أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليلى الصفدي - الجولان بين جدار النظام وأمل الثورة














المزيد.....

الجولان بين جدار النظام وأمل الثورة


ليلى الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 19:01
المحور: حقوق الانسان
    


الجرافات الإسرائيلية بدأت تمهد المكان لجدار عازل جديد بين مجدل شمس وعين التينة، النظام "الممانع" في دمشق، والذي يزأر منذ شهور خمسة بوجه المتظاهرين العزل ويقتل الأطفال، لم ينبس ببنت شفة.. وعلى الأرجح لن ينبس بها مستقبلاً... ، يبدو أن النظام يصر على تأكيد عجزه وفشله، بل وضرره المستمر تجاه قضية الجولان.. وها هو يتوجها بـ "إنجاز" أخير: "جدار إسمنتي عازل"، لتكتمل حلقة العزل التي خيمت حول الجولان وسجنته طوال أربعة عقود ونيف.. جدار آخر سوف يضيف إلى اختناقنا اختناقاً.. وإلى عزلتنا عزلة، وإلى انفصالنا القسري انفصالا..
هذا هو ما كان ينقص الجولانيين بعد أربعة عقود من الاحتلال / الانقطاع عن وطنهم.. عن أهلهم وتاريخهم.. وحاضرهم ومستقبلهم..
وتلة الصراخ التي كانت حتى الأمس متنفساً أساسياً لعواطفنا واشتياقاتنا سوف تغلق الآن نهائياً بجدار شاهق... لن يحجب العواطف والأشواق فقط.. بل سيحجب الهواء والضوء.. والأمل أيضا..
ليس أكثر من الكلام هنا بعيدا عن نزف الدماء، لكنه كلام لابد منه فهو وسيلتنا الوحيدة لقهر الألم..
حين اقتحم الشباب الفلسطيني الرائع ما يسمى "خط وقف إطلاق النار" المتاخم لبلدة مجدل شمس المحتلة في ذكرى النكبة، استطاعوا في المرة الأولى وببطولة نادرة اجتياز الشريط والوصول إلى مجدل شمس ورفع العلم الفلسطيني في ساحتها، ورغم أننا كنا نعي الأسباب الحقيقة التي استغلت توقهم لفلسطين ومحاولة استخدام النظام السوري لمشاعرهم كورقة ضغط في معاركه الخرقاء والمتخبطة، إلا إننا عانقنا عبورهم وكأنه تحرير للجولان.. وبقينا نقتات في جلساتنا تفاصيل عبورهم وبطولتهم وآلام استشهادهم. لكن المرة الثانية، في ذكرى النكسة، كانت أكثر إيلاما وقهراً... فقد واكبناهم منذ ساعات الصباح كيف يمزقون بأجسادهم الشريط الشائك، وكيف يقفزون الواحد تلو الأخر إلى خندق الموت الذي أعده الاحتلال تحسبا لهم بعد العبور الأول. راقبناهم ببرود العاجز.. وكنا خجلين أمام شجاعتهم.... لم نفعل شيئا إلا السباب لمن كان يرميهم بالرصاص... كنا نوصل لهم الرصاص بعيوننا المنكسرة... لم أر الموت قريبا كهذه المرة.... لم يسعني حينها إلا البكاء طويلا.
ثلاثة شهداء في ذكرى النكبة، خمسة وعشرون شهيدا في ذكرى النكسة، أربعة شهداء في مخيم اليرموك نتيجة التوتر والشعور بالخديعة بين أوساط الفلسطينيين...
مضي شهران على عبورهم الثاني... وما زالت الدماء تجري في شوارع سوريا، ودبابات الجيش تقتحم المدن في فعل أصبح اعتياديا لتكراره، مضى شهران ولم تزدنا الأحداث هنا إلا يتماً وعزلة...، الجولان الذي كان على مدار أربعين عاما خارج الوعي السوري نظاما وشعبا، هو الآن كذلك خارج مجريات الثورة. لم ينله حتى الآن إلا تحمل نتائج أخطاء النظام في محاولاته البائسة للخروج من أزمته، حقيقة لم يزدد الجولان إلا عزلة. والنظام "الممانع" ها هو يمنع عنا الهواء.. مثلما منع عن شعبه الحرية، وعن الجولان استحقاقاته، فباتت "عطاياه" الصغيرة وبعض الامتيازات المتفرقة منة على الجولانيين.... ووسيلة رخيصة لكسب الولاء والتأييد.
لكننا لا زلنا على موعد مع الوطن، فما أن هلت تباشير الثورة حتى خفقت قلوبنا متنسمة عطر الحرية فالوطن الحر وحده القادر على استعادة أرضه وشعبه وكرامة مواطنيه.
ومهما حاول البعض افتعال الولاء هنا وهناك باسم الجولان المحتل فإن حقيقة واحدة تفرض نفسها على كل إنسان حر.. حقيقة الحاضر والمستقبل القادم... أن الشعب حتى هنا في الجولان المحتل يريد إسقاط النظام.
الجولان المحتل
[email protected]



#ليلى_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الأماكن
- عن النكسة والمقاومة وتناقضات العيش في الجولان
- عمّان ملتقى الأحبة من الجولان المحتل
- ذكريات وحلم يطير.... 2
- ثلاثة أسئلة... ثلاثة انكسارات..
- عن الجولان المنسي وعقدة الدونية لدى المثقف السوري
- ذكريات.. وحلم يطير...!!
- أشياء...
- سلمى والعصفور
- هل يسمع ناشطو سورية نداء رزان زيتونة؟!!
- علّ بعد الموت للدفلى.. يفيق الياسمين / هايل أبو زيد في أحادي ...
- هايل.. لماذا شيعتنا وبقيت..؟!
- حلم الزيارة / تقرير حول المعاناة الإنسانية لأهالي الجولان ال ...
- ديزني! الملعب الوحيد لأطفالنا 24 ساعة من أفلام الكرتون كيف ت ...
- العنف ضد النساء لمن تلتجيء المرأة المعنفة؟؟؟


المزيد.....




- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليلى الصفدي - الجولان بين جدار النظام وأمل الثورة