أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - مصر لم تعد تحتمل الغباء السياسى














المزيد.....

مصر لم تعد تحتمل الغباء السياسى


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين نسأل شخصا كم حاصل جمع 1+1 فيجيبك بأنها خمسة فهذا شخص يمكنك أن تحاوره لكن حين تسأل شخصا كم حاصل 1+1 فيجيبك بأنها بطيخة فاعلم انك أمام امرئ لا يمكنكما أبدا أن تلتقيا وهكذا حال إدارة الأمور فى مصر لا سيما فيما يتعلق بالحريات وبمطالب الناس العادلة فى حياة كريمة.

هل حقا كانت مصر تدار بمنطق الغباء الممزوج بالبلطجة والقهر؟ من كان يحكم مصر؟ إن استدعاء أمثلة للإدارة الغبية والقرارات التى تنضح بقمة الغباء لا يمثل عناء يذكر فتقديم ما حقه التأخير وتأخير ما حقه التقديم وإفساد الحياة العلمية والصحية والاجتماعية والثقافية وتبوء سفلة القوم لمناصب حساسة والتباطؤ السخيف فى اتخاذ القرارات ونضج العامة عن الحكام فيما يتعلق بتقديم مقترحات فاعلة وابتكارات ممكنة لأزماتنا التى صنعها أولئك الساسة السفهاء نماذج واضحة للعيان لتبيان تلك الغباوة التى لم تنفك عن أولى الأمر فى مصر سواء فيما مضى أو فيما هو حاضر...ولا يعقل أن الذى كان يحكم مصر من خلف الستار قد توارى مع هذه الثورة ذلك أننا ما زلنا نشهد منطق الغباء سائدا...فمن ذا الذى كان يحكم مصر؟ من ذلك اللهو الخفى الذى جعل من سفهاء قومنا كنزا استراتيجيا للكيان الصهيونى؟ من ذلك الذى لم يطق أن يتحمل أو أن يفهم أن مصر تغيرت وأن المصريين تغبروا بالفعل وأن الجيل الذى تشهده مصر الآن لم يعد يمكنه أن يتحمل الغباء أو أن يظل اللهو الخفى يلقى بقرارات غبية من خلف ستار كما كان العهد من قبل.

إن البطء فى اتخاذ القرارات التى لطالما نادى بها الناس من شهور مضت يثبت أن اللهو الخفى وأدواته وذراعه بعيد عن الواقع ولا يمارس مهامه وفقا لوجود ثورة ولم يع بعد أن المصريين تغيروا، وأنهم لن يرجعوا للوراء ثانية وأن عليهم أن يدركوا أن هناك فارقا فى السرعة بين مطالب الثوار المشروعة والعادلة والسريعة وبين تفكير السلحفاة...إن استمرار الحال هكذا ينذر بعواقب وخيمة سوف تطال نارها الوطن كله...على صناع القرار فى مصر أيا كانوا ينبغى أن يصل إليهم – إذا كانوا لا يقرءون الواقع- أن مصر بالفعل تغيرت، شبابها غير كهولها ولو أن أولى الأمر يقيسون على أنفسهم لفسد الأمر ذلك أن شبابها لن يسمح - والله لن يسمح- بسرقة ثورتهم فإما ثورة صحيحة تنهض بها مصر وإما فوضى عارمة تقضى على كل متباطئ وخوار ومتواطئ وصاحب أجندة بالفعل خارجية (وهو يرمى الشرفاء بها بالباطل) مطلوب منه أن ينفذها دون وعى بحقيقة تغير الشباب وساعتئذ ستكون أيضا دمار على رأس اللهو الخفى صانع الأجندة الحقيقية ألا من يعى ؟ألا من يفهم ؟ألا من مبلغ؟

أرأيتم شعبا أنضج من حكامه مثل المصريين ؟؟ يقترحون حلولا مبدعه لمشكلات ما صنعها المواطنون بل الساسة الأغبياء ومن معهم من مسئولين نافذين انظروا إلى إبداعات بنك الأفكار وما فيها من حلول مبدعه ومبتكره لمشكلات اقتصادية تبحث فقط عن إدارى مخلص صاحب قرار ...ما دلالة أن يبدع المواطنون حلولا لمشكلاتنا الاقتصادية ولا يقترب منها المسئولون إلا أن يكون ذلك عن قصد الإفساد وزيادة معاناة الناس؟

إن الجدية مفقودة فى تحقيق مطالب الثورة الحقيقية ويبدو أن استهبال المصريين يتم بصورة فجة وغبية ولربما انقلب السحر على الساحر...خذوا مثلا اللغط التى يتناول حياة/ صحة الرئيس السابق تمهيدا لعدم مثوله أمام المحكمة فى أوائل أغسطس القادم وكما هو معروف لدى الساسة أن شغل يوم الخميس يتم التحضير له من يوم السبت السابق، ومثال آخر عودة رئيس مصلحة الطب الشرعى بعد أسابيع من عزله فضلا عن تكريم قتلة الثوار بنقلهم إلى مؤسسات تعطى راتبا أكبر وترقية بعض القتلة من الضباط.

وعلى صعيد آخر ففى تقديرى أن أكثر من 90% من مشكلاتنا المصرية يكمن فى غياب العدالة الاجتماعية فأمراض التحاسد والتباغض وما يستتبعها من شكاوى واعتصامات وإضرابات فئوية بعضها مشروع وبعضها ليس ذاك أوانه وبعضها الآخر مستفز وغير مشروع إنما يرجع إلى غياب تلك العدالة الاجتماعية وإلى التفاوت العريض والغبى فى الأجور بين العاملين فى الدولة.

خاتمة وملاحظات
1/ إن مصر كلها تعيش الحالة الثورية بالمزاج الثورى إلا ثلاث فئات ما تزال تعيش بعقلية العصر الحجرى حيث الغباء والبطء وردود الفعل غير المتزنة مع الحدث والتعطيل والتأجيل والخبث وهذه الفئات هى : الفئة الحاكمة بمن فيهم (اللهو الخفى) والفئة التنفيذية وأخيرا البلهاء الذين لا يعنيهم من أمر دنيتهم إلا شهوتى البطن والفرج وربما من أجل ذلك باعوا أنفسهم ووظفوا أصابعهم للدفاع الالكتروني عن الفئتين الأولى والثانية.

2/ لقد استبان لى أن أمتنا فى حاجة ماسة إلى مفردات تتسم بالوضوح والإمكانية والثبات لتقرير طريق النهضة ولا شك عندى أن مفردات من قبيل (1) العلم، (2) والعدل، (3) والصلاح أو الاستقامة، (4) والقوة أو الشجاعة هى مفردات أصيلة (واضحة، وممكنة، وثابتة) للبناء الحضارى والسير فى ركب الحضارة الإنسانية.

3/ قيل إن عصفوراً خرج من عشه مستغرباً ضجيج الناس من صراخ وهلع وتدافع، فسأل عن الخبر، فقيل إن السماء ستسقط على الأرض بعد قليل والناس حيارى لا يدرون ماذا يفعلون غير الصراخ والعويل. فما كان من عصفورنا الناعم، إلا أن جعل ظهره على الأرض ورفع رجليه الصغيرتين إلى أعلى، وقال هذا واجبي، أنا أدافع عن الأرض بما أستطيع. إذا لم يتحرك الفاقهون فلن يتحرك الكسالى والعجزة والقاعدون.

4/ وإن أقوى ما يمكننا أن نواجه به الطغيان الظاهر والباطن (اللهو الخفى) هو توحدنا على قلب رجل واحد وتوحد مطالبنا السياسية وتنحية إيديولوجياتنا جانبا لكن يبدو أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

سيد يوسف



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ضرورة نقد المجلس العسكرى
- أحزابنا السياسية ضرورة أم عبء على الوطن؟
- الأجور فى مصر بين الخيال وبين الممكن
- الوعظ السياسى وآيات آل مبارك الممزق
- جمعوا هذه المشاهد ثم استنتجوا
- من وحى ثورة 25 يناير(2-2)
- من وحى ثورة 25 يناير(1-2)
- الغضب المصرى الأول
- تأملات إنسانية فى المشهد التونسى 2011
- فى انتظار المصير المحتوم
- هل تذكرون عصا سليمان؟
- المزورون: ليسوا نوابا وليسوا محترمين
- إهدار أحكام القضاء طرد الحرس الجامعى نموذجا
- مفردات الواقع المؤسف لا تنبئ بخير
- حرب الملصقات الرئاسية فى مصر
- غباء التسويق لتوريث مصر
- بساستنا تآكلت جغرافية مصر
- احتقان مصر ولامبالاة الرئيس
- أبى الغباء أن يفارق أهله
- الوجوه الكريهة للأحزاب الحاكمة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - مصر لم تعد تحتمل الغباء السياسى