أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - ليس من ضيوف النبي !..














المزيد.....

ليس من ضيوف النبي !..


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


لست طائيا بالنسب لأبي حاتم المعروف بإفناء رزق أولاده من أجل عابري سبيل..كما أني لست من بخلاء الجاحظ الذين يقتل الشح إنسانيتهم ! و لكني قد أكون مواطنا مغلوبا على امره في تتبع رغيف الخبز بشكل عادي ،يعمل حساباته البسيطة التي لا تفلت منها أية صغيرة و لا كبيرة !
مثلي كثيرون و إن اغراهم النفاق الاجتماعي الذي يصيبنا في بوحنا ،فنوهم أنفسنا إن حط علينا ضيف أو غيره بأننا لا نأبه لمصروف فرضته علينا صدفة غير منتظرة ! لكن كل هؤلاء الكثيرين قد لا يعيشون مثل اللعنة التي تنزل على كل ساكن لمدينة شاطئية صيفا !
تكون ممددا على فراشك تحسب طيور المساء و هي تستعد للغدو ،حين تستعد أنت لأخذ قيلولتك ،فإذا بطارق ما على بابك أو على هاتفك النقال اللعين..إن فتحت الباب تجده واقفا فرحا باصطيادك في بيتك حتى لا تفرمنه إلى عطلتك ! و إن فتحت هاتفك يجيبك أنه وراء الباب ينتظر ! الأمر سيان إذن إذ لا مفر..ستفتح الباب ! ستضيع راحتك ! ستسهر من حينه على راحته !
يأتيك بأخبار لا تود سماعها و لا تغنيك في شيء،و يحمل لك معه نسمات الحر و القيظ التي تركها وراءه في مدينته الداخلية فارا إلى الجنة التي تعيش فيها لوحدك ! ربما قد بلغ الحقد الانساني إلى درجة أن ضيفك يستخسر عليك انتماءك بالصدفة إلى مدينة رطبة صيفا !
ومع أنك لست من هواة الاشتراكية في هذا المجال ،فإن ضيفك على اية حال قد وضعك أمام أمر واقع لامفر منه:أن تشاركه جنتك !
تطلب منه ان يمدد جسده في انتظار شاي الترحيب فيفاجئك أن الأولاد و أمهم التي لم تحضر زفافها و لا عرفت محياها تأخروا في اللحاق به بعد أن دخلوا دكانا لشراء حليب الرضيع المحمول على ظهرها ! في دقائق يصبح بيتك الهادئ مخيما لعائلة لا تدري كم عدد أفرادها !
شايك لن يكون كافيا ،فعليك أن تهم بالخروج لإحضار واجبت الضيافة الكريمة من حلوى و فورماج و عصائر لا تتذوقها إلا لماما ! و بالطبع فلن تسأل ضيفك عن مدة مقامه و لو أنه فاجأك بالسؤال ذاته يوم أردت الاطلالة عليه فيه فقط في مدينته ! تلعن شيطانك و تتذكر أن والدك كان يقول إن ضيافة النبي ثلاثة ايام !
سقف استضافتك لعائلة صديقك واضح..ثلاثة ايام من العناء في الاتيان بالعصائر كل صباح و ليترات الحليب للرضيع الجائع دوما و الجرائد التي فجأة صار صديقك يقرؤها ! فناء المنزل أصبح ملعبا لأطفاله ،و زوجتك المسكينة لم تعد ترى من الصيف إلا ما تحكيه ضيفتها !
تمر أيام النبي الثلاثة و صاحبك لا يبدو عليه أنه من ضيوف النبي ! لا يبدو عليه أو على صاحبته و بنيه أنهم راحلون عن سماء بيتك ! تضرب الأخماس في الأسداس، و تبدأ لغة الرمز و الغمز لعل الحر يفهمهما ! مرة تقول أن عائلتك ستأتي ،و تارة تومئ إليه بأن لك موعدا في مدينة أخرى مع طبيبك،و مرة تدعي أنك ترغب في قضاء عطلتك في مكان آخر..لكنه لا يفهم !
تفرغ جيوبك و صاحبك لا يأبه ،فهو في عطلة رائعة جدا لا يخسر فيها فلسا واحدا ..يسكن في بيت به خدم و حشم ،و يستحم كل يوم و أبناؤه كلهم من رمال و ملوحة البحر بماء ساخن،و يشتري له كبير الخدم كل شيء من سيجارته إلى فوطة زوجته !
و كأني بمثل هذه العينة من الضيوف الثقال تجثم على كل عائلات مدينتي المساكين ،لا لذنب سوى أنهم وجدوا فجأة بمحاذاة بحر !
تصيح بغضب صامت حزين:
لن أكون حاتميا بعد هذا الصيف ! لكني لن ابخل في الصيف القادم !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرجة إستكشافية سياسية..
- حكومة مثل دوائها.. !
- بعبع 20 فبراير..!
- مومياوات الفساد!
- نحتاج للحماية ..
- الباك القديم..الباك الجديد !
- عادت حليمة..وعاد سيزيف !
- لهذا ساقاطع الإستفتاء !
- يشفي من كل داء !
- النبوغ المغربي الجديد !
- مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !
- أحزاب وازنة فعلا !
- ساركوزي يقول نعم للدستور !
- تعددية دستورية !..
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - ليس من ضيوف النبي !..