أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميشيل نجيب - قتلوها ولكن شُبه لهم














المزيد.....

قتلوها ولكن شُبه لهم


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1024 - 2004 / 11 / 21 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن قتل مارجريت حسن الناشطة العراقية فى مجال الإغاثة حسب ما قالت به وزارة الخارجية البريطانية بعد مشاهدتهم للشريط الإرهابى الذى ظهرت فيه إمرأة يتم إطلاق النار عليها ، هو دليل إدانة ضد كل من ساهم بفتاويه فى تشويه عقول هؤلاء الشباب حتى أرتكبوا جرائمهم ، ودليل إدانة ضد كل من لاذ بالصمت وكان فى مقدوره إيقاف كرنفال الدم الذى أسسته المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام .
مارجريت حسن قتلوها لأنها تحب كل الناس وكرست حياتها لخدمة الفقراء والمحتاجين ، قتلوها لانها لا تعرف التعصب أو الكراهية ، قتلوها لأنها لا تعرف الجهاد فى سبيل الله بل تعرف فقط الجهاد فى سبيل المعوزين وإغاثة المحتاج ، قتلوها لأنها كانت صديقة للشعب العراقى المغلوب على أمره .
كانت مارجريت حسن مديرة لوكالة " كير " للإغاثة فى العراق ، ولم تكن مديرة سجن أبو غريب أو رئيسة للعراق حتى يفعلون بها ما فعلوا ، كانت تقدم يد المساعدة لكل إنسان دون تمييز فى العقيدة أو الجنس أو اللون ، شُبه لهم أنهم قتلوها وتخلصوا منها إلى الأبد ، لكن أعمالها ستبقى حية فى نفوس من مدت يد المساعدة لهم .
ليس مهماً إدانة المجتمع الدولى لإختطاف أو قتل مارجريت حسن أو غيرها ممن يعملون فى مجال العمل الإنسانى بالعراق ، بل المهم هو رأى الإرهابيين فى بنو البشر المختلفين عنهم حتى يكون سبباً كافياً فى إقناع العراقيين السذج فى التستر على هؤلاء الخاطفين وعلى جرائمهم الفظيعة ضد أمرأة .
كانت خطيئة مارجريت حسن أنها تقوم بأعمال الخير من أجل حياة البشر ، خطيئتها أنها لم تقوم بأعمال الجهاد مثل الذين خطفوها ثم قتلوها ، أعمال خطف وذبح وتفخيخ وتخريب وتكاثر أعداد اليتامى بذبح آبائهم وأمهاتهم ، زرع العبوات الناسفة ليتكاثر أعداد المعوقين فى مجتمع العراق الجديد ذهنياً وجسدياً ، نعم كانت خطيئتها أنها عجزت عن التفكير مثلهم ورفضت أن تتنازل عن قيم المحبة والرحمة ، لذلك كان عقابها من هؤلاء المجاهدين هو القتل لأنها لا تستحق الحياة بسبب تمسكها بقيم هابطة تساعد على الإنحلال الأخلاقى بين شعوب العرب .
كفى البشر مجازر وخناجر الأديان التى يوجهها إرهابيين ضد أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يفعلون الخير ، كفى قمع للقيم النبيلة التى وهبنا الله ، كفى قمع وأستعباد المشاعر فى ممالك رجال الأديان الذين فتحوا ينابيع الدماء وفجروها فى طرقات الموت ، وأغلقوا أبواب الحياة ورفعوا رايات السواد حداداً على موت القيم الحية وظللوا كل الشوارع بشعارات الموت السوداء التى توارثوها عن آبائهم وأجدادهم .
المسئولية فى تلك الجرائم اليومية التى تجتاح أرض العراق تقع على عاتق كل عراقى لديه رغبة حقيقية فى تحرير بلاده من قوى الإرهاب والطغيان ، مسئولية كل عراقى يعلم ويعرف جيداً أماكن هؤلاء الإرهابيين ويتركهم يفعلون ما يريدون من أعمال تتنافى مع كل القيم الإنسانية والإلهية .
إن الساحة الإعلامية قدمت بعض المقالات عن جريمة قتل مارجريت حسن وأنتهى الأمر ، وهذا أكبر دليل على الغيبوبة التى يفرضها الإعلام على شعوب المنطقة العربية ، لا يجب أن يتجاهل المثقفون ورجال الدين تلك الجريمة ، إنها جريمة لا تحتاج إلى كلمات الشجب والإدانة ، بل تحتاج إلى تنوير الرأى العام لشعوبنا ليقف على حقيقة الفساد الذى أنتشر فى مجتمعاتنا وأفسد الإنسان الذى أنتج الإرهاب .
إن القوة الأمريكية لن تستطيع فرض الديمقراطية على بلد يأبى أهله التفكير بمنطق العصر الحديث ، ويفضل التفكير بمنطق عصر الغزوات الدموية ، التى أصبح القتل فيها لذة مفروضة لإرضاء إله يحتاج إلى من يجاهد بالنيابة عنه ضد أعداءه الغير منظورين .
ستنسحب القوات الأجنبية من العراق عاجلاً أم آجلاً ، لكن تبقى القضية التى يجب أن يتبناها الجميع وهى كيف يمكننا طرح قضايانا الحيوية بطريقة سلمية بدلاً من الطرق الإرهابية التى يطاردها الضمير الدولى بلا هوادة ، الطريقة السلمية هى الطريق الوحيد أمام بلادنا وشعوبنا لعلاج كافة مشاكلنا حتى نقف على أقدامنا وليس على أقدام الآخرين ، ونفكر بعقولنا وليس بعقول الآخرين سواء كانوا أمواتاً أو أحياء .
سيأتى اليوم الذى ستتحرر شعوب الشرق الأوسط من قيود الجهل والتخلف ، وساعتها ستكتشف عمق المأساة الإرهابية التى عاقتها عن التقدم ومواكبة الحضارة الحديثة ، سيأتى اليوم الذى يكتشفون فيه أنهم قد كانوا بلا عقل وفاقدين القدرة على التمييز بين الخير والشر لأنهم كانوا تحت التخدير الإرادى ، التخدير الدينى الذى أصاب العقول بالشلل برداً وسلاماً .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادرة الأحلام الإنسانية
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميشيل نجيب - قتلوها ولكن شُبه لهم