أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار جبار - قصة قصيرة















المزيد.....

قصة قصيرة


بشار جبار

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


فتاة في المقهى
بينا كان كعادته السيد ميخائيل يجلس في المقهى عند الساعة الخامسة مساء يرغب في احتساء المشروب العراقي المميز وهو الشاي كان يفكرفي امور عديدة تجول في خاطره مشاكل العمل وامور تصليح السيارة التي اصبحت تثقل كاهله والهم الاكبر البيت وهنا لنتوقف قليلا.
البيت اسمعتم عراقيا ليس لديه مشاكل في البيت الذي هو المفروض عش الراحة الذ يخلد اليه الرجل ويريح عظامه ونفسه وكذلك جزء من روحه الهائمة ولكن هذا امر لا يتمتع به اكثر العراقيون وبين هذه الفكرة والاخرى اصبح يقلب نظره في وجوه الجالسين في المقهى هذا يدخن بشراهة وهذا يتكلم مع نفسه واخر يظرب حجر الدومنوا بقوة وكانها قتلت شخصا عزيزا عليه ..نفس الزجزه ونفس الحال تتكر كل يوم وكانها لعب خشبية تعرض مسرحية تعاد كل يوم وبشكل ممل حتى ملها المسرح وملها الجمهور وملها الزمان لا شيء جديد حتى الكرسون لم يعد ينتظر احد لطلب شيء فهو يعرف ما يشرب كل زبون جمود عجيب يخيف الحجارة وتكرار يشعر البشر بالموت وهم احياء .
بينما صديقنا جالس يحتسي شرابه بهدوء ويطالع الجريدة التي اصبحت لا تنقل خبرا يعيد البسمة في وجوه المطالعين والحق يقال انها لم تفعل يوما ووسط هذا الصمت وبينما كل فرد تعصره افكاره يامل بان يجد امرا جديد يغير الروتين الساحق أي شي ولو كان بسيط حدث ذلك الامر الذي سيغير حياة كل الجالسين في المقهى فقد دخلت فتاة شابة حسناء تخلب الالباب وتاخ العقل الى ارض المجهول وقفت وسط المقهى وبداءت تدور بعينيها وكانها تبحث عن امر مهم لا احد يعرفها ولم يراها احد من قبل ولم يكن احد يعلم انها ستغير حياة الجالسين وكذلك حياة التابعين لهم من بشر وهنا اشاحت ببصرها على طاولة قرب شباك المقهى طاولة قتلها مرور الزمان والم المكان توجهت نحوها بصمت وهنا قطع شرود بالها النادل بعبارة مساء الخير أي خدمة
بهدوء حذر وبسكون مخيف قالت ( شاي )
النادل:ماذا يسالها بستعراب
اعادت الكلمة شاي اريد شاي
نعم استريحي فقط
جلست الفتاة وامامها قدح صغير من الشاي وهنا بدءات تنظر من الزجاج تارة وتارة تنظر في وجوه الجالسين .....ميخائيل ينظر وفجاءة راءى الفتاة وقد امطرت عينها اول الغيث من الدمع اصبحت الدمعة تنزل على خدها مثل حبات لؤلؤ قد قطع عقدها وتناثرت على الارض شغلت افكار الجالسين لما تبكي وما سبب البكاء ومن يستحق هذه الدموع المنيرة الكل ساكت ولا يتكلم والكل يدور في فكره كلمة واحدة ( اذهب واسالها )لكن الكل يخاف ان يتخذ المبادرة نعم فتاة بهذا النوع قد تكون مجنونة او تكون سليطة اللسان ولكن لا لا ليس لي شاءن وهذا حال كل العراقيين
لكن ميخائيل يفكر مالذي سوف اخسره انا منزعج من العالم وردة فعل الفتاة لن تشكل فرق لديه وبشجاعة الفرسان نهض من كرسيه وتوجه نحوها بخطوات حذرة ولما وصل الى الطاولة المنشودة بهدوء مرحبا قال ميخائيل
الفتاة مرحبا اخي اهناك شي تريده تسال بنوع من التهكم
ميخائيل لايوجد شيء يستحق دموعك لما البكاء
الفتاة وما يخصك من الامر
ميخائيل هزتني دموعك والصراحة نحن لا نرى فتاة تجلس في المقهى كل يوم
الفتاة .ولن تراها في يوم اخر
ميخائيل.. لكن لما بكاء فتاة مثلك ان كان المال سبب فهناك بعض الحلول
الفتاة ..لا ليس المال لدي الكثير وهنا اخرجت من حقيبتها حفنة من النقود وقالت انظر
ميخائيل..لما اذا بكاءك تحملي فضولي فليس لي طاقة على رؤيتك تبكين
الفتاة غير مهم ممكن تتركني في حالي ولو لدقيقة
ميخائيل براحتك بلهجة اهل بغداد الشهيرة
وهنا وبلحظة سكون قرر ان يعود لطاولته وهو يجر اذيال الخيبة وهناك الف سوال يدور في مخيلته الصغيرة ربما غاضبة من اهلها او ربما تريد احتراف بيع الهوى وربما .وربما.
وهنا قطعت تساله الفتاة بصوت عالي وهي تجلس من مقعدها
بدا ان تجلس في المقهى لما لا تذهب لبيتك احسن انت تعرف ان بغداد ليست امنة
ميخائيل..ليست امنة اذا كنا لا نجد الامان في نفوسنا فكيف نامن في شوارع بغداد التي اتخ منها ملك الموت مقرا دائما لعمله
الفتاة..وهي تبكي تقضون النهار في شرب الشاي ولعب الدومينوا الا تملون
ميخائيل..واين نذهب وماذا نعمل كل شخص ترينه لديه مشاكل يهرب منها ولا نجد مكان اخر غير هذا المقهى
الفتاةلا يوجد مشكلة ليس لها حل
وبصوت عالي ضحك جميع من في المقهىوفيها نوع من الاستهزاء
الفتاة لما تضحكون
ميخائيل صدق من قال طبيب يداوي الناس وهو عليل
الفتاة بصمت قهر النفوس وحسرة مريرة
رجل من المقهى .انت ليس عليك ايجار بيت متاخر من اربعة اشهر ولا تعرفين كيف تدفعيه
الثاني..او لست مثلي ابحث عن وظيفة ولم اجد منذ خمسة سنوات
الثالث..انا عمري اصبح 37 عام ولم اتزوجولا املك ما اتزوج به
والاخر.انت لا تعيشين في بيت من المعدن كون بعض البشر فجروا بيتك
وهناك سيد قال ابني سجن بسبب الاشتباه منذ سنتان ولا استطيع ان اجند له محامي يدافع عنه
وتوالت المشاكل واحدة بعد الاخرىحتى قالت وبصوت مرتفع
كفى لا تهمني ان اسمع مشاكلكم يكفيني ما انا فيه
ميخائيل ..ارايتي كل منا لديه همومه ولكنا نتجرع الصبر عسى ان ترينا الدنيا الوجه الجميل الاخر منها
ميخائيل ولكن اهناك ما يستحق بكائك ومعذرة انت تجلسين في مقهى الرجال وهذا امر غريب
وهنا نادى صاحب المقهى .ابنتي اخاف ورائك مشكلة وبلهجة اهل بغداد ارجوك ليس لنا قدرة اخرجي من هنا
وهنا قالت الفتاة.لا تخاف اهلي هم سبب بكائي وجلوسي هنا
وباسغراب قال ميخائيل
هل فعلت شي يجعلك تهربين من اهلك
الفتاة .لا ولن افعل فانا ابنة ناس محترمين ولي سمعة
الرجل اذا ما السبب
الفتاة.اخاف ان افقد عزيزا على قلبي
ميخائيل.كلنا لا نرغب بذلك
الفتاة.اذا كنت كذلك فلما لا تعودا للبيت افضل لكم
ميخائيل حسنا ابنتي اعدك اني ساذهب للبيت اذا نهضت وعدتي معي
الفتاة.من سمح لك ان تعلمني ما اريد انت حر ...لا تذهب
ميخائيل ..يعود للجلوس معها على الطاولة ويقول
الامر سهل كل ما تحتاجيه الكلام وازاحة بعض الهم عن صدرك
الفتاة..سيدي اني همي لا يعرفه الا الله
ميخائيل..ومن منا ليس لديه هموم ولكن الحياة يجب ان تستمر
الفتاة هذه هي مشكلتي
ميخائيل..متى كانت الحياة هي المشكلة ما زلت شابة وامامك الحياة باكملها
الفتاة ..تبكي بصمت انا اسفة سيدي ولكن هي مشكلتي
ميخائيل... كيف وبصمت خافت تجيبه لا استطيع
وهنا تدخل رجل في الكلام
ابنتي انسي الدنيا واضحكي والله المفرج
الفتاة..لا لا استطيع ولكن ارجوكم ان تتركوني في امري ويا ليت لو تتركو المقهى
وهنا رن هاتف الفتاة ولما نظرت الى الهاتف اخذها الالم والبكاء
وسالها ميخائيل
لما ابنتي ...اجيبي بل خوف
الفتاة تجيب على الهاتف وبعصبية حسنا حسنا لعنكم الله واغلقت الهاتف
وبداءت تنظر في وجوه جميع الجالسين وسالت اقرب الاشخاص اليها
ما الذي يجعلك تعيشون بالامل
اجاب الاول فريبا جدا سانال ترقيتي وسيزيد مرتبي وساعمل على تحسين وضع عائلتي
الثاني انا وجدت من يتوسط لي لعلهم يقبلوني في هذه الوظيفة الجديدة
الاخر عرس ولدي البكر الخميس القادم وانا منتشي من الفرحة
وميخائيل يجيب الفتاة لهذا السبب نحيا كل لديه امر يستحق الحياة من اجله
الفتاة وانا كان يجب ان تموت ليحيى شخص اخر
ميخائيل هذا امر لا يقبله الله هو الوحيد من يقرر من يحيى ومن يموت
الفتاة..وان كنت ستفقد شخص عزيز على قلبك
ميخائيل يسكت بدون جواب
وهنا يسال الفتاة اهناك ما يجول في راسك بنيتي
الفتاة اتستطيع اقناع الجالسين بما تريد
ميخائيل طبعا فنحن منذ سنوات نجلس هنا ولي تقدير عندهم
الفتاة اتريد ان تساعدني يا عم
ميخائيل ....وبسرعة نعم يا صغيرتي وبكل ما املك
الفتاة اذا ارجوك ارحل واصحابك الى منازلكم الان وتمتعوا مع عوائلكم
ميخائيل ..ولكن ستخرجين معنا
الفتاة...لا ارجوك ساجلس قليلا ثم اذهب ارجوك ..ارجوك
وفي حيرة من ما تقوله...اطرق ميخائيل براسه

الفتاة ببكاء مثل لحن ملائكي
يا سيدي تمنيت لو ان لي القرار
الرجل ..انت مخيرة بقرارك
الفتاة...ولقد اخترت فعلا
ميخائيل..الحياة جميلة ارجو ان تحسني الخيار
الفتاة ...ماذا تفعل من اجل من تحب
ميخال..بتعجب...من احب
الفتاة بسرعة.....نعم
ميخائيل ان لم اصنع له الحياة ..مستعد ان اموت من اجله
الفتاة...بسكوت مرير لقد قررت ان اصنع لمن احب الحياة
ميخائيل كيف
الفتاة ستعلم ....ستعلم
ميخائيل بتفائل وسرعة انهضي ولا تكوني عنيدة
هيا يا ابنتي ....انهضي معي
الفتاة بحزن لقد اخبرتك ساقوم بما انوي لاجل من احب
ولاجل من تحب ارجوك ياعم اسبقني
واعدك انك لن تندم
ميخائيل ساراك سعيدة وبلاحزن مرة اخرى
الفتاة نعم فاين ساذهب لا حزن ولا بكاء
لا ارى بعيني ولا يحزن قلبي

ميخائيل ..وماذا الذي لن تريه ولا يحزن قلبك
الفتاة لا يالم الجرح الا من به الالم
ميخائيل...والان ستذهبين
الفتاة نعم
ميخايل ...ساعتبره وعد منك
الفتاة بحزن نعم يا عم وعد مني
صاحب المقهى..نحن على باب الرازق فلا تخرجي الناس
الفتاة اسفة يا سيدي انا ساخرج
الفتاة لميخائيل...احب بيتك يا عم
هو نعمة لا تتكرر مرتين
ميخائيل ..وانا افعل
وبهدوء تنظر في وجه الجالسين وهم يبتسمون
قولي يا رب ..ولا تخافي
بينا تسير اول خطواتها نحو الباب
ينادون عليها مع السلامة يا فتاة وبفرحة يراقبوها
فتتوجه الى الشارع وتصرخ باعلى صوت وهي قرب الباب
لا ارجوك ...ارجوك
صوت خطف الانفاس من الجالسين
صوت ارعب الارض ومن يسير عليها
صوت انسان فقد الامل
لكن للشيطان افكار اخرى
وما هي الا ثانية وقد التفتت الى ميخائيل واحنت راسها وفي عينيها دموع السماء باكملها وكان في قلبها كلمة لم تقال
وهنا لمي يسمع الجالسون الا الموت وصوته المخيف بشكل انفجار مخيف هز الارض وكان الساعة حلت نار ودخان وسيارات مبعثرة فزع كبير واجهة المقهى محطمة
الناس تفترش الارض بين فاقد للوعي ومجروح
وصوت السيارة وصافرات الشرطة تعج في السماء
وبعد انجلاء الغبرة
لم يمت بشر لم يقتل انسان لم تحطم الحياة
نهض ميخائيل مسرعا يساعد الناس
ولكن عيناه تبحثان عن شي واحد الفتاة
وهنا سمع الكلام ..لقد انفجرت الفتاة
ميخائيل ماذا
نعم انها كانت ترتدي قنبلة تحت ملابسها
ميخائيل...ماذا ...لكن...كيف...ماذا
ولم يجد سوى المنديل الذ اعطاه للفتاة ملقي ارضا
وعليه قطرات دم
والناس تصرخ عملتها الكافرة
وميخائيل يصرخ باعلى صوت اسكتهم
لا....لا..لقد ماتت من اجل من تحب
كم مولم حياة بلدي موت ودمار
اه....واه..لا تنتهي
والف ميخائيل....والف فتاة...والف حكاية
سار الى بيتها غير مهتم لدمائه
لكن عيناه تتكلم بالدموع......



#بشار_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار جبار - قصة قصيرة