أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سلام ابراهيم عطوف كبة - صناعة الهندسة الوراثية وجرائم دكتاتورية صدام ضد الانسانية















المزيد.....


صناعة الهندسة الوراثية وجرائم دكتاتورية صدام ضد الانسانية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1024 - 2004 / 11 / 21 - 11:57
المحور: الطب , والعلوم
    


من أهم مستلزمات التنمية الصناعية في ظل الانفجار المعلوماتي والتشابك الإعلامي والثورة العلميـة - التكنولوجية المعاصرة وثنايا العولمة الكثيفة وخصوصية الحياة في بلادنا … كان ولا يزال تنمية وتطوير الصناعات الهندسية وصناعة بناء المكائن والمعدات وصناعة الكهرباء لأنها جميعا تشكل أساس الصناعات القائمة فتزودها بمقومات وجودها واستمرارها وتخلق أسس تطويرها واعادة بناءها وإعمارها واقامة مختلف الصناعات الجديدة . ويعزز ذلك من الصناعات الإلكترونية والبايوتكنولوجية لتكون عامل اسهام اساسي التطور الصناعي في البلاد وكردستان على حد سواء .

 بحوث التقانة العلمية

لتحقيق ما تقدم يستلزم دعم البحث العلمي البوليتكنيكي كنموذج فعال لتحسين التكنيك والاستفادة من التقنيات الحديثة في عملية الإنتاج واعادة الإنتاج والدراسات التنموية . ويقصد بالبحث العلمي الحديث – الأسلوب المنهجي العلمي المتبع لتشخيص مشكلة ما وحلها باتباع اكثر السبل ملائمة . وكذلك الأعمال الجارية لتطبيق المعارف الجديدة عن حتمية وشمولية وسيبرنية وسينرجية (السيبرنية والسيبرنيات أو السيبرنتيك والسيبرنتيكا " CYBERNETICS "هي علوم التحكم الذاتي في الطبيعة والمجتمع ورائدها العالم الفذ ( روبرت فينر) الذي اصدر المؤلفات عن ماهية التحكم الذاتي والتغذية المرتدة FEEDBACK …اما السينرجية SYNERGY فهي مفردة العقلانية الجديدة في التعبير عن كيفية وطرائقية تفاعل مكونات أي نظام في الوجود لتشكيل وصياغة وتركيب بنى ومنظومات اكثر تعقيدا ) العالم الموضوعي من طبيعة ومجتمع ، ونقل هذه المعرفة الى المنتجات والأساليب الحديثة في العمل والفكر والتدقيق والاختبار والتطبيق … وهذه البحوث _ صرفة او موجهة او تطبيقية … هدفها هو عكس الحقيقة الموضوعية أي الظواهر الخارجية بارتباطاتها الداخلية والضرورية . ومع الألفية الثالثة وانقضاء القرن العشرين وتحول العالم الى ضيعة صغيرة واستمرار التدفق المعلوماتي التقني العلمي الجبار …ظهرت علوم جديدة تستحق الاهتمام منها البيونيكا ، والبايوكيمياء ، والبايوفيزياء ، والجيوكيمياء ، والبيولوجيا الجزيئية ، والهندسة الجينية ، والهندسة الوراثية … الخ ولم يعد امتلاك أسلحة الدمار الشامل _ وهي تمثل الجانب السلبي المظلم من التطور العلمي الحديث _ قضية داخلية تخص بلدان دون غيرها .فكانت وهي اليوم ايضا بحوزة ساسة يراهنون أصلا على القوة والهيمنة والتحديات في اللعب حتى آخر المسار … لتعمي أبصرتهم وتفقدهم الأحاسيس الواقعية . وقد تلمس كارثيتها ومرارتها شعب كردستان عامي 1987 و 1988 فزادته تصلبا بعدالة قضيته ، وإيمانا بحماقة دكتاتورية بغداد ، وثقة مطلقة بالنهج العلمي في اتباع أساليب النضال لاعادة أعمار وبناء كردستان ، وتمسكا بأرضه .
وقد ساهم إشاعة الكمبيوتر والانترنيت والفاكس ومعدات استقبال البث من الأقمار الصناعية والتعدد الوسائطي (Multi media) واستخدام الوثائق الهايبرية وتطور تكنيك المعالجات المجهرية والإلكترونيات الدقيقة والتكنيك البايوتكنولوجي … ساهم في تذليل حركة التبادل المعلوماتي التي اذا ما اقترنت بالموارد المالية والكادر الفني والإدارة الجيدة فان عملية التطور تدفع الى الأمام بخطوات توازي عمل عقود وقرون من الزمن . ومع ذلك لا زالت بلادنا بعيدة عن عتبة الثورة التكنولوجية بسبب دكتاتورية بغداد البائدة وسياستها العدوانية الحمقاء وافتعالها حربين إقليميتين في عقد من الزمن حرمت العراق من موارده الاقتصادية وبسبب شوفينية النظام وسياسته الهوجاء في التطهير العرقي واخيرا بسبب الاحتلال الاميركي .. الى جانب ذلك تظهر جليا للعيان العوامل التالية :
1. خصوصية بلادنا وكردستان ونفوذ الخطاب السلفي والغيبي والعشائري والطائفي فيهما عمق من تخلفهما وخلق فجوة حضارية متميزة بين كردستان وباقي مناطق العراق من جهة وبين العراق والعالم من جهة أخرى . وهي فجوة اعمق بكثير من تلك التي قطعتها الدول الصناعية سابقا بسبب الاستقطاب الاقتصادي المتسارع المستمر والتفاوت التقني . ويتميز انتشار مظاهر الترف الحضاري بالسمات التالية : أولا – الطابع الاستهلاكي وسيادة العقلية الاستهلاكية – إنتاج التخلف السائد . ثانيا – اقتصار الترف على شرائح معينة في المجتمع لا سيما قيادات الأحزاب السياسية رغم ظهور رديف قوي يدعم الزعامات العشائرية برفضها ومضايقتها القانون متمثل بالشرائح الطفيلية وهي تثرى مع مرور الزمن بسرعة كبيرة لاستغلالها السلطات القائمة وممارستها النشاط الاقتصادي غير المشروع ، والصفقات غير القانونية ، ونهب المال العام والخاص ، وتعاطي الرشوة ، والركض وراء السلع الاستهلاكية والتقنيات الجديدة لأغراض تجارية بحتة . ثالثا- تعمق التشوه الاجتماعي بسبب من التوتر الأهلي القائم . والتهديد الدائم للدكتاتورية وسياستها في الترغيب والترهيب في العقود القليلة المنصرمة ثم تبعات الاحتلال الاميركي وقوى العصابات المنظمة حصر مظاهر الترف الحضاري بيد شرائح اجتماعية معينة ووسع من نطاق انتشارها . رابعا- تكريس التخلف في كردستان هو سياسة ثابتة للحكومات المتعاقبة على إدارة شؤون كردستان منذ معاهدة لوزان وتأسيس الدولة العراقية الحديثة بسبب النهج الشوفيني الضار . ولم يعف ذلك القيادات الكردية التي أخلت بمنهج الحوار الديمقراطي فيما بينها اكثر من مرة .. وهي بأمس الحاجة أليه . فالديمقراطية أساس قيام المجتمع المدني شرط تطوير البنية التحتية . والديمقراطية قضية مصيرية تاريخية على أساسها تبنى الوحدة الوطنية للشعب .
2. سيادة أساليب النقل التكنولوجي السلبي والافتقار الى أساليب التنظيم والإدارة العلمية الجيدة والمواجهة المباشرة مع الاحتكارات عبرالشركات متعددة الجنسية وغير المباشرة بواسطة هيئات الامم المتحدة والمنظمات الإنسانية المختلفة .
3. ضعف القوة الشرائية والطلب الفعلي على الوحدات الإنتاجية وفقدان الأسواق الوطنية .
4. سرعة تقادم التقنيات والتكنولوجيا الحديثة وأزمة تجديدها لان الأسس الإنشائية لهذه التقنيات لا زالت بعيدة عن المنال .
5. الضبابية القانونية وتقاطع القوانين الأقليمية مع المركزية وهشاشة نهج التخطيط سواء على نطاق الاستراتيج او التكنيك . وتخلف التشريع في حماية التقانة والتكنيك المعاصر والعلوم والتكنولوجيا الحديثة . فساهم ذلك في تردي القيمة العلمية للتعليم والبحث العلمي والتقانة الجديدة .
ومثلما توفر العولمة والتدفق المعلوماتي لبلادنا فرص وتحديات تنموية فأنها تنطوي على أخطار وعدم تيقن . وسيكون في النتيجة متخلفا عن القافلة ! الذي لا يسير في هذا الركب الإنساني المتسارع ليصبح غريبا عن العالم الذي بدا يتحدث بلغة واحدة مفرداتها … عولمة … تكنولوجيا… حداثة … تميز … إبداع … منافسة … " والتنمية الصناعية تفاعل بناء بين أسس الصناعة التقليدية.. وهي أساس البنية التحتية مثل صناعة الكهرباء والمكائن .. وبين أسس الصناعات الحديثة وهي صناعات لا يمكن ان تستغني عنها الحياة العصرية " .

 صناعات الهندسة الوراثية

تسهم تقنيات الهندسة الوراثية نظريا في القدرة على إنتاج أنواع بيولوجية تمتلك خليطا من أي صفات مرغوب فيها . ويشمل ذلك النباتات الغذائية . وتطوير السلالات المهندسة وراثيا لا يعتمد على العمليات الجنسية ولكن على غرس الجين او العامل الوراثي الخاص المشتق من المصادر الواهبة . ومن ثم الإنماء والتطوير البايولوجي التالي من الخلايا المطورة الجديدة غير المتخصصة ! وبالنسبة للنباتات الغذائية فالتوصل الى محصول جديد وفريد يشكل مذاقا شهيا لم يكن الفرد معتادا عليه ! هو هدف أساسي لعلماء التغذية وجوهر الصناعات البايوتكنولوجية الحديثة تسهم فيها بالدرجة الرئيسية تقنيات التهجين المعاصرة ! .
في تاريخ البشرية محطات يتوقف عندها الزمن ليحييها بفخر واعتزاز وتقدير لأنها محطات غيرت فيها وجه الطبيعة على كوكب الأرض عموما . فاختراعات وابتكارات القرن العشرين من السيارة والغواصة والطيارة والصاروخ وسفينة الفضاء والقمر الصناعي الى الهبوط على سطوح القمر والكواكب السيارة .. واكتشافات النسبية والكهرباء ، والحرارة ، والذرة ، والاتصالات الحديثة حولت العالم الى قرية صغيرة متشابكة . وفي الطب اكتشفت الجراثيم والميكروبات والمضادات الحيوية والتطعيمات . وظهرت التكنولوجيا الطبية الحديثة والعلاج الذري والعلاج بأشعة الليزر والعلاج الجيني . وكل هذه المنجزات أسلحة ذات حدين أسلحة للتدمير الشامل وأسلحة للبناء والتطوير الشاملين الرائعين . لكن العلوم والتكنولوجيا لها باب خاص ومدخل بحثي خاص بينما الجوانب الأخلاقية والنفسية والاجتماعية التي تقرر أحيانا مصير البشرية لها باب آخر .. وعموما اثبت التاريخ زوال أي عائق أمام التقدم العلمي التقني . والهندسة الوراثية هي إعادة برمجة المعلومات التي يحملها الكائن الحي سواء كان خلية واحدة ام كائن متكامل وحتى لو كان حلية جرثومية _ ميكروبية لا ترى بالعين المجردة . فيتم إدخال صفة وراثية جديدة او تقويتها او إلغاء صفة وراثية معينة عن طريق إعادة هندسة المعلومات الوراثية عبر الهندسة الجينية في المورثات. والهندسة الوراثية ارادوية الطابع وهذا ما يميزها عن الوراثة التقليدية _ فهي تغيير مختبري او معملي غير عشوائي .. واختزال هائل للزمن واختراق لحاجز النوع ليجري نقل الصفات من أنواع معينة الى نفس الأنواع او أنواع أخرى في الطبيعة . وعليه تعتبر علوم الهندسة الوراثية أساس طب الألفية الثالثة لأنها تحمل في طياتها تذليل معضلات طبية ابتداءاً من الأمراض الوراثية " مثل : السكر وضغط الدم وتصلب الشرايين والسرطان" وامراض القلب وامراض المناعة الذاتية مثل : "الروماتويد والذئبة الحمراء " وغيرها والأمراض العصبية التي تصيب المخ والأعصاب … وتذلل هذه العلوم تصنيع الهرمونات والبروتينات التي لا يمكن الحصول عليها من الطبيعة " مثل : هرمون النمو والأنسولين الآدمي وعوامل تجلط الدم …" وغير ذلك من الأدوية والمواد اللازمة لعلاج الأمراض فتولد لنا الصيدليات البيولوجية المتنقلة . وتسهم العلوم الجينية والوراثية المعاصرة في إمكانية زرع الأعضاء البشرية ونقل الدم دون لفظها من قبل الأجهزة المناعية او طردها من الجسم … الا ان اكبر المنجزات هو في تصنيع الأعضاء البشرية خارج الجسم او استنساخها من خلايا سليمة لها .

 الاستنساخ الجيني والاستنساخ الجيني البشري

الهندسة الوراثية والاستنساخ موضوع إنسان القرن القادم . وقد يخضع للتأثيرات السياسية الدولية غير المعلنة والمؤثرات الغائية البحثية غير المتطورة . فالعلم يتقدم ويبتعد كثيراً عن خيالنا لانه مارد كبير . وقد فتح الاستنساخ الجيني البشري الباب على مصراعيه للجدل حول مصير البشرية . ومع الخيال الخصب للأدب العالمي في هذا المضمار .. الا ان تجارب الاستنساخ الجيني تحولت الى حقيقة تتطلب مناقشة ودراسة عقلانية وهادئة بعيدا عن التزمت والتعصب والتحجر رغم المشاكل الاجتماعية والأخلاقية العرضية . فما من منجز علمي إلا وقد أثار زوبعة من الغبار ليترسخ في الحياة وينفض غباره الى الوراء .

بالهندسة الوراثية يمكن التنبؤ واكتشاف الأمراض الخبيثة كالسرطان وكذلك التصرفات الذكية والسلوك العدواني ومعالجة الشيخوخة والهرم . وتبقى علوم الخلية والوراثة بمستواها الجزيئي محاطة بألغاز وغموض علميين يستلزم لحلها أعوام أخرى . واساس هذه الألغاز هو خصائص المكونات الخلوية الإنسانية . والصعوبات التقنية لا زالت قائمة لرسم الخريطة الجينية الكروموسومية لتبيان المواقع الجينية رغم التقدم الثوري الحاصل في تحسين صفات الكائنات الحية . وفي عام 1990 وضعت آخر خريطة جينية في العالم احتوت على (4×10**9 ) من قواعد الأحماض الأمينية D.N.A. والتي تحتوي ما يقرب على (10**5 ) جين … ومن المعروف ان العدد المميز للكروموسومات في الخلية الواحدة خاصية نوعية ثابتة عند الأجيال وعبرها . وقد وضعت النظرية الكروموسومية حداً لتفسير الغموض الذي أحاط علوم الخلية والوراثة لتؤكد ان تعاقب الصفات عند الكائنات الحية من جيل لآخر تتم بتعاقب الكروموسومات ذاتها . وساهم المتتبع المجهري لعمليات الانقسام الخيطي والاختزالي في الدراسات الكروموسومية في اكتشاف الشيفرات الوراثية والنماذج اللولبية الثنائية للحامض النووي (D.N.A.) .


 جرائم ضد الإنسانية
بذلت الحكومة العراقية منذ نهاية السبعينيات جهودا حثيثة في تطوير تطبيقات علوم الهندسة الوراثية والجينية في العراق … ونشأت لهذا الغرض مراكز البحوث الزراعية والبايولوجية والطبية (انظر : مركز اباء للابحاث الزراعية. ) . وكانت كردستان العراق ساحة خصبة لتنفيذ سياساتها تلك ورخيصة من جانب توفر مادة البحوث البشرية والمادية ! كما قامت الحكومة العراقية بتطوير بحوثها في مضمار النظائر المشعة منذ الستينات (تأسست لجنة الطاقة الذرية في بغداد بموجب القانون رقم 1 المؤرخ في 15 / 1/ 1959.وكان محمد كاشف الغطاء اول رئيس لها..وتولت اللجنة بحوث النظائر المشعة بادئ الامر ) . وهذا الجانب اي النظائر المشعة مهم في تطوير علوم الهندسة الوراثية .
اعتمدت الحكومة العراقية سياسة حيازة الأسلحة البيولوجية قبل الحرب العراقية _ الإيرانية ومنذ عام 1974 ، وفي عام 1975 انشىء برنامج للبحث والتطوير في مضمار الأسلحة البايولوجية في إطار معهد الحسن ابن الهيثم . الا ان البحوث آنذاك لم يكتب لها النجاح ولم تحقق الكثير . وفي عام 1985 أوصت منشأة ( المثنى) العامة – وهي المرفق الرئيسي في العراق للبحث والتطوير في مضمار الأسلحة الكيميائية وانتاجها … أوصت بالمباشرة في برنامج التسلح البايولوجي وحصلت على تأييد وزارة الدفاع العراقية لبرامجها . واعتمد البرنامج أساسا على أيراد السلالات البكتيرية من الخارج والقيام بأعمال التخمير المعملية . وشارك في الأعمال الحذرة والغير معلنة منشآت في التاجي والسلمان والدورة … واجريت البحوث على الأغنام ، والحمير ، والقردة ، والكلاب … كما ان فريق الأسلحة البايولوجي العراقي في ( السلمان ) كان يرتبط مباشرة إداريا بقسم بحوث الطب الشرعي التابع لمركز البحوث التقنية التابع لهيئة التصنيع العسكري . ونجح النظام العراقي أواخر الثمانينيات في إنتاج عوامل الحرب البايولوجية مثل تكسين البوتولينيوم ، والجمرة الخبيثة (Bacillus anthracis) ، والغنغرينا الغازية ، والافلا تكسين، والتكسينات التريكوثيسين الفطري ، والحبوب الغذائية الملوثة. واتسع نطاق البحوث ليشمل منشاة (الحكم) العامة ومرافق الفضيلية والموصل (ادعت الدكتاتورية ان منشأة الحكم او مشروع رقم 324 مخصصة لصنع البروتينات الوحيدة الخلية SCP فقط لا غير أي انتاج العلف الحيواني بينما اكدت تقارير الامم المتحدة والوثائق التي وقعت بحوزة مجلس الحكم انها قد لعبت دورا اساسيا في بحوث التسليح البيولوجي للنظام العراقي) كما شمل إنتاج المواد السامة كالريسين والفيروسات القاتلة ومنها فيروس التهاب الملتحمة النزفي ، وفيروس روتا ، وفيروس جدري الجمال . وبعد غزو الكويت عام 1990 جرى تكثيف برنامج التسلح البايولوجي العراقي وتحول التركيز من التجارب الميدانية المتفرقة الى إنتاج عوامل الحرب البايولوجية على نطاق واسع ، وكانت إنجازات البرنامج البايولوجي العسكري العراقي بارزة مع مضي سنوات خمس فقط على بدايته المعلنة . وتعاون مع النظام العراقي شركات غريبة المانية وإيطالية ونمساوية بتزويده بأجهزة إنتاج وتخمير بيولوجية ومختبرات مساعدة . وقام النظام بتغطية مجموعة كاملة من الأسلحة العراقية بالمواد البايولوجية المصنعة محلياً كالأسلحة التعبوية والاستراتيجية والاقتصادية … مع كل هذا التطور ما هو موقع كردستان في الموضوع ؟!
استخدم النظام العراقي كردستان العراق ميدان لتطبيق أسلحته الكيميائية الفتاكة وكان قد استعملها من قبل مع ايران في حربه التي دامت (8) سنوات . وبعد انتفاضة آذار المجيدة وخلالها حصل الكرد على وثائق تدين النظام باستخدام الكرد مادة لتجارب غامضة ومشاريع أطلق عليها في حينه تعبير " المجازر البشرية"… ومع تطوير النظام لبرامج تسلحه الكيماوي البايولوجي يصبح من المنطق جداً ان يكون الشعب الكردي مادة لتجارب أسلحته المريرة .. وتدل على ذلك مؤشرات الاختفاء الجماعي لاعداد ومجاميع غير قليلة من الأكراد نهاية الثمانينيات . ان سياسة التطهير العرقي التي اتبعها النظام العراقي ضد الكرد هي امتداد للشوفينية التي تميزت بها سياسات الحكومات المتعاقبة في بغداد منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة … وتتويجاً للأساليب الفاشية للدكتاتورية في إدارة شؤون الشعب العراقي وكسر شوكة الشعب الكردي وتطلعات الاقليات القومية في العراق .
ان الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي بريء منما اقترفته دكتاتورية ( صدام حسين) بحقه وهو أدرك تمام الإدراك ان مصير العراق أرتهن بتغيير هذه الدكتاتورية واقامة النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي المنقذ لثرواته الوطنيـة . وهو إذ يزدري استخدام التقنيات العلمية لأغراض التسلح التدميري الشامل ينتقد أيضا الخطاب التحجري السلفي الذي يقلل من شأن هذه العلوم الثورية . فتقنيات الهندسة الوراثية ثورية بحق لأنها أتاحت وضع الإبهام على بصمات الخلية وبصمة الحياة نحو فهم أوسع لمعضلات الحياة الصحية والصناعية والزراعية . وبها جري تحديد الشفرة الوراثية من معرفة الأحماض الأمينية والبروتينات الناتجة ويجري تحسين السلالات الزراعية والنباتية الغذائية والحيوانية . وعلى ما تقدم تبرز المهمات التالية:
- تقديم (صدام حسين) وأعوانه من مرتكبي المجازر البشرية والمقابر الجماعية والجرائم البشعة ضد الإنسانية في العراق الى محكمة دولية عبر مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي ومنظمة (آندايت) البريطانية وبقية الهيئات الدولية ذات العلاقة … تبقى مهمة أساسية ومركزية في نضال الشعب العراقي والشعب الكردي .
- لا يمكن حسم موضوعة التنمية الصناعية والاقتصادية ما دام الاحتلال اميركي والعصابات الاجرامية الارهابية المنظمة وفلول البعث المنهار تجثم على بغداد والمدن العراقية والكردستانية … وعليه تعتبر إقامة النظام البديل الديمقراطي التعددي الفيدرالي ضمانة لسلامة وعقلانية أي تنمية اقتصادية _صناعية وزراعية في كردستان والعراق .
- من الضروري الحفاظ الجاد على ميزان سليم للتنمية الاقتصادية الصناعية في كردستان العراق واعادة إعمارها .. اعتمادا على شقيها : التنمية الصناعية التقليدية ، وهي أساس البنية التحتية ،وتنمية الصناعات الحديثة والتي تشمل بالطبع صناعة الهندسة الوراثية والصناعات البايوتكنولوجية والالكترونية .
- من المفيد تولي الحكومة الوطنية المركزية مسؤولية إدارة شؤون قطاع الصناعات الحديثة وبضمنها الصناعة الهندسية الوراثية او الجينية .. وبناء مصانع الأغذية والنباتات الغذائية المحسنة والعلف الحيواني الاصطناعي ، واقامة المعامل المختبرية الحديثة المرفقة . على ان تتولى ذلك دائرة خاصة مرتبطة مباشرة بمجلس وزراءها . ويشمل ذلك أيضا معامل البحوث الطبية الحديثة .
- اتباع نهج علماني متميز كسياسة عامة لسلطات ما بعد التاسع من نيسان والحكومة الوطنية في محاولة استيعاب وفهم آخر المنجزات العلمية – التقنية في العالم ونقد الخطاب السلفي والغيبي والمتحجر الذي يحاول التقليل من شأن التطور العاصف في العلوم والتكنولوجيا . وفي هذا الصدد لا بد من :
 اتباع سياسة إعلامية علمانية عقلانية على الصعيدين الرسمي والشعبي .
 تحشيد مؤسسات التعليم العالي والتربية باتجاه فهم وتفسير وهضم العلوم الحديثة والتكنولوجيا المعاصرة .
 نهج كل السبل الممكنة الى سياسة ثقافية ديمقراطية علمانية تعتمد الحوار أساسا في حل المعضلات فهو بلسم العصر ومفتاحه .. على كل الأصعدة.
- ايلاء العناية الخاصة بالبحث العلمي على الصعيدين الأكاديمي والرسمي . واعادة تأسيس البحث العلمي المرتبط مباشرة بأعلى الجهات في الدولة العراقية على اسس موضوعية . وتشجيع البحوث العلمية التطبيقية والموجهة والصرفة .
- إدارة شؤون بحوث النظائر المشعة بعناية فائقة داخل الأراضي العراقية وإنشاء مراكز البحوث الخاصة لهذا الغرض . وتعتبر النظائر المشعة تقنيات أساسية في بحوث الهندسة الوراثية الى جانب الكمبيوتر وعلوم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) والأنظمة الخبيرة (Expert Systems).
- اتباع سياسة سليمة عقلانية في توفير الأجواء المعيشية المناسبة للكفاءات العلمية وتقليل مخاطر تسربها الى الخارج .. وهذا يشمل بالطبع الكوادر العلمية الهندسية بشكل عام .
- تشجيع الترجمة ما بين اللغات القومية المؤلفة للشعب العراقي مما يسهم في تذليل الاستيعاب العام لمنجزات الثورة العلمية التقنية الجارية في العالم وإفرازات العولمة.

هوامش ومصادر :

** كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي .



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضاح ورفاقك / ضياء النجوم البعيدة والقريبة
- الفساد والافساد في العراق : من يدفع الثمن ؟
- السريانية والترجمة الآلية
- اللغة التركمانية والترجمة الحاسوبية
- ابراهيم كبة غني عن التعريف
- المجتمع المدني في كردستان العراق
- كردستان العراق والمجتمع المدني الحديث
- كردستان العراق والمجتمع المدني الحديث
- الشبيبة العراقية …ما لها وما عليها !
- آليات العقلنة واللاعقلنة في المنظمات غير الحكومية


المزيد.....




- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...
- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...
- كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- الرواد الروس يخرجون بأول مهمة إلى الفضاء المفتوح لهذا العام ...
- انفجار هائل يغطّي مجرّة بأكملها.. تبعد عنا 12 مليون سنة ضوئي ...
- مشاحنات روسية أميركية بمجلس الأمن بشأن تسليح الفضاء
- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سلام ابراهيم عطوف كبة - صناعة الهندسة الوراثية وجرائم دكتاتورية صدام ضد الانسانية