أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الخطوط الحمراء .. تحترق!














المزيد.....

الخطوط الحمراء .. تحترق!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا يتدهور الموقف بهذا الشكل، ولماذا يندفع الجميع إلى الصدام فى وقت كان المفترض فيه الدفاع بقوة عن "التوافق الوطنى" من أجل عبور الفترة الانتقالية، من الدولة الاستبدادية إلى إرساء دعائم دولة الحق والقانون، فى أقصر وقت وبأقل تكلفة؟!
ومن المسئول عن هذا التصعيد الذى يقذف بنا إلى المجهول؟!
لقد كان هناك اتفاقاً هاماً – حتى وإن لم يكن مكتوباً – على أن هناك خطان أحمران يجب عدم تجاوزهما فى هذه المرحلة الانتقالية.
الخط الأحمر الأول هو عدم الصدام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتباره حارس البلاد وحامى الثورة ومطالب الثوار، التى قال منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد السلطة فى البلاد أنها مطالب مشروعة ومقبولة.
والخط الأحمر الثانى هو عدم التطاول على الثورة أو الالتفاف حول مطالبها وأهدافها التى أصبحت محفوظة عن ظهر قلب ومغروسة فى ضمير ووجدان كل مصرى.
وللأسف الشديد فإن الأيام القليلة الماضية شهدت تجاوزاً لهذين الخطين.
فرأينا تصعيداً فى خطاب بعص الفصائل المعتصمة فى "ميادين" التحرير، ونغمة حادة فى نقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وانتقالاً من الاجماع الوطنى على شعار "الشعب والجيش إيد واحدة" إلى رفع شعارات انتقادية للمجلس.
ثم شهدنا انتقالاً من الشعارات الانتقادية إلى المسيرات التى ترفع هذه الشعارات.
ثم انتقالاً من المسيرات فى الأماكن التقليدية والمألوفة إلى الاصرار على توجيه هذه المسيرات الغاضبة إلى عقر دار المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. الأمر الذى ترتبت عليه مواجهات "العباسية" بكل تفاصيلها المحزنة.
***
كل هذا التصعيد فى شعارات وتحركات ومواقف بعض الفصائل "الثورية" لم يتم فى فراغ، أو دون داعى، وإنما تزامن مع تصعيد مقابل من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو من بعض أعضائه فى أغلب الأحيان.
فبدأنا نسمع لغة "جديدة" من جانب بعض أعضاء المجلس تتنصل من الشرعية الثورية أصلاً، وتصر على أن المجلس يستمد شرعيته من ذاته وكأنه لم تحدث فى مصر ثورة أصلاً!
وبدأت اللغة التى أحبها المصريون والتى كان المجلس يحرص فيها على الاعتماد على "رصيده" لدى الشعب ويعتذر فيها عن أخطاء تقع من البعض هنا أو هناك اعتماداً على هذا الرصيد الايجابى، ..، هذه اللغة بدأت تتغير إلى لغة مختلفة تماماً فى الأيام الأخيرة قوامها التهديد (الذى وصل إلى ذورته مع إصبع اللواء محسن الفنجرى) ثم التخوين (الذى ظهر فى الاتهامات الموجهة إلى حركة 6 أبريل وحركة كفاية) .
وبالاجمال بدأنا نشم رائحة لغة مباحث أمن الدولة وحسن عبدالرحمن وحبيب العادلى وحسنى مبارك فى البيانات الرسمية".
وبالتوازى مع هذا التغير فى خطاب المجلس ظهر تغير آخر تجسد فى استعداء من أسماهم المجلس "بالمواطنين الشرفاء" على المعتصمين فى سائر أنحاء البلاد، والوقيعة بين الشعب والثوار.
وفى ظل هذا الخطاب العصبى شهدنا إقالة الاعلامية المحترمة دينا عبدالرحمن لا لشئ إلا لأنها رفضت وصف اللواء كاطو للصحفية المحترمة نجلاء بدير بأنها "مخربة". وهو أمر لم يحدث طوال عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك. ومن العار أن يحدث بعد 25 يناير.
والمسألة لا تتوقف عند دينا عبدالرحمن ونجلاء بدير، بل من حق الجماعة الوطنية أن تخشى أن يكونا بداية ترصد لكل صوت يغرد خارج سرب السلطة.
***
إذن هناك صدع فى العلاقة بين الثوار وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وهو صدع لا يجب دفن الرءوس فى الرمال أمامه أو التهوين من شأنه.
بل يجب الاعتراف به كبداية لابد منها لوقف اتساعه. فهذه معركة لا غالب فيها ولا مغلوب، بل إن الغالب فيها مغلوب بالضرورة.
ويجب العمل فوراً، اليوم قبل الغد، لوقف هذا التلاسن غير المسئول.
ولن يتم هذا بالكلام المعسول هنا أو هناك وإنما بالتحرك الفورى والجاد لإعادة الأمور إلى نصابها. وهو ما يستلزم إعادة الاعتبار إلى الخطين الأحمرين المشار إليهما فى بداية هذه السطور، مع ما يتطلبه ذلك من استحقاقات واضحة ومحددة وملزمة على الجانبين.
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورتان .. وبينهما -نكسة-
- مصر فوق الجميع
- رسائل بعلم الوصول
- -باعة- الثورة!
- مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!
- قوم يا مصري
- أصول المهنة.. أولاً
- الدين لله والوطن للجميع .. يا ناس
- الثلاثاء الأسود
- الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-
- سابق و مخلوع بالثُلث
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الخطوط الحمراء .. تحترق!