أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - نظرة من الداخل:بمناسبة الذكرى العشرين لتقويض الاتحاد السوفيتي19912011















المزيد.....



نظرة من الداخل:بمناسبة الذكرى العشرين لتقويض الاتحاد السوفيتي19912011


نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرة من الداخل:
ليس دفاعاً... الحقيقة ثورية دائماً... والحقيقة مرة
(بمناسبة الذكرى العشرين لتقويض الاتحاد السوفيتي 1991 -2011)
بقلم الدكتور نجم الدليمي


خطة البحث
مقدمة
أولاً: دور وأهمية الإيديولوجية.
ثانياً: اشتداد الصراع... انجازات كبيرة... ومقارنات بالأرقام
ثالثاً: أهم ((منجزات)) البرويسترويكا- الإصلاح الاقتصادي للمدة 1985-2010
رابعاً: قالوا... وحذروا
خامساً: وجهة نظر: بعض أهم عوامل التقويض
أ‌- العامل الداخلي
ب‌- العامل الخارجي
سادساً: بعض الاستنتاجات






مقدمة

إن الكتابة عن الزلزال الكبير والمتمثل بتقويض الجزء المهم من المعسكر الاشتراكي وخاصة الاتحاد السوفيتي هي حاجة موضوعية وهامة وملحة وتحتاج إلى جهداً جماعياً من قبل الأحزاب الشيوعية وكوادرها المخلصة بهدف تبيان الأسباب الموضوعية والعلمية لهذه الكارثة التي وقعت في نهاية العقد الأخير من القرن العشرين.

إنما حدث في الاتحاد السوفيتي هو مخلف لسنة التطور الاقتصادي- الاجتماعي للمجتمع البشري وينبغي على قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وكوادره دوراً رئيساً في عملية تقويم تجربة البناء الاشتراكي للفترة من عام 1917- 1991 تقيماً موضوعياً وعلمياً، وكما ينبغي أيضا إن تساهم الأحزاب الشيوعية العالمية في إبداء الملاحظات العلمية حول تجربة البناء الاشتراكي وعملية تقويض الاتحاد السوفيتي.

وامتداداً لذلك فأن هذا العمل يتطلب عقد مؤتمراً عالمياً للأحزاب الشيوعية بهدف التقييم العلمي والموضوعي ووضع برنامج برنامج عمل مستقبلي للحركة الشيوعية العالمية اخذين بنظر الاعتبار ظروف كل حزب واستناداً إلى النظرية الماركسية- اللينيية، مع التركيز على الأخذ بالمستجدات في ميدان الثورة العلمية والتكنولوجية بهدف تجاوز الإخفاقات والنواقص والتطلع إلى المستقبل بثقة عالية والعمل على تعزيز دور ومكانة الطبقة العاملة وحلفائها من اجل بناء المجتمع الاشتراكي، مجتمع العدالة والتقدم الاجتماعي.






ينبغي على المخلصين من الشيوعيين إن يتذكروا وصية قائد البروليتارية (فلاديمير لينين) إن:

( الأحزاب الثورية التي فنيت حتى الآن، فنيت لأنها أصيبت بالغرور ولم تستطع إن ترى أين تكمن قوتها، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها، أما نحن فلن نفنى، لأننا لانخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف... وان الإخلاص والنزاهة في السياسة ماهي إلا نتيجة للقوة، إما الرياء فهو نتيجة للضعف)
" لينين"


( في السياسة لايوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء أو الخيانة بشكل متعمد ومحسوب)
" لينين"







أولا- دور وأهمية الأيديولوجية:
ان أي كاتب يستند في كتاباته وتحليلاته وأستنتاجاته الفكرية الى منابع ومصادر فكره وأيديولوجيته التي يؤمن بها وينتمي اليها ومن الصعوبة ان يكون خارج ذلك الانتماء- طبعاً بأستثناء الانتهازين المارقين، هناك أيديولوجيتان، مدرستان فكريتان متصارعتان ومتناقضتان على طول الخط وهذه حتمية موضوعية، ويستحيل التوافق والانسجام بينهما وهما: المدرسة البرجوازية والمدرسة الاشتراكية.
ان المدرسة البرجوازية لديها ايديولوجيتها الخاصة بها ويكمن جوهرها في الدفاع عن مصالح الطبقة الرأسمالية بشكل عام والطغمة المالية الحاكمة بشكل خاص، فهذه المدرسة تسعى وباستمرار على تعزيز وتطوير الرأسمالية كنظام سياسي واقتصادي- اجتماعي قائم والدفاع عنه وهذا ما يحدث في المجتمع الرأسمالي اليوم، وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية اما المدرسة الاشتراكية فلها ايديولوجيتها الخاصة ونظريتها العلمية وهي النظرية الماركسية- اللينينية، فهي تدافع عن مصالح الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثوريين، هدفها الرئيس بناء مجتمع عادل يخلوا من الاستغلال والاضطهاد.
ان اشتداد وتفاقم حدة الصراع السياسي والأيديولوجي بين المدرسة البرجوازية والمدرسة الاشتراكية، قد أنتج وافرز "مدارس وتيارات سياسية جديدة"، وكما نعتقد فأن هذه المدارس والتيارات السياسية الجديدة تعبر في جوهرها عن مصالح طبقية محددة، أي انها ستكون في النهاية منحازة أما للمدرسة البرجوازية او للمدرسة الاشتراكية ولا يمكن لها ان تكون خارج أطار وفلسفة المدرستين الفكريتين.

إن الأيديولوجية هي "نسق من الآراء والافكار والنظريات السياسية والحقوقية والدينية والأخلاقية والجمالية والفلسفية. ان الايديولوجيا كونها جزءاً من الوعي الاجتماعي تتحدد بفروض حياة المجتمع المادية، وتعكس العلاقات الاجتماعية، وفي المجتمع الطبقي تتسم بطابع طبقي ويأتي الصراع في ميدان الايديولوجيا انعكاساً طبيعياً لتضاد المصالح الطبقية ويمثل شكل من أشكال الصراع الطبقي الأساسية".
ان خرافة "نهاية الايديولوجيا" والتي صارت تعرف فيما بعد "نظرية نزح الايديولوجيا" وفكرة "نهاية التاريخ" و "صراع الحضارات" فهذه النظريات والأفكار واللاعلمية كانت موجه بالضد من النظرية الماركسية- اللينينية، وأثبتت الحياة فشل وبطلان هذه النظريات والافكار وهدفها الرئيس هو عزل العلوم الاجتماعية عن المشكلات التي تقلق وتربك المجتمع.
ان الماركسية- اللينينية، هي ايديولوجية الطبقة العاملة وحلفائها، وهي منظومة علمية من الاراء الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشكل رؤية العالم لدى الطبقة العاملة، وشكلت النظرية الماركسية- اللينينية ثورة حقيقية في تاريخ المجتمع البشري فقد اجابت على المسائل التي طرحها التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، وهي تختلف عن النظريات الاخرى بأنها لا تفسر العالم علمياً فقط، بل تبين شروط تغير العالم.
لقد بينت النظرية الماركسية- اللينينية ان تطور المجتمع البشري ليس رهن قوى غيبية فالجماهير الشعبية هي تصنع تأريخها ومجتمعها اللاطبقي، وان مبدأ الارتباط الوثيق بين النظرية الثورية والحركة الثورية يعتبر من اهم مبادئ النظرية الماركسية- اللينينية، فالسلاح النظري والروحي للطبقة العاملة وحلفائها يكمن بالنظرية العلمية، فهي تشكل مرشداً ودليلاً في النضال من أجل تغيير وتطوير المجتمع وفي كافة الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية... وان النظرية ليس حشداً من العقائد الجامدة والوصفات الجاهزة، بل هي نظرية لها أسسها وقوانينها الموضوعية تتطور وتغتني باستمرار، وان صحة وعلمية وموضوعية النظرية يكمن في توافقها وانسجامها مع عملية التطور الاجتماعي والاقتصادي.
ان أهم شرط رئيس للطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين في تحقيق رسالتها التاريخية هي وجود حزبها الطبقي الثوري والطليعي، فالحزب هو تنظيم سياسي وله ايديولوجية ويعبر عن مصالح طبقية ويسعى لتحقيق أهداف هذه الطبقة ولا يمكن للطبقة العاملة وحزبها الطليعي من تحقيق مجتمعها اللاطبقي، مجتمع الرفاه والعدالة الاجتماعية الا من خلال الاسترشاد بالنظرية الماركسية- اللينينية وهذا احد أهم قانون الثورة الاشتراكية.
ان قيادة أي حزب شيوعي تسعى الى أضعاف وتشويه النظرية بقصد او بدونه او العمل على فصل الماركسية عن اللينينية فهي ليست قيادة شيوعية وليست قيادة مبدئية وليس لها علاقة لا بالماركسية ولا باللينينية، فهي قيادة تحريفية ، وان عملها هذا يعد خيانة فكرية كبرى تصب في خدمة اعداء النظرية الماركسية – اللينينية والمتمثلين بقوى الثالوث العالمي. فلا يمكن فصل الرأس عن الجسد، فعلى القيادات والملاكات الشيوعية المخلصة والمبدئية ان تحذر من هذاالنهج التحريفي- الانتهازي الخطير، وعليهم تقع مسؤولية النضال ضد هذا النهج التخريبي والنضال من اجل أبعاد هذه القيادات والكوادر التحريفية من الحزب في اطار الشرعية والديمقراطية الحزبية بهدف الحفاظ على نقاء النظرية ووحدة الحزب التنظيمية والفكرية.




ثانياً- اشتداد الصراع.... إنجازات كبيرة.... ومقارنات بالأرقام:

ان الزلزال الكبير الذي حدث في الاتحاد السوفيتي عام 1991، كان ولا يزال وسيستمر النقاش حوله ولفترة غير قصيرة، لانه زلزال مخالف لسنة التطور الاجتماعي والاقتصادي، ونعتقد،هناك ثلاث تيارات رئيسة لها مواقف متباينة ومتناقظة مما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال المدة 1985- 1991 وهي:
التيار الأول- التيار اليمني المرتد:
ان من أهم قادة وممثلي هذا التيار البيرويسترويكي هم غورباتشوف وياكوفليف وشفيرنادزة وبوريس يلتسين وكرافجوك وغيرهم من المرتدين وخونة الفكر والشعب وبدرجة امتياز، وان هذا التيار وقادته قد حظوا بدعم واسناد من قبل الغرب الامبريالي وخاصة من قبل الامبريالية الامريكية ومن أدواتها السياسية والاقتصادية والمالية والمتمثلة بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودوائر المخابرات الغربية وعلى رأسها وكالة المخابرات المركزية الاميركية "C.I.A".
ان هذه القوى مجتمعة عملت سوية من اجل تقويض الاتحاد السوفيتي وان "نجاحهم" المؤقت لن يتحقق لولا وجود عملاء وخونة في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم وفي السلطتين التشريعية والتنفيذية وخاصة منذ عام 1985 ولغاية 1991، واصبح العامل الخارجي هو الفاعل والمؤثر والموجه للعامل الداخلي وهذه هي الطامة الكبرى في هذه الكارثة الكبرى

والمتمثلة في أن قيادة حزب تقوض حزبها ودولتها بنفسها لصالح الغرب الامبريالي انها مفارقة تاريخية نادرة الوقوع.
لقد وجدت الإمبريالية الأمريكية وحلفائها ضالتهم في زمرة منحرفة وخائنة في قيادة الحزب الحاكم ولديها كامل الاستعداد لتنفيذ المؤامرة الكبرى ضد حزبهم ودولتهم العظمى وكان على رأس هذه الزمرة كل من ميخائيل غورباتشوف والاكسندر ياكوفلييف وادوارد شيفرنادزة وبوريس يلتسين وكرافجوك وارباتوف وبوبوف وبوربوليس... فهولاء هم "قادة" و "كادر" الحزب الحاكم، خدعوا الشعب بشعاراتهم البراقة والخادعة والكاذبة والغير صادقة ومن اهمها هي (التجديد والتعجيل والديمقراطية وحقوق الانسان واقتصاد السوق...) واصبح هولاء منفذين مبدعين لخطط الامبريالية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الامريكية وحلفائها من اجل تقويض دولتهم العظمى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعسكرياً، بدليل في عام 1945 وضع ألان دالاس رئيس وكالة المخابرات المركزية الاميركية خطة لتقويض الاتحاد السوفيتي ووضع لها سقفاً زمنياً الا وهو عام 2000 وحصل ستالين على خطة التقويض عبر أجهزة الدولة السوفيتية ذات العلاقة واتخذ إجراءات غير قليلة ضد خونة الشعب والفكر والحزب...ولكن...؟!.
كتب دالاس في خطة التقويض (...سنُسخر كل ما لدينا من ذهب ومال وموارد اخرى من اجل جعل المواطن السوفيتي احمقاً ومتبلداً... وسنجد لنا انصاراً وحلفاء ومؤيدين في روسيا... سنزرع هناك الفوضى وسنبدل وبشكل ملحوظ قيمهم بقيم مزيفة... نحن سندعم الفنانيين الذين سيعملون على زرع وحشر عبادة الجنس والعنف والسادية والخيانة... فالشرف والنزاهة سيصبحان موضوعاً للسخرية... النذالة والوقاحة والكذب والخداع والادمان على السكر والمخدرات والتعصب القومي والكراهية للشعب الروسي... كل ذلك سنغرسه بحذاقة وبشكل غير ملحوظ... سنبدل وندمر أسس الاخلاق الشعبية للمجتمع السوفيتي).
ان هذه الخطة الماسونية- الصهيونية قد تم تنفيذها وبأبداع من قبل غورباتشوف وفريقه واستمر بوريس يلتسين على نفس نهج غورباتشوف، اذ تم تحديد ادواراً محددة لكل من غورباتشوف ويلتسين في تنفيذ هذه الخطة.

التيار الثاني- التيار اليساري:
يرى أصحاب هذا التيار ان التجديد والتطوير واجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتمية وضرورية وهذه هي سنة التطور وهذا جوهر قانون الديالكتيك، ولا يمكن للحياة ان تكون ثابتة وساكنة لان ذلك مخالف لسنة وشرعية التطور الاقتصادي- الاجتماعي للمجتمع.
يؤكد أصحاب هذا التيار أن عملية التغيير والبناء هي عملية مهمة وملحة ولكن بشرط ان يكون الهدف الرئيس لهذه العملية هو الحفاظ على النظام السياسي والاقتصادي- الاجتماعي والعسكري... القائم، وكما ينبغي ان يكون هدف البيرويسترويكا (أعادة البناء) هو تعزيز وتطوير وترسيخ النظام القائم وفي كافة الميادين لما فيه خدمة الشغيلة وليس تقويض النظام الاشتراكي تحت شعارات كاذبة وخادعة وجوفاء ووهمية كما فعل غورباتشوف وفريقه ويلتسين وفريقه.
ان القادة الحقيقيين لهذا التيار كانوا يشكلون الاقلية في المكتب السياسي في الحزب الشيوعي السوفيتي، ومن اهم المأخذ الجدية على مواقفهم خلال الفترة 1985- 1991 لم يتميزوا بالحزم المبدئي المطلوب وغياب الجرأة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وكما اتصفت مواقفهم السياسية وباللحظة الحاسمة بالتردد والخذلان حتى وصل عند البعض منهم بالخوف والجبن ولم يلتزموا بتطبيق الدستور الاشتراكي الذي خولهم كامل الصلاحيات الدستورية من اجل الحفاظ على نظامهم ودولتهم الاشتراكية، ومنذ عام 1989 ولغاية عام 1991 فدولتهم العظمى يتم تقويضها وبشكل تدريجي يومياً وشهرياً وسنوياً على يد زمرة غورباتشوف- يلتسين وهم يتفرجون لما يحدث لدولتهم وبالملموس وفي كافة الميادين وهم يملكون كافة وسائل الردع والدفاع الحقيقية سياسياً وجماهيرياً وعسكرياً... ولكن...؟!.

التيار الثالث: التيار التوفيقي- الانتهازي:
ليس سراً من القول، ان الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية بشكل عام والحاكمة بشكل خاص، يوجد فيها هذا التيار وهذا التيار قد وطـد مواقعه داخل الحزب والدولة، واتسم بمواقفه اللامبدئية ودعمه اللامحدود سواء كان داخل الحزب الشيوعي السوفيتي او من قبل غالبية الاحزاب الشيوعية العالمية لنهج ما يسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت وبهذا الموقف اللامبدئي قد ساعد غورباتشوف وفريقه في تنفيذ مخططهم الاجرامي بهدف تقويض سلطة الحزب الشيوعي السوفيتي والنظام الاشتراكي.
لقد نسقت قوى هذا التيار الانتهازية وفي غالبية الاحزاب الشيوعية العالمية سواء بشكل مباشر او غير مباشر في دعم نهج غورباتشوف وفريقه من اجل انجاح مشروع الحكومة العالمية حتى وصل الامر عند بعض "قيادات" الاحزاب الشيوعية من اصدار توجيهات حزبية داخلية بضرورة دعم نهج غورباتشوف والتثقيف به وعقد الندوات المحلية والاقليمية... وكانت هذه "القيادات الشيوعية" يشاهدون وبأنفسهم ومن خلال زياراتهم المتكررة لموسكو وخلال الفترة 1985- 1991 النتائج الكارثية لنهج الخيانة العظمى الذي اضعف دور ومكانة الحزب وكذلك السلطة التشريعية والتنفيذية مما ادى ذلك الى اضعاف النظام الاشتراكي وخلق المقومات المادية لتقويض الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية.
وبعد عام 1991 فأن الغالبية العظمى من "القادة" و "الكوادر" الحزبية الرئيسيين في بعض الاحزاب الشيوعية كانوا الممثلين الحقيقين لهذا التيار فقسماً منهم من ترك العمل السياسي والقسم الاخر انظم الى احزاب السلطة الحاكمة وبدأ يعملون لخدمة النظام الحاكم ويحصلون على المنافع المادية وغير المادية، اما القسم الاخر قد شكلوا "حزباً، تياراً، منظمة..." في خدمة السلطة الحاكمة، أي بدأوا بمزاولة البزنس السياسي وأصبحوا اعداءاً حقيقيين للفكر الاشتراكي وللنظرية الماركسية- اللينينية، والقسم القليل منهم لم يخرج من الحزب، بل احياناً يركبون الموجة "اليسارية" واحياناً يبثون سمومهم وعبر وسائل الأعلام المختلفة حزبية كانت ام حكومية "حليفة" لهم.
ان الهدف الرئيس لهذا التيار هو اضعاف دور ومكانة الحزب داخل المجتمع والعمل بكل السبل على تشويه تاريخه النضالي وبالتالي العمل وبهدوء من اجل تقويض الحزب من الداخل وطرح افكار وشعارات خبيثة بين الحين والاخر ومنها على سبيل المثال "ضرورة" تغير اسم الحزب، تحويل الحزب الشيوعي من حزباً طليعياً وثورياً للطبقة العاملة وحلفائها الى حزب اصلاحي، الى حزب اشتراكي-ديمقراطي، الى حزباً ليبرالياً- اصلاحياً. ناهيك عن تفتت الاحزاب الشيوعية بشكل مرعب ومخيف، بدليل يوجد الان اكثر من 40 حزباً شيوعياً في رابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وهذا المرض قد انتقل الى غالبية الاحزاب الشيوعية العالمية ومنها الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية.
ان المهمة الرئيسة امام القياديين والكوادر والاعضاء الحزبين الواعين والمخلصين في بعض الاحزاب الشيوعية من ان يدركوا حقيقة موضوعية وهي ان حزبهم في خطر فكري وتنظيمي وهي تسير في طريق تحريفي- إصلاحي ومن اجل معالجة هذا التوجه الخطير معالجة جذرية ينبغي ان يحشدوا وينظموا انفسهم من اجل ابعاد هذه العناصر التي استحوذت على الحزب وشوهت نضاله وتاريخه النضالي المشرف وتحت غطاء ما يسمى بشرعية المؤتمر، وان يستخدموا الأساليب المبدئية والشرعية والديمقراطية بهدف عزل هذا التيار التحريفي- الإصلاحي، وينبغي ايضاً الالتزام بالثوابت المبدئية الفكرية والتنظيمية وهي: الاسترشاد بالنظرية الماركسية- اللينينية في عمل وسياسة الحزب، وان فصل الماركسية عن اللينينية يعد نهجاً تحريفياً واصلاحياً خطيراً ولا يتجاوب مع مصالح الطبقة العاملة وحلفائها من الفلاحين والمثقفين الثورين ولا مع رسالتها التاريخية النبيلة، وينبغي الالتزام بالهدف النهائي الا وهو بناء المجتمع الاشتراكي والعمل المبدئي الواضح والصريح بهذا الاتجاه، وان يؤمن الحزب قولاً وفعلاً بسلطة دكتاتورية البروليتاريا أي سلطة الشعب، فالمجتمع البرجوازي يؤمن ويطبق دكتاتورية البرجوازية اي دكتاتورية راس المال الاحتكاري وهذا ما موجود في الغرب الامبريالي وخاصة في الولايات المتحدة الاميركية انموذجاً حياً وملموساً لا يقبل الدحض والنقاش فلماذا الخوف من تبني دكتاتورية البروليتاريا؟ وينبغي العمل بمبدأ الاممية البروليتارية وان يتم التمسك بالوحدة الفكرية والتنظيمية على أساس النظرية الماركسية- اللينينية والحفاظ على الاستقلالية الطبقية والتنظيمية والأيديولوجية للحزب، ومن الضروري تشديد النضال المبدئي الثابت والصارم ضد التيارات التحريفية والانتهازية وتطهير الحزب من هذه العناصر التي تشكل النواة الرئيسة لقوى الثورة المضادة التي تعمل على ابعاد الحزب من الثوابت المبدئية وتحويله من حزب طبقي ثوري وطليعي الى حزب اشتراكي- ديمقراطي وهذا ما تريده وتسعى اليه القوى الامبرالية العالمية وحلفائها، ومن الضروري ان يتم النضال المبدئي والجاد ضد النظام الامبريالي العالمي بقيادة الامبريالية الاميركية لانه يشكل العدد رقم 1 والخصم الايديولوجي الرئيس للحركة الشيوعية العالمية، ولا يمكن ان يكون حزباً شيوعياً حقيقياً وبنفس الوقت يؤمن بالليبرالية.
ان هذه الثوابت المبدئية لا يمكن التجاوز عليها بل ينبغي الالتزام بها، وهي بنفس الوقت تساعد الحركة الشيوعية عالمياً، اقليمياً وداخلياً الى تعزيز وحدتها التنظيمية والفكرية وهذا الالتزام يساعد الحركة الشيوعية العالمية من ان تتخلص من ظاهرة خطيرة ومؤلمة الا وهي الانقسامات داخل كل حزب، وعليه يجب النضال من اجل انهاء عملية تفتت الاحزاب الشيوعية وينبغي ان يكون حزباً شيوعياً واحداً في كل بلد يلتزم بالثوابت التي تم ذكرها أعلاه ويتعامل معها وفق منظور مبدئي لما فيه خدمة الحزب والطبقة العاملة.
ان دعوات بعض "القيادات والكوادر" الحزبية، بضرورة التخلي عن هذه الثوابت أذ أصبحت قديمة ولا تتلائم مع ما يسمى بعصر العولمة المتوحش، وان من ينادي بالالتزام بهذه الثوابت فهو من الحرس القديم او من اليسار المتطرف او اليسار المحافظ وغيرها من الوصفات الجاهزة فهولاء الذين يطلقون هذة الوصفات الجاهزة هم يشكلون النواة الرئيسة للتيار التحريفي- الانتهازي وقوى الثورة المضادة في أي حزب شيوعي، فالحياة أثبتت حقيقة موضوعية لا تقبل


التأويل وهي إن الابتعاد عن الثوابت التي تم ذكرها قد ساعدت على تقويض اكبر حزب شيوعي واكبر دولة عظمى الا وهو الحزب الشيوعي السوفيتي والاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1985- 1991 بقيادة الخائن والمرتد ميخائيل غورباتشوف وزمرته. هذا ما تصبوا اليه الامبريالية العالمية وفي مقدمتها الامبريالية الاميركية، فأحذروا هذا النهج التحريفي والتخريبي والاصلاحي في الحركة الشيوعية العالمية.

إنجازات الاشتراكية للمدة 1922- 1950:
الدليل والبرهان:
1. ان قوة وأفضلية الاشتراكية تكمن في انها حولت روسيا من بلد زراعي متخلف وتابع تحت هيمنة الشركات الغربية الى دولة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وبهذا الخصوص اشار تشرشل "لقد تحولت روسيا من بلد المحراث الخشبي الى دولة نووية عظمى..." وبقوة وأفضلية الاشتراكية على الرأسمالية تم القضاء وبشكل نهائي على البطالة والأمية والفقر والجريمة... وأصبحت روسيا تحتل المرتبة الأولى في الانتاج الصناعي في أوربا، المرتبة الثانية في العالم بهذا المؤشر الاقتصادي الهام.
2. تم تشيد 9000 مؤسسة صناعية كبرى وازداد انتاج وسائل الانتاج بـ 13.4 مرة بالمقارنة مع عام 1913، وتجاوز الانتاج الإجمالي لكل صناعة الاتحاد السوفيتي في عام 1940 مستوى الانتاج الصناعي لروسيا عام 1920 بمقدار 38 مرة، بينما ازدادت منتجات بناء المكائن بـ 512 مرة، وشغل الاتحاد السوفيتي قبل الحرب الوطنية العظمى من حيث حجم منتجات المكائن واستخراج خامات الحديد المرتبة الثانية في العالم والاولى في اوربا، وفي صهر حديد الزهر والفولاذ وانتاج الطاقة الكهربائية المرتبة الثالثة في العالم والثانية في اوربا.
3. وخلال الحرب الوطنية العظمى (1941- 1945) تم انشاء 3500 مؤسسة صناعية جديدة واعيد في المناطق المحررة بناء 7500 مؤسسة صناعية كبرى، ويشير اوليغ شينين السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي الى ان الانتاج الصناعي في الاتحاد السوفيتي ازداد خلال المدة 1922- 1982 بنسبة 500 مرة في روسيا، و 730 مرة في اوكرانيا، و 969 مرة في ملدافيا، و 938 مرة في كازاخستان و 1084 مرة في ارمينيا وبلغ معدل النمو السكاني السنوي في ظل السلطة السوفيتية ما بين 2-3 مليون نسمة.
4. حققت الاشتراكية وبقوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والإيديولوجية اكبر نصراً شعبياً ووطنياً على الفاشية الالمانية الوليد الشرعي للنظام الامبريالي العالمي خلال حربها العادلة للمدة 1941- 1945 وبتضحيات بشرية هائلة تراوحت ما بين 27- 30 مليون
شهيد، وكما خلقت توازناً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً على الصعيد الدولي وشكلت قطباً شعبياً توازنياً لصالح الشعوب الفقيرة، وما حدث بغياب هذا القطب ليوغسلافيا والعراق وأفغانستان والبلدان العربية منذ مطلع كانون الثاني عام 2011 ولغاية اليوم إلا دليلاً وبرهاناً على استهتار وعنجهية الامبريالية الأميركية وحلفائها بهدف الاستحواذ على ثروات الشعوب وتقويض الأنظمة الرافضة لهيمنة القطب الواحد.
أن ماحدث ويحدث اليوم في البلدان العربية من بيروسترويكا امريكية !! [على غرار بيروسترويكة غورباتشوف وفريقه ونتائجها معروفة اليوم للجميع ولاتحتاج الى تعليق] أو سيناريو مايسمى بالفوضى الخلاقة، من تدخل مباشر مخالف للقانون والشرعية الدولية من قبل أمريكا- الناتو وتحت غطاء وشعارات ومبررات واهية ومنها(( الديمقراطية وحقوق الإنسان...)) !!
فأن الهدف الرئيس للبرويسترويكا او الفوضى الخلاقة الامريكية، هو الاستحواذ على ثروات شعوب المنطقة من نفط وغاز... والعمل على تغيير الخارطة السياسية والاقتصادية والجغرافية للبلدان العربية وتقسيم هذه البلدان لمصلحة ضمان امن اسرائيل والمصالح الاقتصادية والسياسية لامريكا، وهذا هو الجوهر الرئيس لما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير( الجديد). أن ما يحدث اليوم في البلدان العربية يذكرنا بـ(سيناريو) تفكيك الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية ويوغسلافيا والثورات البرتقالية والبنفسجية والزيتونية وغيرها من التسميات المفتعلة.
أكدت وتؤكد الإحداث المأساوية اليوم في البلدان العربية حقيقة موضوعية الا وهي فشل مايسمى بسياسات الاصلاح الاقتصادي والنهج الليبرالي المتوحش وفشل وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين، لان هذة الاصلاحات وهذة الوصفة قد انتجت وافرزت لشعوب البدان العربية وغيرها من شعوب بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وشعوب الاتحاد السوفيتي وشعوب بلدان اوربا الشرقية اخطر امراض المجتمع الرأسمالي المريض والمتمثلة: بغياب العدالة الاجتماعية، والفقر، والمجاعة، وتنامي معدلات البطالة والجريمة، وتفشي الفساد المالي والإداري، وتنامي المديونية الداخلية والخارجية وهروب رؤوس الاموال وبيع ((السلع الحية))، وانحطاط المستوى المعاشي للغالبية العظمى من السكان وخاصة اصحاب الدخول المحدودة من الفقراء، وعودة الأمية والشعوذة في المجتمع، والتخريب المنظم للقطاعات الانتاجية المادية وخاصة للقطاع الصناعي والزراعي والتردي والتراجع لقطاعي التعليم والصحة...، وتعمق الهوة الاقتصادية والاجتماعية لصالح النخبة الطفيلية والمافوية والبيروقراطية الإدارية الحاكمة.
نعتقد ان فقراء الشعوب العربية سوف لن يستطيعوا تحقيق مطالبهم المشروعة في ظل هذا الزلزال الكبير والمخطط له من قبل قوى الثالوث العالمي والسبب الرئيس يعود الى غياب التحالف الوطني الحقيقي بين الأحزاب الوطنية، وتنامي دور قوى الثورة المضادة التي تهدف الى ابعاد الشغيلة من استلام السلطة، فهل سينقلب السحر على الساحر؟ فالمستقبل القريب سيكشف لنا كثيراً من الحقائق والمفاجأت.
5- قدمت الاشتراكية العون والمساعد النزيهة وغير المشروطة لشعوب البلدان النامية بهدف تحررها السياسي والاقتصادي، ويعتبر التحرر الاقتصادي اساساً صلباً لتحرر شعوب البلدان النامية، فلا قيمة للتحرر السياسي من دون انجاز حقيقي للتحرر الاقتصادي، فعلى سبيل المثال كان الاتحاد السوفيتي يستقبل سنوياً 100 الف طالب وطالبة ومن مختلف الدول النامية ولمختلف الاختصاصات العلمية ويخرج سنوياً نفس العدد وبالمجان وهذه المساعدة بدأت من عام 1960- 1990، كما قام الاتحاد السوفيتي ببناء اكثر من 6000 مصنع ومعمل واكثر من 300 مشروع زراعي في افريقيا، ومن الامثلة الحية والملموسة على هذا الدعم اللامشروط لشعوب البلدان النامية بشكل عام والشعوب العربية بشكل خاص وهي: بناء مشروع السد العالي في مصر، ومشروع سد الفرات في سوريا، ومشروع قناة الثرثار في العراق وغيرها من الادلة والبراهين.
6. حققت الاشتراكية انجازات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتحمل هذه الانجازات طابعاً انسانياً ولخدمة الانسان والمجتمع والاقتصاد الاشتراكي، وبنفس الوقت حققت الاشتراكية انجازات عسكرية كبيرة بهدف خلق التوازن العسكري على الصعيد الدولي وخاصة مع المعسكر الامبريالي بقيادة الامبريالية الامريكية لصالح الشعوب الفقيرة وتحقيق السلام والتعايش السلمي، فعلى سبيل المثال في عام 1949 تم صنع القنبلة الذرية، وفي عام 1953 تم صنع القنبلة الهيدروجينية، وفي عام 1954 تم تشييد اول محطة كهروذرية في العالم، وفي عام 1957 تم غزو الفضاء، وفي عام 1959 تم صنع اول غواصة ذرية حربية في العالم، وفي عام 1961 اول بلد يغزو الفضاء برجل الفضاء المعروف يوري غاغارين.
ان هذه المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية قد أثارت حفيظة وحقد الحكومة العالمية ومؤسساتها وأدواتها الفعالة الاقتصادية والمالية والتجارية والعسكرية الدولية، فأول خطوة أقدمت عليها الامبريالية الاميركية هي إعلان ما يسمى بالحرب الباردة، فشهد العالم خلال المدة 1946- 1991 حرباً ساخنة وغير عادلة بين المعسكري الامبريالي والمعسكر الاشتراكي، وبين الامبريالية الاميركية وحلفائها وبين الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه، وتم انفاق مبلغ فلكي لهذه الحرب غير المشروعة وغير العادلة قد تراوح ما بين 13- 15 تريليون دولار، وكانت حصة الأسد لهذا الانفاق المالي الكبير يعود للولايات المتحدة الاميركية.
من اجل تقييم موضوعي لما حدث من زلزال كبير خلال المدة 1985- 1991 لابد من الرجوع الى لغة الأرقام الرسمية ومقارنتها بالواقع الملموس من جهة أخرى ومقارنة أهم المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية التي تم تحقيقها في ظل الاشتراكية مع ما تم إنجازه في ظل الرأسمالية المتوحشة خلال المدة 1992- 2010، بعيداُ عن العاطفة السياسية وبعيداً عن الموقف السياسي اللاموضوعي فالعلمية والموضوعية هي أسس سليمة للتقييم، فمثلاً بعض الكتاب افتقدوا الى العلمية والموضوعية حيال ما حدث للاتحاد السوفيتي للمدة 1985- 1991، بدليل تم ابداء وجهات نظر نحترمها لو اتسمت بالعلمية والمعرفة الموضوعية بدليل يقول احد المعلقين على ما حدث في الاتحاد السوفيتي ان "الذي ينهار انهياراً مزرياً هو الشيء الخطأ"، والاخر يؤكد على ان "العالم تغيير" ولكن الى اين؟ ولمصلحة من؟ واقع واثر التغيير على الشعوب الفقيرة؟ والاخر يقول "يجب ان نتحرر من قبضة الماضي..." والرابع يصف النظام السوفيتي بـ"نظام حكم احادي ديكتاتوري"!!.
نعتقد، ان هذه الانتقادات وغيرها لا تتسم لا بالعلمية ولا بالموضوعية، فهي وجهة نظر منحازة ويغلب عليها الجانب العاطفي والانحياز للرأسمالية، ولا تود في احسن الأحوال للنظام الاشتراكي، فهذه وجهات نحترمها ولكن نقول، ان ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال المدة 1985- 1991 هو تقويض مقصود ومخطط له من قبل قادة ما يسمى بالبيرويسترويكا وبشكل واع وهادف وتم التعاون والتنسيق مع واشنطن ولندن ويون وباريس وتل ابيب ومع صندوق النقد والبنك الدوليين، ولعب "عملاء النفوذ" في قيادة الحزب والسلطة الدور الرئيس في ذلك.
وينبغي الاعتراف بأن العالم قد تغير، ولكن يجب ان نقول لمن ولمصلحة من تغير العالم اليوم؟
ويجب ان نؤكد على حقيقة موضوعية وهي من ليس له ماض ليس له مستقبل فالاعتماد على الماضي وقرأته بشكل موضوعي، واخذ ما هو ايجابي ومعالجة ما هو سلبي، هو الموقف العلمي والموضوعي اما فيما يتعلق ان النظام السوفيتي هو نظام أحادي ديكتاتوري؟ نقول أي دكتاتورية؟ فأذا كان المقصود دكتاتورية البروليتارية أي سلطة الشعب فهذا صحيح.
ان ظروف وتجربة ثورة أكتوبر أنتجت تجربة الحزب الواحد والأيديولوجية الواحدة..هذه الخصائص هي وليدة مرحلة تاريخية محددة، فلماذا هذا الخوف؟ ولماذا لم يتم او تناسي النموذج الأميركي أي قيام دكتاتورية البرجوازية في المجتمع الاميركي، أي دكتاتورية الطغمة المالية الحاكمة فالنظام السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية هو نظام الحزب الواحد من حيث الجوهر فالحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري هما وجهان لعملة واحدة، فالحزبان من حيث المبدأ هما حزباً واحداً، حزباً برجوازياً يدافع عن مصالح الطبقة الرأسمالية الحاكمة "فالحزبان" يدافعان عن مصالح الطبقة الرأسمالية والنظام الرأسمالي بكل الوسائل، فلماذا يحرم نشاط الحزب الشيوعي الاميركي؟ فأين الديمقراطية وحقوق الانسان في المجتمع الاميركي؟!.
ان الخوف غير المشروع من دكتاتورية البروليتاريا (سلطة الشعب) والهجوم المستمر على هذا الشكل من أشكال نظام الحكم من قبل "رفاق الأمس.." و "عملاء النفوذ" غير مبرر اصلاً، في حين لم يتم التطرق حول نموذج الحكم في أمريكا أي دكتاتورية البرجوازية، دكتاتورية راس المال المالي الاحتكاري الذي دفع ويدفع اليوم شعوب العالم نحو كارثة حقيقية وفي مقدمة ذلك تدمير وانحطاط القيم الانسانية... من اجل معالجة ازماته المستمرة فالمأساة والكوارث التي حلت للشعب السوفيتي- الروسي اليوم، والشعب اليوغسلافي والشعب الافغاني والشعب العراقي وغيرها من شعوب بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية الا دليل ملموس على وحشية ولا انسانية دكتاتورية البرجوازية وهمجية راسمالها المتوحش.

ثالثاً- اهم ((منجزات)) البيرويسترويكا- الإصلاح الاقتصادي للمدة 1985- 2010:
ان من "المنجزات" التي أقدم عليها "قادة" عملية البناء والإصلاح الاقتصادي وبشكل واع ومخطط لها هي الأتي:
1. تم تقويض الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي والذي يمثل الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية، وكما اختفى اكبر حزب شيوعي يقود دولة عظمى، وتم حل مجلس التعاضد الاشتراكي وحلف وارسو وتم كل ذلك بفعل الخيانة وخاصة في قيادة الحزب الحاكم.
2. أضعاف الحركة الشيوعية العالمية على الصعيد الدولي والعمل المستمر على أضعاف وتفكيك الاحزاب الشيوعية وظهور عدة أحزاب شيوعية في البلد الواحد متصارعة بعضها مع البعض الآخر وهذا هو الهدف الرئيس لخصوم الحركة الشيوعية أي افساد العمل السياسي واضعاف ثقة الجماهير بهذه الأحزاب.
3. محاولة هيمنة القطب الواحد أي القطب الاميركي، مما ادخل ذلك شعوب العالم في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفتح شهية القطب الواحد وحلفاؤه من محاولة بسط النفوذ والسيطرة والاستحواذ على ثروات شعوب العالم وتحت مبررات واساليب غير شرعية وغير ديمقراطية. إن العالم لا يمكن ان يقوم على قطب واحد، بل يقوم على اكثر من قطب، وان يكون القطب الجديد له ايديولوجية خاصة به ومن خلال ذلك يمكن ان يستقر العالم على اساس مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب.
4. ان التحول من الاشتراكية الى الراسمالية روسيا انموذجاً قد خلق مصاعب سياسية واقتصادية واجتماعية للنظام الحاكم اليوم، إذ يلاحظ تدهور مستمر للقطاعات الانتاجية وخاصة القطاع الزراعي والقطاع الصناعي، بدليل انخفض انتاج سيارات الحمل لعام 2010 بالمقارنة مع عام 1991 ما بين 6-7 مرة، وانتاج الحاصدات بـ 14 مرة، والتراكتر بـ 34 مرة، وماكينة قطع المعادن بـ 41 مرة، والاخشاب بكل انواعها بـ 31 مرة، والساعات بـ 90 مرة، والكاميرات بـ 600 مرة، وتستورد روسيا الاتحادية اليوم 62% من الطائرات المدنية و 77% من الادوية، و 80% من السلع الغذائية، و 85% من السيارات، و 90% من الاحذية. اما في الاتحاد السوفيتي على سبيل المثال، اذ تم بناء 15 مصنع لصناعة الطائرات وكان يصنع سنوياً 1500 طائرة، اما في روسيا فتنتج 14 طائرة أي اقل بـ 107 مرة مما كان ينتج في الاتحاد السوفيتي، وتستورد روسيا سنوياً 38- 40 مليار دولار قيمة السلع الغذائية وغيرها، وفي الاتحاد السوفيتي وخلال حربه العادلة للمدة (1941- 1945) وجد 600 الف طفل يتيم، في حين يوجد في روسيا وفي ظل غياب الحروب ما بين 2- 4 مليون طفل يتيم، واختفاء 30 الف قرية في الريف الروسي.
5. وفق الاحصاءات الرسمية تفقد روسيا سنوياً بسبب العنف 300 الف شخص، وما بين 30- 40 الف شخص بسبب الخمور غير الصالحة للاستعمال، وما بين 40- 60 الف شخص بسبب الانتحار، ويوجد في روسيا 30 مليون يتعاطون المخدرات و 42 مليون يتعاطون الكحول بشكل مفرط، وتبلغ نسبة النساء المطلقات 62% وذلك لاسباب اقتصادية بالدرجة الاولى، وكما يوجد 4 مليون طفل مشرد ووجود 12.5 مليون معوق، واكثر من 10 مليون امي، و 39 مليون متقاعد، ولا تتجاوز نسبة الاطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة في روسيا 20%، وحسب تقرير منظمة الامم المتحدة فان الاتحاد السوفيتي احتل المرتبة الثالثة عالمياً في ميدان التعليم، اما روسيا ففي عام 2007 احتلت المرتبة 41 عالمياً في ميدان التعليم وفي عام 2008 احتلت المرتبة 54 عالمياً وان مستوى وحالة التعليم وبكل مراحله يرثى له وهي في تدهور مستمر ويعود السبب الرئيس الى رفع وتخلي الدولة عن هذا القطاع العام واعطاء دور هام ورئيس للقطاع الخاص الطفيلي، فشعاره اليوم (نقود- شهادة- نقود اضافية) أي اصبح قطاع التعليم قطاعاً تجارياً وليس علمياً الهدف هو تعظيم الربح للديناصورات المالية فقط.
6. بلغت ميزانية روسيا العام 1990 بـ 600 مليار دولار، في حين بلغت ميزانيتها بسبب سياسة الاصلاح الاقتصادي وخصخصة القطاع العام لعام 1998 بـ 20 مليار دولار، وان 80% من الشعب الروسي فقراء، وحسب تقديرات الخبراء في الامم المتحدة فان مستوى الانتاج الصناعي لعام 2010 يشكل 74% من مستوى الانتاج لعام 1990 وللقطاع الزراعي 81% والثروة الحيوانية لمستوى 60% بالمقارنة مع عام 1990 وكما بلغت نسبة مساهمة روسيا في انتاج التكنولوجيا الحديثة 0.3% في السوق العالمية بعدما كانت 8%.
7. بلغ اجمالي الخسارة المادية خلال ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي باكثر من 2.7 تريليون دولار اما الخسائر البشرية فهي تعادل ما فده الشعب السوفيتي خلال حربه العادلة 1941- 1945، أي ان الثمن البشري لوصفة صندوق النقد والبنك الدوليين ما بين 27- 30 مليون شخص.
8. تفشي ظاهرة الفساد السياسي والمالي والاداري، اذ بلغ متوسط الرشوة في التسعينات من القرن الماضي ما بين 36- 40 مليار دولار، ثم زاد الى 70 مليار دولار ثم الى 300 مليار دولار، وبنفس الوقت بلغت الاموال المهربة (غسيل الاموال) للمدة 1992- 2008 بـ 7 تريليون دولار، وهذه تشكل خسارة مادية كبيرة للمجتمع والاقتصاد الروسي وهذه الاموال تعمل لصالح الاقتصاد الراسمالي العالمي بشكل عام والاقتصاد الاميركي بشكل خاص، وفي ظل ضعف الاستقرار السياسي وضعف دور الدولة في الميدان الاقتصادي- الاجتماعي وتفاقم حدة الصراع السياسي في روسيا وتفشي البيروقراطية الادارية وضعف الرقابة المالية والشعبية كل هذه العوامل وغيرها ساعدت على هروب راس المال وتفشي ظاهرة الفساد المالي.
خلال الفترة 1992- 2007، بلغ عدد الجرائم وبالمتوسط ما بين 10- 11 مليون جريمة وفي عام 2008 زاد عدد الجرائم الى 14.5 مليون جريمة وهذه الظاهرة الخطيرة في تصاعد مستمر، في حين بلغ عدد الجرائم في الاتحاد السوفيتي خلال المدة 1955- 1985 بـ مليون و 800 الف جريمة، علماً ان الاتحاد السوفيتي كان يشكل سدس مساحة العالم.
9. في ظل اتباع سياسة الاصلاح الاقتصادي والمتمثل بالمنهج الليبرالي المتوحش، وبسبب هذه السياسة المؤدلجة لصالح النخبة الحاكمة، فان روسيا فقدت امنها الغذائي والدوائي والعلمي... اما وضعها الامني- العسكري فأنها تعتمد على القوة العسكرية التي تم تصنيعها في ظل السلطة السوفيتية، وفي ظل تطبيق سياسة اقتصاد السوق الراسمالي والحرية والتعددية والديمقراطية... التي ينادي بها صقور الليبرالية المتطرفة اذ تحول الانسان الى بضاعة يباع ويشترى فالاطفال يباعون في السوق عبر "شركات" وهمية ومنظمات مافوية داخل روسيا حتى وصل سعر الطفل عشرات الالوف من الدولارات، وفي رابطة الدول المستقلة اليوم (جمهوريات الاتحاد السوفيتي يتم تصدير سنوياً 75 الف شابة "للعمل" منها 50 الف شابة من روسيا، ويعود السبب الرئيس الى البطالة وغياب حق العمل المشروع.
10. ان التحول من الاشتراكية الى الراسمالية في روسيا ساعد على تعميق الفجوة الاقتصادية- الاجتماعية داخل المجتمع الروسي وبشكل مرعب، اذ يشير قادة سياسيون روس الى ان 25 عائلة روسية تستحوذ على حصة الاسد من الدخل القومي الروسي والغالبية العظمى منهم من غير القومية الروسية، وكما تشير الدراسات عن وجود اكثر من 100 ملياردير وغالبيتهم من غير الروس تقدر ثروتهم المعلنة فقط باكثر من 520 مليار دولار، وان 0.2% من سكان روسيا يستحوذون على 70% من ثروة الشعب الروسي، وتحتل روسيا المرتبة الثانية في العالم بعدد المليارديرية، في حين احتلت اميركا المرتبة الاولى في هذا المؤشر.
11. اقدم الليبراليون المتطرفون في روسيا على خدعة الشعب الروسي بلعبة ما يسمى بالفاوجر (سند مالي قيمته 10 الف روبل سوفيتي) وحسب اللعبة الخبيثة تم تقدير ثروة روسيا بـ 1،5 تريليون روبل وحسب الإحصاءات الرسمية في وقتها بان عدد سكان روسيا كان 150 مليون نسمة، أي ان لكل مواطن من الطفل حتى كبار السن يحصلون على فاوجر قيمته 10 الف روبل بهدف تحقيق نوع من "العدالة في المجتمع الديمقراطي" علماً ان الغالبية العظمى من المواطنين الروس لا يفهمون ولا يعرفون ماذا يعملون بالفاوجر، بعد ان خدعهم أناتولي جوبايس احد اهم المسؤولين عن تنفيذ هذه الخدعة الكبرى، اذ قال ان قيمة الفاوجر تساوي 2 سيارة روسية!!.
أقدمت المافيا السياسية وبالتنسيق والتعاون مع المافيا الاجرامية وقوى اقتصاد الظل وبدعم واسناد وتخطيط من قبل المتنفذين في قمة السلطة وخاصة من العناصر غير الروسية بجمع هذه السندات (الفاوجر) وبأسعار بخسة تراوحت ما بين 200- 500 روبل، وحتى وصل قيمة الفاوجر سعر قنينة فودكا واحدة، ومن خلال هذا الاسلوب اللاشرعي واللاقانوني استطاعت العناصر غير الروسية ان تجمع حصة الاسد من الفاوجرات في يدها، مما ساعدها على الاستحواذ اللاقانوني ولكن بشكل "قانوني" على اهم المؤسسات الانتاجية ذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة.
لقد قدرت الثروة الروسية المكتشفة فقط بـ 335 تريليون دولار، ومن خلال تنفيذ برنامج الخصخصة اللاقانونية وخاصة خلال الفترة 1992- 2000، تم خصخصة 500 مؤسسة صناعية كبرى بـ 7.2 مليار دولار، في حين قيمتها الحقيقية هي 900 مليار دولار، هذه هي السرقة والجريمة الكبرى التي اقدم عليها لصوص البيرويسترويكا- الإصلاح الاقتصادي وتحت شعارات جوفاء وكاذبة وفي مقدمتها: الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان واقتصاد السوق...؟!.
12. ضمن الدستور الاشتراكي للمواطن السوفيتي حق العمل والتعليم والعلاج والسكن المجاني اما في ظل سياسة الاصلاح الاقتصادي فان المواطن فقد فعلياً هذه الحقوق، فمثلاً اصبح الحصول على السكن للغالبية العظمى من المواطنين الروس حلماً بعيد المنال اصلاً، فهو فقط في متناول النخبة الحاكمة والمافيا، فمثلاً المواطن في ظل الاشتراكية يحصل على السكن مجاناً من الحكومة، وبنفس الوقت كان يوجد قطاع تعاوني للسكن تحت أشراف الدولة ايضاً يقوم ببناء مساكن للمواطنين وبسعر معقول، فمثلاً شقة تعاونية مكونة من 3 غرف سعرها 14 الف روبل (أي ما يعادل 3000 دولار حسب سعر الصرف للعام 1987) يتم دفع 5 الف روبل وبقية المبلغ يقسط على اساس 25 سنة.
ان الشقة التي كان سعرها 3000 دولار هي نفسها اليوم يتراوح سعرها ما بين 600- 700 الف دولار، واذا اخذنا بنظر الاعتبار متوسط الاجر الشهري 500 دولار هذا يعني ان المواطن يحتاج ما بين 100- 118 سنة يجمع المبلغ من اجل شراء الشقة وبدون أي انفاق!! هذه هي الراسمالية المتوحشة، وهذه هي سياسة اقتصاد السوق الراسمالي.
لقد رفع ويرفع "الاصلاحيون- الديمقراطيون" الروس بان الاشتراكية هي الجحيم والرأسمالية هي النعيم، نحن لانتفق مع هؤلاء "القادة" ولكن نقول إنهم بالأمس القريب كانوا "قادة- كوادر" شيوعيين في الحزب الحاكم وهم رفعوا الشعارات ومنها: المجد للشيوعية، المجد الى لينين، اما اليوم المجد للرأسمالية... رفضهم للاشتراكية لانهم لا يستطيعون سرقة أموال الشعب وتهريبها للخارج... فهم مع الرأسمالية لأنها تسمح لهم العبث وسرقة ثروة الشعب وبدون حساب ورقابة.
ان الرأسمالية تسحق وتذل الفقراء وباستمرار، فهي نظام مؤدلج وطبقي ومنحاز يخدم الطغمة المالية الحاكمة بالدرجة الاولى.


رابعاً- قالوا... وحذروا:
1. يوسف ستالين:
في أيار عام 1941، حذر ستالين من خطر عودة قوى الثورة المضادة في الاتحاد السوفيتي اذ قال ان "ان المهمة الرئيسة لاعداء الشعب السوفيتي هي إسقاط النظام السوفيتي واقامة الرأسمالية... ومن خلال ذلك فسوف تتحول البلاد الى ملحق للغرب، بلداً مصدراً لمواد الخام الأولية وان الشعب السوفيتي سوف يتحول الى عبيد للامبريالية يرثى له...وان هولاء الخونة والحقراء والاذلاء عازمين (من امثال غورباتشوف وياكوفلييف وشفيرنادزة وبوريس يلتسين وكرافجوك...) قبل كل شيء التخلي عن الملكية الاشتراكية وبيعها..".

2. غينادي زوغانوف:
ان "النخبة الديمقراطية المزيفة التي استطاعت عن طريق الخيانة والكذب تخريب البلاد...وبسبب تجارب البيرويسترويكا دفعت المجتمع الى حافة نزاع اجتماعي بالغ الحدة". ثم يقول "انها مفارقة ولكنها واقع، فقد كان راس الخونة والمرتدين الامين العام للحزب (المقصود ميخائيل غورباتشوف) نفسه مع حاشيته المقربة".

3. ارنست ماندل:
يقول ان "البيرويسثرويكا والجلاسنوت بأنهما برنامج "اشتراكي ثوري" قد جر البلاد والشعب الى كارثة اقتصادية".

4. كيندي:
يشير الرئيس الاميركي كيندي في عام 1960 الى ان "الروس كانوا متقدمين على اميركا في مجال الفضاء وان نموهم الاقتصادي كان اسرع...". اما لستر ثرو اذ يقول "لقد بنى السوفيت مصانع عملاقة اكبر بكثير من تلك التي بنيت في اقتصاديات السوق (المقصود البلاد الرأسمالية الصناعية المتطورة)".

5. بريماكوف:
يشير بريماكوف الى "ان حوالي ثلثي جميع الاختراعات والاكتشافات العالمية في القرن العشرين قد انبعثت وتحققت بأستخدام الاكتشافات العلمية الأساسية لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي".
6. بريجينسكي:
يؤكد بريجينسكي ان روسيا "بلد زائد" ويجب ان تقسم الى سبع جمهوريات اما هنري كيسنجر فيؤكد، انه يفضل الفوضى والحرب الأهلية على عدم قيام روسيا قوية مركزية. هؤلاء وغيرهم "أنصار" الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، والطامة الكبرى هو ان معظم "قادة" الأحزاب الشيوعية قد صدقوا بشعارات هؤلاء المخططين لما يسمى بالبيرويسترويكا، وتبنوا شعارات بريجينسكي وكيسنجر الجوفاء وساندوا وثقفوا بنهج الخيانة العظمى الا وهي نهج البيرويسترويكا، انهم فقدوا بصيرتهم الفكرية سواء عن قصد او بدونه وهنا يحذر لينين الى ان الخيانة سواء كانت واعية او مخطط لها او عن جهل او عدم الوعي والادراك فالنتيجة هي واحدة الا وهي الخيانة.
ان مشروع البيرويستروكيا- الإصلاح الاقتصادي، هو مشروع الحكومة العالمية ومؤسساتها الاقتصادية والمالية والتجارية العالمية، وان غورباتشوف وفريقه ويلتسين وفريقه قد نفذوا هذا المشروع الخياني بوعي وبتخطيط وتعاون وتنسيق مع واشنطن ولندن وباريس وبون وتل ابيب. فهؤلاء خونة، خانوا شعبهم وفكرهم وحزبهم وغدروا بالحركة الشيوعية العالمية وحركة التحرر الوطني وان مصيرهم ومصير من أيدهم ولا يزال يدافع عن نهج البيرويسترويكا الصفراء سيكون في مزبلة التاريخ، وينبغي على قيادة الأحزاب الشيوعية ان تدين نهج غورباتشوف- يلتسين الخياني وبشكل علني وفي حال السكوت او التجاهل او عدم الإدانة، هذا يعني ان هذه القيادة لن تختلف عن غورباتشوف وفريقه من حيث المبدأ.

خامساً- وجهة نظر: بعض أهم عوامل التقويض:
ان عملية اختفاء الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى في نهاية القرن العشرين شكلت كارثة سياسية كبرى على الصعيد الدولي، لان الاتحاد السوفيتي كان يشكل قطباً حقيقياً للتوازن السياسي والاقتصادي والعسكري على الصعيد الدولي مع القطب الامبريالي بقيادة الامبريالية الاميركية، وبنفس الوقت كان الاتحاد السوفيتي يشكل قطب الشعوب الفقيرة والمدافع الحقيقي عن مصالحهم مقابل قطب الطغاة الذي هدف ويهدف الى فرض نظام عبودي جديد على الصعيد العالمي من اجل قيادة العالم ونهب ثرواته وبأساليب غير شرعية.
من حق المواطن والسياسي النظيف والمتتبع لتطور الإحداث المأساوية خلال الفترة 1985-1991 من ان يطرح تساولات مشروعة وهي: كيف حصلت هذه الكارثة لدولة عظمى كالاتحاد السوفيتي؟ ما هي العوامل التي ساعدت على تحقيق ذلك؟، ما هو دور الحزب وقيادة المخابرات كي جي بي والقيادة العسكرية من كل ما حدث؟ ما هو دور الاحزاب الشيوعية العالمية وما هو موقفها من خلال تطور الاحداث المأساوية، سيما وان ناقوس الخطر الجدي لنهج غورباتشوف وزمرته بدأ واضحاً منذ عام 1987؟ ما هو دور ومكانة قوى الثالوث العالمي من هذا الزلزال؟ ما هو دور ومكانة واشنطن ولندن وباريس ويوت وتل ابيب في هذه الكارثة؟.
نعتقد، هناك عوامل داخلية وخارجية لعبت مجتمعة في تحقيق الهدف الرئيس لقوى الثالوث العالمي في تقويض السلطة السوفيتية، لأن الاتحاد السوفيتي، كان يشكل الخصم الرئيس والعدو رقم واحد لهذه القوى الظالمة والمتمثلة بالماسونية والصهيونية والامبريالية العالمية وبنفس الوقت كان الاتحاد السوفيتي يشكل العقبة الرئيسة والمعرقلة لهذه القوى الهدامة والتي تهدف الى قيادة العالم وتحويل الشعوب الفقيرة الى عبيد او سلعة تباع وتشترى وفق قانون الطلب والعرض الراسمالي والعمل الحثيث على سرقة ثروات الشعوب من اجل انقاذ نظامهم المريض والمصاب بأمراض خبيثة وفي مقدمتها البطالة والفقر والجريمة والمخدرات وتعميق الفجوة الاقتصادية- الاجتماعية لصالح الطغمة الحاكمة.
ان الشيء الجديد والفاعل في عملية الزلزال الكبير والكارثة المأساوية هو ان العامل الخارجي اصبح هو العامل الرئيس والفاعل في عملية التقويض، وأصبح هذا العامل هو الموجه والمنظم والدافع للعامل الداخلي، ولعب في ذلك "عملاء النفوذ" و "الطابور الخامس" في قيادة الحزب الحاكم والسلطة التشريعية والتنفيذية خلال فترة ما يسمى بالبيرويسترويكا 1985- 1991، ورافق هذا النهج تظليل وخداع وتدويخ واشغال المواطنين بامور عقيمة وغير نافعة اصلاً على سبيل مناقشة برامج وهمية وكاذبة منها برنامج 500 يوم ولعب "عملاء النفوذ" دوراً رئيسياً في ارباك الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وادخال الشعب والحزب والسلطة في دوامة من الفوضى المنظمة وبما يخدم الهدف الرئيس.
أ- العامل الداخلي:
ان أهم العوامل الداخلية الرئيسة التي ساعدت على تقويض الاتحاد السوفيتي هي الاتي:
1. الابتعاد المنظم والتدريجي عن الالتزام المبدع والمطور للنظرية الماركسية- اللينينية وخاصة بعد وفاة ستالين وللمدة 1953- 1985، اذ اتسمت هذه الفترة بتجميد وتأليه وتقديس النظرية الماركسية- اللينينية وهذا مخالف لسنة وتطور المجتمع ومخالف لجوهر قانون الديالكتيك.
ان المتنفذين في قيادة الحزب وخاصة المسؤولين عن الميدان الأيديولوجي هم من العناصر غير الروسية، فهولاء وبحكم مركزهم الحزبي الكبير ومن خلال أتباع أساليب وحجج ومبررات مختلفة وغير علمية لم يسمحوا لا للمعاهد العلمية البحثية المتخصصة ولا للملاكات الحزبية المتخصصة من ان يسهموا اسهاماً فعلياً وحقيقياً بهدف أغناء وتطوير النظرية وبما يتلائم ويتوافق والمستجدات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين المحلي والدولي، أي انهم وضعوا "الفيتو" على عدم المساس بالنظرية؟!.
عندما تقلد خروشوف مقاليد قيادة الحزب والدولة ومن خلال المؤتمر العشرين، بدأ خروشوف وفريقه بالهجوم غير المبرر من الناحية العلمية والموضوعية على ستالين وكان هذا الهجوم يحمل في خفاياه حقداً دفيناً وشخصياً على ستالين وليس مبدئياً وتم ذلك وتحت اسلوب وغطاء خاطئ الا وهو محاربة "عبادة الفرد"، وكما اتخذ خروشوف وفريقه اجراءات غير مبدئية وانتقامية وخاصة فيما يخص القيادات والملاكات الحزبية السابقة والمؤيدة لسياسة ونهج ستالين اذ تم ابعادهم عن المراكز الحزبية والادارية، علماً ان خروشوف كان احد قادة الحزب خلال فترة حكم ستالين.
ان هذا النهج التحريفي- الانتهازي الذي قاده خروشوف وفريقه قد الحق ضرراً بالغاً وكبيراً بالحزب واضعف وحدته الفكرية والسياسية والتنظيمية واربك ثقة الشعب بالحزب، وكما انعكس هذا النهج التخريبي على الحركة الشيوعية العالمية ومن اخطر واهم النتائج السلبية هو أضعاف ثم انقسام الحركة الشيوعية العالمية الى معسكرين، المعسكر الاول: شكل هذا المعسكر الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية- حقاً يؤسف له- قد ساندت وأيدت نهج خروشوف وفريقه أي تم تأييد موسكو، إما المعسكر الثاني، وهو مثل الأقلية من الأحزاب الشيوعية التي رفضت نهج وسياسة خروشوف وساندت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وان قيادة الحزب الشيوعي الصيني قد أدانت نهج خروشوف وبرسالة رسمية، ناهيك من ان نهج خروشوف قد ساعد على تفاقم واشتداد حدة الخلافات بين موسكو وبكين حتى وصلت الامور فيما بعد الى النزاع المسلح في السبعينات من القرن الماضي.
ان استلام خروشوف لقيادة الحزب والدولة وقيامه بأجراءات غير ديمقراطية وفي الميادين المختلفة قد شكلت البداية الحقيقية والنواة الرئيسة للارتداد عن النهج المبدئي الذي كان سائداً خلال المدة 1917- 1953، ومما شكل هذا السلوك التحريفي- الانتهازي الخطوة الاولى لخلق مقدمات التقويض للاتحاد السوفيتي.
ان سلوك خروشوف اللامبدئي والخيانة العظمى لـ غورباتشوف قد أنجزا وحققا أهداف قوى الثالوث العالمي وبالمجان وعن حق عندما قال لينين "في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء او الخيانة بشكل متعمد ومحسوب". والحق يقال ان هناك فارق بين غورباتشوف وخروشوف، فالأول خائن لشعبه وحزبه وفكره واصبح اليوم اشبه بالمتسول السياسي يتجول في عواصم العالم الامبريالي من اجل جمع حفنة من الدولارات...!!، اما خروشوف، فهو شخصية بسيطة غير مثقف وغير مؤهل للمنصب الهام والحساس الا وهو قيادة الحزب والدولة وخاصة في تلك الفترة (المرحلة) التي بدأت فيها ما يسمى بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الاميركية، بدليل اعلن خروشوف منذ تسلمه مقاليد قيادة الحزب والدولة بأن عام 1980 سيكون عام بناء الشيوعية... ولكن حلت الكارثة الحقيقية والخيانة العظمى عام 1991، عام تقويض الدولة العظمى على يد الخائن والمرتد ميخائيل غورباتشوف، انه خائن وبدرجة امتياز، ومراوغ بارع وغير صادق ويحمل ازدواجية في السلوك بدليل قال في عام 2000 سوف تحل مشكلة السكن في عموم الاتحاد السوفيتي حلاً جذرياً ويصبح لكل مواطن شقة خاصة به فيلاحظ ما اوعد به ذهب مع مهب الريح وفقد المواطن السوفيتي حق السكن المجاني، واصبحت الشقة المكونة من ثلاثة غرف ولعام 2005- 2010 فان سعرها يتراوح ما بين 600- 700 الف دولار وفي مركز المدينة موسكو يصل الى اكثر من مليون دولار في ظل متوسط الاجر 500 دولار هذا يعني يحتاج المواطن من 100- 117 سنة وبدون أنفاق أي شيء من دخله النقدي بهدف شراء شقة، وهذا مستحيل من يستطيع العيش لهذه المدة؟!، وكما اعلن غورباتشوف ان هدفي الرئيس هو القضاء على الشيوعية...نقول ان الشيوعية لم تمت لانها لم تولد، فهدف غورباتشوف يتطابق مع حلفاءه مثل ريغان وبوش وكيسنجر وبيريجينسكي... وهتلر وتشرشل...!!.
2. ضعف تطبيق الديمقراطية الشعبية من حيث الممارسة والتطبيق بشكل عام وداخل الحزب بشكل خاص اذ تم تطبيق المركزية البيروقراطية القاتلة واللامبدئية داخل هيئات الحزب مما انعكس ذلك وبشكل سلبي على الاداء الحزبي اولاً وعلى عمل السلطة التشريعية والتنفيذية ثانياً.
3. عدم فصل دور ونشاط وعمل الحزب عن جهاز الدولة الاداري وبالتالي استطاع الجهاز الاداري- البيروقراطي من ان يضعف دور ومكانة الحزب داخل المجتمع وبشكل تدريجي وحتى داخل السلطة التنفيذية وخاصة خلال ما يسمى بالبيرويسترويكا للمدة 1985- 1991 واستطاع الجهاز الاداري- البيروقراطي من احتواء اهم الملاكات الحزبية وباساليب مختلفة وافسد البعض الاخر منهم.
4. لم يتم تطبيق وتطوير وتطويع مبدع للقوانين الاقتصادية الاشتراكية بشكل سليم وبما يخدم المجتمع الاشتراكي والاقتصاد الاشتراكي ولم يتم الاخذ بالحسبان اثر المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية الجارية على الصعيد الدولي، اذ يلاحظ ان قسماً من القوانين الاقتصادية تم تشويهها من حيث التطبيق وخاصة فيما يتعلق بربط الاجر بطبيعة العمل، الحافز المادي، الحساب الاقتصادي وموضوعية اسبقية قطاع (أ) على قطاع (ب)، واهمال قطاع انتاج وسائل الاستهلاك علماً ان هذا القطاع على تماس مباشر مع حياة المواطنين، ولم يتم التركيز على نوعية الانتاج، بل تم التركيز على الكم الذي يفتقر الى المواصفات المطلوبة والتي لا تلبي رغبات واذواق المستهلك، وعدم الاخذ بمبدأ المنافسة الاشتراكية بين المؤسسات الانتاجية والخدمية فيما يتعلق بكم ونوع الانتاج، وضعف الرقابة والمحاسبة الجادة على المقصرين... في العمل.
5. لم يتم اعطاء دور حقيقي وفاعل وملموس للطبقة العاملة السوفيتية وحلفائها في المساهمة الجادة لرسم السياسة الاقتصادية والاجتماعية لدولتهم الاشتراكية، بل كان دورها شكلي وغير فاعل، بل أنيطت هذه المهمة الرئيسة الى الجهات ذات الاختصاص وغالبيتها من اجهزة السلطة التنفيذية والتي اتسمت بالحزبية والبيروقراطية والسلوك النفعي، وكما اضعف دور الطبقة العاملة في ميدان الرقابة والاشراف الفعلي، فهي مغيبة من الناحية الفعلية وموجودة من الناحية الشكلية، وبسبب ذلك وغيره تم قتل روح الابداع وضعف الولاء الحقيقي للحزب والسلطة.
نطرح سؤلاً مشروعاً: هل هذا الموقف من الطبقة العاملة كان صدفة ام مخطط له؟ وما هو دور القيادات المتنفذة في الحزب والسلطة من غير الروس في ذلك؟، نعتقد، ان الجواب الحقيقي نجده عند الطبقة العاملة السوفيتية- الروسية المخلصة.
6. غياب او ضعف التجديد المستمر في عموم الحزب وخاصة في قيادته بقيادات شابة ومبدعة ومبدئية ولديها الامكانيات الفكرية، وبسبب غياب التجديد الحقيقي للحزب، فأصبحت قيادة الحزب قيادة هرمة ومتقدمة بالسن ولا تستطيع تحمل وإدراك المهام الجسام والكبيرة الواقعة عليها بدليل توفي بريجنييف وبعد سنة توفي اندروبوف، وبعد فترة قصيرة توفي جرنينكو، وهؤلاء الرؤساء للحزب والدولة فارقوا الحياة خلال فترة قصيرة جداً.
ان اللجان والاجهزة المتخصصة في الحزب والدولة كانت هي الفاعلة والراسمة لعمل ونهج الحزب في الواقع الفعلي، ولعبت البيروقراطية الحزبية والسلوك اللامبدئي لدى البعض من المتنفذين من قيادة الحزب والملاكات الحزبية المتقدمة وخاصة من العناصر غير الروسية دوراً كبيراً في عدم تفعيل عملية تجديد ورفد الحزب بالعناصر الشابة، اضافة الى ذلك عدم تطهير الحزب وبشكل مستمر من العناصر الانتهازية والوصولية والنفعية والمرضى النفسين... وكان لينين وستالين وبشكل مستمر يقومون بتطهير الحزب من هولاء وتجديده من اجل ان يكون حزباً ثورياً وطليعاً ومبدئياً وحازماً ومبدعاً في تنفيذ قرارات الحزب وخير دليل على ذلك، ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، دور اعضاء وملاكات وقيادات الحزب في الحرب الاهلية 1918- 1922 والحرب الوطنية العظمى 1941- 1945، وبهذا الخصوص أشارت جريدة البرافدا في 22/3/1942 الى ان "شخصية المسؤول السياسي سوف تدخل تاريخ الحرب الوطنية العظمى كشخصية من اكثر شخصياتها مجداً وشرفاً شخصية تحمل الرشاش بيدها وترتدي بزة التمويه وتعتمر الخوذة سائرة في المقدمة وقائدة من ورائها المقاتلين نحو هدف سام ونبيل الا وهو سحق الفاشيست الالماني وتحرير الوطن".
ان السبب الرئيس في كل ما ذكر يعود الى ضعف ممارسة الديمقراطية السليمة في المجتمع السوفيتي بشكل عام وداخل الحزب بشكل خاص.
7. ضعف دور الرقابة الشعبية الحقيقية على الاداء البرلماني والحكومي، وكانت الرقابة الحزبية هي الشكل الرقابي الوحيد والرئيس على عمل السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وهذا مستند ومستمد من الدستور الاشتراكي الفقرة (6) التي تنص ان الحزب هو الذي يقود المجتمع والدولة، إلا إن تفعيل دور ومكانة الرقابة الشعبية قانونياً لم يتعارض مع الدستور السوفيتي، بل يمكن ان تلعب هذه الرقابة على تعزيز دور ومكانة الحزب في قيادة المجتمع والسلطة ويعزز الديمقراطية الشعبية لما فيه مصلحة النظام الاشتراكي، ولكن...؟!.
8. تفشي خطر البيروقراطية الحزبية الادارية في جسم الحزب والسلطة التشريعية والتنفيذية واصبح هذا الخطر يشبه مرض "السرطان" الذي يفتك بجسم الانسان وحتمية الموت، وان قيادة الحزب لم تتوقف وقفة مبدئية وجدية لمعالجة هذه الكارثة الحقيقية، وهذا ما حذر منه كل من لينين وستالين.
9. ضعف مستوى الوعي السياسي والطبقي في المجتمع بشكل عام ولدى الطبقة العاملة وحلفائها بشكل خاص وتتحمل قيادة الحزب المسؤولية الكبرى في تلك الكارثة، فأصبحت الطبقة العاملة السوفيتية مغربة بشكل حقيقي عن المصانع والمعامل... والعمال الزراعيين في السفخوزات ناهيك عن الدور الضعيف لوسائل الإعلام (تلفزيون، راديو، صحف، مجلات، سينما...) وان الدورات الحزبية والمهنية كانت غير فاعلة وغير جادة فلم يتم ربط النظرية بالواقع الفعلي الملموس مما خلق نوع من عدم الايمان بالنظرية، وهذا لم يكن وليد صدفة مطلقاً.
10. منذ اواسط السبعينات من القرن الماضي، تحول الحزب من حزب ثوري طليعي مدافع عن مصالح العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين الى حزب تفشت فيه البيروقراطية والنفعية والوصولية والانتهازية والعمل على تحقيق المصلحة الخاصة على المصلح العامة، مما ساعد ذلك وغيره الى ان قيادة وملاكات الحزب بدأت تفقد شعبيتها وتفقد الثقة وبشكل تدريجي من قبل الشعب وخاصة من قبل الطبقة العاملة وحلفائها، والا ماذا يفسر في الانقلاب الحكومي في اب عام 1991، حضر في اليوم الأول المساند للانقلابين والمدعومين من قبل الغرب الامبريالي وخاصة من قبل الامبريالية الاميركية ما لا يتجاوز الف شخص (كاتب المقال كان متواجد مع هؤلاء امام ما يسمى بالبيت الأبيض مقر الحكومة وهم يمثلون رثة المجتمع السوفيتي) اما اليوم الثالث فلم يتجاوز العدد ما بين 5000- 6000 مواطن روسي من اصل 290 مليون نسمة.
يطرح سؤال مشروع: أين الطبقة العاملة وحلفائها من الانقلابين؟ اين دور الكمـمول الشيوعي؟ أين دور الجيش السوفيتي وقيادته التي اقسمت اليمين على ان تحافظ على السلطة والنظام الاشتراكي؟ اين دور كرو، كي. جي. بي السوفيتية؟ واخيراً اين دور الحزب الشيوعي قيادة، كوادر، اعضاء، لحزب بلغ تعداده ما يقارب من 20 مليون عضواً حزبياً؟!.
11. ان السبب الرئيس والفعال في تفكيك وغياب الاتحاد السوفيتي يرجع الى عامل الخيانة العظمى وخاصة في قيادة الحزب، حيث اصيبت هذه القيادة بفيروس الخيانة الكبرى وهي تبنت ونفذت مشروع الحكومة العالمية الا وهو البيرويسترويكا (أعادة البناء) بهدف تقويض الحزب والدولة والنظام الاشتراكي السوفيتي ومن اهم "القادة" و "الكوادر" التي لعبت دوراً في تنفيذ هذا المشروع هم: غورباتشوف، ياكوفلييف، شفيرنادزة، رورسكوي، رسلان حسيولاتوف، وبوريولوس واناتولي جوبايس، ونيمسوف...واطلق على الغالبية العظمى من هؤلاء بـ"عملاء النفوذ" و "الطابور الخامس".
ب- العامل الخارجي:
إن الشيء الجديد في هذا الزلزال المدوي الكبير والكارثي والذي الحق ضرراً بالغاً بشعوب العالم وخاصة الفقيرة منها، اذ ان العامل الخارجي اصبح عاملاً مؤثراً وموجهاً ومنظماً للعامل الداخلي من خلال "عملاء النفوذ" و "الطابور الخامس" في الحزب والسلطة، أي ان قوى الثالوث العالمي قد وجدت لها حلفاء وانصار ومؤيدين ينفذون مخططهم وهؤلاء هم يقودون اكبر حزب سياسي في العالم وكما يقودون اكبر دولة عظمى تملك اكبر ترسانة نووية- ذرية... في العالم وهؤلاء قوضوا دولتهم العظمى وبالمجان وأصبحوا اليوم مليونيرية ومليارديرية ويملكون المال والسلطة والعقار داخل دولتهم وفي الخارج ومن أهم العوامل الخارجية هي الأتي:
العامل الأول: يتمثل بدور الغرب الامبريالي بقيادة الامبريالية الاميركية في تصعيد سباق التسلح واعلان "الحرب الساخنة" وكما لعبت وكالات الغرب الامبريالي وفي مقدمتها وكالة المخابرات المركزية الاميركية دوراً كبيراً في عملية تقويض الاتحاد السوفيتي.
العامل الثاني: لعبت المؤسسات الاقتصادية والمالية التجارية...الدولية وخاصة صندوق النقد والبنك الدوليين دوراً كبيراً في عملية تقويض الاقتصاد الوطني واصبح دورها دوراً تخريبياً وبأساليب متعددة.
العامل الثالث: تمثل هذا العامل بدور "عملاء النفوذ" و "الطابور الخامس" في الحزب وفي البرلمان والحكومة واصبح هؤلاء ادوات تنفيذية "مبدعة" لتقويض دولتهم ونظامهم.
العامل الرابع: يتمثل هذا العامل في التأييد الكامل أو شبه المطلق من قبل الغالبية العظمى من قادة الاحزاب الشيوعية العالمية لنهج الذي قاده غورباتشوف وفريقه. إذ لوحظ إن بعض قيادات الأحزاب الشيوعية العربية بذلت جهداً اعلامياً وايديواوجياً وبالتثقيف في نهج غورباتشوف- ياكوفلييف، بل والاكثر من ذلك اقاموا ندوات ومؤتمرات "علمية"!! حول نصرة نهج غورباتشوف الهدام خلال المدة 1989- 1990 في حين ان جميع المؤشرات السياسية والاقتصادية- الاجتماعية وغيرها تدل وبما لا يقبل الشك ان الاتحاد السوفيتي يسير نحو الهاوية نحو الكارثة نحو التقويض ولا يمكن لاحد من ان ينكر ذلك حتى لمن فقد بصره ونظره وفكره...!! وهؤلاء القادة الشيوعيين من الاحزاب الشيوعية متواجدون في موسكو سواء بدعوات رسمية او غيرها وهم كانوا يرون وبأنفسهم وبالملموس التقويض فكيف يمكن لقادة هذه الاحزاب الشيوعية لم تحرك ساكنا؟ فهل سيرحم التاريخ هذه القيادة في المستقبل؟.
سادساً: بعض الاستنتاجات:
1. حاول ويحاول اليوم الاعلام البرجوازي وفي مقدمته ماكنة الاعلام البرجوازي الاميركي وحلفاؤهم في بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية من تضليل الرأي العام وعدم ذكر الحقيقة الموضوعية، اذ يؤكدون ان تفكك الاتحاد السوفيتي جاء بسبب فشل النظام الاشتراكي لانه واجهة ازمات عديدة وهذه الازمات هي السبب الرئيس في تقويضه، ومما يؤسف اليه ان غالبية الأعلام اليساري، أي أعلام بعض الأحزاب الشيوعية كتب القليل عن هذه المسألة وقسماً منهم التزم الصمت وكأن المسألة لا تعنيه حتى لم ينشر الدراسات العلمية في أعلامه التي لها علاقة بموضوع البحث- حقاً- غريب إذ لم يسمحوا بنشر الدرسات التي تفند أراء الأعلام البرجوازي، وبنفس الوقت يدعون انهم يدافعون عن الاشتراكية ويدعون انهم شيوعيون؟!، ومن يدافع ويكتب ويفند ما ينشره الأعلام البرجوازي الغربي وحلفاؤه لم يسمح بنشر دراساتهم وترجماتهم بل يهاجمونهم ويصفونهم "بالمتطرفين اليساريين" و "بالحرس القديم" و "بالمحافظين" وغيرها من النعوت والوصف اللامبدئي!!.
نقول حقيقة موضوعية لخصوم الفكر الاشتراكي من المنظرين البرجوازين وبعض الاقلام الصفراء التي كانت بالأمس "يسارية" وترفع شعارات "المجد الى لينين" و"المجد للشيوعية" "والمجد لثورة اكتوبر الاشتراكية" واليوم رفعوا وتبنوا شعارات مناقضة مائة بالمائة ومنها "المجد للراسمالية، ولاقتصاد السوق...".
إن الاتحاد السوفيتي لم يواجه أزمة سياسية او اقتصادية تؤدي به الى التفكك فالاتحاد السوفيتي منذ عام 1917- 1985 لم يواجه أي ازمة داخلية تؤدي به الى التقويض وتكون السبب الرئيس.
2. ان السبب الرئيس في عملية تقويض الاتحاد السوفيتي يعود الى عامل الخيانة السياسية والايديولوجية والاقتصادية- الاجتماعية وخاصة في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والمتمثلة بغارباتشوف وفريقه وخاصة خلال المدة 1985- 1991.
3. ان العوامل الداخلية التي واجهت الحزب الشيوعي السوفيتي والتي تم ذكرها والتي استند عليها واستخدمها غورباتشوف وجماعته وعمقها وشوه الحياة الحزبية والفكرية لم تكن عوامل رئيسة تؤدي الى تقويض الاتحاد السوفيتي، بل كانت عوامل ثانوية، الا ان العامل الخارجي والمتمثل بالغرب الامبريالي بقيادة الامبريالية الاميركية ومؤسساتها المخابراتية C. I. A، والمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، اذ أصبح هذا العامل هو الموجه والمخطط الرئيس للعامل الداخلي من خلال دعمه وإسناده الى المتنفذين في قيادة الحزب والسلطة واطلق على هؤلاء بـ "عملاء النفوذ" و "الطابور الخامس" وبهذا الخصوص يشير الكاتب السوفيتي باميل موستافين ان ثمن البيرويسترويكا كان اكثر من 3 ترليون دولار لشراء النخبة الحاكمة في قيادة الحزب وكوادره في الجيش وجهاز امن الدولة وقوات الداخلية والوزراء واعضاء البرلمان وقيادة المنظمات الشبابية والطلابية والمهنية..(جريدة باتريوت العدد 56، كانون الثاني، السنة 2004 باللغة الروسية).
إن العوامل الداخلية قد شكلت كلها انحرافاً سياسياً وايديولوجياً عن الخط العام لحزب لينين- ستالين، وشكلت مجتمعة نهجاً تحريفياً وخيانياً كبيراً، لو كان على رأس الحزب والسلطة قائداً مبدئياً وثورياً وشيوعياً حقيقياً لا يعرف المجاملة او المساومة في عمله من مثل ستالين، جوكوف او غيرهم لما حدث ما حدث للاتحاد السوفيتي من كارثة كبرى خلال المدة 1985- 1991.
ان دولة مثل دولة الاتحاد السوفيتي وخلال تواجدها للمدة 1917- 1991 واجهت مؤامرات دولية كبيرة وكثيرة من قبل الغرب الامبريالي، فالحرب الاهلية (1918- 1922) اذ دعم الغرب الامبريالي بقيادة الامبريالية الاميركية قوى الثورة المضادة وبلغ عدد الدول الرأسمالية الداعمة لقوى الثورة المضادة بـ14 دولة، الهدف الرئيس تقويض السلطة السوفيتية الفتية ولكن فشلوا في تحقيق هدفهم اللامشروع والسبب الرئيس يعود الى وجود قيادة سياسية كفؤة ومخلصة وعلى رأسها ستالين والتفاف الشعب حوله، والحرب العالمية الثانية (1941- 1945) وبقيادة ستالين تم سحق الفاشية الوليد، اللقيط الشرعي للنظام الامبريالي العالمي، وايضاً فشلت قوى الثالوث العالمي من تحقيق هدفها، وأشعلوا الحرب الساخنة (1946- 1991)، ومما يؤسف له نجحوا في تحقيق هدفهم خلال المدة (1985- 1991) والسبب الرئيس يعود الى خيانة غورباتشوف وزمرته المارقة.
4- إن بعض (القيادات) في الأحزاب الشيوعية التي دعمت وساندت نهج غورباتشوف وفريقه خلال فترة البروسترويكا للمدة 1985- 1991، قد عملوا على احتضان وتقديم بعض الكوادر الحزبية إلى مواقع حزبية متقدمة من الموالين لهم ولنهج غورباتشوف ، وبعدما اتضح جوهر الخيانة العظمى لنهج غورباتشوف وفريقه المارق فأن أغلبية هذه الكوادر الحزبية أصبحت قيادية في الحزب وقسماُ منها أصبح يقود الحزب علماً أنها غير مؤهلة لذلك وبأت تعمل وبحكم مسؤوليتها الحزبية الجديدة على إضعاف وتشويه دور ومكانة الحزب داخل المجتمع، بل والأكثر من ذلك سعت وتسعى اليوم إلى تجميد شبه كامل لنشاط الحزب وسط الجماهير وخاصة بين العمال والفلاحين وتحت مبررات غير مقنعة وواهية مما أدى هذا السلوك اللامبدئي إلى تحويل الحزب من حزب طبقي وثوري إلى حزب اشتراكي- ديمقراطي من حيث الجوهر الحقيقي فالتناقض بين الشكل والمضمون لايمكن إن يستمر طويلاً.
يمكن القول إن هذا العمل والسلوك يعد خيانة عظمى تواجه بعض الأحزاب الشيوعية العالمية، فلابد من تصحيح مسار وعمل ونشاط هذه الأحزاب والالتزام بالثوابت المبدئية.
لعبت وتلعب وسوف تلعب القيادة السياسية دوراً رئيسياً وايجابياً كبيراً كما حدث في حكم ستالين وسلبياً كما حدث في عهد المرتد غورباتشوف، ان دولة عظمى مثل الاتحاد السوفيتي تحتاج الى قيادة كفؤة علمياً وايديولوجياً وعسكرياً، مخلصة وأمينة وان تلتزم بالنظرية الماركسية- اللينينية وتسترشد بها في العمل وتعمل على اغناؤها وتطويرها وبما يتلائم والوضع المحلي والعالمي بهدف الحفاظ على النظام الاشتراكي وتعزيز دوره ومكانته والرجوع الى الشعب دائماً في اوقات المحن والصعاب فلا اشتراكية علمية بدون ديمقراطية شعبية حقيقية ولا حزب ثوري بدون وحدة فكرية ثورية.
فالحزب هو المسؤول عن كل ما حدث وسيحدث، ليس دفاعاً...فالحقيقة ثورية دائماً.

بغــداد
22/4/2011



#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الدولة الاقتصادي_ الاجتماعي في المرحلة الانتقالية
- الأشتراكية الأمتحان الصعب ... والأنتصار الكبير [ بمناسبة الذ ...
- هل كان غورباتشوف شيوعيا
- دور المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية في عمليةالتحول الاق ...
- ستالين الذي شيد دولة عظمى
- من المسؤول عن تفكك الاتحاد السوفيتي
- هل يحق لآمريكا ان تقود العالم
- نظرة تحليلية للنظام الامريكي من الداخل
- الازمة الاقتصادية والمالية العالمية وحتمية انهيار النموذج ال ...
- الأزمة الإقتصادية والمالية العالمية وحتمية إنهيار النموذج ال ...
- النتائج الاقتصادية والاجتماعية لسياسة التحول الى اقتصاد السو ...
- شهادة للتاريخ... دروس وعبر(2)
- بعض الملاحظات حول قانون الخدمة الجامعية
- هجرة الكفاءات العلمية العراقية الاسباب والمشاكل والحلول *
- الاتحاد السوفييتي في ملفات المؤامرة العالمية الحلقة الثال ...
- الاتجاد السوفييتي في ملفات المؤامرة العالمية - الحلقة الثاني ...
- الاتحاد السوفييتي في ملفات المؤامرة العالمية
- الأخطار المحدقة للمعاهدة الأستراتيجية بين العراق وامريكا
- الصراع السياسي ومجالس الصحوة ، نظرة من الداخل القسم الثاني
- الصراع السياسي ومجالس الصحوة . نظرة من الداخل ، القسم الاول


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - نظرة من الداخل:بمناسبة الذكرى العشرين لتقويض الاتحاد السوفيتي19912011