الفارقة التي شكلت النمط الفكري لـِ الكثير من مثقفي اليوم، إن دراسة قصائد الراحل (التي كتبها بـِ اللغة العربية والأمازيغية) يتطلب مجموعة من الحلقات لـِ إظهار الجانب الفلسفي والإنساني والإبداعي فيها، وأعماله الفكرية التي تعتبر في عصرها سابقة لـِ وقتها! .في خضم ثورة 17 فبراير يجب أن نذّكّر بما كتبه يوماً سيفاونا عن أحلامه الشفوية التي وثّقها بـِ قوافي الشعر الساحرة " ديس أسَ أدَياس د نكَرز دي تامورت د اينغل أنَزار د تالي تازديت" في نبؤة حتمية يقرّ فيها بأن سنوات القمع لها نهاية يوماً ما! وبأنه سـ يأتي اليوم الذي فيه سـ نحرث الأرض عند هطول المطر وسـ يرتفع النخيل رمزاً لـِ الخصوبة والأرض المثمرة.
تحمل قصائد سيفاو حمولة تاريخية وبلاغية كبيرة يجب الوقوف عندها وفك طلاسمها! فـ هي تؤرخ بصورة غير مباشرة لـِ شذوذ الهوية التي عايشها وهي نقلة نوعية لـِ الفكر الأمازيغي من الشفوي إلى المدون على شكل شعري مكتوب فقط باللغة العربية ويحمل روح بربرية ترفض النسيان، كل القصائد يمكن إستخلاص منها سطور طويلة وعميقة ولكن هنا سأختار البعض منها كـ أمثلة لـِ كلمات تعبّر عن الحالة النفسية والثقافية التي مرّ بها سعيد. (القصائد المكتوبة باللغة العربية)
لا يأس مع تمازيغت!
قدّم سعيد سيفاو الكثير من القصائد في ديوانه أشعار كاتمة للصوت وديوان سقوط أل التعريف، وتشبعت قصائده بـِ السريالية الحزينة تارة والأمل المقدس تارة! يصف فيها زيف الظواهر وطهارة الذات الإنسانية المدفونة، يعود بالذاكرة المغتالة يتوعد بـِ الإنتقام ويرسم خرائط لـِ عوالم شعرنا بوجودها بالفطرة! يلامس المستحيل ويعود إلى مسحة الحزن العقلاني دائماً.
" الفولاذ سقيناه لكن البدرة لم تنبت، واذا نبتت صارت شوكاً، لكنا لم نيأس بعد" ذلك الفولاذ الذي طوق سجون الثورة وموائد السجناء وأفواههم! ولكن الإنسان الأمازيغي مثل المطر يسقي الزرع بدون مقابل ويكون جزائه في النهاية الألم .رغم ذلك فـ اليأس لم ينل منه يوماً ، يعود سعيدنا يقول "اسمي مجبول من حرف لم يرفع لم ينصب...جرّب واكتب عيناً تقرأ عيناً مفقؤة او اكتب كافاً تقرأ ..كفراً" يعرّف الضلم الذي لحق به كـ كاتب بصورة بسيطة ومعبّرة تبين مدى تمكنه من الحروف، اسمه يتجاوز اسمه ويمكن إسقاطه على شعب بأكمله! شعب يمنع من الرؤية ويصف وصاة العقل كل محاولاته للتحرر بأنها كفر وخروج عن طاعة المشرق المسمومة، تم يتكلم عن المفقود "فقدت الحرف المنطوق ففقدت المعنى حين فقدت الاسم، تلاشت من ذاتي شروط الانسان وحين فقدت الاسم فقدت العنوان" فقدان الحرف المنطوق هو فقدان لـِ الصوت المنفرد الذي بحث عنها يوماً والذي اصابه بـِ عبثية المعنى ومعنى العبثية، يحدد سيفاو شروط الكرامة الإنسانية والتي تفترض وجود الاسم الذي بدونه يضيع العنوان اي الذات، الأسم تلك الهوية التي تلاشت في تأويلات المعنى، الهوية التي تعطي المعنى معناه الحقيقي، وفي موضع اخر يقول"نمت بزنزانة من يبكي على موت غزالات الصحراء الكبرى" هنا البكاء جريمة يعاقب عليها القانون، البكاء حسرة على غزالات كانت ترسم الجمال والطبيعة، طبيعة الأشياء في مقابل تلك الصحراء الكبرى التي تلتهم كل شيء وتنذر بالجفاف والإنقراض،النوم هنا حالة من السكون والإستسلام الحتمي في وجه صحراء وغزالات يبحثن عن الماء، ويطرحه تساؤلاً قديماً يستوجب طرحه دائماً "هل نيأس؟ لن نيأس بعد فكواكب لازالت مجهولة ونجوم لم تكشف بعد حتى الفولاذ سنرويه وستنبت قوقه بذرة" يرفض اليأس وهو القائل " منذ حل الجراد أزمن الفقر ، والجهل ، والموت … فينا وقاوم كل دواء مضاد عريت أرضنا واستبد الطواغيت ، حينا" ويضيف "لم يعش غير رهط الخفافيش غير الصراصير غير الزنابير غير الذباب" ورغم هذه الصورة المأساوية فـ يترك لنا ثقب نور في حائطنا المظلم ويبشّرنا بأن هناك من المجهول ما يغير المعلوم! وبأن السماء مليئة بـِ نجوم سـ تضيء حياتنا يوماً وحتى الحديد سـ يتحول إلى أرض خصبة تنتج الثمار إذا امنّا بذلك، ويعود يذكرنا بالضياع "ضاعت مني اداة التعريف سقطت او هربت مني ال التعريف او انقلبت لاء لائين لاء للنفي , ولاء للنهي" نعم فـ ال التعريف اصابت حتى"سيفاو" وحولتها يوماً إلى "السيفاو" ولكنها هربت وانكرت عندما وجدته يعرّف ذاته رافضاً الذوات الأخرى، وتحولت إلى رفض وإقصاء حصدت حياته فيما بعد! ويدخل سيفاو حقل الألغام ويبوح بأن "الله قد يذلنا ... يصلبنا وعندما شئت يا الهي ان تهلكني..نسيتني... تركتني" فهو يعبر عن رفضه الخفي لـِ العدالة الإلهية على لأرض كما رأها وعاشها يوماً وبأننا شعب الله المنسي! ويعترف بما فعله الأمازيغ لـِ مئات السنين "قد اعتذرت عن وجودي كل يوم الف مرة..كما يعتذر العبيد للاسياد....لاننا لسنا سوى ....حقا حثالة في قاع كأس...وها انا .. لست سوى بقية خيال من بقايا ناس" نعم نحن أعتذرنا عن وجودنا كـ أمازيغ لفترة طويلة، رافضين حقيقتنا وحقيقة هذه الأرض، وكأن الإعتراف بأننا أمازيغ شيء مخزي أو من العار! كل يوم في البيت والمدرسة والعمل، في الكتب في الإعلام حتى في الوعي الشعبي، هنا عندما يلتبس الأسياد بـِ ثقافة العبيد، عندها اصحبنا قطيع يتبع بدون إرادة مستقلة، واصبحنا ندافع عن الأخر ونحارب في معاركه بدون شك في أفكارنا المرتزقة، ونعيش في الضل تحت شمسهم وفوق أرضهم بالوكالة! ويرى سيفاو ثورة اليوم " اشعل الثورة من ناري نورا للحيارى اقتني من دمي القاني بحارا ومحيطات نارا كي يقوم العالم المدحور من قهره ربما او ربما شيعنا هذا الليل ....مدحورا لقبره" فـ يرى حيرة الثوار في نضالهم ويرى بحار الدماء ومحيطات النار على يد كتائب القذافي وقوات الناتو! ويرى صحوة العالم المشبوهة وأخيراً الرؤية الكبرى حيث الضلام في طريقه إلى القبر غير مؤسفاً عليه ويرسل رسالة إلى سيده وسيدنا! "سيدي .. اخدت يدي وصفعت بها من تشاء ركلت برجلي شتمت مدحت بحنجرتي ولساني تكلمت قمت بتقويل ما لم اقل " يعيد رسم بقايا خيالنا وتضاريس قاع الكأس وصفات العبيد، ويحكي لنا أحلامه " احلم انني سأذبح الظلام بجمرتي واحرق الاوهام" حلم كل إنسان أمازيغي بسيط ولد في عالم يفتقر إلى المنطق السليم، تلك الجمرة التي يخبئها في صدره والتي لم يطفئها الزمن بكل رياحه وأخيراً يقولها "لا تحسبوا بأن هذه الارض جدبت
او ان وهجة الانوار قد خبت فالنار من تحت الرماد لم يمت ان سخر الاعداء فليجربوا" وأنا اقول لا تتخيلوا ذلك يوماًّ.
هذه الكلمات هي بداية متواضعة لـِ قراءة أعمال سعيد سيفاو المحروق، سـ يتبعها عمل يسلط الضوء على قصائده الأمازيغية.



#مهند_بنّانه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ⴰⵡⴰⵍ ⴷⴻⴳ &# ...
- نبشرك بالخلا يا زوارة!
- أنا لاجيء!
- من نحن؟
- إسرائيل دائماً!
- في البربر، ماذا افعل؟
- خبز ممزوج بِ دموع البربر
- حلم الصباح
- مفاهيم مغلوطه دائماً !
- حتى دسترة الأمازيغية يمكن أن تكون فارغة !


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند بنّانه - في ذكرى رحيل سعيد سيفاو المحروق ... يوسد اسّ -جاء اليوم-